سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفريق عبد العزيز سيف الدين في العيد 42 لقوات الدفاع الجوى: «الجيش» أجهض المحاولات الخارجية والداخلية القضاء على الثورة وأصر على تحقيق أهدافها
القوات المسلحة جزء من الشعب تستلهم شرعيتها من ثقته والتزمت بأقصى درجات ضبط النفس..
فى مثل هذا اليوم 30 يونيو من عام 1970 تمكنت قوات الدفاع الجوي المصرية وأبطالها البواسل وهم فيصل من «خير أجناد الأرض» من بتر الذراع الطولي لإسرائيل بإنشاء حائط الصواريخ الحصين الذي حصن سماوات مصر من اختراقات سلاح طيران العدو، ونجحت الدفاعات المصرية في إسقاط العديد من الطائرات، وأسر الطيارين الإسرائيليين»، وإنهاء أسطورة التفوق الجوي لاسرائيل وتحصين أجواء مصر من العربدة والعدوان التي كانت تمارسه إسرائيل ضدنا ، وكانت هذه الملحمة من مقدمات واشارات النصر في حرب إكتوبر المجيدة عام 1973. أكد الفريق عبد العزيز سيف الدين قائد قوات الدفاع الجوى عضو المجلس العسكري ان القوات المسلحة جزء لا يتجزأ من الشعب المصرى العظيم ، تشاركه على مر تاريخه أحلامه وآماله وتسعى دائما الى الوقوف بجواره فى محنه وأزماته وأضاف أن المجلس العسكري قررت منذ بداية أحداث ثورة 25 يناير بالانحياز للمطالب المشروعة للشعب ووقوفه الى جانب الثورة حتى تحقيق أهدافها . واضاف خلال مؤتمر صحفي وحوار مفتوح بمناسبة الاحتفال بالعيد 42 لقوات الدفاع الجوي ،إن جميع أفرع وهيئات وإدارات القوات المسلحة قدمت كافة أنواع الدعم لصالح رفع المعاناة عن افراد الشعب وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين انطلاقا من مسئولياتها تجاه الشعب ، ثم قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة باتخاذ كافة الإجراءات التى تضمن المحافظة على كيان الدولة لافتاً الي وضع خارطة طريق محددة بالتوقيتات لإتمام عملية التحول الديمقراطى بدءا من الاستفتاء على التعديلات الدستورية ومرورا بالانتخابات البرلمانية ، ثم الانتخابات الرئاسية التى شهد العالم كله بنزاهتها . وأوضح «سيف الدين» ان القوات المسلحة واجهت العديد من التحديات التى تمثلت فى تعطيل كافة مؤسسات الدولة ، وتراجع حاد فى اقتصاديات الدولة فى ظل انهيار أمنى وانفلات إعلامى وأخلاقى ، لا يتفق مع طبائع المصريين لكنه يعتبر هينا إذا قورن بما يحدث فى باقي الثورات على مستوى العالم. وأوضح ان القوات المسلحة كعادتها استطاعت من خلال خطط متكاملة إعادة تشغيل مؤسسات الدولة ودفع عجلة الإنتاج وتقديم الدعم الكامل للمؤسسة الأمنية لإعادة الانضباط للشارع والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس اثناء التعامل مع الانتقادات الحادة التى وجهت لها. واشار الفريق سيف الدين الى ان ما تشهده مصر حاليا من احداث غير مسبوقة جاء نتاجا لثورة 25 يناير ، التى استطاعت أن تنقلنا الى عصر جديد من الديمقراطية الحقيقية كما يعتبر وفاء للعهد الذى قطعه المجلس العسكري بتسلم سلطة البلاد وبتحقيق أهداف الثورة وإقامة حياة ديمقراطية سليمة على أسس وقواعد صحيحة من خلال عدة مراحل لإعادة تشكيل المؤسسة التشريعية للبلاد بإرادة حرة ، وأكد ان مستقبل الحياة السياسية فى مصر سيكون مختلفا تماما عن ذى قبل بعد ان شعر كل مواطن بأهميته فى صنع مستقبل وطنه وأنه لا مصادرة على رأيه . وقال قائد قوات الدفاع الجوى «إن القوات المسلحة حامية لمقدرات الشعب ودرع للوطن وسيف ضد أعدائه، تستلهم شرعيتها من ثقة الشعب بها ، التى تمتد عبر آلاف السنين، التى لا يستطيع أيا كان أن ينال منها وهى دائما مصدر فخر للشعب المصرى ورمز لعزته وكرامته. وأضاف سيف الدين : « القوات المسلحة وضعت طبقا لتقاليدها الراسخة خطة متكاملة الأركان لتنفيذ الانتخابات، اشترك فيها كافة القيادات والهيئات والإدارات والتشكيلات التعبوية لتحقيق التأمين الإدارى والطبى والمعنوى للانتخابات وشاركها فى تحقيق ذلك المؤسسة القضائية الشامخة ووزارة الداخلية وكان لهم دور إيجابى، حيث شعر المواطن بأهمية مشاركته فى صنع مستقبل بلاده ،وكان الأداء الراقى للقوات المسلحة مظهرا مشرفا لكل مصرى أثناء تأمين الانتخابات، والعبور بالبلاد للديمقراطية الحقيقية. ورداً علي سؤال حول مشاركة قوات الدفاع الجوى بالتعاون مع باقى التشكيلات التعبوية فى تأمين جميع مراحل العملية الانتخابية دون الإخلال بتنفيذ المهام الرئيسية لها فى تأمين المجال الجوى لجمهورية مصر العربية أكد «سيف الدين» ان القوات المسلحة قامت بدور بارز ومشرف فى تأمين الجبهة الداخلية وحماية المنشآت والأفراد والتصدى لأعمال التخريب والقبض على الخارجين علي القانون ولم تدخر وسعا فى تخفيف العبء عن الشعب المصرى بجميع فئاته والمشاركة البناءة الحكيمة فى درء كافة المخاطر والتحديات الخارجية والداخلية والدفاع الجوى كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة. وأضاف: طبقا لمواقع تمركز وحدات الدفاع الجوي المقاتلة فإنها تنتشر فى جميع ربوع الدولة وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة، وتقتضى طبيعة عمله تواجد أطقم القتال فى الخدمة بصفة مستمرة سلما وحربا ، الأمر الذى حمّل قوات الدفاع الجوى عبء متابعة الأحداث الجارية منذ بدايتها بصفة مستمرة. وكشف «سيف الدين» عن دور قوات الدفاع الجوي فى التصدى لجميع محاولات التخريب بالإشتراك فى تأمين الأسلحة والذخائر ، والقبض على الهاربين من السجون والخارجين على القانون ، لافتاً الي اشتراك عناصر الدفاع الجوى