عرفته منذ سنوات ليست بالقليلة..عهدته إنسانًا محترمًا شديد الرقي.. له من دماثة الخلق نصيب كبير.. كان ضيفًا كريمًا مكرمًا على برامجي الرمضانية، ورغم جرأة أسئلتي إلا إنها لم تسبب أي اختلاف بيننا فطالما اعتبرني أختًا صغرى، ودائما ما يقول لي ذلك في كل (...)
وأنا أتابع ما يحدث حولنا في هذه الأيام العجيبة من حرائق تشتعل تباعًا دون أن تخرج أسبابها خارج صندوق الماس الكهربائي أو عقب السيجارة أو انفجار تكييف من شدة الحر.. وحوادث طرق وقطارات المُحَاسب فيها الحلقة الأصغر في كل مرة.. وغيرها مما تأتينا به (...)
{أنا طول عمري باسمع كلام الحكومة.. الحكومة دي باسمع كلامها والحكومة اللي قبلها حتى الحكومة اللي جايه برضو هسمع كلامها، أصل لو ماسمعتش كلام الحكومة هيحصل إيه ولا حاجة هشرب من البحر}..
من أجمل ما كتب الراحل وحيد حامد.. عبارة جاءت على لسان المواطن (...)
في مشهد النهاية أو بلغة السينما الفينال وقبل ظهور أسماء فريق العمل ومخرجه نرى الشاشة وقد انقسمت نصفين متساويين في كل واحد منهما يظهر طرف تعلو وجه فرحة نصر تلوح به الإعلام.. يتحدث عنه الإعلام ويسوق له.. يشكر كل من سانده ووقف بجانبه.. كل طرف يؤكد أنه (...)
لأن السخرية صفة وراثية سائدة لدى المصريين توارثوها عن أجدادهم القدماء، فمنذ بداية الحرب الإيرانية مع الكيان الصهيوني ولم تتوقف النكات والكوميكس، ولعل الأكثر سخرية كان طبق الكشري المصري على شكل صاروخ، وبالمناسبة ألف تحية لصاحب الفكرة..
ولم يفلت (...)
في ليلة صيفية غاب عنها قمرها.. أصابه الملل ووجد نفسه وقد استنفد كل وسائله للهروب منه كمشاهدة الأفلام ومتابعة ما يحدث في عالم ملتهب، وسماع الأغاني والبحث عن أخبار ناديه المفضل، فقرر على سبيل التجربة التحدث إلى شات جي بي تي، ودار بينهما حديث ليس (...)
من محاسن الصدف أن عيد ميلادي هذا العام جاء قبل عيد الأضحى بخمسة أيام تقريبا.. لذا قررت عقد اجتماع طارئ لأفراد الأسرة الكرام واستهللته بأنني قد اتخذت قرارًا أرجو أن تُعينوني عليه، ألا وهو شراء لبس العيدين ميلادي والأضحى مرة واحدة في سابقة لم تحدث من (...)
كنت قد اخترتها ضيفة على برنامجي رمضان الماضي قبل أن يصيبه المنع، الذي زادني نجاحًا واحترامًا لنفسي ولمكان صاحب فضل، جاهدت وأظنني نجحت في أن أكون واجهة مشرفة له، فدائمًا ما ينسى الناس المانع ويتذكرون الممنوع، فنحن حتى الآن نتذكر أن آمال فهمي مُنعت (...)
عند ولادته كان والده في الستين من العمر وعندما حار في تسميته فتح المصحف ووقعت عيناه على الآية الكريمة "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ".. هكذا جاء اسم الروائي الرائع صنع الله إبراهيم، الذي يحكي أن اسمه هذا سبب له بعض المتاعب طفلًا، (...)
ما بين شعور الإشفاق عليهم والخوف من أنني سأكون في مكانهم يوما ما.. أعيش أوقاتًا مؤلمة عندما أقرأ استغاثاتهم المحزنة.. صرخاتهم الموجعة التي تقابل وكلنا آذان صماء.. قلة حيلتهم التي يزداد مدها يومًا بعد الآخر.. إنهم آباؤنا وأمهاتنا من أصحاب المعاشات في (...)
عندما خرج نَعْشُها من المسجد بعد الصلاة عليه دوت في أفق المكان أاااه كسرت حاجز الألم المتعارف عليه.. تخطت كل مساحات الوجع المسموح به.. تلين قلب الحجر.. تعانق السماء الدنيا أملًا في رحمة من لا يغفل ولا ينام، بذلك القلب الذي أحاله الحزن إلى قطعة من (...)
واقعة كلما تخيلت تفاصيلها تنتابني حالة لا أعرف اسمها ولا إلى أي أبواب علم النفس تنتمي، ولكن بداخلي يقين بأنني لم أعد أحتمل قسوتها التي فاقت كل حدود الاحتمال بهما بلغت قدرتنا عليه.. عن طفل البحيرة أتحدث وأسأل هل تلك الرباعية التي تخلت عن كل معاني (...)
- حضرتك بتشتغلي إيه؟
= مدربة تعدد زوجات
- إيه؟!
= مدربة تعدد زوجااات
- يعني بتعملي أيه بالظبط ؟!
= بأهّل الزوجة إنها تتقبل فكرة إن جوزها يتجوز عليها
حوار تهافتت عليه بعض القنوات والصحف وكأننا انتهينا من كل ما هو أحق بالنشر والمناقشة، ذكرّني بفيلم (...)
