فئة من المتكلمين والكتبة وأنصاف المثقفين كاملي الادعاءات والمزاعم التنويرية قاموا مؤخرا بالممارسات الظلامية التالية: 1. صمتوا على إطلاق النار الكثيف واليومي والمتواصل طيلة عشرة شهور ضد مظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح ثم بتغيير نظام الحكم في سوريا. 2. صمتوا على خطاب سياسي فاشي نازي يخوّن من يعارض النظام ويعتبره خادما لمؤامرة خارجية، وهي تهمة توجهها الديكتاتوريات للمعارضة السياسية وتعتبر من أهم مميزات الفكر الفاشي. 3. صمتوا على تقديس ظلامي لشخص يرفع فوق البشر وفوق الشعب والوطن، فتتجسد البرامج والمشاريع والغايات والأماني في فرد متوسط الذكاء والقدرات، شعارات لم يعرف ستالين وموسولويني لها مثلا من نوع الأسد الى الأبد، والأسد أو لا أحد، والأسد أو نخرب البلد. 4. صمتوا على وجود فرق موت من الزعزان الظلاميين الجهلة المتخلفين المنحرفين الساديين ببطاقات ورواتب شهرية في خدمة العائلة الحاكمة خارج جسم الدولة، من نوع الإس آ، وألإس أس، مع أخذ الرثاثة والبهدلة بعين الاعتبار. 5. صمتوا على قصف نظام لمدنه وبلداته وقراه بالطائرات، وسموا ثورة الشعب السوري عدوانا على سوريا، لأن سوريا هي غير الوطن والبشر، سوريا هي النظام والزعيم. وهذا فكر فاشي. 6. اعتبروا الموقف هوية وفئة، وليس فكرا وممارسة, فحتى الخائن الذي وقف مع إسرائيل اذا كان "معنا" يصبح مقاوما، وحتى المقاوم المناضل اذا وقف ضد نظام الأسد يصبح خائنا. 7. ليس تحرير فلسطين ولا الموقف منه مهما في نظرهم، بل الموقف من النظام الحاكم. فالموقف من نظام الأسد وليس من العرب أو فلسطين يحدد من الوطني بنظرهم؟ 8. مشكلتهم أنه إذا كان الموقف من النظام السوري وليس من فلسطين يحدد من الوطني، فإن موقفهم من الشعب السوري كما ورد أعلاه قد حدد أيضا من هم.