فى معاونة الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية فى تأمين وحماية الأفراد والمنشآت المدنية والأهداف الحيوية بالدولة كل فى نطاقه، وكذلك تأمين مقار لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية والرئاسية. واكد قائد قوات الدفاع الجوى أن القوات المسلحة تهدف دائما الى تحصين أفرادها ضد اى أفكار هدامة من خلال التواصل المستمر للقادة على كافة المستويات مع مرءوسيهم لتوضيح الحقائق والتوعية بالأحداث حتى يكونوا على دراية كاملة بالموقف الداخلى والخارجى . واوضح أن ثورة يناير جاءت لتظهر المستوى الراقى لأفراد القوات المسلحة فى التعامل مع الأزمات رغم جسامتها وتؤكد حرص القوات المسلحة على حماية مصالح الشعب وأهدافه ضاربة اروع الأمثلة لارتباط الجيش بالشعب ووقوفه الى جواره فى أزماته على عكس ما شاهدناه فى دول اخرى . وشدد علي ان العقيدة العسكرية المصرية العريقة تمتد جذورها لآلاف السنين كأول جيش نظامى فى التاريخ ، حيث حمى الجيش الثورة وكان سببا رئيسيا فى نجاحها ودفع عجلة التنمية ، وقاوم كل المحاولات الخارجية والداخلية للقضاء على الثورة وأصر على تحقيق اهدافها حتى وصلنا لهذه المرحلة. وعن قصة إنشاء حائط الصواريخ ، أكد الفريق عبد العزيز سيف الدين ان حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم حصينة ، قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى للتجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة ، مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كيلو متراً شرق القناة ، وتم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثلة فى قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير الدفاع الجوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، لمنع إنشاء هذه التحصينات، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى هدم ما تم تشييده ، إلا ان رجال الدفاع الجوى قاموا بدراسة وتخطيط هذه المهمة ، وكان الاتفاق على بناء حائط صواريخ باتباع خيارين ، الأول القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات ، وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام التحصينات أو الخيار الثانى من خلال الوصول بكتائب حائط الصواريخ الى منطقة القناة على وثبات اطلق عليها أسلوب الزحف البطىء ، وهو ما استقر عليه الرأى وتم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو وتم التخطيط لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين القاهرة وجبهة القناة . وعن كيفية قيام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم اسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب اكتوبر اوضح الفريق عبد العزيز سيف الدين ان التخطيط بدأ مبكرا لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية ، حيث تم تسليحها بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا وطائرات فانتوم واسكاى هوك من الولاياتالمتحدة حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 الى 600 طائرة من أنواع مختلفة، وكان على قوات الدفاع الجوى المصرية ان تتصدى لهذه الطائرات، وقاموا بتحقيق ملحمة فى الصمود والتحدى والبطولة والفداء باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمر واستطاعت القوات المصرية خلال اشهر إبريل ومايو ويونيو ويوليو واغسطس عام 1970 واستطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من تدمير وإسقاط اكثر من 12 طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج مما اجبر إسرائيل على قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار اعتبارا من صباح 8 اغسطس عام 1970، وبدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة ، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام 3 البتشورا وانضمامها لمنظومة الدفاع الجوى بنهاية عام 1970 وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع القوات المصرية غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإليكترونى « الإستراتوكروزار « صباح يوم 17 سبتمبر 1971 ، وإدخال منظومة حديثة من الصواريخ لا ستكمال بناء الحائط الصاروخى تمهيدا لحرب التحرير ، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لان مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس، بل يشمل ارض مصر كلها بما فيها من اهداف حيوية وسياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية. وعن مدى استخدام البحث العلمى فى تطوير الأسلحة والمعدات بقوات الدفاع الجوى أكد «سيف الدين» ان قوات الدفاع الجوى تهتم بجميع مجالات البحث العلمى، التى يمكن الاستفادة منها فى تطوير الأسلحة والمعدات، كما يوجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير ، مسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط الهندسيين الفنيين المستخدمين للمعدات، ويقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عمليا بدءا بإجراءات الاختبارات المعملية، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى ، ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العملية بما يحقق الارتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى، بالإضافة الى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الاستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها .