بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال التاسع والثلاثون الثورة بين حظر النشر وحظر التجوال هل كل من نزل الميدان أو رفع علم في بلكونة منزله أو داخل سيارته ثوري؟ هل الثورة تعنى الانفلات؟!!بعد أن قرأت وصف كابتن الكابتن وفلتة مصر الكروية لاعب ناديي القمة الاهلى والزمالك الكابتن إبراهيم سعيد على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لرئيس الجمهورية المنتخب قائلاً"ابن مجنونة!" عرفت معنى الديمقراطية على الطريقة التويترية_ مكتشفها الدكتور محمد البردعى_ خاصة بعد أن أضاف هيما زو ألوان الشعر المتعددة ساخرا " وهو بيتكلم كنت حاسس أنه هيشخرلنا مش عارف ليه,يا رب لو إحنا قدره ربنا ياخده ولو هو قدرنا ربنا ياخده"،وكأنه يضع ميدو كابتن الزمالك السابق نموذجاً له،احمد حسام والذى شاهده العالم كله يتهجم على مدربه في كاس أمم إفريقيا 2006 لأنه صديق ابن الريس!!. هؤلاء من رفعناهم يوما على الأكتاف كقدوة لجيل الشباب،وغنينا لهم "والله وعملوها الرجالة" ونسينا أن نعرف معنى الرجالة،لاعب معروف عنه سوء الأخلاق يريد _ وأسف جدا لتكرار اللفظ_ يشخر لرجل يحفظ كتاب الله وفى مقام والده بغض النظر كونه رئيساً له ولغيره من المصريين،شاء من شاء وأبى من أبى. الآن فقط عرفنا مقدرتهم الهائلة في التزيف والتضليل،الآن فقط أيقنت أن النادي الاهلى فعلاً نادي المبادئ،فلقد لفظ هذا الشخص وللأبد ورفضه دموع التماسيح في كل الفضائيات رغم احتياجه له،الآن أترحم على كابتن محمود الجوهري الذي أعاد هذا اللاعب إلى مصر أثناء كاس أمم إفريقيا. إن هذا اللاعب مثال الآن لكل من يدعى الثورية والوطنية،الكل يرتدى أقنعه ويظهر القناع المناسب في الوقت المناسب،يجب أن يتعلم الجميع معنى الديمقراطية ومعنى الاحترام والأدب،وأعيد على حضرتكم الجملة الشهيرة والتي يعلمها الجميع،فالوزارة المسئولة عن تكوين الجيل تسمى وزراه التربية قبل التعليم،التربية قبل الشهرة،التربية قبل المنصب أو الكرسي أو شهوة الشهرة والحكم!! مصر الآن وبلا رتوش بكل سكانها والبالغ عددهم 83836699 لابد أن تعي المعادلة،فبالأمس كانت جنازة 7 مصريين كانوا ماشيين في جنازة 27 مصرين ،علشان كانوا معترضين على قرار إحالة 21 متهم مصرين إلى فضيلة المفتى،كانوا متهمين في قتل 74 مشجع مصري،يشاهدوا 22 لاعب كرة مصري في مباراة بين فريقين مصريين على ارض بورسعيد المصرية،نعم وللأسف أصبحت الثورة وميدانها المقدس لعبة في يد غير الشرفاء. فيا شباب الثورة المحترم،يا من نزل يوم 25 يناير بالملايين وهدفه فقط مصر، والمكتوب عليكم دائماً أن تخرجوا من المولد بلا حمص،تخرجون فقط بعاهات وذكريات مؤلمة،كونوا حزب يضمكم أنتم فقط،بعيداً عن فتاة التحرير التي جردوها من ملابسها،والأخرى التي اغتصبوها،...،انتم نبض الثورة وطهارتها، من أقصى اليمين لأقصى اليسار،نأسف لكم،بل ونعتذر،فلم يعطكم أحداً قدركم حتى الآن، ولكن الله عليم بما في الصدور وجزائكم عند الله العادل. يجب أن نتيقن إن الاختلاف سنة كونية وفطرة فطر الله الناس عليها،ولكنه ينبغي ألا يكون سببًا من أسباب التنازع والفرقة،فعلينا توظيف اختلاف الآراء والتوجهات والوسائل؛ليكون دافعًا ومثريًا للعمل لا مثبطًا ومفرقًا،يجب أن نبحث عن نقاط الاختلاف وليس الاتفاق لنفندها،ونتعلم من قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:"ما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل"،وهذا ما أراده الإمام الشهيد حسن البنا في ندائه الدائم،وسعى إلى تحقيقه لكل المشاركين في النهضة، وجعل القلوب تردِّده في كل يوم حتى يكون واقعًا حيًّا ونابضًا في بناء الأوطان: "اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك،والتقت على طاعتك، وتوحدت على دعوتك،وتعاهدت على نصرة شريعتك"،وبهذه التهيئة من الاجتماع والالتقاء والتوحُّد والتعاهد يجب أن يكون شركاء النهضة وهم في طريقهم لتحقيق الآمال التي تنتظرها منهم الشعوب بعد أن استردَّت حريتها وسيادتها،بعيداً عن المؤتمرات الصحفية والجبهات الورقية. إلى اللقاء في المقال الأربعون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن