في الوقت الذي يتحدث فيه الطرفان المصري والأثيوبي عن أن سد الألفية التي تعتزم أثيوبيا إقامته على منابع نهر النيل، لا يمثل الخطر الذي صوره النظام المصري المخلوع، وأن الأمر لا يتعدى انعدام ثقة، زال بعد زيارة دينس زيناوي رئيس وزراء اثيوبيا الأخيرة لمصر، حذر د.نادر نور الدين الخبير المائي المعروف وأستاذ المياه بجامعة القاهرة، في تصريح خاص ل«الدستور الأصلي» أن السد الأثيوبي الجديد، هو الخطر بعينه الذي سيواجه مصر خلال السنوات القادمة، خاصة في سنوات الجفاف التي تقدر ب7 سنوات، بدأت هذا العام بدليل ما يحدث حاليا في القرن الافريقي من مجاعات. وقال من المعروف أن إيراد النيل يمر بدورة عمرها 20 عام، عبارة عن 7 سنوات جفاف، ثم 7 سنوات أخري يكون الإيراد عاليا نتيجة سقوط المطر بغزارة في دول المنابع، ثم 6 سنوات يكون الإيراد فيها متوسط، والخطر الحقيقي الذي يمثله سد الألفية علينا هو أن، اثيوبيا لن تصرف لنا سوى حصتنا من المياه التي تمثل 55,5 مليار متر مكعب، وهذه الكمية تمثل ثلث جم سعة بحيرة نا صر. وأضاف نور الدين معنى ذلك انخفاض مستوى المياه في البحيرة بمقدار الثلثين، وهو ما يستحيل معه توليد الكهرباء من السد العالي، لأن توربينات توليد الكهرباء في السد تم تصميمها لتعمل عندما يكون ارتفاع المياه أمامه 160 متر، وتتأثر عندما يكون الارتفاع 150، وتتوقف تماما عندما ينخفض ارتفاع المياه الي 140 متر. وشد على أن الخطر الأعظم سيكون في سنوات الجفاف ال7، معللا ذلك بأن اجمالي استخدامنا السنوي من المياه في الزراعة والشرب والصناعة، تقدر ب 70 مليار متر مكعب، وكانت ال 18 مليار متركمعب التي نأخذها من حصة السودان تعوض الفارق بين حصتنا من مياه النيل واستخدامنا، والأن وبعد انفصال شمال السودان عن جنوبه، وإقامة سدي " الدسورص" و"خشم الجربة" على النيل الأزرق، أصبحت هذه الكمية الضخمة التي كنا نستخدمها من حصة السودان غير موجودة، مما يستتبعه ضرورة التفكير بشكل جاد في كيفية التغلب علي هذه المشكلات الحقيقية التي تهدد أمننا المائي، بشكل حقيقي وخطير، بعيدا عن التصريحات الوردية.