بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال الثامن والثلاثون الثورة والثوار الأحرار أن التفكير _مجرد التفكير _ في إسقاط النظام الحالي المنتخب بحلول الذكرى الثانية لثورة 25 يناير قرار خاطئ ويخل بالمنطق الديمقراطي الذي نريد تأسيسه في مصر ما بعد مبارك،ومن يريد ذلك عليه بالذهاب إلى الصناديق الانتخابية،فلم ولن يخول الشعب المصري أحداً حق تقرير مستقبله،لذا لن نكتف بتحسين العبودية والخضوع بل سنناضل من اجل التحرر من كل أشكالها وصورها،ولكن بقواعد محددة وثوابت واضحة بلا تعجل أو مبالغة. يجب علينا جميعا وبلا استثناء التوقف عن الاشتراك في كتابة سيناريو مسلسل شيطنة الثورة والثوار وتشويههم _ وخاصة الذين قاموا بدور وطني مشهود في دعم ومساندة الثورة المصرية أيا كان انتماءهم الحزبي_ في تكرار مفضوح وواضح لسيناريو إجهاض الثورة الرومانية،والعمل على إعلاء المصلحة العليا للوطن ووضعه فوق المصالح الذاتية الآنية الضيقة التي لم يكن من الممكن أن تتحقق لولا دماء الشهداء والمصابين التي ستظل معلقة في رقابنا حتى نثأر لهم بمحاكمة القتلة والعمل على استكمال أهداف الثورة التي ضحوا بدمائهم الطاهرة من أجلها،خاصة بعد أن جلس الثُوَّار على الكراسي وبدأت حرارتهم الثورية في الانخفاض فهل سنسمح لهم بهدم ما ناضلَوا من أجله؟!! . نعم لست مطمئن على مصير بلد احتفل أبنائها سويا يوم الحادي عشر من فبراير الماضي برحيل الطاغية،واليوم يتقاذفون من اجل مصالح دنيوية،وأحس على وجهي بألمِ كلِّ صفعةٍ تُوَجَّه إلى كل مظلومٍ على أرض مصر,يطلب العون مباشرة من رئيس الجمهورية _ وهذا حقك_ ولم يجده،خائف وأنا أكتب تلك السطور أن أواجه بكمية سُباب لا أعلم ما ذنب والداي فيه،خائف من يقرأ لي تلك المقالة أن يحذفني من قائمة الأصدقاء،إنه الخوف الذي يحول كل طاقتك من ضعف إلى قوة،فثوار ما بعد الثورة_ كما سماهم د.عمرو الشوبكى_ باتوا يعشقون الكاميرات وحب الظهور ويزعمون البطولات،كلام بلا أفعال،تراهم على" تويتر" والفضائيات،ولكن على الأرض بجوار الناس لن تراهم،يزايدون على الثوار الحقيقيين ويتعالون عليهم،أين كانوا في عهد ما قبل الثورة؟ أنت في نظرهم عميل إذا كنت متوافقاً مع ذاتك باعتزازك بأي انتماء عربي أو إسلامي،خائن لأنك تختلف مع نظرتهم السطحية في تحليل الأحداث،ولأنك لا تتكبر على الشعب المصري العظيم،ولا تسايرهم في أوهامهم التي بظنونها ثورية،وأيضا أٌقول لمن ناضل في عهد مبارك لا تمن علينا بنضالك لأنك إن قمت به فلوجه الله،ثم من اجل مصر فلك الأجر،أما إن تمن به علينا،فلا وألف لا. إنّ مَنْ يعتقد أنّ نجم الثورة قد أفَل,فهو إما متساقط أو خائن أو جبان، فالثورة رحلة وليست محطة،بمعنى أن أي إنسان يجب لكي يصل إلى هدفه أن يرى وهو يخطو الخطوة الأولى في الألف ميل،آخر خطوة في رحلته،وهو ما حدث مع الثوار الذين رأوا النصر المستحيل قبل بداية تحركهم،فالثورة قوية كالفولاذ,مشتعلة كالجمر,حامية كالسندان،والطريق مظلم وحالك, ولكن أشعر أنني لست وحدي وأن حتماً هناك أناس معي على الطريق الذي أراه صحيحا،فأما أن نفوز بوطن كما حلمنا وإما أن نهلك دونه . إلى اللقاء في المقال التاسع والثلاثون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن