«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"حسان أبوعلي": المقاتل المصرى قلل الفجوة فى التسليح مع العدو
نشر في الوفد يوم 05 - 10 - 2015

سيبقى نصر أكتوبر المجيد ملحمة عظيمة فى تاريخ الشعب المصرى، ورمزاً خالداً تفتخر به الأجيال وتتباهى به على مر السنين، وسيظل هذا النصر العظيم تجسيداً عملياً لكفاءة وعقلية المصريين ورفضهم للانكسار والهوان، ودليلاً دامغاً على أن مصر أقدم دولة مركزية فى التاريخ وستظل إلى نهاية التاريخ مهما كان حجم التهديدات والمخاطر أو المؤامرات.
لقد تحول انتصار المصريين على عدوهم وعدو العرب الى مرجع وسند فى تاريخ العسكرية، لأنها الحرب التى غيرت العقيدة القتالية فى العالم، حيث كانت كل الأسلحة التى شاركت فى الحرب تطويراً لأسلحة الحرب العالمية الثانية، واستطاع الجيش أن يحارب بأسلحة دفاعية محضة أحدث الأسلحة التى توصل اليها العقل البشرى.
انها الحرب التى أثبتت أن المصريين شعب عظيم لا يعرف المستحيل، وأن جيش المصريين قادر على فعل المستحيل، جيش أعاد بناء نفسه فى 6 سنوات، وعبر أصعب مانع مائى صناعى عرفته حرب في التاريخ وهو «قناة السويس»، واخترق «خط بارليف» أعتي مانع صناعي أقيم في حرب دارت بين البشر، هدمه بالماء ودمر نقاطه الحصينة.
فى حرب أكتوبر سطر المصريون بطولات تضاهى ما يروى فى الأساطير، من الشجاعة والجراة ومحاربة المجهول.. استلهموا أرواح أجدادهم الفراعنة الذين شيدوا الحضارة قبل ان يعرف البشر معنى الحضارة.. أثبتوا للعالم أن مصر الحضارة لاتنكسر أو تموت.. قدموا أرواحهم لتحيا مصر.

أكد اللواء أ. ح حسان ابوعلى أحد أبطال سلاح الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا ان المقاتل المصرى كان المفاجأة الحقيقة لحرب اكتوبر المجيدة، لأنه قلل الفجوة فى التسليح بين الجيش المصرى بإمكاناته الدفاعية، والجيش الإسرائيلى الذى فتحت أمامه الولايات المتحدة الأمريكية ترسانتها العسكرية وأمدته بأقوى وأحدث المعدات القتالية.
وأضاف ان الشعب المصرى خلال ال6 سنوات التى فصلت بين النكسة والانتصار ضحى بكل بكل شيء لدعم وإعادة بناء القوات المسلحة، حتى ان اقتصاد مصر تحول فى مجمله إلي اقتصاد حربي بما يعنيه ذلك من ضغط الانفاق والاستغناء عن كل وسائل الرفاهية بل وكثير من السلع الأساسية والخدمات التى لابديل عنها، وكانت عينه على الحرب التى طالب بها منذ وقوع النكسة، بل واعتبر ان الحرب هى مستقبل الوطن والشعب.
وأشار أبوعلى الى أن نصر أكتوبر كان نتاج مجهودات خارقة قامت بها القوات المسلحة على أسس علمية تمت الاستفادة فيها بما حدث فى نكسة 67 وحرب الاستنزاف، كما أن العقبات التى واجهت الجيش فى العبور فتحت المجال أمام إبداع المصريين، فهدموا خط بارليف المنيع باستخدام المياه، وتغلبوا على قدرات العدو التسليحية بالخداع والمفاجأة والتناغم بين الأسلحة لتوجيه ضربة شاملة أصابت العدو بالذهول والشلل.
عقب نكسة 67 كانت إسرائيل تتباهى بقواتها الجوية ووصفتها بأنها الذراع الطولى وأنها أسطورة لا تقهر، فكيف استطاعت قوات الدفاع الجوى بتر هذه الذراع؟
بدايةً القوات المسلحة بعد هزيمة يونية 67 ، درست أسباب النكسة وكيفية المواجهة بناء على التخطيط والتنظيم العملي السليم، وكان سلاح الطيران الإسرائيلى هو كلمة السر فى نكسة 67، وتباهى به العدو، وبالفعل كانت إسرائيل تمتلك طائرات حديثة تمكنها من ضرب أى أهداف فى العمق المصرى، وبالتالى كان قرار إنشاء قوات الدفاع الجوي كقوة رابعة ضمن قواتنا المسلحة فى فبراير عام 1968.
