نفر من الشباب استأذنوا لقضاء الجزء الأخير من يوم الإثنين عندى نشاهد معا ونناقش تطورات حكاية صنع السلام فى الشرق الأوسط. المناسبة هى زيارة الرئيس ترامب صاحب مشروع العشرين نقطة للقدس وشرم الشيخ للحصول على توقيعات عدد مختار من قادة الدول على المشروع.
• (...)
بحكم تنقلى بين عديد الوظائف والمهام تعدد من ساقنى الحظ للعمل تحت رئاستهم. منهم الصالح ومنهم الطالح ومنهم جميعا استفدت. قليل من خلف جروحا لم تندمل، ولعله من حسن حظى، وحظوظ مرءوسين عملوا معى من بعدهم، أنها لم تندمل. أعترف هنا، وربما للمرة الأولى، أننى (...)
حين تُغلق الحدود، يبدو البحر هو الأكثرَ اتساعًا، فكان هو، وكانوا هم الذين عرف أجدادُهم معنى العيش متلاصقين بالبحر وموجه وملحه أيضًا. هم نساء ورجال من الخليج، خليجيون يحملون صفةً واحدةً وشغفًا بفك الحصار عن غزة، بل عن كل فلسطين.
• • •
من الكويت جاءت (...)
أيام تاريخية تلك التى نعيشها، كل يوم يمر علينا يترك وراءه علامة جديدة على أن «النظام» العالمى كما «النظام» الإقليمى العربى، انتقل خلال اليوم درجة أو درجات نحو هاوية وفى أحسن الأحوال نحو فوضى أشمل وأوسع مجالا وأكثر تنوعا.
نظرت حولى وورائى وأمامى (...)
سبقنى الشاعر فقال: «وأتيت مرآتى وعطرى فى يدى فبصرت ما لا كنت فيها أبصر»، أنا أيضا أتيت مرآة ولا عطر فى يدى، ولكن فى يدى صور لى وأنا فى مراحل عمرى المختلفة، قلبت فى الصور واحدة بعد الأخرى وعدت إلى المرآة وبالفعل بصرت ما لا كنت فيها أبصر.
ابتعدت مع (...)
صورة منذ طفولتى لم تغادر مخيلتى. درست بين ما درست بعض مناهج قراءة المستقبل، وتابعت مع زملاء وأصدقاء جانبًا من الدراسات النظرية والواقعية حول هذا الموضوع ومع ذلك بقيت الصورة لا تغادر. صورة ابتكرها علماء أقدمون عن عالم محشور بين قرنى ثور ضخم. ثور (...)
للرصيف، قبل أن ينكمش أو يختفى، ذكريات طيبة. أتذكر نفسى فى شارع فاروق، طفلا أجلس على كتفى والدى أو عمى غير الشقيق لوالدى، أستمتع بموكب «المحمل» وجنود على ظهور جمال وأحصنة، كلهم وكلها فى ألوان زاهية، والموسيقى العسكرية تزيدنى متعة. أتذكر أيضا رجالا من (...)
تسقط المدن عندما تتشوَّه بفعل المكرَّر: نفس نمط العمران، نفس المبانى الشاهقة، نفس المراكز التجارية، وفى الكثير من الأحيان تحمل نفس الأسماء، أم أنها فرع لذاك المركز فى تلك المدينة شديدة القبح.
• • •
تسقط المدن أيضًا عندما تستيقظ فى الصباح ولا تعرف من (...)
قالت: «صحيح يا أستاذى، لقد كتبت بالفعل عن الميادين». سألت: «ومتى كان؟». أجابت: «كتبت فى سبتمبر من العام الماضى». أثارت الإجابة فى نفسى فضولًا. عدت أسألها: «لماذا هذا الحنين المتجدد إلى الميادين». ولأسألها أيضا ولنفسى، «ولماذا فى سبتمبر؟».
أستطيع (...)
اسمعى، اسمعى، سأشاركك فى رسالتها الصوتية؛ هكذا قالت لى، وصوتها المرتجف برهبة اللحظة يصف المشهد، وهى عائدة للتو من يوم حافل بالمشاعر الإنسانية فى سيدى بوسعيد، عروس المدن التونسية. قالت: «لن تتخيلوا كم البشر الموجودين فى الميناء، لا مكان لحجر بين حجر، (...)
مرت بنا وتمر علينا أسابيع حافلة بالشر والأذى، أسابيع حاملة بذور التغيير نحو آفاق معبأة بالغيوم والأعاصير، حاملة فى الوقت نفسه وإن فى مواقع متباينة بذور تغيير فى اتجاه بوادر تفاؤل بمستقبل طال انتظاره. حول هذا الموضوع أتذكر أن وسائط الإعلام بثت فى (...)
كثيرون يخطئون إن ظنوا أن المسنين أقلية بسمات متشابهة وتصرفات نمطية ومطالب أو رغبات متقاربة وطموحات وتطلعات متدنية أو منعدمة، أو أنهم أقلية فى المجتمع بعقول متدهورة الصلاحية، وبقلوب خاشعة أو مستسلمة وصبر سريع النفاذ، أو أقلية بقدرات على تحمل الآلام (...)
أتساءل وآخرون عن دقة أو صحة تسريبات خطيرة تتردد على أمواج وسائط الاتصال. تخيلنا أن بعض هذه التسريبات أطلقته أجهزة إعلام واستخبارات بهدف جس نبض الناس وردود أفعالهم فى حال تنفيذ سياسة بعينها. تخيلنا أيضا أن أغلب الناس تميل إلى تصديق هذه التسريبات. (...)
