فتح الحادث الغادر الذي خطف أرواح عشرين شابا مصريا من ضباط وجنود قواتنا المسلحة جراحا أليمة في نفوس وقلوب كل المصريين. هؤلاء الشهداء الذين راحوا غدرا ساعة الافطار في ذكري غزوة بدر وشيعنا جثامينهم امس، هم شباب من خيرة شباب مصر، ذهبوا الي هناك ليحموا أرض مصر من اعداء مصر، فاذا الضربة القاصمة القاتلة الغادرة تأتيهم من الخلف في الوقت الذي كانوا فيه جميعهم في لحظة سلام مع من لا يستحقون السلام. كل بيت في مصر شعر أن كل واحد من هؤلاء الشباب هو ابنه او أخيه، كل بيت في مصر شعر بأن الكلام وحده لا يكفي، وان الحداد وحده لا يكفي، وان الحزن ايضا لايكفي، وحده القصاص هو الذي يمكن ان يبرد النار في قلوب كل الامهات والآباء والاخوة ,نحن أمهاتهم وآباؤهم وأخوتهم. اذا كنا لم نعرف بعد من هم الذين نفذوا هذه الجريمة البشعة أو الذين خططوا لها أو مولوها فإننا في انتظار ان نصل الي اجابات علي كل تلك الاسئلة في أقرب وقت، وأعتقد ان قواتنا المسلحة وأمننا قادرون علي الوصول إلي الحقيقة في الوقت المطلوب، وقبل أن تجف دماؤهم . إن اصابع الاتهام في كل حادث تشير دائما الي المستفيد منه، والمستفيدون هنا كثيرون، فهم يريدون تركيع مصر، وزعزعة استقرارها، وهز أمنها، وتوريطها في مواجهة عسكرية، والأهم هو تدمير قواتها المسلحة والقضاء عليها. ولا بد ان نكون نكون مدركين للمؤامرة الكبري التي تحاك لنا. نحن في انتظار الحقيقة، وفي انتظار القصاص وحتي يتحقق لنا هذا، لن يهدأ لنا بال.