أسعار الفراخ البيضاء اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في الدقهلية    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في الدقهلية    سعر الدولار الأمريكي فى البنوك المصرية أمام الجنيه اليوم الثلاثاء 7 اكتوبر 2025    مجمع البحوث الإسلامية ناعيًا أحمد عمر هاشم: فقدنا حارسًا أمينًا على السنة النبوية    مصدر من ريال مدريد يحسم الجدل: لهذا السبب رفض النادي فكرة ضم رودري    أغلبية ساحقة.. الخارجية تكشف تفاصيل انتخاب خالد العناني لليونسكو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-10-2025 في محافظة قنا    غادة عادل للميس الحديدي :"ليلى" في "فيها إيه يعني ؟" هدية من ربنا لايمكن أرفغضها حتى لو قدمت شخصية أكبر في السن    دعماً وتكريماً | مواقف الرئيس السيسي مع الدكتور الراحل أحمد عمر هاشم.. تفاصيل    مواقيت الصلاة بأسوان الثلاثاء 7 أكتوبر 2025    رسائل تهنئة 6 أكتوبر 2025 مكتوبة للاحتفال بعيد القوات المسلحة    «صدى البلد»: فيريرا طُرد من مسكنه 4 مرات.. والجزيري يُعطي أجانب الزمالك «سُلفة»    موعد بداية امتحانات نصف العام الدراسي الجديد 2025- 2026    بكام الفراخ النهارده؟.. أسعار الدواجن وكرتونة البيض في أسواق وبورصة الشرقية الثلاثاء 7-10-2025    سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 7-10-2025 بعد آخر ارتفاع.. حديد عز بكام؟    لأول مرة مصر تقود اليونيسكو.. فوز خالد العناني بمنصب المدير العام    غادة عادل عن عملية التجميل: قلت للدكتور مش عايزة أبان أحلى من الطبيعي    عمليات هدم وإزالة واسعة في حي ميناء العريش.. هل يسارع السيسى بتجهيز مقر إدارة غزة ضمن خطة ترامب !؟    لليلة الثانية على التوالي.. الدفاعات الروسية تُسقط طائرات مسيّرة متجهة نحو موسكو    جيش الاحتلال ينسف مباني سكنية في حي الصبرة جنوب مدينة غزة    ناصر المزداوي في مهرجان الإسكندرية السينمائي: مصر تسكن في قلبي رغم المسافات    نتنياهو: الحرب في قطاع غزة على وشك النهاية ولكن    ترامب: لم أحسم قراري بشأن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك"    انخفاض جديد في عباد الشمس والذرة، أسعار الزيت اليوم بالأسواق    أبو ريدة يصل المغرب ويستقبل بعثة منتخب مصر استعدادًا لمواجهة جيبوتي    وزيرة التخطيط: هدفنا تحسين جودة حياة المواطن.. وسقف الاستثمارات الحكومية رفع مساهمة القطاع الخاص ل57%    بلاغ كاذب.. حقيقة احتجاز طفل داخل ماسورة غاز بناهيا | صور    «وهم».. عرض جديد يضيء خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن مهرجان نقابة المهن التمثيلية    نائب رئيس حزب المؤتمر: الشراكة المصرية السعودية ركيزة استقرار الشرق الأوسط    «بعد 3 ماتشات في الدوري».. إبراهيم سعيد: الغرور أصاب الزمالك واحتفلوا بالدوري مبكرا    منسيات 6 أكتوبر .. الاحتفاء بالفريق "الشاذلي" يُنسب إلى "مرسي" و"المزرعة الصينية" تفتقد القائد "عبد رب النبي حافظ"    البيت الأبيض يرفض تأكيد أو نفي إرسال قوات أمريكية إلى فنزويلا    ماجد الكدواني: «فيها إيه يعني» كأفلام الأبيض والأسود وبروح نوستالجيا    قرار جديد بشأن البلوجر دونا محمد بتهمة نشر فيديوهات خادشة    تحرك أمني عاجل بعد بلاغ وجود أطفال