لا أحد ينكر دور الروائي المصري صنع الله إبراهيم في رصده الصادق والأمين، فضلا عن الوعي بالنضج الناقد لأحوال المجتمع المصري عبر شخصياته الروائية التي اتسمت بصفات إنسانية متعايشة مع واقعها، ولكنه تعايش فاهم فاضح يعرى قشرة الزيف والاستبداد بكافة (...)
حالة الابتكار اليومية حسب ما يطرحه الزمن وينتجه المتخيل البشري من رمزية أو مباشرة كلا حسب رؤية مؤقتة مرهونة باللحظة الآنية يمكن أن أقول إنه تعريفي الخاص للإبداع الأدبي، لذلك لم أتعجب ولم أقف موقف الصارم الصادم الرافض لهذه اللحظة الإبداعية بل علينا (...)
في مجتمع قريتي بدلتا مصر منذ أربعين عاما كان يقطن بجوار الدار شيخ من الصوفية كل ما أتذكره عنه. مجرد غرفة مظلمة، ولا أراه إلا نادرا. وفي المواسم كانت تعج الساحة أمام الدار بالمريدين في وصلة تفقير وتكبير فوق الحصير متلمسين المدد متباركين بالشيخ، وفي (...)
البحث في ماهية الأحداث المجتمعية وتأريخيها روائيا يجعل من النص الروائي وثيقة إنسانية مغلفة بحسن الإبداع وكلما تمكن المبدع من أدوات فنه جعل نصه وثيقة اجتماعية ترصد مآلات الناس وأحوالهم في المجتمع دون سفسطة فلسفية. وعلى ضوء ذلك فالنص الروائي بالضرورة (...)
يخبرنا الأثر اللغوي أن صفة الجمال صفة تلحظ وتستحسنها النفوس السوية شريطة أن تبعث في النفس مسرة وبهجة ورضا. وأرى أن الجميل هو من يحرك النطق فيبوح بملفوظ دال عن رؤية الجمال، وهو كذلك الجميل الذي يترسخ في عمق اليقين بثبوتيته وحقه الأزلي في العمق (...)
في واقع الأمر، وفي الحقيقة، ومما لا شك فيه، عبارات يجب أن تعلم حين ترى كاتبا استفتح بها مقالاته فاعلم أن الكاتب في حيرة من أمره ولا يعرف كيف يصف ما يراه من تعاسة الواقع وجهالة ما يحيط به من استبداد.
ومن هنا تبدأ بركة الرزق في كونك كاتبا، تتحول من (...)
عفوا، يا سادة! أنا لا أصدق أغلب العبارات المنمقة التي تفوح منها ملامح اللزوجة والاستنطاع والاستغفال والاستهبال عندما تذيع أخبارا عن نهضة مصر.
لا أصدق مساحيق تلك العجائز المتصابيات المتصدرات المشهد العام بملابسهن البيضاء في حفلات الرقص التي تكشف (...)
أن تكون بشريا فهذا أمر لا دخل لك فيه. ربما مَنْ صوَّركَ إن وضعك في هيئة ملاك قد تضل أو عفريت قد يغضب عليه أو أن تكون من الملائكة المقربين أو الجن المؤمنين. وهنا يرفع عنك العتب كإنسان لأنك لم تجبل على الطاعة أو على التمرد إنما جبلت على العقل (...)
من الألمعية الشعبية للعامية المصرية التي أدركت فجوة ومأزق مصطلح "الشرفاء" وجردته من قاموس اللغة المحترم الفخم إلى شارع الانحطاط والدناءة ليتحول إلى صيغة ساخرة. ووضعه الشارع المصري في فلك الأفيونة الجديدة التي غطت سماء البلد في احتكار صفة المواطنة (...)
قضايا التلفيق كثيرة بين النصوص الأدبية، بمعنى أن الكتابة أصبحت قضية ملفقة لا علاقة لها بتنوير الواقع ووخز الوعي الاجتماعي. وثمة مقولة ضالة فحواها: إن الأدب غايته الوحيدة الإمتاع والتسلية، لكن المقولة الأكثر ضلالا تقول إن الأدب لصيق بالواقع المباشر. (...)
من المترسب في الذهنية الشعبية أن "عشماوي" هو الشخص الذي يقوم بتنفيذ حكم الإعدام، وكذلك رسخته الصورة السينمائية بصفته وهيئته المريبة والغليظة في تكوينه الجسماني، والباردة في ملامحه الخالية من أية إحساس إنساني بالشفقة أو بالرحمة. مجرد آلة تعمل على آلة (...)
في مثل هذا اليوم كانت تتوافد على جرن "أبو مسافر" في قرية "شنبارة الميمونة" قوافل "المراجيح" الكبيرة المنافسة لبطة عم عطية، و"مرجيحة" الدهشان والخالة "ستهم". وقبل أن تنتهي عشية هذه الليلة كان يتوسط الجرن بائعو البهجة من الطبول وعرائس الدمى، والبلالين (...)
كانت لي عمة، رحمة الله عليها وأرضاها، فائقة الجمال في طيبة الروح وفطرية العقل والدين، اسمها "ماجدة" اسم فاعل مؤنث من "مجد" أي العِزَّة والرِّفعة والشرف، وكنت متعلّقا بها كما العاشق بالمعشوق. بين عينيها الجميلتين تعلمت القراءة، وأدركت كيف يكون الجمال (...)
