بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال السابع عشر ثورة سبونج بوب قرأت التاريخ كله ولم أر ثورات شبيهه بالثورات العربية على الإطلاق،وهو ما يجعل من المستحيل على أحد توقع المستقبل مهما أدعى اتساع قراءته،فهذه الأحداث جديدة تماماً على التاريخ،فالعرض أصبح أكثر من الطلب،ففي الماضي سحق الفرد المجموع،والآن يريد المجموع تخليص حقه وتشويه الفرد،والفرق كالمسافة بين اتخاذ القرار وتنفيذه،ثورات لا تخلو من العجائب،فتجد شيخاً يتحدث عن تبرير القتل لحماية هيبة الدولة،وعلماني يتحدث عن حرمة دم المسلم ولو هدمت الكعبة،وليبرالي "قايم نايم" على المواقع الالكترونية! وكلا له فلسفته الثورية وتبريراته الهلامية،فهذا شيخنا الحبيب أبو اسحق الحويني يؤكد تفضيله الاستبداد عن الثورات،مبرر ذلك بحجج لم يقلها وزير الداخلية نفسه،إلام استندت يا شيخنا في هذا الكلام؟!! إن الرسول الكريم لم يتوقف أبداً عن دعوته من أجل وقف الفتنه بين أهل قريش أو قبائل العرب،إن دعوته صلى الله عليه وسلم كانت ثائرة دائماً بل وتحدت أقوى دولتي في العالم وقتها_ الفرس والروم_فلما يزين لنا الشيخ العيش تحت نير الاستعباد مع الطغاة ؟! وفى المقابل نجد الشيخ القرضاوي يحرض صراحة على الخروج على مجنون ليبيا عليه من الله ما يستحقه،ليظهر الشيخ السديس ذو الصوت العذب فجاة ليهاجم كل الثورات منذ بدايتها،ولا يكتف بذلك بل يصرح بان دم الليبيين في رقبة القرضاوي ويطالبه بالالتزام بالفقه فقط ولا يتعداه إلى السياسة!! والآن بعد أن بدأت ملامحه الغد في الظهور بصبغة اخوانية متساهلة إلى حد ما في قبول الطغاة وتطبيق الشريعة،واتجاه بعض التيارات السلفية السياسية هي الأخرى لتجنب الصدامات بأي شكل،يبدو أن دعوة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ستكسب أرضاً جديدة كنموذج لإسلام ثوري حركي،على حين كانت دعوة الإمام حسن البنا هادئة بطيئة غير صداميه غزيرة الأتباع،وكانت أفكار سيد قطب شديدة الثورية إلى أبعد حدود الثورية،يظهر أبو إسماعيل بنموذج الحركي الثوري الغير مسلح السريع الصدامي مع الطغاة غزير الأتباع ! لكن لماذا حازم صلاح أبو إسماعيل بالذات؟!! رغم أنى لا أبايعه على السمع والطاعة ولا أتفق مع من يعتبرون كل كلامه حكم، فهذه الأفعال تضره لا تنفعه. الرجل هو الوحيد الذي وعدنا بتطبيق الشريعة،ودافع عنها حين تراجع الجميع وصرحوا برغبتهم في شريعة اسلامريكية وألهمه الله الإجابات المناسبة والذهن الحاضر ضد كل أعداء الشريعة الحقيقية بمبادئها وأحكامها .. الرجل هو الوحيد الذي نزل الميدان في أوقات الكرب والظلمات حين اكتفى باقي المرشحين بماسدج على تويت أو الفيس بوك. الرجل هو الوحيد الذي تستمع له منذ ظهور الأول على الساحة السياسية وتجده ثابت على المبادئ. الرجل هو الوحيد صاحب الكاريزما الحقيقية الطاغية في حين أن الباقي يحاول أتباعهم خلق كاريزما مصطنعة لهم. الرجل هو الوحيد الذي لا يسمع كلام جماعة ولا مشايخ بل يتصرف بما يمليه عليه ضميره ورؤيته التي ندر أن يثبُت خطأها ! لقد اكتسب حازم من المحبين والمتابعين أضعاف ما فعل حسن البنا رحمه الله على عظمة كاريزما الأخير ومجهوده الهائل في بناء دعوته وسط شعب غلب عليه الصوفية والإلحاد وافتقاره لأبسط مقومات الدعوة،وساعد حازم سهولة الانتشار الإعلامي في الوصول لكل مكان ليتسع النطاق الجغرافي لأفكاره عن الإمام البنا، متخطيا كل الوجوه القديمة والتي مهما تنكرت وتغيرت وتلونت لن تستطيع أن تخدعنا أو بالبلدي"تأكل معانا" لذا استحق أبو إسماعيل أن يكون الثالث تاريخياً في تميز وقوة حركته بعد البنا وقطب رحمهما الله،بعيداً عن الشخصيات الكرتونية والتي تسير وفقا لنظريات سبونج بوب_ كرتون أمريكي للأطفال تعرض النسخة العربيّة منه حالياً على قناة بكلوديون العربية ويصنف بانه من اغبي مسلسلات الأطفال على الإطلاق ورغم ذلك يعد أشهرها عربيا الآن_ ورفاقه!! إلى اللقاء في المقال الثامن عشر مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن