نأت القوى الإسلامية بنفسها عن الهجوم التى شنته عناصر مسلحة على قوات حرس الحدود وخلفت استشهاد ما يقرب من 16جنديًا وضابطًا، معتبرة أن الخسة والندالة التى امتازت بها العملية تخالف جملة وتفصيلاً أدبيات الجماعات الإسلامية التى لم تتورط أبدًا ومنذ نشأتها فى شن هجوم على قوات الجيش. وقال الدكتور أنور عكاشة القيادى الجهادى البارز: "إن هذه العملية تحمل بصمات إسرائيل بامتياز"، ملمحًا إلى إمكانية تورط فلول النظام الحاكم السابق رغبة فى إشاعة الاضطراب والفتنة والوقيعة بين الرئيس مرسى والتيارات الإسلامية. وأوضح أن هذه العمليات تتنافى جملة وتفصيلا مع أفكار ومعتقدات تنظيم الجهاد منذ إنشائه، حيث لم يستهدف قوات الجيش، فضلا عن التنظيم قرر منذ سنوات وقف العمل المسلح فى مصر، وجدد هذا التعهد بعد الثورة واقتصر نشاطه على الوسائل السلمية. وأشار عكاشة إلى هدف العملية الأول إلى وضع العراقيل أمام الرئيس محمد مرسى وهو ما يتناقض مع تأييد الجهاديين بكل ألوان طيفهم لمرسى فى الانتخابات متسائلا: "هل يضع مؤيدو مرسى العراقيل أمام نجاحه عبر هذه العملية التى تخالف جميع مبادئ الشريعة الإسلامية؟". من جهته، ندد أسامة قاسم المرجعية الشرعية لتنظيم الجهاد بالاتهامات المجهزة سلفًا لعناصر جهادية بالتورط فى هذه الأحداث دون حتى انتظار نتائج التحقيق، لافتا إلى أن طبيعة العملية وتوقيتها وقت الإفطار تؤكد تورط الكيان الصهيونى فى هذه العملية. وأشار إلى وجود وحدة مستعربين فى الجيش الإسرائيلى تجيد اللغة العربية قد تكون هى المتورطة فى العملية أو عبر استخدام عناصر مدسوسة ومحاولة إعطائها طابعًا إسلاميًا فى مسعى لإشعال الفتن فى مصر وعرقلة التطور السياسى والانتقال السلمى للسلطة بل العمل على دق إسفين بين الإسلاميين والجيش. وكشف قاسم عن عناصر جهادية فى سيناء قد أكدت عبر اتصالات هاتفية مع رموز جهادية فى مختلف أنحاء مصر تخوقها من تورط عناصر مشبوهة فى القيام بهجمات كبرى ضد الجيش ومحاولة إلصاقها بالإسلاميين فى سيناء وهى معلومات نقلت لأجهزة أمنية كان يجب أن تتعامل معها بقوة. وأكد القيادى الجهادى عادل شحاتو أن الجماعات الجهادية ليست لها أى علاقة بهذه الأحداث، مشيرا إلى أنها تهدف لتوريط مصر فى شكل من أشكال الصراع بجانب توريط الإسلاميين من خلال اتهامهم فى مثل هذه الملفات والأحداث، خصوصا بعد فوز مرسى. وأشار إلى أن أنصار وفلول النظام السابق ينسبون أى اتهامات للإسلاميين خاصة بعد تولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية، مؤكدا أن هذه العمليات موجودة منذ سنوات وليست جديدة على مصر ويجب أن تتخذ خطوات جدية لإيقافها والتوقف أيضا عن اتهام الجماعات الإسلامية دون وجه حق. وأكد شحاتو أن هذا الحادث هو عمل مخابراتى من جانب إسرائيل استخدمت فيه خونة من مصر لتنفيذه، مطالبا النظام المصرى بحماية جنودنا فى سيناء وغيرها متهما النظام الذى قتل المئات والآلاف من الثوار فى ثورة يناير بأن يكون له دور فى قتل جنودنا على الحدود - على الأقل - بعدم حمايتهم. فيما عزا المهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ما حدث إلى وجود مجموعات تكفيرية فى سيناء كانت مرتبطة بصلات وثيقة مع النظام السابق وينبغى التصدى لها وتحجيمها. وقال الماجد: "إن هذه العمليات فى سيناء مستمرة من أيام مبارك"، مستهجنًا انتقادات البعض للعناصر الإسلامية المفرج عنها قريباً بالتورط فى هذه الجريمة بالقول: "لماذا يذهب هؤلاء إلى سيناء وهناك محافظات أقرب يستطيعون توجيه ضربات قاصمة خلالها". ووافقه الدكتور طارق الزمر المتحدث الرسمى باسم مجلس شورى الجماعة الإسلامية، واعتبر أن أحداث سيناء من تدبير المخابرات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن إسرائيل تحاول السيطرة