كان كافياً، في خمسينات القرن الماضي وستيناته، أن تحتل مجموعة من الضباط الشباب من الرتب الوسطى والدنيا مبنى الإذاعة والتلفزيون، أو أن يتوجّه رتل دباباتٍ إلى العاصمة، وأن يُعلن البيان رقم واحد، لكي ينجح انقلابٌ عسكري في أي دولة عربية.
في تركيا (...)
تنافس على رئاسة بلدية عاصمة الإمبراطورية السابقة، المنكمشة في جزرها البريطانية التي تغرب عنها الشمس أكثر مما تشرق عليها، شخصان، ليس أي منهما بروتستانتياً ولا كاثوليكياً. اقتصر الصراع الانتخابي على رئاسة بلدية لندن على مرشحين، أحدهما يهودي والآخر (...)
لخص وزير الخارجية الروسي المربّع اللغة والأفكار، والفظ التعابير، الإنجاز الروسي الكبير، بالقول إن الولايات المتحدة قد اقتنعت أخيرًا بأن الدكتاتوريين العرب (الذين غادروا، والذين ما زالوا أحياءَ يَقتُلون، وعدّدَهم بالاسم) أفضل من الإرهاب الإسلامي.
لا (...)
التفجيرات التي تستهدف المدنيين الموجودين في مكان ما مصادفة، أي بلا سبب ذي علاقة بمهاجمتهم، تدفع الناس عمومًا للتماهي مع الضحايا؛ لأن كل إنسان يمكنه تخيّل نفسه مكانهم. فريادة ملعب كرة القدم، أو اقتناء الحاجيات المنزلية في السوق، أو مجرد التسكع في (...)
1. لم يفهم الإخوان طبيعة المرحلة الانتقالية، وأن المسألة ليست مسألة حق الحزب الأقوى في إدارتها بقدر ما هو واجب الجميع على تحمل مسؤوليتها. قضى واجب الحكم أن لا يتركوا حتى قوةً ثورية واحدة تتهرّب من مسؤولية إدارة المرحلة، لا أن يستأثروا بها فيقعوا في (...)
1. ثبت للمرة الألف أن إسرائيل تعمل من أجل إسرائيل، وليس من أجل أحد، لا نظام ولا ثورة. (نقول هذا لمن يهلل للقصف بعدمية وطنية وانحلال سياسي وأخلاقي، ولمن يوجه أصبع الاتهام للثورة ويمنح اسرائيل هدايا بسحب فرقه من حدودها ويعدها بأنه لن يستخدم الكيماوي (...)
بعد أن كتبت مقالة قصيرة حول ضرورة إعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني سألني بعض الأخوة عن فكرة عينية في هذا السياق. ولهذا أعود بكم لأفكار سبق ان طرحتها في عدة مناسبات عشية الانتفاضة الثانية. وما زلت على رأيي بشأنها، بل وأصبحت هذا الأفكار اكثر (...)
دأب المفكرون منذ قرون على تبيين الفرق بين النقد والتشهير. ويتضح الفرق في الدول الديمقراطية بالممارسة، عبر رسم الحدود بينهما بقرارات المحاكم. ولكن لا شيء يمكنه أن يستبدل المستوى الثقافي للمجتمع في وضح الحد بينها. ففي المجتمعات التي تضعف فيها الثقافة (...)
أولا. بغض النظر عن دوافع العدوان الاسرائيلي الخارجية والداخلية، تفاجأ المعتدي من رد المقاومة وثقتها بنفسها. المقاومة الفلسطينية حية ترزق.
ثانيا.لا يمكن أن تنهي إسرائيل بشروطها ما ابتدأته. فهذه ليست جولة انتخابات على قياس نتنياهو.
ثالثا. عمق المقاومة (...)
نشرنا أمس الأول جزءا من نص أدبي غير منشور كتبه الدكتور عزمي بشارة بعد حرب غزة 2008\ 2009 وننشر هنا قطعة أخرى من هذا النص لا سيما ان بيانا موقعا من مثقفين عرب واسرائيليين يدعون للتهدئة يجعله راهنا. ففي حينه قاد الملحن والمايسترو بيرنباوم حملة تواقيع (...)
1. تمر المنطقة العربية في حالة ثورة سوف تنقلها إلى عهد جديد. طبيعة هذا العهد الجديد رهن بقدرة الشباب العربي على الدفاع عن قيم الثورة، ولا سيما قيم الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق المواطن وكرامته والسيادة الوطنية. ولدى الشباب العربي القدرة (...)
خبر، أو نحن 5
تنبّهنا على الألوانِ تنفجرُ
تصدّع الليل ثم هوى
تبعثرت الشظايا على مطلع الفجر
نثرها انفجار الضوء
الظلام المخضّب لم يجمع فلوله
وحين اجتاحَه الصبحُ كان ركاما في الزوايا
حلَّ النهار ولم يبرحْ مكانه
أحاطت الأيامُ بليلة عاجزة عن الهرب
أمعن (...)
تعريفات
«س» ليس فردا بعينه، و«ص» ليس شخصا واحدا.
