أنا فتاة عمري 21 سنة، ومشكلتي بدأت من وأنا عندي 9 سنوات..كان والدي بيخون مامتي، وهي عارفة كده وكانت بتزرع جوانا الكُره ناحيته، إنه دايما بياخد فلوسنا ودهبنا ويعطيه للستات، مع العلم إنه كان فعلا كده، وكان بيجيب الستات في البيت عندنا وينام معاهم قدام مامتي، وطبعا انهارت وتعبت كذا مرة، بس ماكانتش عاوزة تسيبه علشانا، إحنا 4 بنات ومش ليها حد خالص تروح بينا عنده، بعدها ماما سامحته كذا مرة لكن بيرجع كده تاني. المهم صورة بابا في عيني وحشة أوي، وده من كلام مامتي عليه لنا، وكمان صورة مامتي أصبحت أوحش لأنها اتجهت للخيانة هي كمان، وأنا عندي 10 سنوات تعرفت على صاحب بابا، وطبعا كنا صغيرين ومش فاهمين حاجة، وعرفتنا عليه وبقى ييجي البيت عندنا ووالدي كان في شغله أو برة البيت بحكم شغله، وكان ييجي عندنا كتير ويقعد معانا 7 ساعات متواصل، وأخدنا عليه. في مرة جه وإحنا نايمين صحيت لقيته فجأه نايم مع مامتي في غرفة والدي، وكان موقف صعب أوي ليّ، ومرة حاول إنه يلمسني بإيده في أماكن من جسمي كذا مرة، واستمرت معرفتها بيه حتى كملت 20 سنة، وكان دايما يسافر معاها وشفت شرائط فيديو وهما نايمين مع بعض. أنا بجد عندي حالة نفسية وتعبانة فعلا، بس أنا كنت باطلّع كل اللي جوايا في مذاكرتي وبس، ودخلت كلية العلوم، وبجد نفسي أخرج من البيت ده؛ مش حاسة بأي مودة فيه ولا حب، وأنا رغم كده مش باعمل أي حاجة غلط وباحاول أحافظ على نفسي. مافيش طبعا معاملة بينهم في البيت، وكل واحد فيهم في غرفة لوحده، وأمي بتسرق فلوسه، وهو بيسرق دهبها وحاجتها وبطاقتها ورخصتها وكل حاجة، وكل واحد يشتم في التاني لحد ما أنا مش عارفة أعمل إيه وأروح فين، فكّرت أهرب بس مش حل صح، لأن أختي هربت مرة ورجعت. أنا في ضياع بجد، حد بس يتكلم معايا أنا ماينفعش أتكلم مع أي حد أعرفه عن المشكلة دي، كله هيبعد عني.
t0tti
تقولين إنك في الواحدة والعشرين من عمرك ودخلت كلية العلوم وإن والدتك لم تترك والدك رغم أخطائه حفاظا عليك أنت وإخوتك، ووالدك لم يترك والدتك وما زال الزواج قائما، وبيت الأسرة مفتوح، والشكل الاجتماعي للأسرة لا بأس به، ولك معارف قريبة منك تخافين أن يعرفوا بمشكلات والدك ووالدتك. هذه كلها نقاط إيجابية في أسرتك لا بد أن تنتبهي لها وتنمّيها وتطوريها، فقد يكون والدك مخطئا كزوج، ولكن ماذا عن معاملته لك ولإخوتك كأب؟ وقد تكون والدتك مخطئة كزوجة، ولكنها ما زالت محافظة على بيتها وعليكن إلى حد كبير. مشكلتك تكمن في الخلط بين الأدوار، فلقد نجح والديك في القيام بدورهما كأب وأم بنسبة لا بأس بها، بدليل استمرار الأسرة وكون الزواج قائما لمدة 22 سنة، ولكنهما فشلا في علاقتهما الخاصة. وتفكيرك في الهروب هو الذي سيظهر عيوب الأسرة التي سترها الله حتى الآن، إنك تحاسبين والديك على أخطائهما وهذا ليس من حقك ولا تشغلي نفسك به، فحسابهما عند ربهما؛ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، فكونهما أخطئا في جانب فليس معنى هذا أنهما مخطآن على طول الخط، أو أن يكون خطئهما مبررا لنا لكي نخطئ نحن أيضا. بل علينا التقاط الخيط الجيد بينهما ونسج علاقة إيجابية معهما وبينهما، وذلك عن طريق الكذب المباح لتحسين صورة كل منهما في نظر الآخر أو على الأقل التقرب منهما ومعاملتهما باحترام، فحفاظهما عليكن وتحمل كل منهما للمعيشة مع الآخر في نفس البيت من أجلكن جدير باحترامكن لهما، ومحاولتكن التغلب على السلبيات التي تشوب علاقتهما، لا أن نزيد نحن المشكلات ونضع مزيدا من الوقود على النار، فكم من آباء وأمهات تركوا أبناءهم وعرضوهم للضياع غير مبالين بحق هؤلاء الأبناء عليهم في الرعاية والأمان. تقولين إن عندك حالة نفسية، وأنا أقول لك إنك شخصية متماسكة وتتمتعين بقدر كبير من النضج النفسي الذي أهّلك لكتابة هذه الرسالة التي رصدتِ فيها موجعات أسرتك، وعليك الآن تفهم هذه المشكلات واستكمال دور والدتك المنقوص، والحفاظ على إخوتك وتمسكك بالقيم الاجتماعية النبيلة التي أسقطها الكبار في طريق العناد والنزوات. عليك أن توقفي فورا محاسبة والديك أو عقد المحاكمات لهما، لأن ذلك سيهدر طاقتك النفسية فيما لا طائل من ورائه، عليك أن تقومي بمسئولياتك وواجباتك كشخصية ناضجة تحمي أسرتها من القيل والقال وتحمي البيت الذي تستظلون جميعكم بظله. أعجبتني جدا عبارة "أنا كنت باطلّع اللي جوايا في مذاكرتي"، وهذا يعني أن داخلك إيجابيات قوية عليكِ أن تفعليها في علاج عيوب أسرتك. عليك أن تضطلعي بدورك الاجتماعي في إقامة علاقات جيدة مع أخواتك وأن تتمسكن بعضكن ببعض وبالقيم السليمة وتتجنبن أخطاء الوالدين، أو على الأقل لا تتخذنها مبررا لمزيد من الأخطاء، فكل امرئ محاسب بما قدمت يداه، ولم تعد الأسرة هي المؤسسة الوحيدة للتربية واكتساب القيم وطرق التعامل في الحياة، فهناك وسائل الإعلام المختلفة وهناك قدراتنا العقلية التي تساعدنا على التمييز بين الغث والسمين.