داخل ماسورة غاز في الجيزة (صور)    هدد خطيبته بنشر صورها على الواتساب.. السجن عامين مع الغرامة لشاب في قنا    بالصور.. إزالة 500 حالة إشغال بشارعي اللبيني والمريوطية فيصل    شواطئ مطروح ليلة اكتمال القمر وطقس معتدل    أسعار السمك السردين والمرجان والبلطي بالاسواق اليوم الثلاثاء 7 اكتوبر 2025    حزب "المصريين": كلمة السيسي في ذكرى نصر أكتوبر اتسمت بقوة التأثير وعمق الرسالة    «أكتوبر صوت النصر».. الجيزة تحتفل بذكرى الانتصار ال52 بروح وطنية في مراكز الشباب    الأهلي يكافئ الشحات بعقده الجديد    تعرف على موعد بدء تدريبات المعلمين الجدد ضمن مسابقة 30 الف معلم بقنا    وثائقي أمريكي يكشف أسرار حرب أكتوبر: تفاصيل نجاح استراتيجية السادات في خداع إسرائيل وانهيار أسطورة «الجيش الذي لا يُقهر»    اشتغالة تطوير الإعلام!    بعض الأخبار سيئة.. حظ برج الدلو اليوم 7 أكتوبر    محافظ الفيوم يشهد احتفالية الذكرى ال52 لانتصارات أكتوبر المجيدة    «عيدك في الجنة يا نور عيني».. الناجية من«جريمة نبروه» تحيي ذكرى ميلاد ابنة زوجها برسالة مؤثرة    نائب وزير الصحة يحيل الطاقم الإداري بمستشفى كفر الشيخ للتحقيق    «هيفضل طازة ومش هيسود طول السنة».. أفضل طريقة لتخزين الرمان    ميثاق حقوق طفل السكر.. وعن سلامة صحة الأطفال    بمكونات في المنزل.. خطوات فعالة لتنظيف شباك المطبخ    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يخوض مرانه الأول بالمغرب    الصباحي يوضح قانونية تغيير مسدد ركلة الجزاء بعد قرار الإعادة    مواقيت الصلاه غدا الثلاثاء 7 اكتوبر 2025فى المنيا.....تعرف عليها بدقه    للمرأة الحامل، أطعمة مهدئة للمعدة تناوليها بعد التقيؤ    هاني تمام: حب الوطن من الإيمان وحسن التخطيط والثقة بالله سر النصر في أكتوبر    أمين الفتوى: وحدة الصف والوعي بقيمة الوطن هما سر النصر في أكتوبر المجيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب المصرى ضحى بكل شىء لدعم وإعادة بناء القوات المسلحة
اللواء أ. ح حسان أبوعلى: المقاتل المصرى المفاجأة الحقيقية فى حرب أكتوبر


الجنود استلهموا روح أجدادهم الفراعنة
سيبقى نصر أكتوبر المجيد ملحمة عظيمة فى تاريخ الشعب المصرى، ورمزًا خالدًا تفتخر به الأجيال وتتباهى به على مر السنين، وسيظل هذا النصر العظيم تجسيدًا عمليًا لكفاءة وعقلية المصريين ورفضهم للانكسار والهوان، ودليًا دامغًا على أن مصر أقدم دولة مركزية فى التاريخ وستظل إلى نهاية التاريخ مهما كان حجم التهديدات والمخاطر أو المؤامرات.
لقد تحول انتصار المصريين على عدوهم وعدو العرب إلى مرجع وسند فى تاريخ العسكرية، لأنها الحرب التى غيرت العقيدة القتالية فى العالم، حيث كانت كل الأسلحة التى شاركت فى الحرب تطويرًا لأسلحة الحرب العالمية الثانية، واستطاع الجيش أن يحارب بأسلحة دفاعية محضة أحدث الأسلحة التى توصل إليها العقل البشرى.
إنها الحرب التى أثبتت أن المصريين شعب عظيم لا يعرف المستحيل، وأن جيش المصريين قادر على فعل المستحيل، جيش أعاد بناء نفسه فى 6 سنوات، وعبر أصعب مانع مائى صناعى عرفته حرب فى التاريخ وهو «قناة السويس»، واخترق «خط بارليف» أعتى مانع صناعى أقيم فى حرب دارت بين البشر، هدمه بالماء ودمر نقاطه الحصينة.
