لا تزعجني كثيرًا إحصاءات الملحدين في أي مكان أو زمان، ولا تهمني قناعاتهم ولا أفكارهم، ولا تضرني تصرفاتهم، فالملحد عقله هواه، فكيف انزعج وهي لا تضر الله في شيء لا في حوله ولا في قوته، فالله أعظم من أن يضره إلحاد خلقه جميعا، وهو القادر على أن يذهب بنا (...)
الحماقة طبعهم والبذاءة لسان حالهم، هم السفهاء ولكن لا يعلمون، السفه هو غاية الجهل ونقص في العقل. والمرءُ سَفِه سَفَهًا حتى صار عند الناس وعند الله سفيها طائشا سريع الغضب من أتفه الأمور، شيمته السَّبُّ الفاحش والكلام القبيح المتجاوز لكل حدود الأدب (...)
إن ضعف الإنسان وجداله ينبعان من طبيعته المحدودة وقدراته البشرية، وهو أمر حتمي يظهر في جوانب عديدة مثل الضعف الجسدي، العاطفي، والعقلي. كما أن الجدال قد يكون ناتجًا عن العصبية، وعدم القدرة على ضبط الانفعالات، والخجل، أو الرغبة في تجنب المسؤولية، (...)
الناس معادن والمعادن قابلة للصدأ، بعضها يصدأ ويتآكل كليًا وبعضها يصدأ جزئيًا، حسب المواقف والظروف والأحوال، بينما المعادن الأصيلة -التي لا تتأكد أصالتها إلا عندما تُجلى بالنار حتى تُزال عنها الشوائب التي عَلَقَت بها- فتبقى أصيلة مدى الحياة.. كذلك (...)
ليكن حديث هذا الأربعاء عن جدلية قديمة قِدَم الإنسان وما زال الجدل حولها قائما وما أظن أنه سينتهي أبدا، هي جدلية متعلقة بالعلاقة المشتركة بين الغيبيات والماديات، بين الروح والمادة، بين الحسي والمعنوي..
فقديما كان صراع النظريتين سببا رئيسا في خلق (...)
قد لا تروق كلمة الأخلاق لبعض الناس ممن لا يؤمنون بأهميتها ولا بسلطتها الأدبية، تلك السلطة التي لا تحاسب كما يحاسبهم القانون بسلطته وأدوات تنفيذه وسلطة العُرف وأحكامه العرفية الملزمة منها، بينما الأخلاق لا تملك تلك السلطة المادية، لكن لو تأملنا في (...)
يؤكد الواقع أن إسرائيل تضرب المربوط والسائب معا حتى يخافها الجميع! يبدو أن المثل الشعبي الذي يقول: "اضرب المربوط يخاف السايب" لم يُشبع أبدا شهوة بني صهيون في القتل والدم والعدوانية، فهم يضربون المربوط والسائب معا، تضرب القريب منها والبعيد عنها حتى (...)
إن ما أراه من مآخذ على تاريخ المسلمين الأوائل لا يعني اعتراضا عليهم أو إنقاصا من قدرهم ومنزلتهم ومصاحبتهم للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- لكنهم أولا وأخيرا بشرٌ مثلهم مثلنا، لكنهم أشد تعقيدا منّا، لأنهم عاشوا مرحلتين متناقضتين تماما مرحلة (...)
لم يهدأ لقريش بالٌ منذ هزيمتهم في معركة بدر عندما تكبدت قريش خسائر كبيرة في المال والأرواح، فما كان منهم إلا أن يتوعدوا المسلمين بحربٍ جديدة للانتقام لقتلاهم في بدر، فكانت معركة أُحد في السنة الثالثة من الهجرة، أي بعد سنة من تاريخ انتصار المسلمين (...)
كتب عبد الرحمن الكواكبي في أحد فصول كتابه طبائع الاستبداد، يقول: "إن أكثر الناس لا يحفلون بالدين إلا إذا وافق أغراضهم، أو لهوًا ورياءً، وأن الناس عبيد منافعهم وعبيد الزمان، وأن العقل لا يفيد العزم عندهم، إنما العزم عندهم يتولد من الضرورة"..
وهذا (...)
لم تكن شجرة خُلد أبدي بل كانت شجرة هبوط حتمي، ولم تكن شجرة لإقامة مُلك لا يبلى كما وعدهم إبليس؛ بل كانت سببا في غضب الملك الأعظم، فلم يكن سيدنا آدم على صواب عندما لم يكتفِ هو وزوجه السيدة حواء بما رزقهما الله من خيرات الجنة ونعيمها ورَغَدها، حين قال (...)
إن مَثَلَ الحياةِ الدنيا -عندي- كفتاةِ الحي، فتاة آية في الحُسن والجمال، حين تمشي في الشارع وقد ارتدت ملابسها الفاتنة، ووضعت مساحيقها الزاهية البرَّاقة، وقوامها الممشوق، وعطرها الفوَّاح، وهي تتمايل في مشيتها، وتتخايل بسحر جمالها.
كل العيون تكاد (...)
كثيرا ما تستوقفني آية من آيات الذكر الحكيم، اتأملها تأمل المحبين للقرآن الكريم، وليس تأمل المتخصصين الباحثين في مسائل علوم القرآن والسنة. استوقفتني آية الاصطفاء، الآية التي يجب على كل مسلم تأمُلَها وتدبُّرَ معانيها ومفهومها، ولا بأس أن يعود لبعض ما (...)
