أنا عندي مشكلة، ونفسي تساعدوني.. أنا عندي 19 سنة، واتعرفت على واحد عنده 26.. أنا طلبت منه إنه ييجي يتقدم رسمي، وفعلاً جالي؛ بس بابا رفضه عشان أنا كنت ساعتها في سنة أولى جامعة، وبابا رافض إن الخطوبة تبقى 4 سنين، وأنا طبعاً ما عارضتش رأي والدي. المهم فضلنا مرتبطين ببعض لمدة سنة.. أنا دلوقتي خلّصت سنة تانية، وهو جالي واتقدم لي تاني، وبابا وافق، وكنا خلاص هنعمل فرحنا؛ بس المشكلة بدأت من مامته.. أنا حاسة إنها بتتدخّل في حياته بشكل واضح، وهي اعترضت على كل حاجة هو اتفق عليها مع بابا؛ ولكن كان الاتفاق مع بابا بدون حضور مامته وباباه، عشان كده مامته اعترضت على الطلبات من ذهب وشقة وباقي الحاجات.
المشكلة الأكبر إني غلطت وقلت له إن مامته مسيطرة عليه جداً، ومش بيعرف ياخد قرار لوحده؛ يعني بالعربي كده ابن أمه؛ فسبّني بوالدتي، والموضوع اتفشكل وسيبنا بعض.
المهم هو حاول يرجع لي وأنا ضعفت ورجعت له عشان بجد حبيته، وشايفة إن أخلاقه كويسة، وملتزم جداً في الصلاة وفي المسجد؛ بس أنا اللي عصّبته، وعشان كده شتمني.. وماما عرفت إن أنا رجعت له تاني وهي رافضاه.
أنا مش عارفة أعمل إيه، هو عايز ييجي للمرة 3، وأنا خايفة من ردّ الفعل اللي هيحصل، وخايفة أكتر من ماما عشان أنا اللي عوّدتها إني أحكي لها على كل حاجة.
r
أختي العزيزة: تسرّعت كثيراً، وهدمت سعادتك بيديك.. جميل يا عزيزتي أن تكون علاقتك بوالدتك علاقة حميمية وعلاقة صداقة؛ ولكن ينبغي أن تعرفي أنك الآن قد كبرت، وأصبحت مخطوبة لشخص من المفترض أنه سيكون زوج المستقبل إن شاء الله؛ أي أن حياتك معه وكل ما يخصكما أنتما الاثنان ينبغي ألا تُطْلعي عليه أحداً حتى ولو كان أقرب الناس إليك؛ فأطلعيهم على الأشياء الجميلة بينكما؛ ولكن المساوئ أو الأشياء القبيحة عليكما ألا تطلعا أحداً عليها؛ فهي سر لا ينبغي أن يخرج من بين اثنين وإلا أصبح فضيحة وليس سراً.
وأنت للأسف الشديد، أسرعت مهرولة لكي تُحمّلي نفس والدتك وتجعليها تكره خطيبك، ولا تطيقه لأنه أخطأ في حقك؛ فهي لم تتعب في تربيتك وتضحي بكل ثمين ورخيص لتربيتك ولتصبحي فتاة في عمر الزهور، ليأتي شخص يُهينك ويهينها، ثم تمرّر الأمر بهذه البساطة أو السهولة.
أنت سوف تنسين مع الوقت الإهانة لأنك تحبين هذا الشخص؛ ولكن لأنها والدتك وتحبك أكثر من أي شخص في هذه الحياة؛ فإنها لن تستطيع أبداً نسيان ما لاقيته من إهانة حتى وإن كنت أنت المخطئة.
لهذا يا عزيزتي، فقد أخطأتِ مرتين، مرة عندما استفزّيت خطيبك بما قلتِه له، وكان من الممكن أن تخبريه بهذا الكلام؛ ولكن بأسلوب وطريقة أفضل من الطريقة التي تحدّثت بها معه، والمرة الثانية عندما ذهبتِ مسرعة لتخبري والدتك بما حدث من ردّ فعل خطيبك.
لهذا أعتقد أنه من الأفضل أن يصبر خطيبك بعض الشيء ولا يأتي للتقدم لخطبتك الآن؛ خاصة أن الأجواء لا تزال مشحونة، وأن ما حدث سوف يستغرق بعض الوقت حتى يتمّ نسيانه؛ فمن الأفضل أن ينتظر بعض الشيء حتى توشكي على إنهاء دراستك؛ على أن يقوم هو في هذا الوقت بتجهيز نفسه بما يلزم لإنهاء موضوع الزواج في أقرب وقت ممكن، وأن يفي بكل ما طلبته أسرتك منه في الاتفاق السابق؛ فعندما يتقدم مرة أخرى يكون الأمر مهيئاً للزواج وليس للخطبة.
وعندها أعتقد أن أسرتك ستعرف أن هذا الشخص "شاريكي"، وأنه يحبك بصدق، وأنه نادم على ما حدث، وفي الوقت نفسه لن يكون هناك فرصة لمزيد من المشكلات؛ لأن الأمور ستسير عندنا بشكل أسرع إن شاء الله.
ولكن عليك أن تكوني صريحة مع نفسك فهذا الشخص لن يتغير تجاه والدته؛ فهو سيبقى نفس الشخص الذي يستمع لكلام والدته، ولن يتغير هذا العيب بهذه البساطة.. فهل تتقبلين هذا فيه؟ أم أنك ستختلقين المشكلات بسبب هذا العيب في المستقبل؟ وبالتالي سوف تُحيلين حياتك لجحيم مستعِرْ.
عليك إما أن تتقبلي هذا العيب بنفس راضية، أو أن تُنهي الأمر برمّته، بنفس راضية أيضاً؛ فالخيار الآن لك، ولديك الوقت حتى تفكّري ملياً في الأمر؛ فإن تُنهي الخطبة من الآن سيكون أفضل بكثير من أن تُنهيها فيما بعد بمزيد من الخسائر لا قدر الله.