فى حرب أكتوبر سطر المصريون بطولات تضاهى ما يروى فى الأساطير، من الشجاعة والجراة ومحاربة المجهول.. استلهموا أرواح أجدادهم الفراعنة الذين شيدوا الحضارة قبل أن يعرف البشر معنى الحضارة.. أثبتوا للعالم أن مصر الحضارة لا تنكسر أو تموت.. قدموا أرواحهم لتحيا مصر.
أكد اللواء أ. ح حسان أبوعلى أحد أبطال سلاح الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أن المقاتل المصرى كان المفاجأة الحقيقة لحرب أكتوبر المجيدة، لأنه قلل الفجوة فى التسليح بين الجيش المصرى بإمكاناته الدفاعية، والجيش الإسرائيلى الذى فتحت أمامه الولايات المتحدة الأمريكية ترسانتها العسكرية وأمدته بأقوى وأحدث المعدات القتالية.
وأضاف أن الشعب المصرى خلال ال6 سنوات التى فصلت بين النكسة والانتصار ضحى بكل بكل شيء لدعم وإعادة بناء القوات المسلحة، حتى أن اقتصاد مصر تحول فى مجمله إلى اقتصاد حربى بما يعنيه ذلك من ضغط الأنفاق والاستغناء عن كل وسائل الرفاهية، بل وكثير من السلع الأساسية والخدمات التى لا بديل عنها، وكانت عينه على الحرب التى طالب بها منذ وقوع النكسة، بل واعتبر أن الحرب هى مستقبل الوطن والشعب.
وأشار «أبوعلى» إلى أن نصر أكتوبر كان نتاج مجهودات خارقة قامت بها القوات المسلحة على أسس علمية تمت الاستفادة فيها بما حدث فى نكسة 67 وحرب الاستنزاف، كما أن العقبات التى واجهت الجيش فى العبور فتحت المجال أمام إبداع المصريين، فهدموا خط بارليف المنيع باستخدام المياه، وتغلبوا على قدرات العدو التسليحية بالخداع والمفاجأة والتناغم بين الأسلحة لتوجيه ضربة شاملة أصابت العدو بالذهول والشلل.
عقب نكسة 67 كانت إسرائيل تتباهى بقواتها الجوية ووصفتها بأنها الذراع الطولى وأنها أسطورة لا تقهر، فكيف استطاعت قوات الدفاع الجوى بتر هذه الذراع؟
- بدايةً القوات المسلحة بعد هزيمة يونية 67، درست أسباب النكسة وكيفية المواجهة بناء على التخطيط والتنظيم العملى السليم، وكان سلاح الطيران الإسرائيلى هو كلمة السر فى نكسة 67، وتباهى به العدو، وبالفعل كانت إسرائيل تمتلك طائرات حديثة تمكنها من ضرب أى أهداف فى العمق المصرى، وبالتالى كان قرار إنشاء قوات الدفاع الجوى كقوة رابعة ضمن قواتنا المسلحة فى فبراير عام 1968.
لتكون مسئولة عن حماية الأهداف الحيوية بالدولة وتجميعات القوات المسلحة بمناطق التمركز على الجبهة وفى العمق الاستراتيجى للدولة، واستطاعت قوات الدفاع الجوى ان تشل طائرات العدو من العبث فى العمق المصرى، ونتيجة نجاح قوات الدفاع الجوى فى صد الهجمات الجوية للعدو صدرت تعليمات للطيارين الإسرائيليين بالقفز من الطائرات فى حال مشاهدة صواريخ «سام 6»، نظرًا لأن احتمالية تدمير الطائرة تصل الى 90%، ويعد يوم 30 يونيه عام 1970، هو يوم الميلاد الحقيقى لقوات الدفاع الجوى، حيث استطاعت قوات الدفاع الجوى بتر الذراع الطويلة للعدو ممثلة فى القوات الجوية التى تساقطت معها استراتيجية الردع، التى طالما تغنت بها إسرائيل.
