قصة حائط صواريخ الدفاع الجوي الذي استغرق 40 يومًا وكان السبب في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب 73 مما سهل من عملية عبور قناة السويس واجتياز خط بارليف واتاحة رءوس الكباري علي الضفة الشرقية للقناة لم تكن مجرد تجميع جديد مبتكر للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات بل كان نقطة تحول للقوات المصرية وأن موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر قال يوم 28 أكتوبر إن البذرة الشريرة لهذه الحرب اللعينة قد وضعت في منتصف عام 70 عندما وجه المصريون صواريخهم في حائط الصواريخ ولم نقم بتدميرها في ذلك الوقت. قصة حائط الصواريخ بدأت في نهاية عام 69 عندما اصدر جمال عبدالناصر توجيهاته بإنشاء شبكة مواقع وحدات صواريخ الدفاع الجوي بما يحقق الوقاية للافراد والمعدات وحماية العمق المصري من الهجمات الجوية المكثفة. بدأ العمل بشكل مكثف في شبكة الدفاع الجوي من يناير 1970 تحت قصف جوي شديد استمر ليلا ونهارا. قدرت حجم الأعمال الهندسية لاقامة هذا الحائط الذي نفذته 21 شركة مقاولات مرتين ب 795 مليون متر مكعب من الأعمال الترابية و1.4 مليون متر مكعب من الخرسانة العادية و1.68 مليون متر مكعب من الخرسانة المسلحة و800 كيلو متر طرق أسفلتية و3000 كيلو متر طرق ترابية. كانت خطة بناء حائط صواريخ غرب القناة تقضي إما دفعا لجميع الصواريخ سام 3 وسام 2 والمدافع 23مم وأسلحة ومعدات الدفاع الجوي المكملة للحائط دفعة واحدة إلي مواقعها غرب القناة أو تتخذ أسلوب الزحف البطيء من منفذ شرق القاهرة إلي منطقة غرب القناة وفضلت القيادة العامة الأسلوب الثاني لأغراض الأمان وتطبيقا لمبدأ الحشد وذلك بانشاء موقع صواريخ لحصن شرق القاهرة قبل أن يتم حمايته بواسطة صواريخ النطاق الأول تم إنشاء نطاق ثالث تحت مظلة وحماية النطاق الثاني وهكذا إلي أن وصلت النطاقات الي منطقة غرب القناة حيث تتمركز عدد من كتائب الصواريخ سام 2 وسام 3 ومعها المدفعية المضادة للطائرات وكانت هذه الشبكة تمثل أكبر تجمع دفاعي جوي مكونا الفرقة الثامنة دفاع جوي تحت قيادة اللواء سلامة غنيم كما أنشئت منطقة دفاع جوي مدعمة بصواريخ سام 6 محمولة علي ثلاث فرقاطات سوفيتية متمركزة في أحد الموانيء. كانت السرية والسرعة في الإنشاء هي طابع هذه التحركات مكونة في جملتها الوثيقة الأولي لأكبر شبكة دفاع جوي تطوراً في العالم وفي أوائل أبريل عام 1970 تم تمركز صواريخ سام 3 في مواقعها المنشأة حديثاً غرب القناة وفي يومي 14 و15 أبريل بدأت مرحلة قذف طائرات العدو لمواقع الصواريخ الاحتياطية والتبادلية حيث وصل معدل القصف إلي 1000 طن يومياً بقاذفات الفانتوم التي بدأت تصل من أمريكا في سبتمبر .69 كانت الوثبة الثانية في 28 يونيو عام 1970 علي أساس تمركز عدة كتائب من صواريخ سام 3 لتكون علي بعد 30 كيلو متر من القناة وكان هذا التخطيط سواء من ناحية حجم المواقع وتوقيتاتها أو سرعة ودقة أداء رجال الدفاع الجوي مفاجأة تكتيكية للطيران الإسرائيلي الذي لم يتمكن من اكتشافها أو رصدها. في يوم 30/6/1970 صدم العدو بوجود هذه الصواريخ عندما حاول الهجوم بسرب من طائرات اسكاي هوك والفانتوم ظهر هذا اليوم تم إصابة 11 طائرة للعدو خمس منها غرب القناة وتم أسر 5 طيارين منهم قائد السرب وعاود العدو هجومه في 3/7/1970 لكن فشل وتم إسقاط طائرتين غرب القناة وأسر طيارين وكرر العدو محاولاته ومني بالفشل حتي بلغت خسائره 13 طائرة و7 طيارين. أما الوثبة الثالثة والأخيرة وصلت النسق الأول من الشبكة إلي ما يقرب من 10 كيلو متر من القناة الأمر الذي مكن شبكة الدفاع الجوي من إسقاط طائرة استطلاع إلكترونية في 17/9 وخسر فيها العدو 12 خبيراً إلكترونياً أمريكيا وإسرائيلياً. تقدمت إسرائيل بشكوي بأن مصر أدخلت صواريخ دفاع جوي غرب القناة رغم وقف إطلاق النار وسأل عبدالناصر اللواء محمد علي فهمي قائد الدفاع الجوي إذا كان هذا حدث أم لا فأجاب بالنفي فسأله عن عدد الكتائب التي لم تدخل فقال 18 كتيبة صواريخ قمنا بإدخالها رداً علي تزويد أمريكا لإسرائيل ب 18 طائرة فانتوم وبهذا أصبح حائط الصواريخ علي الضفة الغربية للقناة مؤلفاً من 130 كتيبة صواريخ دفاع جوي سام 2 وسام 3 ولواء صواريخ سام 6 و3475 مدفعاً مضاداً للطائرات من طرازات مختلفة.