بقلم نرمين سعد الدين ) وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) صدق الله العظيم في تلك الآية يدعونا الله أن نستعد ونعد العدة للدفاع عن أنفسنا ضد أعدائنا وأعداء الله وكلمة ترهبون به يخلط البعض من العامة فهمها ويدعون أن تلك الآية تدعو للإرهاب وأن الدين الإسلامي دين إرهاب يحض علي التخويف ولكن ما الضير هنا من أنى أرهب عدوي حتى يفكر ألف مرة قبل أن يحاربنى استعد للحماية وليس للهجوم أنا لا أدعى أنى دارسة لعلوم الدين والا متبحره في التفاسير ولكن بقليل من التدبر والتفكر سنعى هذا المعنى عندما نريد أن نفهم بشكل صحيح منزه عن أي غرض ، ولكنى أيضاً دارسة لعلم التاريخ واستطيع أن أبرهن بكثير من المواقف التى تدعم ذلك المعنى وأضع الكثير من أراء المؤرخين والمحدثين عن أهمية التسليح للدفاع عن النفس والمال والوطن دون أن يوجهوا لمن فعلوا ذلك تهمة الإرهاب من أول أحمس قاهر الهكسوس أو مينا ناعرمر موحد القطرين الذي توجد له لوحه شهيرة تدرس في كل العالم وهو يخضع أحد سكان القطرين في معركة التوحيد ، لماذا لم نقل علي كلاهما أرهابي وأنما ننعتهم في التاريخ بالأبطال المحررين لأوطانهم من نير الاستعمار أو القاضين علي نار الفتنة والفرقة وكذلك في التاريخ الوسيط نتعامل نفس التعامل مع سيرة قطز وبيبرس وصلاح الدين ومعظم ملوك وإمراء الدولتين الأيوبية والمملوكية في محاربة الاستعمار الصليبي والمغولى علي الشرق ونتجاوز عن الاسهاب في أحداث وتواريخ نحفظها عن ظهر قلب في التاريخ الوسيط لنصل لبداية تأريخ التاريخ الحديث وبالرغم من أن البداية اختلفت عند بعض المؤرخين بين حدثين جلل الأول هو الحملة الفرنسية علي مصر والأخر تولى محمد علي ولاية مصر وبداية تأسيس الدولة الحديثة بها ولا يعنينى هنا حسم أمر أي الحدثين أدق أو أصح قدر ما يعنينى أن الحدثين لهم علاقة بالحرب والتسليح ، بعد الثورة الفرنسية كونت فرنسا جيشاً واعدته بشكل متقن غزت به معظم أنحاء العالم القديم ، وكذلك اعتمد محمد علي في تأسيس دولته الحديثة علي إعداد جيش قوى وتسليحه بل أن البعض ذهب بأن كل إصلاحات محمد علي كانت من أجل الجيش والنهوض به ومروراً بأحداث هنا وأحداث هناك نصل لظهور هذا الكيان السرطانى المسمي بإسرائيل في قلب عالمنا العربي عنوه وحروبه مع مصر وسوريا وبالطبع فلسطين ، لماذا لا ننعت إسرائيل التى تتسلح بأقوى وأحدث الأسلحة بأنها دولة إرهاب ، بل لماذا لم نقول علي مصر عندما شرعت في تحديث اسلحتها وبناء هيكلة جيشها بعد هزيمة 67 وتحويل الهزيمة لنصر بعد 6 سنوات من التدريب والإعداد المتقن بأنها تتسلح لترهب دول الجوار بل فخرنا بجيشنا وانتصاره العظيم في أكتوبر ولنا كل الفخر بالطبع ، بل لماذا لا نقول عن المتحدثة باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في كل مناسبة وموقف الدولة الأمريكية التى تملك أقوى جيش في العالم الآن ويذهب الكثيرين لتلقي التدريب في معسكراتهم ، أليست أمريكا تتسلح لترهب العالم أجمع بقوتها وتهدد هنا وتحتل هناك أليست أمريكا دولة إرهاب لأنها تعد ما استطاعت من القوة لترهب به عدوها بل ولتحتل وتحارب هى ما شاءت من الدول التى تري من وجهة نظرها أنها احد معاقل الإرهاب أو تمثل خطر عليها !؟ لم كل هذا التاقض والقصور في الفهم لمعنى من أبسط المعانى أم أنها نظرية المؤامرة التى تسيطر علي تفكيرنا ليل نهار وتجعلنا نري ما ليس فينا بل ونؤمن بخرافات يدعيها بعض أعدائنا ينعتوننا بالإرهاب ويتسلحون هم بالذري والكيماوى ، ينعتوننا بإهدار حقوق الإنسان ويسحلون هم متظاهريهم في شوارع وولستريت ويقبضون علي 700 منهم لا يعلم مصيرهم حتى الآن ، يقولون علينا قتلة ويصنعون لنا القنابل المسيلة وغيرها من أدوات مكافحة الشعب ويصدرونها بأغلي الأثمان لنا لم دائماً نسجن أنفسنا في نظرة الأخرين لنا ونحاول دائماً أن نسعى لنفي ما ليس فينا أو نتخذها ذرائع لتبادل الاتهامات بين أبناء الوطن الواحد ؟ ما المطلوب مننا أن نتخلي عن واجب مقدس والا نهتم بإعداد العده حتى نصير مطية كدولة قطر مثلاً ؟ هل المطلوب أن نكون دولة بلا جيش أو شرطة نكسر هيبة ذلك وتلك لتستطيع أي دولة أخري أن تتدخل في أمورنا الداخلية وتملي شروطها أو تفرض سيطرتها ؟ أو المطلوب أن نمعن في الفهم الخاطيء لآيات القرآن والأنجيل ونردد كلمات هى محض أفتراء علي الدينين لنعمم فكرة الفرقة والفتنة والتناحر ؟! استقيموا يرحمكم الله