ويجب أن نعلم أنه تم تدريب عناصر الدفاع الجوى خلال حرب الاستنزاف على أعمال إعادة التمركز والمناورة، والاشتباك مع الأهداف المعادية تحت مختلف الظروف وطبقًا لخطة تم إعدادها بعناية فائقة وكان من نتائجها دفع عدد من كتائب الصواريخ لتنفيذ كمائن حققت نتائج مبهرة ونجحت فى إسقاط العديد من الطائرات المعادية
إلى أن تم اتخاذ قرار دفع كتائب الصواريخ إلى الجبهة على مرحلتين على أن تكون هذه الكتائب جاهزة بالنيران يوم 30 يونية 1970، وهنا بدأ أسبوع تساقط الفانتوم وكان حصاد اليوم الأول إسقاط أول طائرتين فانتوم وطائرتين سكاى هوك، ثم توالت الخسائر، فقررت القيادة الإسرائيلية عدم اقتراب قواتها الجوية من قناة السويس واعتبر يوم 30 يونية 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة، وهو عيد قوات الدفاع الجوى.
كيف صمد رجال الدفاع الجوى خلال حرب الاستنزاف حتى اكتمال بناء حائط الصواريخ من خلال معايشتك لتلك الفترة؟
- مرحلة بناء حائط الصواريخ كانت قاسية للغاية، فقرار الإنشاء صدر بعد النكسة، وهذا يعنى أن تقوم القوات بتأسيس هذا السلاح بدون تأمين، وللحقيقة فإنه فور الإعلان عن إنشاء قوات الدفاع الجوى، لم يدخر رجال الجيش جهدًا فى تنفيذ مطلبات هذا السلاح، وبذل الجميع أقصى ما يملك، وأسهمت الشركات المدنية بدور فعال وحقيقى فى بناء منصات الإطلاق وقاعد الصواريخ، وذلك تحت ضغط هجمات العدو الجوية المتواصلة فى أوقات متفرقة بأحدث الطائرات «فانتوم، سكاى هوك» ذات الإمكانات العالية مقارنة بوسائل الدفاع المتوفرة فى هذا الوقت.
يعتبر عبور قناة السويس وخط بارليف المنيع معجزة عسكرية بكل المقايس حققها الجيش المصرى.. كيف تغلبت القوات المسلحة على هذه العقبات من خلال تواجدك فى المعركة؟
- شكلت قناة السويس مانعًا طبيعيًا هائل ضد عبور القوات المصرية لشرق القناة،
فلقد انتهى العدو إلى مانع مائى طبيعى، فقامت إسرائيل بملء مستودعات خاصة بسائل النابالم موصولة بأنابيب تصب فى القناة مباشرة، لحرق أى شيء موجود فى القناة، وتنفيذًا لخطة العبور قامت مجموعات من رجال الصاعقة وأفراد من المهندسين بغلق فتحات مواسير قاذفات اللهب تحت الماء ليلة الحرب، وقبل الاقتحام مباشرة قام بعض رجال الصاعقة بالسباحة تحت سطح القناة للتأكد من غلق هذه المواسير.
أما خط بارليف المنيع فقد وجد العدو على الضفة التى يسيطر عليها من القناة كميات هائلة من أعمال تطهير القناه تراكمت على مدار 120 سنة هى عمر القناة حتى هذا الوقت، فاستغل العدو أكوام الأتربة وحولها إلى ساتر ترابى يصل ارتفاعه إلى 30 مترًا فى بعض المناطق ودفعه إلى حافة القناة مباشرة بميول حادة، ووضع نقاط قوية تعتمد على دشم للأسلحة المضادة للدبابات والرشاشات وزود الدشم الخرسانية بمزاغل قوية التحصين تسيطر بنيرانها على الشاطئ الغربى للقناة، وعلى مياه القناة لمنع أية محاولة لعبورها.
وفى الحقيقة إن ما أعلنته إسرائيل عن مناعة وحصانة خط بارليف كان حقيقيًا، فقد روجوا له إعلاميًا بأنه من الخطوط التى لا تخترق لأنها كانت تعتقد أنه سيظل نقطة الحدود الأبدية مع مصر، وبالتالى لم يدخروا جهدًا فى تحصينه، واستعانت إسرائيل بشركات متخصصة لتحصين هذا المانع بناء على دراسات وحسابات وكلفوه ملايين الدولارات، ووضعوا به 35 نقطة حصينة المسافة بين كل منها تتراوح بين 1 و5 كم، حسب أهمية المكان والاستراتيجية، كما وجدت مرابض للدبابات كل 100 متر بطول القناة، وكان خط بارليف لديه اكتفاء ذاتى لمدة 7 أيام، ومزود بأعلى وسائل الاتصال والكشف والمراقبة، وكانت القوات الدائمة على خط بارليف لواء مشاة و3 ألوية مدرعة، ومن شدة تحصين خط بارليف أكد الخبراء الروس أنه يحتاج إلى قنبلتين نوويتين لاختراقه.