اللغة كائن صعب الترويض، فالنقش على الماء أسهل من تطويع اللغة، والتمكن من شواردها. فهي ليست أصواتا يعبر بها كل قوم عن أغراضهم فحسب، بل هي كلمة والكلمة روح، لذلك أراها كائنا حيا ورزقا كالبنين، فالله يرزق مَنْ يشاء ويجعل من يشاء عقيما بلا رزق، فاللغة (...)
امرأة تقتل طفليها غرقا، ورجل يقتل ابنه، وزوجة تخنق حماتها، وأشلاء أطفال في القمامة على نواصي الشوارع المصرية. لهجة الدم ورائحة العقوق والعطن الأسري وصديد العلاقات الطافح بين الإخوة والأقارب والأهل والجيران. للأسف ليس ما سبق خيالَ مبدعٍ أو غضبة ناقد، (...)
في عصر المماليك كان المنادي وخلفه المطبلاتي يمشيان في الأسواق زعيقين في خلق الله لتحذير عامة المصريين من جدي أصفر فاتح اللون آكل قراطيس قاضي القضاة، وتجرأ الجدي السفيه ونطح بغلة المحتسب، ولم يكتف الرقيع بهذا، فأكثر من ثغائه أسفل نافذة نوم جنابه فعكر (...)
رشا.. حنين.. ياسمين.. دلال.. كريم.. ضياء. طلاب كوريون لكل واحد منهم قصة شيقة في بلد عربي وحكاية كفاح في تعلمها، بدأوها حينما اختاروا لأنفسهم أسماء عربية تتناسب مع ترجمة أسمائهم من الكورية، وقد اكتسبوا من ذلك السفر التعليمي الخبرة في التعايش وفهم (...)
حالة من البلادَة في الجدال العقيم والمعاد والمستهلك بعد كل حادث سال فيه دم الأبرياء، تكشف كم الزيف وغياب ضميرنا الإنساني، ووهن حجتنا العقلية ومدى تدهورنا الفكري والرأي السليم. عبث لا معنى له دار حول جريمة قتل ذات هوية دينية في مسجد في نيوزيلندا على (...)
من الأشياء المُنَفِّرة في مجتمعاتنا أننا نمتلك هوية وَأْد البهجة، وعلى الفور نستدعي الميراث العرفاني ونعكسه آية فهمه وسبب قوله ونطلق عنان الرزالة وثقل الدم في فرض الجهامة والعتمة في وجوه الناس بالقول إن كثرة الضحك تميت القلب. لم يسأل "الفلحوص" ناقل (...)
أيا كانت تصنيفات الواقع والأهواء المنتقدة له وللسلطة الحاكمة، فهي في أغلبها وليدة لحظة انفجار غاضب، قد يشوبه بعض التقديرات الخاطئة؛ وبالتالي فإن النقد السياسي الموجه لتلك اللحظة قد لا يكون شفافا وذات مصداقية وموضوعية، والعيب في مثل هذا النقد غياب (...)
حضرتُ جنازة حماة أحد الأصدقاء الكوريين، فرأيتهم يقسمون مكان مراسم العزاء إلى غرفتين غرفة صغيرة فيها صورة المتوفى وأسفلها شموع وزهور، ومائدة طويلة عليها عديد من الخضراوات والأسماك والفاكهة وبعض المشروبات، وكل منها موضوع بطريقة معينة حسب مكانته عند (...)
شبه الجزيرة العربية.. الخليح العربي.. العراق بلاد الرافدين.. سورية وبلاد الشام.. الجنوب واليمن السعيد.. مصر.. وبلاد المغرب الكبير.. وخصوبة السودان.. هي بلاد وحكايات غارقة في حروب وفوضى وانقسامات.. هي بلاد يرتع فيها الإرهاب عن إصرار... هي بلاد اللغة (...)
برع المصريون القدماء في تخصيص حكاية شعبية أقرب للأسطورة لكل آلة موسيقية، حيث كانت الموسيقى حاضرة بشكل طاغ في طقوس معابد الآلهة، وفي القصور، وتعدت الديني والرسمي إلى الإيقاع الشعبي لتعبر عن سعادة وشجن البسطاء من المصريين، وصاحبتهم الموسيقى في مواسم (...)
3 ملايين صبى يعملون دون حماية قانونية ومجتمعية
يقضون 10 ساعات يومياً خلف الماكينات والأجر اليومى وجبة غداء
«الواد بلية» يعول أسرة من 6 أفراد
«عادل» يبيع المناديل للإنفاق على جدته
مضى عيد العمال ولم يفرح أحد، ولم يشعر عمال مصر أن هناك أملاً قريباً (...)
تعكس عمالة الأطفال فى مصر واقعاً اقتصادياً واجتماعياً مريراً وتحت وطأة الفقر والحاجة التى يعانى منها الملايين، اتسع نطاق الظاهرة المؤلمة لاسيما فى السنوات الأخيرة.
وإذا كانت عمالة الأطفال فى مصر تجسد عجز الأسر عن رعاية أطفالها أو استخدامهم وسيلة (...)