لم تكن كلمات الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، مجرد رسائل عابرة تقال فى مثل هذه المناسبات، بل جاءت تعبيرًا عن قائد يشعر بما يعانيه شعبه، وليؤكد أنه واحد من أبناء الشعب يشعر بما يشعر به، وأنه ليس ببعيد عن معاناة المواطنين. لقد عبر الرئيس عما يدور فى الشارع بين الناس وعلى صفحات التواصل الاجتماعى بعد رفع أسعار الوقود، مؤكدًا أن الإجراءات الاقتصادية التى تتخذها الدولة تهدف إلى تحقيق إصلاح حقيقى وجذرى بعيدًا عن سياسة التأجيل أو التجاهل. وأجاب الرئيس عما يدور فى أذهان البعض من أن الحكومة تتجاهل نبض الشارع وأنها تنفرد بقراراتها، مؤكدًا أن الدولة تأخذ الرأى العام فى الاعتبار، وفى كل مرحلة تحدث مناقشات كثيرة بين الوزراء والمسئولين ورجال الفكر والثقافة، لكن التحدى كبير جدًا، ولا بد أن نجتهد جميعًا ونبذل أقصى جهد ممكن ونتحمل، ووجه الرئيس حديثه للشعب قائلًا: بكم نعبر ظروفنا الصعبة ويتحسن الاقتصاد بما يليق بكم وبأبنائكم وأحفادكم القادمين. وتحدث الرئيس بمنتهى الشفافية والوضوح عندما أشار إلى أن دعم بعض السلع مثل الوقود يتم أحيانا بالاقتراض، وهو ما يصنع فجوة فى الموازنة العامة، فمثلًا إذا كانت الموازنة تقدر بمليار جنيه، والمتاح 900 مليون، فإن الدولة تضطر للاقتراض لتغطية العجز، مشددًا على أن استمرار هذا الوضع كان سيقود إلى أزمة أكبر، لذلك كان لا بد من التحرك واتخاذ قرارات صعبة، صحيح أن هذه القرارات ستسبب بعض المعاناة، لكن كان لا بد من اتخاذها. الدولة ماضية فى تجاوز التحديات وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، هذا هو الهدف الذى أكد الرئيس عليه، مشيرًا إلى أن تطوير البنية التحتية يحتاج إلى جهد وتكاتف من الشعب والحكومة، وأن تحمل المصريين هذه الظروف أمر مقدّر ويؤكد أن مصر بخير، مشددًا على أنه فى أصعب الأوقات لم يخاطر بالشعب وأن كل أمر يتم دراسته بعناية، وأن الدولة تحتاج إلى همة لا تلين أبدًا، والإصلاح والتقدم والعمل لا ينتهى أبدًا. وبعد.. لو أن كل مسئول صارح الشعب بشفافية كما يفعل الرئيس لاختفت من حياتنا كل الأسئلة التى لا نجد لها إجابة، فكل الشكر للرئيس الذى يهدف ويسعى لبناء الدولة الحديثة.