الأقباط قطعوا هتافهم «بالروح بالدم نفديك يا صليب» من أجل أذان العشاء.. وخطيب الجمعة نادي علي الأسقف من فوق المنبر مجدي أيوب هنا في محافظة قنا وتحديدا في مركز نجع حمادي كل شيء جائز فالمسجد لا يفصله شيء عن الكنيسة لدرجة تجعلك تظنه جزءا منها.. هنا كان حدثان لا يمكن تجاوزهما والمرور عليهما مرور الكرام لأنهما يحملان الأمل في حل حقيقي - وليس مجرد حبر علي ورق- حل يرضي جميع الأطراف علي أرض الواقع وليس أم الكاميرات، وكلا المشهدين يعبر عن أن المودة لم تنقطع بين المسلمين والأقباط في «عز» الثورة والغضب وأن الاحترام مازال له رصيد داخل القلوب حتي وإن كانت ثائرة. الحدث الأول لا يمكن أن تصدقه إلا إذا رأيته بنفسك لكنه حقيقة شاهدها كثيرون لكنهم لم يلتفتوا إليها وسط نيران الفتنة المشتعلة وبركان الغضب ففي اليوم الذي كانت فيه المظاهرات تنشر في كل مكان وسيارات الأمن المركزي علي كل جانب والعساكر يلتفون حول الشباب الثائر المتظاهر أمام مطرانية نجع حمادي بعد أن تجاوزت الساعة السابعة مساء فجأة أثناء ترديد شباب الأقباط هتاف «بالروح بالدم نفديك يا صليب» سادت حالة من الصمت بمجرد أن سمع المتظاهرون آذان العشاء يخرج من ميكرفون مسجد مجمع النجدة المجاور للمطرانية واستمرت حالة الصمت حتي انتهي الأذان احتراما له ثم عادت الهتافات مرة أخري بعد أن انتهي المؤذن من الأذان والغريب أن الشباب الذي فعل ذلك دون أوامر أو توجيهات من أحد، لم يصمت أمام اللواء محمود جوهر مدير أمن قنا والأنبا كيرلس أسقف المطرانية عندما جاءا لتهدئتهم. أما الحدث الثاني فقد وقع في صباح نفس اليوم وهو أنه أثناء قيام الشيخ عبد الغفار عبد العال بإلقاء خطبة الجمعة في مسجد مجمع النجدة فجأة قطع الخطبة الساخنة جدا التي كان يتحدث فيها عن الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط في نجع حمادي ونادي علي أسقف المطرانية المجاورة له قائلا « أدعو الأنبا ليسمعني الآن والمطرانية علي بعد متر واحد فقط مني وأقول له إنني أستنكر ما حدث من بعض الصبية الذين يحركهم بعض أصحاب المصالح بأموالهم.. واعترف أن هناك حالة احتقان بين المسلمين والأقباط وأنها لن تجدي معها المسكنات فهي تحتاج لعلاج يستأصل الورم الذي أصبح يشبه «الدمل» حتي لا ينفجر مرة أخري.. وأقول للمسلمين من فوق المنبر في صلاة الجمعة إن الأنبا كيرلس جري حافيا ووقف أمام المسجد بمجرد أن سمع شائعة أن الشباب القبطي سيدخل المسجد انتقاما من قتلة الأقباط ليلة عيد الميلاد المجيد وظل الأنبا يقف معي أمام المسجد حتي تأكد أنها شائعة لا أساس لها من الصحة ثم استكمل الخطبة قائلا: أعلم أن هذا الكلام سيعرضني للمساءلة لكنني لا أخشي أحدا إلا الله.