إنها والله لنقلة كبرى. سنوات وأنا أكتب فى هذا الباب من صفحة الرأى بالشروق يوميات عن تطورات أو أحداث فى حيواتى الماضية، حياة الطفولة وحياة المراهقة وحياة الشباب وحياة تنقلت فيها بين الدبلوماسية والعودة للدراسة والصحافة والعمل السياسى العربى، عن هذه (...)
تتكرر العملية، وفى كل مرة نستيقظ على من يقول: «من أين جاء كل هذا الحقد، أو الطائفية، أو المناطقية، أو العشائرية، ونحن كنا نعيش فى أمان؟» وكأنها وليدة اللحظة، وكأننا اكتشفناها الآن، وكأنها لم تعشّش فى تفاصيل حياتنا حتى أصبحت جزءًا منها، ومن العبارات (...)
فى قاعة تحمل جدرانها حكايات من تاريخ عريق، التقت تلك المجموعة الصغيرة التى دُعيت للبحث المعمّق فى واقع حال العالم الآن، خاصة عالمنا الذى كنا نسميه - بسهولة شديدة - «عالمًا عربيًا» بل «أمة عربية»، وأحيانًا تُضاف لها فى ذيلها «واحدة»، حتى جاء الطوفان؛ (...)
منذ أن انتهى قصف أمريكا وإسرائيل لمفاعلات إيران النووية لم يتوقف سيل التساؤلات. ساعد السيل على الاستمرار التطورات المتسارعة سواء ما ارتبط منها بأحداث فى العالم الخارجى أو ما اتصل بتغيرات ملموسة فى دول الشرق الأوسط. أعرض فيما يلى لبعض أهم التساؤلات (...)
أعتقد أننى كنت بين أوائل الذين تفهموا رد فعل شعب كندا على ما خصهم من دبلوماسية الهزل والاستخفاف التى يمارسها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. بدون شك أساء لنفسه ولكن الأهم أنه أضاف مادة جديدة إلى معلومات الذين يتابعون بكثير من القلق المسيرة الانحدارية (...)
مرة أخرى نقع فى خطأ الخلط بين النتيجة والسبب. نقع واعين، غير آسفين ولا معتذرين، حجتنا أن المرحلة محل البحث أو الرأى لا تتحمل ضغطًا آخر ولو كان عاطفيًا أو إنسانيًا.
لم يستشرنا أحد، أقصد يستشير بلدى وبنى قومى. فجأة وجدنا أنفسنا نتصرف تصرفات المجبر على (...)
كنت صغيرا أتعلم عندما تلقيت فى هدوء وبارتياح وبالتدريج أول دروس فى الوطنية، وكنت شابا متعلما ومعلما ومسئولا عندما تلقيت فى صخب وبعنف أول دروس التشكيك فيها.
كنت طفلا أتردد مع أمى على بيت أمها لنقضى فى صحبة العائلة الممتدة يوما بليلة أو ليلتين كل (...)
حكايتى مع تونس طويلة وناعمة وصافية صفاء سماء الربيع التونسى، تخللتها أيام عاصفة ومطيرة ولكنها أيام الاستثناء الذى يثبت القاعدة. حكايتى كانت من جزءين الأول منهما قصير ومثير والثانى طويل وممتع ومثمر. المثير فى الجزء الأول لقاؤنا، هيكل وأنا، مع الرئيس (...)
تصغرنى بعامين. اتصلت بها فى السابعة صباحا لتوثيق معلومة تقع ضمن ذكريات طفولتنا. ردت على اعتذارى عن الاتصال المبكر بأنها، كما حال من فى سنها، تستيقظ قبل بزوغ الشمس. سألتها، ثم سألت خالتها، وهى فى مثل عمرها، عن مناسبات فى طفولتنا تتذكر أنها أكثر من (...)
لم يبد المساء منذرا بليلة مختلفة لا فى الأنباء القادمة ولا فى الأجواء عامة. كان يمضى مسترخيا فى صخب اللحظة أو هكذا يبدو. تعود بعضنا أن يعمل جاهدا على أن يسرق بضع ثوان هنا وهناك بين حدث وآخر، «نكد» وآخر، مصيبة وأخرى، أو حتى بين موت وموت وهو الأكثر (...)
لعبنا ونحن أطفال لعبة السؤال والجواب. يسألون السؤال، فنفشل فى الإجابة أو نتردد فيعاودون السؤال بصيغة ثانية أقل تعقيدا فنفشل أو نتردد فيطرحونه مرة أخرى بصيغة مخففة فنفشل فى الإجابة أو نتردد فيجربون مرة أخيرة فنفشل أو نتردد فيعلنون الفوز متضمنا فى (...)
ركبت الحمار فى إحدى زيارتى المبكرة لريف مصر وأنا بين الطفولة والمراهقة، ركبته لينقلنى من عزبة إلى عزبة أخرى. كنت أزامل فى مدرستى الابتدائية، كما فى الثانوية أطفالًا ثم مراهقين من عائلات مالكة لأراضى فى وسط وشمال الدلتا. دعيت مرارًا من جانب هؤلاء (...)
