بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال الثانى والأربعون الثورة وصبيان المعلمة سكسكة سكسكة هذه شخصية مصرية حقيقية كانت تعيش في شبرا في السينيات وتمارس البلطجة في الأسواق،حيث كانت تحتكر السلع التي تدعمها الحكومة في الجمعيات الاستهلاكية والأسواق إبان عصر عبد الناصر،فإذا ذهب أي فرد من الشعب إلى الجمعية الاستهلاكية ليشترى سلعة ما دعمتها الحكومة من اجل الفقراء لا يجد لها اثر،لان المعلمة سكسكة وصبيانها قد سبقوه واشتروا كل السلع بسعر الدعم، ثم يقفون أمام الجمعيات يبيعون السلع نفسها بأسعار أغلى من سعرها المُدعم،وإذا جاء مواطنا يعترض على ذلك السعر مذكرا سكسكة بأنه سلعة مدعمة وإنها سرقت الدعم من مستحقيه،تفتعل على الفور المعلمة معه مشاجرة كبيرة مستخدمه فيها السنج والمطاوي والعصي والصوت العالي،كل هذا مغلف بالشرشحة،وقد تخلع له ملط إذا استدعى الأمر!! إن الطريقة السكسكية تعكس بكل وضوح آفة واضحة من آفات الشخصية المصرية السلوكية،وهى التغافل عن لب القضية المثارة واستبداله بكل ما هو هامشي وفرعي بل سطحي من اجل الالتفاف حول القضية أو المشكلة الرئيسية من أجل صرف النظر عن خطورتها وأهميتها. لماذا تجاهلت كل القنوات الفضائية التابعة لرجال الأعمال المعارضين للتيار الإسلامي بصفة عامة والرئيس مرسي بصفة خاصة مليونية "الشرعية والشريعة" أمام جامعة القاهرة لدعم قرارات الرئيس محمد مرسي، بالرغم من أن عدد المتظاهرين قد تخطى على المليون شخص؟! حيث امتد انتشارهم من محيط جامعة القاهرة أمام تمثال النهضة إلى ميدان الجيزة، مما أدى إلى أن تعلن المنصة الرئيسة امتلاء محيط، الجامعة بالمتظاهرين،وطالبت المسيرات القادمة التوجه لميدان الجيزة، في حين ركزت على عشرات الأفراد أو الصبية أمام مقر الاتحادية؟! هذه ما دفع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية للتساؤل عن مدى قدرة المعارضة على الاستمرار ومدى قدرتها على مواصلة الحشد ضد الإعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي،ومدى قدرة المعارضين لمرسي في الحفاظ على وجودهم في الشارع بقوة حتى تحقيق أهدافهم. المعارضة الآن وبكل وضوح تتبنى هذه السياسة،بل تنشرها في كل وسائل الإعلام تارة بادعاء تقديم طهران مساعدات ونصائح بكيفية قمع وقتل المعارضين،كما فعلت السلطة في إيران مع الثورة الخضراء هناك العام 2009،وتارة بادعاء أن أبناء حركة حماس هم من يقومون بحراسة الدكتور مرسى وباقي قيادات جماعة الإخوان المسلمين،مستغلين محدودي الخبرة والذين يحسبون على الإسلاميين،من أمثال الشيخ محمود شعبان_صاحب فتوى إهدار دم قيادات جبهة الإنقاذ الوطني_ معقلا على ذلك في مداخلة هاتفية أول أمس على قناة الحياة قائلاً:"الرئيس محمد مرسي بيصلي وعارف ربنا وهو بمثابة ولي الأمر،والخروج عليه حرام شرعًا". وبدا بعض المعارضين بتخذوا نفس المنهج فى مخاطبة العامة حيث صدر منشور مجهول الهوية يؤكد أن العصيان المدني والكفاح المسلح ضد ما أسموه"عصابة إخوان الشيطان المتأسلمين"فرض عين على كل الشعب وتأتي من ثوابته الوطنية في الانحياز لمطالب الشعب المصري وحفاظًا على سلامة الوطن والمواطن من جماعة لا تمتثل ألا لمصالحها،واختتموا ذلك المنشور بالجملة التالية"رسالة للشعب المصري:«يا شعب مصر،لا تنتظر ممن تربى على السمع والطاعة في كنف جماعة سرية تعمل تحت الأرض أن يكون قائدًا ناجحًا،فمرسي لن يخرج بالوطن من أي أزمات إنما سيزيدها اشتعالًا". فمن أنتم حتى تتكلمون باسم شعب مصر؟أنتم أيضا تعملون تحت الأرض وخلف الكمامات والأقنعة،انتم أيضا تتخذون نفس المنهج الذي تعيبونه على الآخرون، انتم أيضا تراهنون على جهل وفقر الشعب المصري،وكأن المعلمة سكسكة بعثت من جديد،وكأن كل النخانيخ خرجت من جحورها مستعينة بأطفال الشوارع والذين أصبحوا كلهم صبيان سكسكة الجديدة موديل 2012 المعدل بكل الكماليات،الكل يعمل لمصلحته الشخصية فقط،ومصر تبكى بصوت عالي تنتحب فهل من مجيب؟!!. إلى اللقاء في المقال الثاني والأربعون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن [email protected]