في ظني أن الحكومة الحالية هي من أكثر الحكومات حظًّا، ففي كل مرة تصدر فيها قرارًا يزيد من معاناة الناس في هذا البلد يأتي حدثًا أو موقفًا يصرف الانتباه عنها ولو مؤقتًا، فبعد قرارها بزيادة أسعار المحروقات وحرق دم الناس - والتي بالمناسبة انخفضت في (...)
في عام 2015 على ما أذكر كانت الإذاعة بصدد عمل مسلسل يكشف العالم الخفي للجماعة الإرهابية منذ نشأتها وكان أحد أبطاله نجم عربي شهير، وفي يوم التسجيل جاء النجم يرتدي تي شيرت وشورت وشبشب ورفض أمن ماسبيرو دخوله بهذه الهيئة لأن ملابسه لا تتسق وقواعد المكان (...)
كثيرة هي تلك الاتصالات والرسائل التي أتلقاها بين الحين والآخر طوال العام والتي تتكثف في شهر رمضان من مؤسسات ومستشفيات وجمعيات خيرية تحثني للتبرع.. ومع كل اتصال أجد من هو على الطرف الآخر وكأنه يقرأ نصًا حفظه عن ظهر قلب، ورغم أنني لا أشعر بالصدق (...)
هل فكرت مرة وأنت في سيارتك الخاصة أو في المواصلات العامة أن تقرأ العبارة المكتوبة على المرآة.. الأبعاد غير حقيقية.. جملة لم ننتبه إليها كثيرًا رغم أنها في ظني تعكس عمقًا حياتيًا ليس فقط مَنْ يأتي خلفك أو عن يمينك أو شمالك لأن المرايا التي لا تعكس (...)
كانت أعمالهم هي الاستثناء الوحيد التي نترك فيها محراب المذاكرة كي نتعلم بالفن قيمًا ورؤى ووجهات نظر حياتية أفسح لها مبدعون مساحات رحبة من إبداعهم، كي يصلوا بالمجتمع إلى مناطق اتزان لن تأتي إلا بالفن..
عشنا أجمل الأيام مع شهد المبدع أسامه أنور عكاشة (...)
كنت لم أكمل عامي العشرين بعد طالبة صغيرة في كلية الإعلام ترسم خطواتها بقلم رصاص على صفحة اكتسبت نصاعة بياضها من حيوية الشباب، وقلب كزهرة الياسمين وعقل به من الوعي ما تحتمله سنوات العمر وقتها..
كانت الكلية ترسلنا إلى ماسبيرو للتدريب العملي، مكثت فترة (...)
"خد سيف.. كمان سيف.. هات التسعة.. تحبوا تلعبوا على بقية الطقم"، حوار دار بين إسماعيل يس وإستيفان روستي وفريد شوقي في فيلم المليونير، مشهد رائع في كل تفاصيله وأعتقد أن صناع الفيلم أنفسهم لم يكن يدور ببالهم ولو حتى على سبيل التخيل أنه سيتحول إلى حقيقة (...)
ذات عام كنت أعد قائمة ضيوف برنامجي الرمضاني قرار في درج مكتبي ففكرت في الإتصال به.. ساعتها كنت أسير في شارع الفلكي ذاهبة لتسجيل إحدى الحلقات.. بحثت عن رقم هاتفه فأرسله لي أحد الأصدقاء واتصلت به.
جاءني صوته هادئًا بشوشًا عرّفتْه بنفسي فرحّب بي وعرضت (...)
أن تعيش في بيت من زجاج.. أن تفقد سترك.. أن تصبح حرمتك مدعاة لكلام الناس وعيونهم.. أن تفقد بعض قيمك.. أن تصبح صورة باهتة من إنسان كنت تعرفه يومًا.. مشهد يرتسم أمامي كلما رأيت لهث الكثيرون وراء تلك الآفة الملعونة المسماة بالترند التي أراها حمى إنسانية (...)
عندما رأيت شعاره يضيء برج القاهره وكلمتي عودة ماسبيرو تزينه أخذني الحنين لأيام مجده، وقت أن كان بالنسبة لنا نحن أبناؤه مصدر فخر.. أمان وعزة.. قوة غير آتية من فراغ بل من تاريخ وريادة، شعرت بسعادة غمرتني وأنا أرى ماسبيرو يتلألأ من جديد، وأنوار مسرحه (...)
في كتابه المهم السلام الضائع في اتفاقيات كامب ديفيد، قال وزير الخارجية الأسبق محمد إبراهيم كامل: إنه في صباح يوم السبت 16 سبتمبر 1978 ذهب إلى استراحة الرئيس السادات في كامب ديفد وطلب الحديث معه لا بوصفه وزير خارجية يتحدث إلى رئيس الجمهورية، ولكن (...)
اعتدت أن أرى الوجوم على وجوه الناس.. تيه وهموم وأعباء تعكسها كلماتهم وملامحهم ومسحات الحزن في أعينهم، وفسرت ذلك بأنها ضغوط الحياة التي أصبحت كالرحى تطحن العمر فتمر سنونه دون أن نعيشها كما يجب.. تضعف القدرة على الاحتمال.. تمسك بخناقنا فنكاد نتنفس (...)