وجاء حل لغز خط بارليف المنيع على يد أحد الضباط فى سلاح المركبات الذى اقترح فتح الثغرة فى الساتر الترابى بأسلوب ضغط المياه كان قد رآها فى مشروع السد العالى إبان انتدابه هناك، وتم تصعيد الفكرة رغم بساطتها الى مستوى القيادة العامة، وبعد إجراء التجارب تمت الموافقة على فتح الثغرات فى خط بارليف بالمياه وكان العدد المطلوب لكل ثغرة هو 5 مضخات، وتم
شراء 450 مضخة من خلال وزارتى الزراعة والرى، بحجة أن شوارع القرى فى مصر ضيقة لا تتسع لسيارات الإطفاء، وأن مصر بحاجة إلى مضخات مياه بهذه القوة حتى تستطيع سيارات الإطفاء السيطرة على الحرائق فى القرى من خارجها.
حدثنا عن الدور الذى قامت به قوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر المجيدة؟
- استطاعت قوات الدفاع الجوى أن تطور معداتها وإمكاناتها خلال السنوات الثلاث التى أعقبت حرب الاستنزاف، مما مكنها من صد الهجمات الجوية المعادية فى حرب أكتوبر المجيدة. ففى الساعة 2 بعد ظهر يوم 6 أكتوبر انطلقت نسور القوات الجوية نحو سيناء ونفذت مهامها شرق القناة والتى تضمنت تدمير مطارات ومواقع الدفاع الجوى ومحطات الإعاقة الإلكترونية ومراكز القيادة المعادية، وكان رد الفعل المتوقع من العدو أن يتركز الهجوم الإسرائيلى على تدمير عناصر الدفاع الجوى، وتدمير الطائرات المصرية فى قواعدها، بالإضافة إلى قصف القوات البرية المصرية وإجهاض عملية الهجوم مع قصف أكثر الأهداف الحيوية، للتأثير على سير الحرب.
وحاولت القوات الجوية للعدو تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة بلغت 44 طائرة، ويتضح ذلك من تقارير القتال التى صدرت يوم 8 أكتوبر، بالفعل تعرضت قوات الدفاع الجوى لهجمات جوية يومية مستمرة وهاجمت الطائرات الإسرائيلية مواقع الرادار باستمرار لإحداث ثغرات فى الحقل الرادارى، ولكن رجال الدفاع الجوى صمدوا فى مواجهة العدو وتعرضت إسرائيل لأن تفقد سلاحها الجوى خلال أيام من بدء المعركة، يضاف إلى ذلك أن قوات الدفاع الجوى أثناء إدارة أعمال القتال وفرت الحماية والتأمين لمختلف القوات أثناء تدمير خط بارليف، وشهد العالم أجمع أن قوات الدفاع الجوى المصرية استطاعت أن تشل القوات الجوية الإسرائيلية وتمنعها من تنفيذ مهامها القتالية.