لتكون مسئولة عن حماية الأهداف الحيوية بالدولة وتجميعات القوات المسلحة بمناطق التمركز على الجبهة وفي العمق الاستراتيجي للدولة، واستطاعت قوات الدفاع الجوى ان تشل طائرات العدو من العبث فى العمق المصرى، ونتيجة نجاح قوات الدفاع الجوى فى صد الهجمات الجوية للعدو صدرت تعليمات للطيارين الإسرائيليين بالقفز من الطائرات فى حال مشاهدة صواريخ «سام 6» نظراً لأن احتمالية تدمير الطائرة تصل الى 90% ، ويعد يوم 30 يونية عام 1970، هو يوم الميلاد الحقيقي لقوات الدفاع الجوى، حيث استطاعت قوات الدفاع الجوي بتر الذراع الطويلة للعدو ممثلة فى القوات الجوية التي تساقطت معها إستراتيجية الردع، التي طالما تغنت بها إسرائيل.
ويجب أن نعلم أنه تم تدريب عناصر الدفاع الجوى خلال حرب الاستنزاف على أعمال إعادة التمركز والمناورة، والاشتباك مع الأهداف المعادية تحت مختلف الظروف وطبقاً لخطة تم إعدادها بعناية فائقة وكان من نتائجها دفع عدد من كتائب الصواريخ لتنفيذ كمائن حققت نتائج مبهرة ونجحت في إسقاط العديد من الطائرات المعادية إلى أن تم اتخاذ قرار دفع كتائب الصواريخ إلى الجبهة على مرحلتين على أن تكون هذه الكتائب جاهزة بالنيران يوم 30 يونية 1970، وهنا بدأ أسبوع تساقط الفانتوم وكان حصاد اليوم الأول إسقاط أول طائرتين فانتوم وطائرتين سكاي هوك، ثم توالت الخسائر، فقررت القيادة الإسرائيلية عدم اقتراب قواتها الجوية من قناة السويس واعتبر يوم 30 يونية 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة ، وهو عيد قوات الدفاع الجوى.
* كيف صمد رجال الدفاع الجوى خلال حرب الاستنزاف حتى اكتمال بناء حائط الصواريخ من خلال معايشتك لتلك الفترة؟
مرحلة بناء حائط الصواريخ كانت قاسية للغاية، فقرار الإنشاء صدر بعد النكسة، وهذا يعنى أن تقوم القوات بتأسيس هذا السلاح بدون تأمين، وللحقيقة فإنه فور الإعلان عن إنشاء قوات الدفاع الجوى ، لم يدخر رجال الجيش جهداً فى تنفيذ مطلبات هذا السلاح ، وبذل الجميع أقصى ما يملك، وساهمت الشركات المدنية بدور فعال وحقيقى فى بناء منصات الإطلاق وقاعد الصواريخ، وذلك تحت ضغط هجمات العدو الجوية المتواصلة فى أوقات متفرقة بأحدث الطائرات (فانتوم ، سكاى هوك) ذات الإمكانات العالية مقارنة بوسائل الدفاع المتوفرة فى هذا الوقت.
* يعتبر عبور قناة السويس وخط بارليف المنيع معجزة عسكرية بكل المقايس حققها الجيش المصرى.. كيف تغلبت القوات المسلحة على هذه العقبات من خلال تواجدك فى المعركة؟
شكلت قناة السويس مانع طبيعى هائل ضد عبور القوات المصرية لشرق القناة،
فلقد انتهى العدو إلى مانع مائى طبيعى ، فقامت اسرائيل بملء مستودعات خاصة بسائل النابالم موصولة بأنابيب تصب في القناة مباشرة، لحرق أى شيء موجود فى القناة، وتنفيذا لخطة العبور قامت مجموعات من رجال الصاعقة وأفراد من المهندسين بغلق فتحات مواسير قاذفات اللهب تحت الماء ليلة الحرب، وقبل الاقتحام مباشرة قام بعض رجال الصاعقة بالسباحة تحت سطح القناة للتأكد من غلق هذه المواسير .