أصبحت الثانوية العامة أكبر حدث يكشف -في كل عام- عن مدى السطحية، والسلبية، والظلم، وسوء التقدير، والكثير من المآسي، ليس في شهر واحد من السنة، بل على مدار الاثني عشر شهرا.. تبدأ القصة من الآن عندما يتسابق الطلبة على حجز الدروس في السناتر ومع مدرسين (...)
ذات مرة اقترب مني أحدهم يسألني؛ لماذا تعاندنا الدنيا إلى هذا الحد، فلا تلبي رغباتنا ولا تتحقق أمنياتنا، حتى الابتسامة بخلت بها علينا في أحيانٍ كثيرة! قلت له: الخطأ في كل ما ذكرت ليس في حياتنا الدنيا، فالدنيا لا ذنب لها، فلا قدرة لها على إسعاد الناس (...)
كثيرٌ من الناس غير متوافقين مع درجاتهم وأرزاقهم وظروفهم وأحوالهم، ناسين أو متناسين أن كل هذا التباين في الدرجات لهو من حكمة الله الخالق، الذي خلق كل شيء بقدر، وحكمة بالغة، فهو اللطيف الخبير العدل الحكيم، ولذلك تجد أكثرَ الناس أو بعضهم ؛ يجتزئون بعضا (...)
الاحتفال بيوم عاشوراء من كل عام هجري جديد، ويصومه أغلب المسلمين تأسيا بالنبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- إنه شيءٌ طيب ولا بأس فيه.. لكن ألا يجب علينا -كمصريين- النظر لذلك اليوم من جهة أخرى، فهو أيضا احتفال بذكرى غرق فرعون! فهل يجوز لنا أن نشمت (...)
فاطمة فتاة أبية النفس عزيزة مترفعة عن كل ما يُشينها ويقلل من شأنها، وهبها الله الذكاء والنباهة والوعي والرصانة؛ لذلك تألقت في دراستها فكانت من المتفوقات علما وخُلقًا وأدبًا ورقيا، حظيت فاطمة بجمال الظاهر والباطن على حدٍ سواء، تخرَّجت في كليتها (...)
لقد ضل من أنكر واستنكر مؤامرة الغرب ومحاولاته لهدم الكيان العربي وتفرقته وتشتيت وحدته، وصفحة واحدة من صفحات التاريخ المظلم للاحتلال الغربي للدول العربية؛ كفيلة لإثبات هذا الحقد الدفين والعداء الممتد..
فلم تترك جيوشهم بلادنا إلا بعد أن زرعت هذا (...)
كانت الحروب القديمة حروب الشجعان عند التقاء الجيشين، فعادة ما كانت للحروب القديمة آثار محلية، تُؤثر فقط على مناطق أو مدن محددة، قد تشمل الحملات جيوشا قد يصل عددها عشرات الآلاف من الجنود الأبطال والقادة الفرسان الشجعان، يتواجهون بسيوفهم وجها لوجه من (...)
ما زالت إشكالية الأخلاق وعلاقتها بالدين محل خلاف ومحل جدل لم ينته بعد، وما أظنه سينتهي، ومن خلال هذا الجدل القائم يتجلى رأيان مختلفان قد يلتقيا في نقطة اتفاق واحدة ويختلفان في بقية جوانب مفهوم الأخلاق، خاصة في مصدر الأخلاق ومنبعها..
فالطرفان إتفقا (...)
الإيمان هو ما وقر في قلب المؤمن، إيمان بالله الذي لم تره العين المجردة بينما رآه قلب المؤمن فخضعت كل الجوارح لطاعة ربها، أمرنا الله بالصلاة وبالحج وبالصوم وبالزكاة وكلها أركان الإسلام وجوانبه التي يرتكن إليها كل مسلم، بعدما آمن بالله وبملائكته ورسله (...)
إن الله يسوق الظالم إلى هلاكه جزاء ظلمه لغيره من العباد، فلو يعلم من يقترف ظلمًا أو يظلم غيره بغير وجه حق وبدون رحمة وبدون خوف من الله؛ أي عذاب سيواجه في الدنيا وفي الآخرة؛ لما ظلم ولما أجرم في حق غيره.. يقول الله تعالى شأنه في سورة طه في (الآية (...)
مشاهد مثيرة في رحلة موسى والخضر وعلى قدر غرابة أحداثها على قدر ما فيها من عِبر ومفاتيح علم ودلائل وغَيبٌ لا يعلمه إلا الله، لكن يكشف بعض غيبه لقليل من عباده المصطفين. موسى يسعى في رحلة مثيرة لطلب العلم، وما أشقاها من رحلة رغم قيمتها وأهميتها، (...)
يُقال إن بين يوسف وموسى أربعمائة سنة، فالنبي موسى من نسل يعقوب والد يوسف عليهم جميعا وعلى نبينا العدنان الصلاة والسلام.. لقد جاء يوسف بوالده وإخوته وعاشوا جميعا في مصر -بلد الأمن والأمان والخير والنماء والعطاء- من قديم الزمان كما كتبت أقلام السرد (...)