تجلت عظمة وجرأة المصريين جيشا وشعباخلال حرب أكتوبر في بناء مواقع الصواريخ المحصنة حيث ثبت ان انشاء هذه المواقع هو مسألة يتوقف عليها نجاح او فشل اقتحام قناه السويس وعبور القوات المسلحة بمعني انه لا حرب ولا اقتحام لقناة السويس دون حماية من قوات الدفاع الجوي بعناصره المختلفة ( صواريخ مدفعية .......) وعندما بدأت حرب الاستنزاف في سيناء ركزت اسرائيل علي مواقع الدفاع الجوي مما دعا القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية الي اصدار قرار جمهوري في شهر فبراير 1968 بتشكيل قوات الدفاع الجوي كفرع رئيسي من القوات المسلحة واطلق عليها القوة الرابعة تحت قيادة اللواء محمد علي فهمي (اول قائد لقوات الدفاع الجوي) وبعدها بدأت سلسلة من الاجتماعات للرئيس جمال عبد الناصر مع كبار قادة القوات المسلحة وقوات الدفاع الجوي ومجموعة من قادة كتائب صواريخ الدفاع الجوي لدراسة اسلوب وامكانات انشاء حائط للصواريخ للتصدي لاعمال قتال القوات الجوية الاسرائيلية وتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لاستكمال تجميع كتائب الصواريخ في مواقع محصنة حتي 30 يونيه 1970 وعندما قامت القوات الاسرائيلية بمهاجمة مواقع الصواريخ بعدد 24 طائرة تم تدمير خمس طائرات فانتوم . قبل وقف اطلاق النيران يوم 8 اغسطس 1970تقدمت قوات الدفاع الجوي بحائط الصواريخ 30كيلو مترا في اتجاه قناة السويس وبذلك أصبحت قناة السويس سماءها مؤمنة بصواريخ وعناصر الدفاع الجوي المصري والذي كان احد الاسباب الرئيسية في تحييد القوات الجوية الاسرائيلية في حرب اكتوبر 73 . وكان ذللك من الاسباب الرئيسية لاقتحام خط بارليف وعبور قناة السويس واقامة رؤوس الكباري علي الضفة الشرقية لقناه السويس ........ ولاننسي مقوله موشي ديان يوم 28 اكتوبر 73 بعد بداية الحرب قال ان البذرة الشريرة لهذه الحرب اللعينة قد وضعت في منتصف عام 70. ان بناء حائط صوريخ لقوات الدفاع الجوي استهلك الاف الاطنان من مواد البناء والرمال والخرسانات وحديد التسليح بالاضافة الي الاف من البشر من العمال والمهندسين المدنيين وشركات المقاولات ونجحنا في بناء الدشم المحصنة لحماية وحدات الصواريخ علي الضفة الغربية لقناه السويس وكان يمثل جدارا منيعا متعدد الانساق علي مسافه 10 كم غرب القناة وتمتد امكاناته الي مسافة تتراوح من 15 20 كم شرق القناه وجاهز للانتقال الي شرق القناة (سام2 - سام3 - سام6) بالاضافة الي مواقع المدفعية المضادة للطائرات من الطرازات المختلفه مزيج من القدرات النيرانية المختلفة للاشتباك مع طائرات العدوعلي الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة والعالية بالتعاون مع مقاتلات القوات الجوية علي اساس التعاون بالمناطق والارتفاعات وفي المنطقة الواحدة.....وفي نفس الوقت واجهت قوات الدفاع الجوي تحديات اهمها اتساع مسرح العمليات الذي يمتد غربا حتي حدود ليبيا وجنوبا حتي رأس بناس اسوان وضرورة انتشار عناصر الدفاع الجوي لحماية الاهداف الحيوية المهمة مع التركيز لحماية القوات البرية في منطقة القناة بالتعاون مع القوات الجوية والتركيز لحماية القوات البرية في منطقة القناة وحسم المعركة الرئيسية مع القوات الجوية الاسرائيلية خلال الساعات الاولي للقتال والذي يتوقف عليه نجاح المعركة البرية، ومع بدايه المعركة لتحرير سيناء قام رجال الدفاع الجوي البواسل مع بداية تحليق عددكبير من الطائرات الاسرائيلية في محاوله لمنع قواتنا من العبور وتدمير الكباري والمعابر التي انشأها رجال سلاح المهندسين البواسل وكان لمظلة الدفاع الجوي المصري دور كبير وحيوي ومهم في التصدي لهذه الهجمات الجوية بواسطة المدفعية المضادة للطائرات وعناصر الصواريخ التي حققت خسائر فادحة في الطيران الاسرائيلي إيذانا بانتهاء كلمة التفوق الجوي الاسرائيلي وتحطيم اسطورة التفوق الجوي الاسرائيلي والدليل علي ذلك ان اصدر الجنرال بنيامين قائد القوات الجوية الاسرائيلية اوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناه السويس لمسافة 15 كم (شرق القناة) ذلك بعد ان اكتشف ان 44 مقاتلة اسرائيلية تم تدمير ها واسقاطها خلال 5 ساعات من بداية الحرب بواسطة ابطال ورجال الدفاع الجوي مما دعا موسي ديان وزير الد فاع الاسرائيلي الي عقد مؤتمر صحفي صباح يوم السابع من اكتوبر اعلن فيه ان القوات الجوية الاسرائيلية خسرت عدد 50 طائرة مؤكدا ان الطيران الاسرائيلي عاجز عن اختراق شبكة الدفاع الجوي المصري وبعد ان كانت طائرات اسرائيل تغرد في سماء واجواء مصر عام 70 خلال 3400 طلعة طائرة اسرائيلية لعدم وجود مظلة دفاع جوي قوية ذلك الوقت . لمزيد من مقالات الفريق . محمد زاهر عبدالرحمن