شهدت حرب أكتوبر أكبر معركة بالأسلحة المشتركة.. حدثنا عن مظاهر التناغم بين أفرع القوات المسلحة الرئيسية فى الحرب؟
- وضعت خطط حرب أكتوبر المجيدة بحيث تعزف القوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوى سيمفونية متكاملة تحقق عنصر المفاجأة، وتغير الصورة التقليدية التى عرفها العدو، وفى الحرب نفذ كل سلاح مهامه ببراعة واقتدار، فقد نفذت الجيوش الميدانية مهامها القتالية فى تعاون تام ووثيق مع القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوى، وبالتالى شاركت جميع عناصر القتال فى المعركة، ولكن قوات الدفاع الجوى كانت السلاح الجديد فى الحرب، حيث وفرت التغطية والوقاية بدءًا من اكتشاف العدائيات الجوية والإنذار بها وتدمير هذه العدائيات حالة دخولها فى مدى وسائل الدفاع الجوى الإيجابية من الصواريخ والمدفعية، وكان لخطة الخداع الاستراتيجى التى أدارها الرئيس السادات دورًا هامًا فى تحقيق عنصر المفاجأة فقبل الحرب بساعات كان هناك جنود فى القناة يقومون بالاستحمام، إضافة الى الإعلان عن بعثة الحج، كما اعتمد التموية فى تحركات القوات، حيث تتجه القوات فى اتجاه معين، ثم تغير اتجاهها إلى الجبهة للمشاركة فى الحرب، وظن العدو أنها مناورات الخريف التى اعتادت مصر تنفيذها، لقد أقنع السادات العدو بأن مصر لن تحارب، ثم فاجأ الجميع بأن الحرب قد قامت.
نشأة أسلحة الدفاع الجوى
فى عام 1880 تم تصنيع أول مدفع ميدان مجهز لضرب أهداف جوية, وفى عام1902 صنعت روسيا أول مدفع مضاد للطائرات عيار3 بوصات, ثم أخذت أسلحة الدفاع الجوى تتطور داخل الترسانات العسكرية ومصانع السلاح فى العالم، حتى ظهرت الصواريخ المضادة للطائرات وأسلحة الدفاع الجوى الحديثة.
وقد عرفت مصر أسلحة الدفاع الجوى بعد معاهدة 36، وفى العام التالى امتلكت مصر أول تشكيل بطاريات مدفعية مضادة للطائرات وقسم الأنوار الكاشفة, وفى عام1960 زار المشير عبدالحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة الاتحاد السوفيتى، وكان طلبه الرئيسى الحصول على صواريخ مضادة للطائرات, وفى عام 1962 وصل إلى مصر 202 خبير روسى، وبعد انتهاء الزيارة حصلت مصر على أول شحنة صواريخ سام2 الروسية المضادة للطائرات، حيث تم تشكيل 4 ألوية صواريخ دفاع جوي, وتم إلحاقها بالقوات الجوية.
ثم كان القرار الجمهورى فى أول فبراير عام 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوى كقوة رابعة ضمن الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، واستمر رجال القوات المسلحة فى بناء منظومة الدفاع الجوى فى أجواء من الجحيم كان يشنها العدو على مواقع الإنشاء لمنع مصر من امتلاك منظومة دفاعية تواجه سلاح الطيران الذى كان يتباهى به.
ونجحت القوات المسلحة فى إتمام بناء حائط الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوى التى حققت هدفها فى منع الطيران الإسرائيلى من العبث فى العمق المصرى.
أرقام فى نصر أكتوبر العظيم
«222»: عدد الطائرات المصرية التى انطلقت فى الساعة 2 إلا 5 دقائق معلنة بدء الحرب.
«10500»: عدد قذائف المدفعية التى سقطت على المواقع الإسرائيلية فى الدقيقة الأولى لبدء القصف المدفعى بمعدل 175 قذيفة فى الثانية فى أكبر عملية تمهيد نيرانى شهدها التاريخ.
«8000»: عدد مقاتلى الصاعقة والمشاه فى الموجة الأولى التى عبرت القناة بالزوارق المطاطية.
«100»: عدد الدبابات الإسرائيلية التى دمرت بالقصف المدفعى وقوات الصاعقة والمشا التى عبرت القناة.
«14000»: عدد المقاتلين الذين تواجدوا شرق قناة السويس بعد مرور ساعة ونصف الساعة من بدء الحرب.
«33000»: عدد المقاتلين الذين عبروا القناة بعد 3 ساعات من بدء المعركة.
«7» كم: هو العمق الذى وصلت إليه القوات المصرية مع انتهاء عمليات اليوم الأول.
«5»: عدد الطائرات المصرية التى سقطت فى مقابل «25» طائرة للعدو «20»: عدد الدبابات المصرية التى دمرت، فى مقابل 120 دبابة إسرائيلية مع انتهاء اليوم الأول من العمليات، ومع نهاية الحرب كانت إسرائيل قد فقدت 372 طائرة حربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.