بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال الأربعون الثورة والأمية السياسية إذا كانت الزلازل تحدث نتيجة ضغوط وانكسارات في باطن الأرض،فالثورة تحدث كذلك نتيجة ضغوط وانكسارات في النفس البشرية،كلاهما يتراكم بشكل غير مرئي،وعندما تبلغ الضغوط والانكسارات مداها العميق بالقرب من قلب الأرض تثور البراكين،ولكن ماذا حدث بين يناير 2011 و يناير 2013 حتى تعود مصر من جديد إلى الاحتكام إلى تفجير غضب الشارع في وجه أول سلطة منتخبة ديمقراطياً بعد خلع مبارك،أكان كل هذا من أجل هذا ؟؟؟ يجب أن نعترف أن ثورتنا لم تنجح حتى الآن في إزالة آثار النظام السابق،ربما يستغرق الأمر سنوات،لكنه يجب أن يتم،لا عجب أن تمر الثورات بعدة موجات مختلفة الطبائع،المهم ألا تحيد الثورة عن أهدافها،فلقد مرت الثورة بموجة أولى شهدت تظاهرات واعتصام كبير وصدام مع الشرطة نتج عنه انهيارها وخلع مبارك،ثم كانت الموجة الثانية أشبه بالموجة الأولى،وأتت بانتخابات رئاسية،ربما لم تحقق العملية الانتخابية طموحات الثوار لأسباب عدة،لكنها أودت بنا إلى الموجة الثالثة،التي ستكون سياسية،لذا يجب أن يعي الثوار جيدًا أنهم سيثورون سياسيًا،وستصبح الحرب بين الثورة والفلول حرب باردة،لعبة سياسية يجب على الثوار أن يعرفوا قواعدها جيدًا ويجيدوها أيضا،فقط إن أرادوا أن يذكر التاريخ ثورتهم في كشوف الناجحين،فالثورة التي لا تحكم تُحاكم،هذا ما يقوله التاريخ قريباً كان أو بعيدًا،فالتاريخ دائماً ما يعيد نفسه لكن فقط مع الأمم التي لا تقرأ،فهل أصبنا جميعاً بالأمية السياسية؟أم أن فصول محو الأمية السياسية ستُفتح قريبا؟! لم ولن تكون ثورتنا المحترمة الفريدة في مهب الريح،والذين لا يفقهون سنن التاريخ وقوانين الله في كونه وقرآنه يجرون جريهم وينفقون أموالهم وتكون عليهم حسرة وندامة،"فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ" هذا كلام الله وليس كلام المتعرية علياء المهدي ولا المتقلع حمادة صابر!! ألم تهدينا الأحداث المتعاقبة كالليل والنهار في تتابع مستميت،بأن لا فاعل في الوجود حقيقة إلا الله،فكيف لا يدرك هذا رموز النخبة السياسية في مصر؟!!! نعم نحن نريدها ثورة لا فوضى،ونسعى لتكوين لجان تنشر الوعي وتطالب بالصبر على تحمل المكارة من أجل مستقبل أفضل،ولن تؤتى ثمار ما ندعو إليه والسلطة تترك الفاسدين يمرحون ويطيرون إلى الفضائيات،وآخرون يهاجمون مقر المحافظات ويحرقون مركبات الشرطة والجيش تحت غطاء الحرية،بل ويطالبون بكل بجاحة بان يتساوى من أراد اقتحام سجن لتهريب مجرم بمن نزل حاملاً كفنه على يده من أجل بلد يتساوى فيها الجاني والمجني عليه،فهل من تجاهل حظر التجول الذي فرضه رئيس الدولة المنتخب ثوري وبطل؟!! لك الله يا مصر. إلى اللقاء في المقال الحادي والأربعون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن [email protected]