بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال السابع والأربعون ثورة من شوط واحد "لا يهم سير المباراة ولكن المهم النتيجة"جملة أصبحت تنافس المصطلح الطبي الشهير "عملنا اللي علينا والباقي على الله" وأمست تعبر بكل بساطة عن الثورة المصرية والتي انتهى شوطها الأول بتقدم جماعة الإخوان المسلمين وحزبها السياسي "الحرية والعدالة" برئيسين الأول للجمهورية والأخر لمجلس الشورى مقابل لاشئ لباقي القوى الأخرى،ولننتظر الشوط الثاني!! أن مصر هبة ألف مليون مصري،هم الذين أسهموا في صنع الحضارة المصرية خلال الأربع آلاف سنة الماضية،وأنت وأنا بالطبع مسئولان عن السكوت عن تلطيخ سمعة مصر إعلامياً حتي أصبحت كسمعة سيدة كثيرة عمليات الإجهاض، وما أشبه اليوم بالبارحة،نتعامل اليوم كما تعاملنا مع الأزمة الجزائرية وبالطريقة نفسها عندما أدعينا إنها اعتدت على نفسها،ثم أعترف سمير زاهر بوجود خطأ من قبل بعض المتعصبين الذين رشقوا الحافلة،وأكد أنه فشل في إدارة الأزمة، يجب أن نعترف جميعاً وفورا بالفشل في التعامل مع الثورة وتداعياتها،ومن يعترض عليه أن يراجع مذبحة بورسعيد وما تبعها من أحداث،فالبعض يعترض على إعدام 21 متهم قتلوا 72 برئ بحجة أن الثورة تقتل أولادها،فهل أصبحت الثورة أو الحالة الثورية مبرراً للفوضى والعشوائية التي تجتاحنا منذ يوم تنحى مبارك؟وأتساءل بكل وضوح لماذا انسحبت الشرطة تماماً من المدينة أمس وأقفلت أقسام الشرطة بالجنازير قبل نطق الحكم ب24 ساعة رغم براءة سبع قيادات أمنية من تسعة؟!!لماذا التقى المهندس خيرت الشاطر أمس بالترس النادي الاهلى كما أكدت صحيفة الوطن؟ وما نتيجة اقتحام مقر الجريدة الآن؟!!! تذكروا جيداً ما قالته القيادات الاسرائيلة في وقت قريب حيث قالت"اكتشفنا أن سلاح المال اقوي من سلاح الدم" وهى الآن تمرح في سيناء بلا رقيب،فهل كما أضاعت ثورة 23 يوليو السودان وقطاع غزة ستضيع ثورة 25 يناير سيناء؟!!. نحن الآن أمام خيار من اثنين،الأول هو نظام جديد ربما يحمل بعض جينات وشبه النظام القديم،أو حتى إصلاح لنظام قديم لكنه نظام أصبح يدرك أن الشعب قد صار أجرأ وأقوى،فلقد انتهت مرحلة قذف الطوب والهتاف ويسقط يسقط حكم العسكر، الخيار الثاني هو الدخول في نظام إسلامي جديد لا يعلم إلا الله تأثيره على مصر داخلياً وخارجياً،وفيه يستبدل الحكم العسكري بحكم المشايخ وفقا لشرع الله. الثورة الحقيقية هي أن ينخرط الثوار في السياسة والاتصال بالشعب وتوعيته وتثقيفه عندما يتخلص الشعب من الخوف من غياب الأمن الذي يلقيه في أحضان العسكر والخوف من الله الذي يلقيه في أحضان المشايخ بمرجعية الشيخ محمد حسان أو الشيخ القرضاوي! لا أحد يريد أن يواجه الحقيقة لئلا يتهم بالاتهامات سابقة التجهيز كخيانة الثورة والانتماء للفلول،الثورة المصرية أوشكت على لفظ أنفاسها الأخيرة،ويجب أن نعترف بذلك بدلاً من أن تموت مصر أيضاً،فعندما تصيب "الغنغرينة" قدمك،قد تبكي على قدمك الميتة،لكنك بكل حسم ستقطعها لئلا يموت جسدك كله،يجب أن ندفن كل من يحاول ان يقلل من شان الثورة وإلا ستكون العواقب وخيمة،وأقولها صريحة إن الشرطة العسكرية المصرية بل والداخلية قادرون في ظرف أسبوع أن يجمعوا جميع البلطجية من الشوارع،لكن هم لا يريدون ذلك حتى يتهم المواطنون البسطاء الثورة أنها هي من أحدثت هذه الفوضى،وهى التي ساعدت البلطجية على الانتشار في الشوارع حتى يكرهوا الثورة ورجالها،ألم تقضى الشرطة العسكرية في اقل من نصف ساعة على متظاهرى العباسية عندما حاولوا مهاجمة وزارة الدفاع؟!! لن تموت الثورة ولن يكرهها المواطن المصري البسيط،وذلك ببساطة لأنها تنادى بأبسط الحقوق التي نحلم جميعاً بتحقيقها،لن تموت ثورة مصر وقلتها قبل ذلك مراراً وسأقولها تكراراً أن الشعب المصري بأجمعه يحلم بحريته ويحلم بالعدالة والحياة الكريمة،وهو ما تدعوا إليه الثورة وثوارها الذين هم أبنائنا فكيف يكره المصري أبنائه،ولن يحدث أن يكره أبنائه الثوار أو يكره ثورته مهما فعلت الفلول أو العسكر أو الداخلية من أفعال تشوه الثورة ورجالها،ولا حتى بتخوين رجال الثورة،ولا حتى بإثارة الفوضى المقصودة،ولا حتى نشر الأفكار المغلوطة التي تشوش على رجل الشارع العادي أفكاره،فثورة مصر لن تموت بالرغم من انتقادات الإعلام الخاص المستفيد الأكبر من هذا الوضع. نحن الآن في فترة الاستراحة بين شوطي مباراة الثورة،ولننتظر جميعاً الشوط الثاني،وقد يكون هناك وقت إضافي،وربنا بستر من ضربات المعاناة الترجيحية!!! إلى اللقاء في المقال الثامن والأربعون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن [email protected]