أما خط بارليف المنيع فقد وجد العدو على الضفة التي يسيطر عليها من القناة كميات هائلة من أعمال تطهير القناه تراكمت على مدار 120 سنة هي عمر القناة حتى هذا الوقت، فاستغل العدو أكوام الأتربة وحولها الى ساتر ترابي يصل ارتفاعه الى 30 متراً فى بعض المناطق ودفعه الى حافة القناة مباشرة بميول حادة، ووضع نقاط قوية تعتمد على دشم للأسلحة المضادة للدبابات والرشاشات وزود الدشم الخرسانية بمزاغل قوية التحصين تسيطر بنيرانها على الشاطئ الغربي للقناة، وعلى مياه القناة لمنع أية محاولة لعبورها،
وفى الحقيقة إن ما أعلنته اسرائيل عن مناعة وحصانة خط بارليف كان حقيقياً، فقد روجوا له إعلامياً بأنه من الخطوط التى لاتخترق لأنها كانت تعتقد أنه سيظل نقطة الحدود الأبدية مع مصر ، وبالتالى لم يدخروا جهداً فى تحصينه، واستعانت اسرائيل بشركات متخصصة لتحصين هذا المانع بناء على دراسات وحسابات وكلفوه ملايين الدولارات، ووضعوا به 35 نقطة حصينة المسافة بين كل منها تتراوح بين 1 و 5 كم ، حسب أهمية المكان والاستراتيجية، كما وجدت مرابض للدبابات كل 100 متر بطول القناة، وكان خط بارليف لديه اكتفاء ذاتي لمدة 7 أيام، ومزود بأعلى وسائل الاتصال والكشف والمراقبة، وكانت القوات الدائمة على خط بارليف لواء مشاة و3 ألوية مدرعة، ومن شدة تحصين خط بارليف أكد الخبراء الروس أنه يحتاج إلى قنبلتين نوويتين لاختراقه.
وجاء حل لغز خط بارليف المنيع على يد أحد الضباط فى سلاح المركبات الذي اقترح فتح الثغرة في الساتر الترابي بأسلوب ضغط المياه كان قد رآها في مشروع السد العالي إبان انتدابه هناك، وتم تصعيد الفكرة رغم بساطتها الى مستوى القيادة العامة، وبعد إجراء التجارب تمت الموافقة على فتح الثغرات فى خط بارليف بالمياه وكان العدد المطلوب لكل ثغرة هو 5 مضخات، وتم شراء 450 مضخة من خلال وزارتى الزراعة والرى، بحجة أن شوارع القرى فى مصر ضيقة لا تتسع لسيارات الإطفاء، وأن مصر بحاجة الى مضخات مياه بهذه القوة حتى تستطيع سيارات الإطفاء السيطرة على الحرائق فى القرى من خارجها.
* حدثنا عن الدور الذي قامت به قوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر المجيدة؟
استطاعت قوات الدفاع الجوى أن تطور معداتها وإمكاناتها خلال السنوات الثلاث التى أعقبت حرب الاستنزاف، مما مكنها من صد الهجمات الجوية المعادية فى حرب أكتوبر المجيدة. ففي الساعة 2 بعد ظهر يوم 6 أكتوبر انطلقت نسور القوات الجوية نحو سيناء ونفذت مهامها شرق القناة والتى تضمنت تدمير مطارات ومواقع الدفاع الجوى ومحطات الإعاقة الإلكترونية ومراكز القيادة المعادية، وكان رد الفعل المتوقع من العدو أن يتركز الهجوم الإسرائيلي على تدمير عناصر الدفاع الجوى، وتدمير الطائرات المصرية فى قواعدها، بالإضافة إلى قصف القوات البرية المصرية وإجهاض عملية الهجوم مع قصف أكثر الأهداف الحيوية، للتأثير على سير الحرب.
وحاولت القوات الجوية للعدو تنفيذ هذه المهام ولكنها تكبدت خسائر كبيرة بلغت 44 طائرة ويتضح ذلك من تقارير القتال التى صدرت يوم 8 أكتوبر، بالفعل تعرضت قوات الدفاع الجوي لهجمات جوية يومية مستمرة وهاجمت الطائرات الإسرائيلية مواقع الرادار باستمرار لإحداث ثغرات فى الحقل الرادارى، ولكن رجال الدفاع الجوى صمدوا فى مواجهة العدو وتعرضت اسرائيل لأن تفقد سلاحها الجوى خلال أيام من بدء المعركة، يضاف الى ذلك ان قوات الدفاع الجوى أثناء إدارة أعمال القتال وفرت الحماية والتأمين لمختلف القوات أثناء تدمير خط بارليف، وشهد العالم أجمع أن قوات الدفاع الجوى المصرية استطاعت أن تشل القوات الجوية الإسرائيلية وتمنعها من تنفيذ مهامها القتالية.