كثيرون هم الرجال الذين أثروا فى مجرى حياتى. بعضهم خلف آثارًا أثرت ساعات وأيامًا. بعض آخر ترك بصمات لا تمحى. بعض ثالث مر مرورًا عابرًا ولكن بآثار عميقة. كثيرون عبروا عبورًا خامدًا، لا حس ولا خبر.
فى حياتى رجال آلوا على أنفسهم إلا أن يرسموا لحياتى (...)
كلما وضعت عبارة هنا لم تتمالك أن تعلق فيها على خبر آخر مستفز، وهى كثيرة فى بلادنا هذه الأيام، وكأنك ترمى بحجر صغير فى مياه راكدة كبحر الخليج، فجأة تخرج الكثير من الثعابين حتما، ولكن معها أيضا بعض الأسئلة البريئة وفى معظمها تطالب بمعرفة السبب أى: (...)
وقفت الكلمة عند حافة الحرف تبحث عن ذاك الأنسب، ونبشت كثيرًا منها، أى من الأحرف، رمت بعضها هنا وركنت أخرى هناك، بل جرّبتها حتى انتقت تلك التى قد تأتى بالمعنى دون قطرة وجع أو جرح فى النفس. الكلمة، إما تفتح أبوابًا على محبة، وإما تبنى جدرانًا من (...)
أظن، وبعض الظن فى أيامنا الراهنة اجتهاد مستحق وضرورى، أظن أن التاريخ، حسبما وصل منه إلينا وحسب بعض منه نعيشه بأشخاصنا أو بأوهامنا وأحلامنا، ربما لم يشهد أو يعايش بيئة متدهورة محيطة بمواقع صنع السياسات بالشرق الأوسط كالبيئة الراهنة.
• • •
تأكد لنا (...)
غريب وغزير ما فعلته الأيام بحياتى، وغريب وغزير ما فعلته أنا بأيامى. قضيت عصر يوم أمس ومساءه والليل الرابط بين يومين، قضيتها أفكر فى مجمل الأيام منذ اليوم الذى قررت فيه الدولة المصرية تعيينى فى الهند ملحقًا دبلوماسيًا بسفارتها لدى عاصمتها، نيودلهى. (...)
فى صباح لم يبدأ بعد رغم أن الصباحات والمساءات فى غزة متشابهة حد الوجع المزمن فلا شىء سوى مزيد من القتل والتجويع والمرض والصواريخ ورصاص القناصة يصطاد الأطفال كما الكبار وهم يقفون طوابير لمساعدات قد لا تصل، بل هى مصيدة أخرى ضمن خدع حرب الإبادة. هناك (...)
عشت معظم سنين عمرى المديد أتعامل مع مفاهيم فى السياسة وبخاصة الخارجية لأكتشف الآن أنها، جميعها أو أغلبها، خانت عهودها فتغيرت، أو لعلها بقيت على حالها فتجمدت بينما كنا، نحن الفاعلين الدوليين، أفرادا ودولا ومؤسسات وجمعيات، نتغير أو فى واقع الحال كنا (...)
مارست السعادة فى كل مرحلة من مراحل عمرى، ولكنى مارستها مختلفة وأنا أكبر الجماعة سنًا، وبخاصة حين اجتمع السن بمكانة رأس العائلة. حدث هذا أول مرة قبل أعوام قليلة عندما رتبنا، أنا والعائلة، قضاء وقت نوعى فاخترنا بيتًا فى الجونة أجرناه لمدة أربعة أيام. (...)
بين مرض السرطان والصهيونية شكل من أشكال التقارب؛ لذلك يسمى البعض الصهيونية بالسرطان الذى يتسلل بين الخلايا فى الجسد، فيما الصهيونية تبدأ بحركة صغيرة مخفية لتنتشر، فتقضم الأرض وتبيد من عليها من أهلها الأصليين، بل وتحوّل الرواية لتبدو وكأن وجودها حق، (...)
غبت عن الكتابة فى السياسة شهرا عامدا متعمدا. غبت عن الكتابة ولم أغب عن السياسة. عشت شهرا أتابع أنواعا من السياسة لم ألحظ لها مثيلا على امتداد عمر لا شك صار مديدا. عشت شهرا أناقش بينى وبين نفسى أو بينى وبين أقران مارسوا السياسة أو الدبلوماسية عمرا أو (...)
بعد غياب امتد ليومه الخامس عدت إلى بيتى، عدت لأنام فى فراش أعرفه ويعرفنى، عدت لأتعامل مع حمام أحترم قواعده ويحترم تفاصيلى، عدت إلى مكانى وأشيائى وإلى مخابئ أسرارى وملفات أوراقى. عدت والسعادة تصحبنى.. أحاطت بى يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة، لم تسمح (...)
«لو عددتُ درجات بيتى
وكم من مرةٍ صعدتُها
لكان هذا درجًا طويلًا
يخترق السحب
ولو عددتُ ضحكات أمى
لرافقتنى طوال صعودى
ووقعتْ من بعدى الضحكات على الدرج
وأزهرتْ زهرًا».
زياد الرحبانى - صديقى الله
«إن لم أكن فرحًا
لا أستطيع أن أُصلى
ما مِن مرة (...)