على سيناء متذرعة بمحاولة السيطرة على الأمن وحماية حدودها. وأشار إلى أن إسرائيل تحاول بشكل مخابراتى غير مباشر أن تقوم بعمليات مسلحة فى سيناء لكى تحقق عدة أهداف، أولها إعادة نشر قواتها على الحدود مع سيناء بدعوى الحفاظ على أمنها بجانب رغبتها فى توسيع نشر القوات الدولية فى سيناء. وأوضح أن إسرائيل بذلك تهدف لعودة نظام مبارك وسياساته بترويج أن نظام مرسى لن يستطيع الحفاظ على أمن سيناء وتقوم بتبرير انقلاب عسكرى، مضيفا أنه من خلال متابعته لبعض الجماعات التكفيرية وخاصة فى العراق وجد أنها مخترقة من المخابرات الأمريكية الإسرائيلية والتى تستخدمها فى تحقيق أهداف محددة، مرجحا أن يكون قد حدث ذلك فى مصر، مطالبا بالتحقيق الكامل فى أبعاد هذا الحادث حتى لا يمر مرور الكرام وأن نأخذ بثأر جنودنا الذين قتلوا. واتفق معه فى الرأى الدكتور نصر عبدالسلام رئيس حزب البناء والتنمية، قائلا: "إن الحادث يحمل بصمات إسرائيل، وإن احتمال قيام الجماعات الجهادية بهذا الحادث غير موجود بالمرة، وهو مجرد محاولة إلصاق التهم بالإسلاميين، وهى نغمة كان يستخدمها النظام السابق لإلصاق مثل هذه التهم بالتكفيريين". واتهم بعض رجال الأعمال المجرمين من الفلول وممن يريدون إفشال المشروع الإسلامى ومشروع النهضة والاستقرار فى مصر بالتورط فى الحادث، دون أن يستبعد وجود اتفاق بين الموساد الإسرائيلى مع بعض رجال الأعمال فى مصر وبعض العناصر للقيام بهذا الأمر لالتقاء بعض المصالح. وأشار إلى أنه لا يجب أن ننسى أن هناك ثأرا بين بدو سيناء وبعض الجيش والشرطة ممن مارست ضدهم بعض القمع الأمنى، مشيرا إلى أنه سمع من بعض البدو فى المعتقل أن إسرائيل أرحم بالنسبة لهم من الأمن المصرى مؤكدا أنه من الممكن أن تكون قد استعانت بهم إسرائيل لتنفيذ هذا المخطط. وفى السياق ذاته، طالب الدكتور صفوت عبد الغنى عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية ورئيس المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة بالكشف عن منفذى الهجوم الإرهابى على الحدودية المصرية المطلة على قطاع غزة. ودعا إلى الرد على هذا الحادث الآثم بالقانون من أجل القضاء على مثل تلك العمليات الإجرامية التى تنال من استقرار وأمن الوطن، مشددا على تكاتف الأحزاب والتيارات الإسلامية صفا واحدا للقضاء على مثل تلك العمليات الإجرامية وذلك تجنبا لتكرارها، داعيا وسائل الإعلام إلى عدم استغلال الحادث لضرب المصلحة الوطنية. بدوره، استبعد الدكتور مجدى قرقر الأمين العام لحزب العمل الجديد، أن يكون لأى فصيل إسلامى صلة بهذه الأحداث، مشيراً إلى أن هناك مجرمين فى مصر يعملون لحساب الموساد والفلول يخدمون ذلك التوجه. وأكد قرقر أن من يزعم أنه يريد الاستقرار فى مصر يضرب هذا الاستقرار بتلفيق الاتهامات، مطالبا فى نفس الوقت الأجهزة الأمنية بأن تحقق بجدية فى هذا الأمر وتعلن النتائج كاملة أمام الشعب وتحاسب المسئول ايًا كان. فيما أعرب الدكتور يسرى حماد، عن اعتقاده بأن منفذى الهجوم مجموعة "مدفوعة من الخارج"، وقال: "إن هناك مجموعة شواهد تؤكد تورط إسرائيل فى هذه العملية لابتزاز النظام الجديد فى مصر. ودعا إلى الضرب بشدة على أيدى العابثين بالحدود الشرقية وبأمن واستقرار مصر، مشدداً على أهمية التكاتف بين الشعب والجيش والعمل على صد هذه الهجمة وقطع يد من تورط فى الاعتداء الآثم على الجنود المصريين، معتبرًا أن إسرائيل هى المستفيد الأول من هذه العملية. وندد الدكتور محمد إمام رئيس مجلس أمناء السلفية، بالاتهامات الموجهة للإسلاميين بالتورط فى هذا الحادث وتوريط الرئيس مرسى فى هذه العملية والعمل على استغلاله لابتزازه واتهامه بالضعف فى وقت كان المنتقدون يلوذون بالصمت حيال عشرات العمليات التى شنتها إسرائيل على جنود وأهداف مصرية.