عكست الانتفاضة الشعبية الجانب الايجابي في الشخصية المصرية ليس فقط في اثبات شجاعة واضحة في التصدي لهجمات البلطجية والخارجين علي القانون لحماية ممتلكاتهم الخاصة والعامة من النهب لكن ايضا في ادارة الشارع المصري بعد اختفاء رجال المرور وعمال النظافة والاسعاف ليحملوا الجرحي إلي المستشفيات والتبرع لهم بالدم وشاركت ربات البيوت المتظاهرين ايضا بإعداد الوجبات الغذائية وتوزيعها علي الثائرين تكريما لهم. محمود سالم شاب جامعي تخرج في كلية التجارة ويعمل محاسبا بأحد البنوك حمل مكنسة بالتعاون مع مجموعة من الشباب مكونة من 17 فردا يقومون بكنس الشوارع وتنظيف الميادين قائلا نحن قادرون علي ملء أي فراغ في الشارع تعمدت أجهزة الدولة التنفيذية عمله لافشال الثورة في تحقيق مطالبها. مصرية رائعة وقدمت نجلاء علي 19 سنة إحدي الثائرات نموذجا لفتاة مصرية رائعة تشارك زملاءها الشباب الاقامة في ميدان التحرير والتظاهر لحين تحقيق مطالبهم في اسقاط النظام المصري وتقوم بالتعاون مع مجموعة أخري من المتظاهرين بتجفيف برك المياه التي خلفتها خراطيم المياه التي سلطتها رجال الشرطة علي المنتفضين وتصريفها إلي البالوعات الرئيسية باستخدام الجرادل والمساحات لاعادة المكان لسابق عهده نظيفا يليق بالشباب المتحمس. ويشارك اشرف حمدي 34 سنة عامل محارة مجموعة اخري تقوم برفع الاطارات والسيارات المحترقة والزجاج المتناثر في الشوارع لاعادة السيولة المرورية إلي الشارع مرة أخري. حلة محشي بينما قررت خديجة ابراهيم ربة منزل من منطقة بولاق أبو العلا تكريم المتظاهرين في ميدان التحرير بعمل حلة محشي قامت باعدادها وتوزيعها عليهم دعما منها لمطالبهم المشروعة من الدولة المصرية. كما دفع صعوبة الحصول علي الغذاء اثناء التظاهر بسبب إغلاق المحال والمطاعم بمنطقة وسط البلد رشا ربيع ربة منزل ايضا باعداد «أكلة كشري هنية» وتوزيعها علي الثائرين. ووزعت الحاجة زاهية راشد الجاتوه والبيبسي الذي حملته في سيارتها الخاصة إلي التحرير عليهم احتفالا بهم بالاضافة إلي مساهمة الكثيرين من المصريين بتقديم المياه والكوكاكولا والمناديل الورقية ومواد طبية كالشاش والقطن لمداواة الجرحي. علب كرتونية ولافت للنظر هو اهتمام سكان بعض المناطق برفع تلال القمامة التي تراكمت علي رؤوس الشوارع منذ احداث 25 يناير الماضي حتي الآن كمنطقة دار السلام عن طريق تعبئتها في أكياس وعلب كرتونية وحملها إلي أقرب مقلب قمامة. كما توافد الكثير من المصريين علي مستشفي قصر العيني والدمرداش للتبرع بالدم لانقاذ المصابين والجرحي ليخلدوا ملحمة الشعب المصري الباسل للخروج من الأزمة.