كما في الإيمان والشطارة والنجاح لسنا جميعا على درجة واحدة وليس المطلوب أن نكون كذلك.
وأيضا في التضامن هناك من يبحث عن إنسان بحاجة إلى دعم أو مساعدة، وليس الدعم والمساعدة المادية فقط بل هناك كُثر ممن هم بحاجة إلى كلمة طيبة أو مساندة أو فقط تفهم (...)
يستعرضون قتلهم فى كل لحظة ويدونون تلك اللحظات خشية أن لا تنال «ترند» على وسائل التواصل أو لا تلتقطها إحدى المحطات العالمية لتنشرها. يصورون لحظة اقتحام المدن والبلدات والشوارع والأحياء والبيوت بيتا بيتا وغرفة غرفة. كما يفعلون الأمر ذاته فى أثناء (...)
المشاهد قد تكون متشابهة فى مضمونها؛ مشاهد فى مدن تبعد بعضها عن بعض آلاف الكيلومترات فى الجغرافيا، وربما فى الزمن أيضًا، مشاهد تتشابه ربما لكونها احتفاليات بالفن أينما كان وكيفما كان.. فن، غناء وطرب أو فن تشكيلى أو تمثيل وسينما ومسرح أو رقص. تعددت (...)
إنه سلاح حرب علنى منذ الحروب العالمية وما قبلها وما بعدها، فليس بجديد أن يستخدم الجوع والعطش كأسلحة بل إن كثيرا من الحروب هى على الماء والغذاء ومصادر الطاقة. فمن لم يمت بالقذيفة أو رصاصة قناص سيموت حتما نتيجة حصار لا يسمح بدخول رغيف خبز ولا قطرة ماء (...)
لا تسرفوا فى ترداد ما كان قبل طوفان الأقصى، ولا حتى ما كان سيقبل به الشعب الفلسطينى، على مضض ربما.
• • •
لا ترددوا شعارات مرت عبر اتفاقيات مشبوهة، أو حتى مؤتمرات لم تكن إلا لتنتهى بما انتهى إليه الوضع الآن، أى مزيد من القمع والطغيان والظلم والإبادة (...)
هى مؤمنة جدا بل أكثر إيمانا من كثر من أصحاب «مظاهر» الإيمان، حتى إنها قليلة الموعظة أو التوبيخ وكثيرة الشكر والتقدير، كما إنها تبتسم كثيرا وتنشر الحب أينما حلت. هكذا عرفتها وهكذا بقينا نلتقى، هى كما هى وأنا كما أنا، لا تسمح إحدانا لنفسها أن تتخطى (...)
فى الثمانينيات من القرن الماضى وقبل تأسيس حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات المعروفة ب «بى دى إس» (تأسست فى العام 2005)، كان هناك بضعة أفراد منتشرون فى بقاع الكون، يقاطعون البضائع الإسرائيلية والأمريكية أيضا رفضا للكيان الصهيونى الذى غرس (...)
محزن أن يكتب أحدنا مدينا مهنته أو ربما زملاءه أو حتى بشكل غير مباشر نفسه، ولكن ماذا تفعل عندما تتكرر الحكايات الصحفية المحبوكة برداءة، أو حتى تلك التى يحاول بعضهم إقناع الشخص المتلقى بها بأى طريقة أو شكل؟ ماذا تفعل؟ هل تقول ربما خانتهم المعلومات أو (...)
إنه الشتاء، والشمس ترحل سريعا، وبين لحظة وأخرى تنقلب السماء إلى مساحات من السحب المكتظة الحبلى بكثير من الماء والبرد وأحيانا بعض الثلوج.
• • •
إنه الشتاء، بعضنا لا يعرفه بل كثير منا راح ينتقل بين الملابس الخفيفة والثقيلة، ويتذمر عندما تسطع الشمس (...)
فى محاولة لإخفاء غضبه أو ربما خوفه أو بعض خنوعه سألها «ألم تتعبى؟» وعندما ردت بسؤال، كان تصادم الأسئلة. ردت بالقول: «أتعب من ماذا؟ أو من من؟» فكان عليه أن يجيب محافظا على نفس الدرجة من اللباقة ورباطة الجأش أو ربما التمثيل بأنه هادئ كنهر النيل فى (...)
تسمع الطفل أو الطفلة والألم يعصر قلبيهما على فقدان الأقرب والأعز والأحب ويبقى قلبك يرجف وجعا.. ثم تأتيك امرأة غزاوية لتردد «ما راح نترك أرضنا» وهى التى هجرت مرة ومرتين وثلاثة والقادم لا يوحى بأى عودة لذاك البيت الذى تحول إلى كتلة من ركام.. والأب (...)
فى اليوم الخامس والثلاثين من حرب الإبادة الصهيونية على غزة اجتمع العرب والمسلمون! نعم سيدون التاريخ بعد أكثر من 35 يوما من الإبادة ومن القذائف التى طاردت الأرواح البريئة حتى فى غرف العناية المركزة بالمستشفيات أو فى حديقة المستشفى التى تحولت إلى ملجأ (...)
