لعل مقولة عيزرا وايزمان رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي ورئيس إسرائيل فيما بعد تجسد غرور إسرائيل فقد قال : "من يملك السماء .. يملك الأرض". ونحن نملك السماء بواسطة قواتنا الجوية ولابد من توجيه ضربة موجعة للمصريين .. وجاء العبء الأكبر علي عائق الدفاع الجوي المصري بالتعاون مع قواتنا الجوية وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية تعلم جيدا أثناء التخطيط لحرب أكتوبر استحالة اقتحام قناة السويس في حرب شاملة دون غطاء جوي من عناصر الدفاع الجوي وقد تجلت عظمة وجرأة المصريين جيشا وشعبا في بناء مواقع الصواريخ المحصنة حيث ثبت أن إنشاء هذة المواقع هو مسألة يتوقف عليها نجاح أو فشل اقتحام قناة السويس و عبور القوات المسلحة بمعني أنه لاحرب ولا اقتحام لقناة السويس دون حماية من قوات الدفاع الجوي بعناصره المختلفة "صواريخ - مدفعية ..." وعندما بدأت حرب الإستنزاف في سيناء ركزت إسرائيل علي مواقع الدفاع الجوي مما دعي القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية إلي إصدار قرار جمهوري في شهر فبراير عام 1968 بتشكيل قوات الدفاع الجوي كفرع رئيسي من القوات المسلحة وأطلق عليها القوة الرابعة تحت قيادة اللواء محمد علي فهمي "أول قائد لقوات الدفاع الجوي" وبعدها بدأت سلسلة من الإجتماعات لرئيس الجمهورية "جمال عبدالناصر" مع كبار قادة القوات المسلحة وقوات الدفاع الجوي ومجموعة من قادة كتائب صواريخ الدفاع الجوي "رتبة مقدم / رائد" لدراسة أسلوب وإمكانيات إنشاء حائط للصواريخ للتصدي لأعمال القوات الجوية الإسرائيلية وتم إتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال تجميع كتائب الصواريخ وفي أول مواجهة تم تدمير خمس طائرات فانتوم وهي آخر ما إبتكرت الولاياتالمتحدة في ذلك الوقت وعدد خمس طائرات أخري من طراز سكاي هوك وعدد من الطياريين الأسري. قبل وقف إطلاق النيران يوم 8 أغسطس 1970 تقدمت قوات الدفاع الجوي بحائط الصواريخ 30 كيلو مترا في إتجاه قناة السويس وبذلك أصبحت قناة السويس سماءها مؤمنة بصواريخ وعناصر الدفاع الجوي المصري والذي كان أحد الأسباب الرئيسية في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية في حرب 73. وكان ذلك من الأسباب الرئيسية لاقتحام خط بارليف وعبور قناة السويس وإقامة رءوس الكباري علي الضفة الشرقية لقناة السويس ولا ننسي مقولة موسي ديان يوم 28 أكتوبر 1973 بعد بداية الحرب قال أن البذرة الشريرة لهذه الحرب اللعينة قد وضعت في منتصف عام 70 "بداية إنشاء حائط الصواريخ". إن بناء حائط الصواريخ لقوات الدفاع الجوي استهلك آلاف الأطنان من مواد البناء والرمال والخرسانات وحديد التسليح بالإضافة إلي آلاف من البشر من العمال والمهندسين المدنيين وشركات المقاولات ونجحنا في بناء الدشم المحصنة لحماية وحدات الصواريخ علي الضفة الغربية لقناة السويس وكان يمثل جداراً منيعاً متعدد الانساق علي مسافة 10كم غرب القناة وتمتد إمكانياته إلي مسافة تتراوح من 15-20 كم شرق القناة وجاهز للإنتقال إلي شرق القناة "سام2- سام3- سام6" بالإضافة إلي مواقع المدفعية المضادة للطائرات من الطرازات المختلفة مزيج من القدرات النيرانية المختلفة للاشتباك مع طائرات العدو علي الإرتفاعات المنخفضة والمتوسطة والعالية بالتعاون مع مقاتلات القوات الجوية علي أساس التعاون بالمناطق والإرتفاعات وفي المنطقة الواحدة. وفي نفس الوقت واجهت قوات الدفاع الجوي تحديات أهمها إتساع مسرح العمليات الذي يمتد غرباً حتي حدود ليبيا وجنوباً حتي رأس بناس/أسوان وضرورة إنتشار عناصر الدفاع الجوي لحماية الأهداف الحيوية الهامة مع التركيز لحماية القوات البرية في منطقة القناة بالتعاون مع القوات الجوية والتركيز لحماية القوات البرية في منطقة القناة وحسم المعركة الرئيسية مع القوات الجوية الإسرائيلية خلال الساعات الأولي للقتال والذي يتوقف عليه نجاح المعركة البرية ومع بداية المعركة لتحرير سيناء قام رجال الدفاع الجوي البواسل مع بداية تحليق عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية في محاولة لمنع قواتنا من العبور وتدمير الكباري والمعابر التي انشأها رجال سلاح المهندسين البواسل وكان لمظلة الدفاع الجوي المصري دور كبير وحيوي وهام في التصدي لهذه الهجمات الجوية بواسطة المدفعية المضادة للطائرات وعناصر الصواريخ التي حققت خسائر فادحة في الطيران الإسرائيلي إيذانا بإنتهاء كلمة التفوق الجوي الإسرائيلي وتحطيم أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي والدليل علي ذلك إصدار الجنرال بنيامين قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعد الإقتراب من قناة السويس لمسافة 15كم "شرق القناة" عندما اكتشف أن 44 مقاتلة إسرائيلية تم تدميرها وإسقاطها خلال 5 ساعات من بداية الحرب بواسطة أبطال ورجال الدفاع الجوي وقام موسي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي بعقد مؤتمر صحفي صباح يوم السابع من أكتوبر أعلن فيه أن القوات الجوية الإسرائيلية خسرت 50 طائرة مؤكداً أن الطيران الإسرائيلي عاجز عن إختراق شبكة الدفاع الجوي المصري. فريق محمد زاهر عبد الرحمن القائد الأسبق لقوات الدفاع الجوي