من اغرب ما لاحظت أن الانتخابات المصرية دائماً ما تتم على جثث المصريين مثل انتخابات 2011 بعد أحداث محمد محمود،والاستفتاء الذي تم بعد أحداث الاتحادية،فهل يعتبر هذا أسلوب فرض متوقع لتتم الانتخابات ومن يعترض يعتبر ضد الاستقرار؟ أم انه وسيلة لإلهاء فئة معينة من الشعب؟ لو عدنا للوراء قليلا أو بلغة السينما فلاش باك،دعونا نتوقف عند تصريح وزير التموين السابق جودة عبد الخالق الذي نصح فيه السيدات باستخدام لسان العصفور لصنع المحشي بدلاً من الأرز،وتصريح رئيس الوزراء الحالي هشام قنديل عن فائدة الملابس القطنية الداخلية،دعونا نتذكر حاملي المدافع الرشاشة ببورسعيد الذين يتحدثون عن انفصالها عن الوطن،لم نقل زيادة نسبة المصريين تحت خط الفقر،ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل،زيادة الفوارق بين الدخول بدرجات عالية،انخفاض مستوى الخدمات العامة مثل التعليم والصحة (مع انعدام البدائل عند غير القادرين)،أو استشراء الفساد المالي والادارى. بالفعل نجحت الثورة في توحيد المصريين جميعاً على قلب رجل واحد،إلا أن بلطجة النظام البائد أرادت شيئاً أخر بعد نجاح الثورة،ففرقت المصريين بعد تصنيفهم إلى مجموعة الثوار و مجموعة الخائنين،إما أن تعلن انك مع الثوار و تسب و تلعن النظام البائد و تمجد و تعظم و تسبح بجلال الثورة في كل صباح و مساء أو تكون خائن عميل،و انتشرت محاكم التفتيش والقوائم السوداء ،وأصبح الشعب يريد كل شيء في وقت واحد و يهدد بأنه إن لم يحصل عليه سيخرب البلد،أهذا هو نفس الشعب الذي كان يريد إسقاط النظام؟ من أول الشعب يريد الدوري يا عميد،مروراً بالشعب يريد تخفيف المنهاج،الشعب يريد زيادة الأجور،الشعب يريد إقالة المدير،الشعب يريد إسقاط الحكومة،الشعب يريد إلغاء يوم السبت،الشعب يريد وزراه للآثار،الشعب يريد تثبيت المؤقتين،الشعب يريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد. ومن المعروف أن البلطجة هي استخدام العنف أو الإكراه بصورة غير مشروعة من جانب أطراف غير رسمية،من أجل فرض إرادتهم علي الآخرين،وتشمل البلطجة الأنشطة التي تمثل انتهاكا للقانون،مثل أعمال السرقة،والنهب،والاعتداء على الملكيات العامة،كما تشمل الأعمال المصحوبة بالاستخدام المتعمد للعنف،وبإلحاق الأذى الجسدي بالآخرين،والتي تهدف لتحقيق أغراض وأهداف خاصة بالبلطجي نفسه،أو للآخرين،مقابل عائد مادي يدفع له،ولقد أكد مصدر أمنى بان هناك أشخاص معروفين يقومون بجمع بلطجية من داخل بعض المناطق العشوائية وتحريكهم بشكل جماعي منظم إلى القاهرة وباقي محافظات الجمهورية. الكل يهيج الشباب بدعوى الثورة،الكل ينادي بما لا يعرف،معظم اللقاءات التلفزيونية أتاحت لمواطنين أقل من بسطاء في ثقافتهم السياسية للحديث عن أمور يجهلون أبسط تفاصيلها،رجل الشارع العادي يتأثر بنجوم الفضائيات وهم يتحدثون بلغة غير دقيقة وغير مستقبلية لواقع بلادهم،البعض ربط ما بين وليمة كشري وتحقيق مطالب الثوار من خلال استضافة الطباخة أم أحمد التي وعدت المذيع وعلى الهواء بذلك وكأن ما يحدث ما بين الثوار والشرطة مباراة ودية في كرة القدم، وهذا للأسف ما يحدث حالياً في اغلب وسائل الإعلام الفضائي المصري. اننى على قناعة تامة بأن أكثر من تسعين بالمائة من ثوار ثورة 25 يناير الحقيقيين قد عادوا لبيوتهم وأعمالهم في اليوم التالي لتنحي مبارك لأنهم واعون لحجم المشكلة،ومقدرون لقيمة مصر،وان من يُغلب طلباته الفئوية_المشروعة من وجهة نظري_و من يحاول سرقة الثورة و نجاحها،ومن ينافق الثورة و أعمالها، ومن لا يهتم إلا بالكرسي،لم يكن لهم وجود في التحرير،لأنهم كانوا فقط من مشاهدي الفضائيات تحت اللحاف والبطانيات. إلى اللقاء في المقال الخامس والأربعون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن [email protected]