* شهدت حرب اكتوبر أكبر معركة بالأسلحة المشتركة .. حدثنا عن مظاهر التناغم بين أ فرع القوات المسلحة الرئيسية فى الحرب؟
وضعت خطط حرب اكتوبر المجيدة بحيث تعزف القوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوى سيمفونية متكاملة تحقق عنصر المفاجأة، وتغير الصورة التقليدية التى عرفها العدو، وفى الحرب نفذ كل سلاح مهامه ببراعة واقتدار ، فقد نفذت الجيوش الميدانية مهامها القتالية فى تعاون تام ووثيق مع القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوى ،وبالتالى شاركت جميع عناصر القتال فى المعركة، ولكن قوات الدفاع الجوى كانت السلاح الجديد فى الحرب ، حيث وفرت التغطية والوقاية بدءاً من اكتشاف العدائيات الجوية والإنذار بها وتدمير هذه العدائيات حالة دخولها فى مدى وسائل الدفاع الجوى الإيجابية من الصواريخ والمدفعية، وكان لخطة الخداع الإستراتيجى التى أدارها الرئيس السادات دوراً هاماً فى تحقيق عنصر المفاجأة فقبل الحرب بساعات كان هناك جنود فى القناة يقومون بالاستحمام، إضافة الى الإعلان عن بعثة الحج، كما اعتمد التمويه فى تحركات القوات، حيث تتجه القوات فى اتجاه معين ثم تغير اتجاهها الى الجبهة للمشاركة فى الحرب، وظن العدو انها مناورات الخريف التى اعتادت مصر تنفيذها ، لقد اقنع السادات العدو بأن مصر لن تحارب ثم فاجأ الجميع بأن الحرب قد قامت .
نشأة أسلحة الدفاع الجوى
فى عام 1880 تم تصنيع أول مدفع ميدان مجهز لضرب أهداف جوية , وفى عام1902 صنعت روسيا أول مدفع مضاد للطائرات عيار3 بوصات, ثم أخذت أسلحة الدفاع الجوى تتطور داخل الترسانات العسكرية ومصانع السلاح فى العالم ، حتى ظهرت الصواريخ المضادة للطائرات وأسلحة الدفاع الجوى الحديثة.
وقد عرفت مصر أسلحة الدفاع الجوي بعد معاهدة 36 و فى العام التالى امتلكت مصر أول تشكيل بطاريات مدفعية مضادة للطائرات وقسم الأنوار الكاشفة, وفى عام1960 زار المشير عبدالحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة الاتحاد السوفيتى ، وكان طلبه الرئيسى الحصول علي صواريخ مضادة للطائرات, وفى عام 1962 وصل إلي مصر 202 خبير روسى وبعد انتهاء الزيارة ، حصلت مصر على أول شحنة صواريخ سام2 الروسية المضادة للطائرات، حيث تم تشكيل 4 ألوية صواريخ دفاع جوي, وتم إلحاقها بالقوات الجوية.
وبعد وقوع نكسة 67 ، خسرت مصر نحو 50% من تسليح الدفاع الجوى ، ثم كان القرار الجمهورى فى أول فبراير عام 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوى كقوة رابعة ضمن الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، واستمر رجال القوات المسلحه فى بناء منظومة الدفاع الجوى فى أجواء من الجحيم كان يشنها العدو على مواقع الإنشاء لمنع مصر من امتلاك منظومة دفاعية تواجه سلاح الطيران الذى كان يتباهى به.
ونجحت القوات المسلحة فى إتمام بناء حائط الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوى التى حققت هدفها فى منع الطيران الإسرائيلى من العبث فى العمق المصرى.
أرقام فى نصر أكتوبر العظيم
«222» « عدد الطائرات المصرية التى انطلقت فى الساعة 2 إلا 5 دقائق معلنة بدء الحرب.
«10500» عدد قذائف المدفعية التى سقطت على المواقع الإسرائيلية في الدقيقة الأولى لبدء القصف المدفعي بمعدل 175 قذيفة في الثانية فى أكبر عملية تمهيد نيرانى شهدها التاريخ.
«8000» « عدد مقاتلى الصاعقة والمشاه فى الموجة الأولى التي عبرت القناة بالزوارق المطاطية.
«100» عدد الدبابات الإسرائيلية التى دمرت بالقصف المدفعي وقوات الصاعقة والمشاه التي عبرت القناة.
«14000» عدد المقاتلين الذين تواجدوا شرق قناة السويس بعد مرور ساعة ونصف الساعة من بدء الحرب.
«33000» عدد المقاتلين الذين عبروا القناة بعد 3 ساعات من بدء المعركة.
«7» كم هو العمق الذي وصلت إليه القوات المصرية مع انتهاء عمليات اليوم الأول.
«5» عدد الطائرات المصرية التى سقطت فى مقابل «25» طائرة للعدو «20» عدد الدبابات المصرية التى دمرت ، فى مقابل 120 دبابة إسرائيلية مع انتهاء اليوم الأول من العمليات، ومع نهاية الحرب كانت إسرائيل قد فقدت 372 طائرة حربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.