النظام السوري: نظام فاشي أُسَري أمني متلبرل اقتصاديا يتعامل مع البلد الذي يحكمه كأنه احتلال بلا قوانين من القرن السادس عشر. وهو يستخدم القتل بالجملة منذ ان ثار شعبه مطالبا بالكرامة والحرية. ويعمل (...)
1. فيما عدا ما ينطبق على أي نظام فاشي، فإن مشكلة النظام السوري انه نتيجة لإجراميته أصبح لكل مواطن سوري مسألة شخصية معه. ولهذا فلم يعد مصيره متعلقا بالظروف، ولا بموازين القوى، ولا غيره، فهنالك 23 مليون حساب شخصي معه. ولا مهرب له منها.
2. مشكلة (...)
الثقة الحضارية بالذات لا تهزها عنصرية الآخرين، ومع ذلك يجب أن يكون الموقف من العنصرية حازما.
إدانة العنصرية ضد الإسلام والإساءة المتعمدة لرسوله يجب أن تكون أمرا مفروغا منه. والأهم هو الفهم أن تشويه صورة نبي الإسلام ليس صدفة فهو يركّز المواقف (...)
في مقومات أي نهضة عربية مقبلة:
1. إرساء أساس التطور الاقتصادي والاجتماعي بنشر العلم والمعرفة بالمعايير الكونية.
2. النظر الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية ككل متكامل يتطلب تعاونا عربيا، وتكاملا بين الإنتاج والبحث العلمي على المستوى العربي.
3. (...)
فئة من المتكلمين والكتبة وأنصاف المثقفين كاملي الادعاءات والمزاعم التنويرية قاموا مؤخرا بالممارسات الظلامية التالية:
1. صمتوا على إطلاق النار الكثيف واليومي والمتواصل طيلة عشرة شهور ضد مظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح ثم بتغيير نظام الحكم في سوريا.
2. (...)
لا بد لأي شعب مؤطر أو يرغب أن يتأطر في كيان سياسي اسمه الدولة من قيادة سياسية، وذلك بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق على هذه القيادة. يصح هذا بصورة خاصة على شعب في حالة معقدة ومركبة هي حالة الثورة المديدة لتغيير نظام حكم وإقامة نظام ديمقراطي وطني (...)
إذا كانت هيكلية نظام ما تشبه بنية الاستعمار الداخلي، واذا كانت مماراساته تحاكي ممارسات استعمار داخلي كأن يقصف مدنه بالطائرات ويتعامل مع ثقافة شعبه تعامل المستشرقين، فيبدو أنه استعمار داخلي، وينطبق عليه حق الشعوب في مقاومة الاحتلال...
هذا بغض النظر (...)
إن الحركات الشمولية بغض النظر عن توجهاتها تعتقد أنها تحتكر الحقيقة كلّها. وغالبا مع يأتي مع احتكار الحقيقة الاعتقاد أن الغاية تبرر الوسيلة. وهي "حكمة" براغماتية سياسية لم تنشأ من الفكر الشمولي بل من "فكر الدولة" السياسي من عصر النهضة. ولكن الفكر (...)
تعليقا على ما طرح مؤخرا حول طاولة للحوار في سوريا، لا يوجد كائن اسمه التفاوض من دون شروط مسبقة، فالتفاوض يلزمه قاعدة يتم التفاوض على أساسها، وأهدافًا يتفق عليها الطرفان المتفاوضان، ولو ضمنا، ثم يجري التفاوض لتحقيقها. ومن دونها لا يكون التفاوض (...)
لم تخضع لغة سياسية لعملية تدجين ورَوْسمةٍ وتشويه كما خضعت اللغة السياسية الفلسطينية. فقد اجتمعت عليها تيارات النفاق ومؤثرات الدجل من الدبلوماسيات العالمية كافة، وذلك لتفريغها من غايتها الوحيدة الممكنة. وقد مسّ التشويه حتى لغة الفلسطيني العادي في (...)
سقط رئيسان بالثورة. واستنتج رئيس آخر أنهما سقطا لأن الجيش تخلى عنهما. وعندما طالبه الناس بإصلاح حكمه، فكر في نفسه : "ولكن الجيش معي. لألف سبب بعضها يمكنني أن اشرحه وبعضها اخجل ان اتفوه به. المهم أن الجيش معي, وما دام الجيش معي لن اقوم بأي إصلاح ولن (...)
1. بعد صمود ونضال اسطوريين وفي ظل قمع غير مسبوق تقترب الثورة السورية من هدفها الرئيس، وهو حسم مسألة تغيير النظام. وكما توقعنا إذا لم تتوفر الحكمة قد يؤدي ذلك الى تفكيك الكيان.
2. لم يكن هذا ممكنا ولن يكون من دون نضال ملايين السوريين وعشرات آلاف (...)
يتحمل النظام في سوريا مسؤولية غالبية حالات القتل والعنف لأن سياسته الرسمية هي القمع الأمني السافر للثورة، بكل الوسائل، لا انتقائية في وسائل القمع. ويبدو ان هذه السياسة هي خيار النظام النهائي. وهنالك أشكال من العنف المسلح المنظم الذي يتضمن دفاعا عن (...)