أثار قرار مجلس الشعب بالموافقة على تمديد قانون الطوارئ انتقادات محلية وخارجية، وربما يعمل على زيادة التحرّكات المناهضة للقرار، واستمرار التظاهرات المناوئة له إلى أن يتم إسقاطه -حسب ما أشار الناطق باسم الجمعية الوطنية للتغيير في مصر. فقد قال الإعلامي حمدي قنديل الناطق باسم الجمعية الوطنية للتغيير: "إننا ضد قوانين الطوارئ بأي شكل من الأشكال؛ فالقانون المعني من المفترض أن يكون لسبب طارئ وهو ما ليس له وجود". وأضاف "قنديل" في تعليق لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء حول أنباء تحدّثت عن نية الحكومة اقتصار تمديد الطوارئ على الإرهاب والمخدرات: "القوانين الحالية تكفل حماية البلاد من الإرهاب إذا طُبّقت بصرامة وتم التقاضي بسرعة"، منوهاً إلى أن "المظاهرات مستمرة حتى يُلغى قانون الطوارئ الحالي". وكان مجلس الشعب قد وافق الثلاثاء بأغلبية 308 أعضاء، من أصل 440 عضواً، على قرار الرئيس محمد حسني مبارك بتمديد العمل بحالة الطوارئ لمدة سنتين أي حتى نهاية مايو 2012. وجاء طلب الحكومة بتمديد قانون الطوارئ فيما تستعد مصر لاستحقاقين سياسيين مهمين؛ هما الانتخابات التشريعية في الخريف المقبل، والانتخابات الرئاسية في صيف 2011، كما يتزامن مع تحرّكات للمعارضة للمطالبة بإنهاء حالة الطوارئ المفروضة منذ ما يقرب من 30 عاماً. وكانت هيلاري كلينتون -وزيرة الخارجية الأمريكية- قد عبّرت عن أسفها في أعقاب موافقة مجلس الشعب على تمديد حالة الطوارئ، معتبرة "أنه جاء رغم تعهدات سابقة قطعتها الحكومة المصرية على نفسها قبل خمس سنوات"، كما أعرب فيليب كراولي -المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية- عن "خيبة أمل" بلاده؛ بسبب القرار. بينما قال أحمد أبو الغيط -وزير الخارجية- في تصريحات رداً على الانتقادات الأمريكية لتمديد حالة الطوارئ: "أعتقد أن التعليقات التي صدرت من أمريكا جانبها التوفيق؛ لأنها فشلت في أن ترى الجانب الإيجابي في الخطوة الكبيرة، التي تم تنفيذها بالأمس". من جانبها قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في العالم: "إن تجديد الحكومة المصرية لقانون الطوارئ لمدة عامين آخرين، يعني أنها لم تفِ بوعدها عام 2005، بوضع نهاية لحالة الطوارئ وإلغاء قانون الطوارئ". وبخصوص التحرّكات القادمة للرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي قال حمدي قنديل: "إن هناك اجتماعاً منتظراً للبرادعي في لندن يوم 21 يونيو القادم مع أبناء الجالية المصرية ببريطانيا وأوروبا بصفة عامة". وأضاف "قنديل": "سيقوم البرادعي بجولة في محافظات مختلفة لدى عودته إلى مصر يوم العشرين من الشهر الجاري"، لكنه استدرك "بعد وصوله سنجتمع معه، ونحدد ما يمكن فعله والخطط البديلة". عن ال"سي. إن. إن"