أثار تداول فيديو لفتاة تصور "سيلفى" مع والدها لحظة احتضاره ، غضب كبير على صفحات موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، حيث نشرت الفيديو فيديو مصور بطريقة السلفى مع والدها والذى يبدوا عليه شدة المرض، بينما تبكى الفتاه وتودع والدها بطريقة أثارت سخط وغضب المتابعين الذين أكدوا على حرمة الميت أو الإنسان بشكل عام ، وأن ما قامت به تلك الفتاة أمر يرفضه الدين والاعراف الانسانية . اقرأ أيضًا| الإفتاء تكشف عن موعد «وقفة عرفات» وعيد الأضحى المبارك من جانبه قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا أشك في أن التصوير بهذه الطريقة "سلفي" مع الإنسان أيا كانت صلة قرابته بالمصور عمل محرم شرعا، وهو عمل غير أخلاقي خصوصا فى ثقافتنا وتربيتنا. أولا: الموت له حرمة وجلال، فهو موقف لآخر رحلة الإنسان فى هذه الدار، الذى يحضره الميت أو المحتضر ينبغى عليه أن ينشغل بالاعتبار والاتعاظ بهذا الحدث الجليل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " كفى بالموت واعظا". ثانيا: أمام الأمر العظيم المرء يجب أن يقابله بكمال الإجلال والتعظيم قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]. وحال الاحتضار والموت من أحوال الضعف التي يجب على كل من حضر الميت أن يحفظ له خصوصيته وآدميته فلا يظهرها للناس بل يسترها قدر ما يستطيع؛ تكريما لابن آدم كما قال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70] اقرأ أيضًا| الإفتاء توضح أعمال العشرة أيام الأولى من ذي الحجة ثالثا: الواجب على من كان حول الميت بعد الاعتبار أن يدبر حقوق المحتضر بالرفق به وتلقينه الشهادة وتحسين ظنه بالله تعالى وحقوق الميت من تغسيل وتكفين وصلاة عليه ودفن.. الح. لا أن ينشغل بنفسه عن المحتضر الميت. رابعا: ما نراه من المبادرة إلى تصوير مثل هذه المواقف بهذه الطريقة استعمال غير شرعي وغير أخلاقي لنعمة التكنولوجيا ولا شك أننا مسئولون عن ذلك.