سؤال عابر.. سألت أحد المواطنين.. هل لو أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك سجين عادي كانوا سيتركونه داخل مستشفي 7 نجوم؟ وهذا السؤال لا يهدف التشكيك في أحد ولا ينال من وطنية المجلس العسكري وقيادة الجيش المصري العظيم الذي حافظ علي الثورة المصرية المجيدة ولا يزال مصراً علي الوصول بها لشاطئ الأمان حين وضع قواعد الدولة الديمقراطية الحديثة وفق انتخابات حرة لا يتم فيها تزوير إرادة الشعب كما كان يحدث في السابق.. وإحقاقا للحق من كان يصدق حتي 11 فبراير أن النظام كله حاكمه وأركانه من الفاسدين سيتم إيداعهم سجن طرة ليخضعوا لمحاكمات عادلة، يقر فيها إعلاء كلمة القانون لأول مرة منذ سنوات طويلة في وقت كاد الناس أن ينسوا فيه هذه الكلمة.. لكن يبقي السؤال الأساسي أين قبضة الدولة وهيبة القانون الذي أوصل كل هؤلاء الفسدة إلي السجن؟! وإليكم النموذج.. حين يخرج بلطجي (موظف مثلاً في مصلحة أو شركة) ويدعي كذباً أنه أحد ثوار التحرير في حين أنه كان ينعم بالنوم مبكراً تحت اللحاف ويقول بكل بجاحة إنه شال حسني مبارك فكيف لا يستطيع أن يشيل فلان؟! ثم يستطيع هذا الكذاب أن يبث الرعب في قلب رئيسه المباشر تحت زعم الشرعية الثورية ليرغمه علي تنفيذ ما يريد. إذن فنحن أمام حالة هراء وفوضي، ونحن هنا أمام خطأين.. الأول هذه القيادة التي لا تستطيع حتي أن تدير نفسها فكيف لها تولي مسئولية شركة أو مؤسسة، الخطأ الثاني هذا البلطجي يجب أن تكون هناك ضوابط تستطيع التعامل معه حتي لا يكون هو النموذج السائد ولكي تستطيع عجلة الإنتاج الدوران مجدداً.. وهذا لا ينفي أن الشعب بكامل فئاته في حاجة شديدة لرفع كاهل الظلم عنه بعد أن عاني كثيراً خلال السنوات الماضية، لكن دور الحكومة هنا أن تطمئنه وتبث فيه الروح من جديد بأن هذا الوضع طارئ ولن يستمر، لكننا في حاجة شديدة للعمل ثم العمل ثم العمل. . لكن وفي ظل هذا الوضع المزري أمنياً واجتماعياً واقتصادياً يدور في الأجواء المصرية وعلي كل المستويات كلام شديد الخطورة وعلي لسان مسئولين كبار وخبراء وناس عاديين، ومحتواه أن الدولة خلال شهرين لن تجد طعاماً ولا مرتبات أساسية ولا ولا.. ولا يخرج أحد مسئول لينفي أو يوضح أو يفسر معني هذا الكلام.. أريد أن يجيبني أحد عن دور الدولة في الأحداث التالية: أزمة محافظة قنا.. ولبانة كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين! .. وانتشار البلطجة والسرقات بشكل لافت. هذه بعض من كل، ولكنها نماذج صارخة لحالة الميوعة التي نعيشها نحن، فحين يشعر الناس بالضرر بسبب قطع الأرزاق تحت أي بند ويرجع الكل ذلك للثورة سيكفر الناس بالثورة، فأرجوكم لا تصلوا بنا إلي هذه الحالة!.