تواصل الليل بالصباح، وأنت تردد على الآخرين وهم فى مجملهم أصدقاء مقربون وأعينهم وقلوبهم على فلسطين ودمعهم وغضبهم متساوون معك، إلا أنهم ونحن بشر وما يجرى منذ أكثر من شهر هو بعيد عن أى وصف كان، لا تفى به كلمة مجزرة ولا حتى إبادة.. كلها تتهالك أمام عين (...)
والأيام تتشابك وتتحد مع الليالى، والموت فى غزة لا يتوقف ووجوه الأطفال صبيانا وبنات تذرف الدم كثيرا، والوجع المتنقل بين ساق بترت وعين خلعت ويد قذفت بعيدا فراح يبحث عنها المسعفون بين الأنقاض، وصور لحياة كانت هنا مليئة بالفرح والحب وكثير من الدفء.
• • (...)
هى الحرب، نعم كرروها وما زالوا حتى آخر مقالة لهم وهناك سيل منها. وهى أيضا نتيجة «للحيوانات البشرية» القاطنة غزة كما سماها وزير الحرب الصهيونى، هى أصلا كيان لا يعرف سوى الحرب والموت والدمار والدماء.. كثير منها والأشلاء الندية لأطفال غزة وفلسطين.
• • (...)
بعد السابع من أكتوبر ليس كما قبله، قالوا وقالوا كثيرا وكثيرا بل لم يتوقف الكلام وأهل غزة وفلسطين ينحرون بل يبادون أمام كاميرات محلية وعربية ودولية معظمها غير محايد بل منحاز حتى النخاع، حتى تلك التى تبدو فى مظهرها الأول وكأنها قد عملت جهدا جبارا (...)
وكأنهم قد عاهدوا أنفسهم أن يدفعوك إلى حدودك القصوى أو استفزازك حتى آخر قطرة من صبرك أو صبرنا جميعا. كلما قلت أنك جالس هناك فى أقصى زاوية فى الغربة بين روحك ونفسك وبعض ماء البحر وما تبقى من الأحبة بعد رحيل الكثيرين، اقتحموا هم تلك المساحة اللامرئية (...)
لم يكن محمد حسنين هيكل أو الأستاذ هيكل شخصية إعلامية وصحفية عربية تخطت حواجز الحدود الجغرافية واللغوية والفنية البحتة، تلك التى يمتهنها الصحفيون العالميون وهم قلة وفى تناقض مستمر. ولم يكن من الشخصيات التى يتفق معها الكثيرون فى الآراء والمواقف. وقد (...)
بعينين ناعستين من قلة النوم أو نقصانه، تبحث عن ما تحب فى هذه المدينة وقبلها حبك الأول فى المدن عندما كان للمدن رائحة غير غمامتها ومخلفات حيواناتها الأليفة ولها لون أيضا ربما هو شمسها التى كانت قبل أن تغزو السموات الزرق أغبرة وأتربة التلوث وتغير (...)
الليل لا يسكن كما كان بل لكل ليلة وشوشاتها وأحيانا صراخها أو غضبها.. وهذه ليلة بدت أو بدأت حالمة مسترخية فى ظلال قمرها وبعض ضجيج يأتى من بعيد فهو «الويك إند» والناس تسرح مساء بحثا عن بعض متعة وكثير من الصخب اللامنتهى.. بدت فى أولها هادئة بل ربما (...)
وقلبك يعصره وجع الفقدان.. اكتبى. وهمك يصبح أكبر من حجم تلك الغيمة البعيدة فى جحيم صيف 2023.. اكتبى. وأنت تمسكين بيده وهو ممدد فوق سرير ليس سريره فى غرفة العناية الفائقة.. اكتبى. والصور تتداعى بل تعود لها الحياة بقدرة قادر من صنعاء إلى القاهرة مرورا (...)
هم ليسوا أولادها، بناتا أو صبيانا، ولكنها بهم تعيش، وهم بها ربما يعرفون معنى أن تحب من لم تلدك من بطنها بعد تسعة أشهر، أو من هى ليست من عائلتك المباشرة أو القريبة. هم وهى لا شىء بينهم سوى كثير منها ومنهم، وماذا بعد؟ لا شىء لا هى تطلب أن يخلدوها وهم (...)
هو كما هو بنفس درجة اللامتوقع أو ما يعرفه البعض بالجنون وربما هو فقط خاص كما هو، لا يشبه أحدا ولا يختلف عن أحد ولا يدعى أنه مثل أحد.. ربما هو فقط ولا شىء غير ذلك، تقبله كما هو أو تبتعد عنه رغم أنك تكون مدركا وعارفا علم اليقين أن له قلبا كالحليب أو (...)
هو يعرّف نفسه بأنه خارج السور، وطقس هذا الصيف أكثر صعوبة وتوحشا من أن يحاول أحدنا، أى الأصدقاء الهاربون من حرارة قاتلة لحضن الشجر وبعض الموسيقى وما بينهما، أن يتحمل طاقة السؤال «ماذا تعنى خارج السور؟» أو «أى سور هو؟» يتربع هو القادم من هناك حيث نحن (...)