بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال الثالث والأربعون ثورة نيولوك "عيش كاراكتر تشتغل أكتر" أي أن كلما صنعت لنفسك شخصية مختلفة بشعرك بلحيتك حتى بتعبيرات وجهك زاد الطلب عليك في المسلسلات والبرامج والأفلام، هذا الشعار كان خاص فقط بالوسط الفني،ولكن مع بداية الثورة اقتبسه الجميع وأصبح مشاع،بل أصبح مصطلح "ناشط سياسي" يعادل مصطلح "رجل إعمال" والذي ازدهر مع الانفتاح الاقتصادي في فترة السبعينيات حيث كان يطلق على السباك والكمسري وغيرهم. أما الآن فالترافيك – معيار كل شيء _ فما تقوله لا تقوله لإرضاء نفسك أو ضميرك أو حتى لهداية جمهورك،ولكن تقوله من أجل زيادة نسبة إشارة البث أو جمع المشاهدين أمام الشاشة ثم تبدأ في غرس ما تريده في عقولهم،حتى لو كان كلاما فارغا،المهم يكون صادم ومختلف ومثير،وعلى هذا فالمذيع الباسم أقصد الشاطر هو من يجلب أكبر عدد من إشارات البث،فيصنع الترافيك،وكذلك السياسي البارع الذي يجيد فقط الكلام والتحليل ولكنه عندما يجلس على كرسي الوزارة أو الحكم،ينسى ما قله وخير دليل على ذلك يحيى الجمل وحازم الببلاوى. فلم يعد غريب أن نجد سيادة اللواء مدحت باشا شلبي يلقى علينا نكتا جنسية سافلة،المهم إنها ستجلب عدد أكبر من المتابعين لأن الجنس والجدل الديني هم أفيونه الشعوب العربية،ومن لا يصدقني عليه بتحليل كلام عمرو حمزاوى قبل وأثناء وبعد الثورة!! لم يعد شاذاً أن نرى شخص حاصل على دبلوم صنايع يخرج في الإعلام واصفاً نفسه بناشط سياسي وكاتب،يهاجم،ونسى انه كان مقاول أنفار استعان به البعض لحشد مجموعة شباب في بداية الثورة ظنا منهم أن الشعب لن يتفاعل،وعندما نجحت الثورة أصبح سيادته ناشطاً وكاتباً ينافس هيكل بل ويتفوق على انبس منصور، ليس عيبا أن نسعى للشهرة أو لجذب أكبر عدد من المشاهدين،ولكن ليس بالفهلوة ولا التزيف،ولا المتاجرة بأحلام البسطاء،فلم يعد من المستغرب ان تجد صحفيا لن يصبح كبيراً مهما كان بياض شعره_ بفكر أغير اسمي عشان خاطره_ يجلب جوز بنت عمة القتيل،وابن بنت خالة المسحول، وقريب ونسيب كلا من جار جوز خالة مرات عم النصاب،ليتحدث كلاً منهم ويدلو بدلوه،ويعلق سيادته عليهم بكلام مثير للجدل فيشعل حماس الأخوة الفيس بوكيين،والنشطاء اليوتيوبين،والحبايب التويتريين. يا سادة أين كان كابتن الكباتين أحمد حسام ميدو قبل الثورة؟وأين وجد فلتة عصره وأوانه إبراهيم سعيد ضالته قي تغريداته التي بعثته من الفناء لتتلقفه القنوات الفضائية ويعود على توكتوكه الأبيض إلى عالم الشهرة والأضواء من جديد! هل سمعنا في دولة متقدمة أو حتى نصف متقدمة من يطلب صراحة من جيشه أن ينقض على السلطة؟!! يا خفافيش الظلام،لن نتحسر على أيام مبارك،لن نحلم بعودة العادلى،لن نلعن مرسى ولا جماعته،بل سنرفع وجوهنا إلى السماء ونطلب من المولى عز وجل أن يحفظ مصر من أبنائها!! إلى اللقاء في المقال الرابع والأربعون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن [email protected]