بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال السابع والثلاثون شذوذ الثورة ورد هذا المصطلح_الشذوذ السياسي _ على لسان منتصر الزيات محامى الجماعة الإسلامية،عقب تصريحات الرئيس الدكتور محمد مرسى التي أكد فيها امتلاكه تسجيلات كثيرة لمن وقف مع الثورة ومن وقف ضدها ويتحدث الآن باسمها، واصفاً تلك التصريحات بالشذوذ السياسي،ألم يحدث هذا في جميع العصور السابقة يا سيادة المحامى الشهير؟الفرق فقط أن مرسى صرح بذلك بينما الآخرون لم يتملكوا هذه الشجاعة. ألا يعد تصريح الشاعر احمد دومة بان الثوار أخطأوا بسلبيتهم مع العسكري ومع القوى السياسية وخصوصا الإخوان الذين يضربون الثورة تحت الحزام،وفى مقتل من أجل مصالحهم الشخصية شذوذا سياسيا؟!!هل كان يريد هذا الشاعر_لم أجد له دواوين شعرية ثورية ولا غيرها قبل الثورة واعتقد بعدها_ من الثوار أن يلتحموا مع الجيش المصري المكون من المصريين؟!!! وتستمر تصريحات ممثلي مسرحية الفوضى الخلاقة أو كما يقول دومة نفسه العك السياسي بخروج الفنانة المعتزلة شمس البارودى على الملا لتتهم الثوار بان لهم أجندة إسرائيلية وأمريكية،فهل كان هذا التصريح من نجمة الإغراء السابقة لمساعدة زوجها الفنان حسن يوسف والذي وصف الشباب المصري المعتصم في ميدان التحرير "بالجبناء والرعاع وناكري الجميل للرئيس مبارك؟!! يا سادة،لن تعود عقارب الساعة للوراء لان هذه الثورة ثورة الشعب،الشعب ولا شيء غير الشعب دون أن يتزعمّه أيّ شخص أو حزب أو منظّمة،لم تسل دماء العشرات ليحكم فلان أو علان بل سالت للتخلّص من القهر و الطغيان و الفساد،ولا ينبغي مصادرة هذه الثورة من قبل أيّ طرف،لا سيّما من كانوا ينعمون في فساد النظام السابق او المقيمون بالخارج منذ سنوات طويلة و انقطعت صلتهم بحياة الشعب. فعلى الجميع التحلّي بالمسؤولية و الحرص على لمّ الشمل للعمل على تجاوز حالة الفوضى الحاليّة بسرعة و تحقيق الانتقال الديمقراطي. ليس هذا أوان تصفية الحسابات و الصراع على المناصب و لا ينبغي السقوط في هذه المزايدة الإعلاميّة في ظلّ وجود قنوات لا تهمّها مصلحة الشعب المصري بقدر ما يهمها تحقيق السبق الصحفي،وبالتالي فهي تنشر كلّ خبر يردها دون تأكّد حقيقي من مدى صحّته أو تأثيره على المصلحة العامة،فمصر بقيادة رئيسها المنتخب الدكتور محمد مرسى بدأت تتبوأ مكانتها إقليميا ودوليا،وبدأت تأخذ مكانتها فى الأممالمتحدة،وأصبح صوتها مسموعا،وهذا يعنى أن المشروع الصهيونى المدعوم بمساندة أمريكا والقوى الاستعمارية سيقضى عليها تماما،وهذا بالطبع لا يعجب إسرائيل أو أمريكا،خاصة بعد عودتها للمشاركة فى قمة دول عدم الانحياز وقيادتها بعد الغياب عنها لأكثر من 30عاما ،مما يؤكد أن مصر الثورة قادرة على حل جميع القضايا العربية والإسلامية،بالإضافة إلى قيام مصر بإحداث حالة توازن للقوى مع إيران فى المنطقة فيما يخص السيطرة على منطقة الخليج،وهو ما استقبلته القوى العالمية بمزيد من القلق لاستشعارها بتهديد مصالحها. يجب أن نعى هذا جيدا،فالثورة لم تشذ،ولن تشد أبدا،ولا يمكن تحميلها تردي الأوضاع في مصر,إن كانت انحرفت قليلا عن مسارها الطبيعي الذي قامت من أجله وعلي رأسها إنهاء حكم الفرد الواحد والحزب الواحد والانتقال إلي الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية،وهي أهداف لم تتحقق حتي الآن بسبب قيام فصيل واحد بوضع نفسه بديلاً للنظام السابق،والأسوأ أنه استخدم نفس الطرق والوسائل القديمة لترسيخ الحكم في قبضته،في وقت مازالت فيه عقول وقلوب المصريين مصبوغة بروح الثورة وشهدائها،الفرصة مازالت قائمة،واعتقد أن الجميع مستعد للتضحية في سبيل مصلحة الوطن،بعد أن أفسدت الفتنة وحدة الصف،فلا يزال زمام الثورة بأيدي الثوار،ولا يوجد أخطر من أن يفلت الزمام من أيديهم الآن،في هذه الساعة،مع وضع النقاط على الحروف دون مجاملة،وبكل دقة،فليست القضية قضية هذا الحزب أو تلك الجماعة،بل هي قضية الوطن والشعب والأمة والمستقبل،ولا يحتمل التعامل معها،مجاملة،ولا تمويه،ولا القبول بمعايير ما قبل الثورة،ويبقى السؤال هل يستطيع الثوار الحقيقيون كسر قيود الظلم والقهر والجوع في ساحات الثورة ورص الصفوف من اجل مواصلة مسيرة الثورة وبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة؟أم سيبقوا مكتوفي الأيدي برغم إنهم من صنعوا مجد ثورة المتفردة؟!! إلى اللقاء في المقال الثامن والثلاثون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن