بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال الثلاثون التوكتوك الثوري والسيارة الرئاسية الأولي التوكتوك هو مركبة نارية ذات ثلاث عجلات،تستخدم غالبا كوسيلة للانتقال بالأجرة وهو يتسع لراكبين بالمقعد الخلفي (أو ثلاثة مزنوقين جنب بعض) بالإضافة إلي السائق الذي يجلس في المقدمة،وما نشاهده الآن على الساحة المصرية من ما يسمى بجبهة الإنقاذ الوطني بقيادة البرادعى وخلفه عمرو موسى و حمدين صباحي _ أعداء الأمس أصدقاء اليوم _ وكافة التيارات من أقصي اليمين لأقصي اليسار ليتحدوا جميعا علي هدف واحد هو حرق مصر، يؤكد لي بان التوكتوك السياسي الذي يستقله هؤلاء_وقد يزاحمهم السيد بدوى أو ممدوح حمزة_أخطي طريقه عندما تصدى للسيارة الأولى لرئاسة الجمهورية،فهل فعلاً شعب مصر غير مؤهل لممارسة الديمقراطية؟!! يؤسفنى أن اعترف بذلك وإلا كيف سمح شباب يعدون أنفسهم من الثوار بان يحملون علي الأعناق ويقودون المتظاهرين لسب رئيس الجمهورية_ رمز الدولة_الذي جاءت به الثورة عبر انتخابات حرة نزيهة بأفظع الألفاظ،بل بلغت الوقاحة مداها عندما يظهر علي شاشات التليفزيون المصري واحد من هؤلاء الشباب ويكرر نفس السباب والألفاظ الخارجة دون أدني اعتبار لا لأخلاق،فهل يقبل بذلك على والده؟!! إن ثقافة التوكتوك_خاصة بعد ذكر اسمه على لسان رئيس الجمهورية_ قد عملت على نشر الفوضى والتسيب في عقول المصريين،بل حولت الثورة إلى تجارة رابحة فلم يعد هناك فرق بين بلطجي وثائر،ألا تذكرون كيف ألقى القذافى أحد خطبه الأخيرة من داخل توكتوك رئاسي خاص،وأخيراً ظهرت قناة فضائية خفيفة تسمي (توك توك) متخصصة في عرض أفلام المقاولات التي تميزت بالفوضى والرقص الخليع والعبارات الخادشة،ناهيك عن الصخب الموسيقي الذي يميز التوك توك وهو يسير في شوارع مصر بلا حسيب ولا رقيب،علي الرغم من انه أصبح مصدر رزق لمئات الشباب العاطلين والأسر الفقيرة. والتوكتوك السياسى لا يختلف كثيراً عن نظيره الذي يسير في شوارع مصر بلا حسيب ولا رقيب ناشراً الفوضى المرورية،ولكنه أكثر خطورة لان من يحاول قيادته لم يكتف فقط بالجلوس عليه ولكنه يحاول أن يحصل الكرسي الأكبر، كرسي الحكم حتى ولو كان الثمن تسميم الأجواء السياسية في وطن بأكلمة. التوك توك أصبح أيضا عنواناً للفوضى الإعلامية وأكاذيب الصحف والفضائيات الخاصة،ففضائيات رجال الأعمال الذين يستخدمونها لإفساد الذوق العام ونشر الانحلال أو لإفساد الحياة السياسية النظيفة التي بدت بعد الثورة وتشويه كل ما هو جميل عبر "صحف التوك توك" و"فضائيات التوك توك"، وبرامج "التوك توك" المسماة ظلما "التوك شو"،فهل أصبحت دريم(بهجت) on tv (ساويرس) - الحياة(حسن راتب) cbc (محمد الأمين)إعلام حر ومستهدف من الإسلاميين يا ثوار التحرير؟! أتمنى أن يخرج علينا احد جهابذة اللغة العربية ليعرف لنا ماذا تعنى كلمة "إعلامي" في الوقت الحاضر،إنها تذكرني الآن بمهنة رجل أعمال في سبعينات القرن الماضي عندما أطلق كلا من السباك والعتال وماسح الأحذية على نفسه رجل أعمال_مع احترامي لهم جميعاً_ولكنه كان هروباً منهم من مهنهم الحقيقية رغم أنها كانت مهن محترمة،لكن الحال الآن أن الفاشلين وحمالي الحقائب ولاعبي الكرة الفاشلين أصبحوا هم أيضا يقولون على أنفسهم إعلاميين حتى أصبحت المهنة عار في زمن الرعاع،سحقاً لهذا لقب ولعنة الله على زمن تتكلم فيه العاهرات عن الفضيلة،إنها وللأسف مرحلة العُهر السياسي المتحالف مع الفُجر الإعلامي!!فانتبهوا فلقد بدأ الدجال يتحرك في الرحم بعد تدهور أحوال البلاد والعباد بسبب استمرار الاحتجاجات والإضرابات والجدل السياسي العقيم بدلاً من الأمل الذي أحيته ثورة25 يناير بالرخاء وتوافر فرص عمل وانتعاش الاقتصاد واستئصال الفساد!!. إلى اللقاء في المقال الحادي والثلاثون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن