رحل فجراليوم السبت عن عالمنا د.أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، وشقيق العالم الكبيرد.فارق الباز, بعد صراع طويل مع المرض، عن عمريناهز83عامًا حيث تشييع جثمانه، ظهر اليوم السبت, بمسجد السيدة نفيسة. وتنشر"بوابة الوفد" السيرة الذاتية للباز حيث ولد بإحدى قرى محافظة الدقهلية عام 1931, وحصل على ليسانس الحقوق عام1954، ودكتوراه في القانون العام من أمريكا عام1962، بدأ حياته العملية بالعمل وكيلًا للنيابة ثم عين بوزارة الخارجية سكرتيرًا ثانيًا عام1958، ووكيلًا للمعهد الدبلوماسي ثم مستشارًا سياسيًا لوزير الخارجية، ويعد أصغرمن حصل على درجة سفيرعام1975، يوصف بأنه مايسترو السياسة الخارجية المصرية. أسامة الباز واحد من الشخصيات التي دار حولها انقسام في الشارع المصري، فهو في نظر بعض الأوساط من "الحرس القديم" الذي يرى بقاءه قريبًا من السلطة مرهونًا بعدم تغيير الأوضاع الراهنة، وأن أي إصلاح يجب خروجه من كنف وآليات ووسائل النظام نفسه. يرى البعض أن اجتهاداته في بعض قضايا الإصلاح فضفاضة وحمّالة أوجه يمكن تفسيرها بطرق متباينة، وفي هذه الحدود يمكن القول إنه مع الإصلاح وضد التغيير فيما يكون فى نظر أوساط أخرى فيُعتبر من المطالبين بالإصلاح والتغيير في الوقت نفسه، ومع أنه من الذين رفضوا فكرة تعديل الدستور أو بعض مواده ورأى تأجيلها، ووصف تعديل المادة (76) بأنها الأبرز والأهم في مسيرة الإصلاح السياسي, وتوقع خطوات أكثر تطورًا في هذا المجال في المرحلة المقبلة. واعتبر أسامة الباز أن اصلاح نظام اختيار رئيس الجمهورية سيؤدي إلى نقلة سياسية كبيرة في مصر لها تداعياتها وتأثيراتها في كافة الجوانب، وأكد أن خطوات التعديل تثبت جدية سياسات الإصلاح الديمقراطي في مصر، وعلى خلاف بعض المسئولين في النظام السابق فقد انتقد الدعوات التي تطالب بتعطيل مسيرة الإصلاح السياسي لحين اكتمال برامج الإصلاح الاقتصادي، وأوضح أن عملية الإصلاح تتم على مسارات متوازية ووفقاً لرؤية متكاملة. ونفى الباز أي ضغوط خارجية لتعديل الدستور، وقال إنها جاءت من رؤية خاصة ورغبة من الرئيس مبارك، وذهب الباز في أوائل مارس 2005 إلى أن قانون الطوارئ لا يمثل قيداً على ممارسة المواطن العادي لحقوقه السياسية، مشيراً إلى عدم وجود نية لإلغائه. وقد أوقعه إخلاصه للرئيس مبارك وتقديره لمواهب ابنه في بعض المطبات، ففي الخامس من نوفمبر 2002 قال إن الرئيس مبارك "لن يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة القادمة"، وأكد الباز ترحيبه بتوسيع المشاركة السياسية وعدم حصرها في عدد محدود. وأشار إلى أن الرئيس لايفكر في توريث الحكم لابنه، وفي اليوم التالي "6 نوفمبر 2002" قال بعبارة التوائية "إن الرئيس مبارك لا ينوي تمديد حكمه مدى الحياة"، وأوضح أنه من المبكر جدا قول ما إن كان سيخوض الانتخابات، ونفى قيام الرئيس بتهيئة جمال لتسلم السلطة، وأن جمال بالذات لا يعد نفسه لتسلم السلطة أو أي شيء من هذا القبيل هناك روايات رائجة تقول إنه أحد أساتذة جمال مبارك، وفي مقدمة الذين حاولوا تهيئة جمال مبارك وتربيته سياسيا وتعريفه بدهاليز الحكم، تمهيدا لتوليه السلطة بعد والده، وبخلاف كثير من دوائر الحكم أشار أسامة لباز في مارس 2005 إلى أن الرئيس مبارك يدرس فكرة تعيين نائب له لأول مرة، وأشارت أصابع المراقبين إلى اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات. كان أحد مستشاري مركز الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية بمؤسسة الأهرام، ومديرا لمكتب الأمين الأول للجنة المركزية للشؤون الخارجية، ثم مقررا للجنة الشؤون الخارجية المنبثقة من اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، ومديرا للمعهد الدبلوماسي، ومديرا لمكتب نائب رئيس الجمهورية، ثم مديرا لمكتب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية ووكيل أول وزارة الخارجية. شارك الباز فى مفاوضات كامب ديفيد وصياغة معاهدة السلام عام 1979، وتولى الملف الفلسطيني - الإسرائيلي لفترة طويلة، وهو أحد الذين اشتهروا في الحياة السياسية المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية بمستوييها الرسمي والشعبي، وعُرف عنه مشاركته في الندوات الفكرية والثقافية، وهو شقيق عالم الجيولوجيا في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) الدكتور فاروق الباز. على المستوى الشخصي وبعد ثورة 25 يناير 2011، أعلنت الممثلة المصرية "نبيلة عبيد" أنها كانت متزوجة باسامة الباز لمدة 9 سنوات إلى أن تم الطلاق، وأن الزواج كان سريا. قالت نبيلة: "لم يكن زواجي من الباز سريا، بل كان معروفا في الأوساط السياسية بعد أيام من إتمامه، ورئاسة الجمهورية كانت على علم به".