فى زوايا تلك الحقيبة التى ترافق صاحبها مساحات لما يشبهه أو يشبهها أو هى حقا جزء من ذكريات أو لحظات مرت. هنا حملت ذاك الفستان لتتزين للقاء مع حبيب فى أيام السفر المسترخية فى حضن العشق الممنوع. وهناك بقايا لبنطلون وجاكيت وبلوزة «محتشمة» لأن تلك الندوة (...)
أتذكر أياما لم نختلف فيها حول معانى المفاهيم. كنا سذج أم كنا نعيش فى عالم بمعالم واضحة خطوطه مستقرة والنوايا فيه ثابتة.
• • •
الاستعمار مثلا. جاءت فترة كانت المؤتمرات الدولية الأهم تعقد تحت اسمه. لم تخجل الدول الأوروبية من أن توصف بكونها استعمارية (...)
أوراقى مشكلتى بل لعلها أعقد مشكلاتى. أبحث عن ورقة بعينها بين أوراقى وفى غالب الأحوال أو المرات لا أجدها. يحدث فى مرات غير قليلة أن أجد أمامى ودونما بحث مسبق ورقة أو وثيقة كنت نسيت أمرها أو يئست من العثور عليها أو انحسر اهتمامى بقضيتها، أجدها فأفرح (...)
تهف صور أشياء مع كل نسمة تحمل ذكرى من ذكريات الماضى. تهف فأسارع بالاتصال برفيقة من رفيقات هذا الماضى الغنى بأشخاصه وأشيائه وحكاياته، أتحرى عندهن، وبخاصة عند نبيلة وأميرة، صدق وتوابع ما هف من ذكريات هذا الصباح. أتحرى أيضًا قدر تعاستهن أو سعادتهن (...)
أعلن النائب محمد تيسير مطر، أمين سر لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بدء التشغيل التجريبي لمكتب الشهر العقاري والتوثيق بدار السلام، أمس السبت، وذلك داخل مركز شباب دار السلام.
وكان النائب محمد تيسير مطر قد تقدم بطلب (...)
سقطت المدارس والعلم عندما أصبح معظم التعليم العربى جزءًا من سوق العرض والطلب. تحولت من مسئولية الدولة لمواطنيها عليها إلى مسئولية من يلد ذاك الطفل أو يتركوا ليربيهم الشارع أو تيك توك، تسارع الآباء فور استخراج شهادات الميلاد لأطفالهم، للبحث عن أى (...)
الصخب فى كل مكان. قرقعة القنابل فى غزة مختلطة بصراخ وعويل الأمهات. طبول تحث الفتيات على هز شعورهن ترحيبًا بالضيف الكبير. أصوات مئات الصحفيين والمصورين تحاول جذب الانتباه. صفارات الإنذار تدوى فى مدن وسط إسرائيل مختلطة بفرقعات صواريخ ترتطم ببعضها، (...)
قضيت سنوات طفولتى وفجر مراهقتى فى بيت الأب فيه يدخن بحرص وحسب توقيتات لا تتبدل والأم تكره رائحة الدخان وتحرمها على المطبخ. الوالد يدخن فى مواعيد تكاد لا تتغير. سيجارة مع قهوة الصباح وأخرى بعد استراحة القيلولة، ولا تدخين بينهما. سنوات قضيتها أيضا فى (...)
عشت سنوات، وما أزال، أجمع حكايات عن الحب، عن كل أنواعه، حكايات عن حب شخص لآخر، حب صبى لفتاة، حب نساء لرجل، حب الناس لزعيم، حب زعيم لشعبه، حب امرأة للحياة، حب إنسان لنفسه، نعم حب من كل نوع، ولكنى كثيرًا ما كنت أتوقف طويلًا أمام حكاية بعينها قبل أن (...)
مضى اليوم العالمى لحرية الصحافة كما باقى الأيام والمناسبات، هو يوم أو أقل، قال كثر - خاصة المسئولين - كلمتهم ومجدوا بالطبع فى إنجازاتهم فى هذا المجال الحيوى، ومضى اليوم كسولا وبعيدا جدا عن تلك المؤشرات العالمية التى وضعت الدول فى قائمة كانت حتى قبل (...)
كنت طالبًا أدرس العلوم السياسية خلال أهم مرحلة فى مراحلها الانتقالية، عندما كان أغلب الأساتذة ما زالوا من دارسى القانون وأقلهم من خريجى معاهد وأقسام التاريخ السياسى. تلقت هذه المدرسة أول صدمة خلال مناقشات ومحاضرات الإعداد لعالم ما بعد الحرب العالمية (...)
نما إلى علمى ليلة أمس أن العالم يحتفل يوم الخامس عشر من مايو بعيد البيتزا. لست أخجل من الاعتراف بأننى قضيت ساعة أو أكثر من الليل أجتر سعادة فائقة يعود تاريخها إلى ما قبل منتصف القرن الماضى ومصدرها مطعم صغير ما زلت أذكر انبهارى بأغطية موائده ذات (...)
تحلقوا حول تلك المائدة الدسمة، كل يمسك هاتفه النقال ربما لمتابعة «فاشونيستا» أو «انفلونسر»، أو ربما فقط لتصوير تلك المائدة ووضعها على الانستجرام أو بعض مواقع التواصل الاجتماعى الأخرى. يفيض الطعام فوق الموائد حتى يتحول إلى مواد ربما للمشاركة أو (...)