\r\n وفي تقرير له أعده عن دراسة لإحدى مجموعات الرقابة على سلوك الجيش الأميركي, نشر الصحفي \"جون كنيفر\" في صحيفة \"نيويورك تايمز\" الأسبوع الماضي, معلومات كشفت عن أن الفجوة الحادة التي حدثت في صفوف الجيش الأميركي بسبب الحرب على العراق, فتحت الباب أمام مجموعات كبيرة من \"النازيين الجدد حليقي الرؤوس\", وغيرهم من المتطرفين, للالتحاق بصفوف الخدمة العسكرية واختراق الجيش! \r\n وأشارت تلك الدراسة التي حملت عنوان \"قلة من السيئين\" –الصادرة عن \"مركز قانون الفقر الجنوبي\" المهتم بتتبع الجماعات العنصرية المتطرفة- إلى أن ضغط الحاجة الملحة للمقاتلين الجدد في صفوف الجيش, دفعت بعض القادة والجنرالات إلى غض الطرف عن تسرب العنصريين والمعادين للسامية إلى صفوف قواتهم. ونقلت الدراسة عن أحد محققي وزارة الدفاع قوله: \"لقد عثرنا في منشآتنا في بغداد على نقوش حائط تشير إلى جماعات ودعاة الجنس الآري. وهذه لاشك مشكلة كبيرة بالنسبة لنا\". وتجيء هذه الملاحظة عقب مرور عشر سنوات على الحملة التي شنتها \"البنتاجون\" على الجماعات العنصرية والمتطرفة, إثر حوادث تفجيرات مدينة أوكلاهوما التي نفذها \"تيموثي ماكفي\", وهو أحد قدامى مقاتلي حرب الخليج. \r\n ولا تصدر هذه التصرفات عادة, إلا عن العسكريين الهواة المتعطشين للسلطة, والفاقدين لأي درجة من درجات النضج والحس التاريخي المساعد على كبح جماح الغطرسة والاستبداد السلطوي. وحين تكشفت للعيان فضائح سجن \"أبوغريب\" المجلجلة, سرعان ما ومض في خاطري السؤال: لمَ لم يتم طرد شخصيات مشوهة ومشروخة مثل \"تشارلس جارنر\" و\"ليندي إنجلاند\" من وقت مبكر من صفوف جيشنا, الذي طالما عرف بتباهيه بارتفاع معايير استقطابه وتجنيده للمقاتلين؟! وها نحن اليوم نواجه تحقيقات جديدة يتهم فيها جندي من جنودنا باغتصاب فتاة عراقية قاصر, ثم قتلها وجميع أفراد عائلتها. وليست هذه سوى واحدة من بين خمس حالات على الأقل, يجري فيها التحقيق مع جنود أميركيين متهمين بقتل المدنيين العراقيين. إلى ذلك فقد وجهت اتهامات لقوات المارينز بقتل 24 عراقياً, وهو جرم من الفظاعة بحد ذاته –ناهيك عن حجمه- يعيد إلى الأذهان مباشرة ذكرى مذبحة \"ماي لي\" التي ارتكبها جنودنا في حرب فيتنام. \r\n وعلى رغم الجهود التي تبذلها إدارة بوش في سبيل تحسين صورة الجيش الأميركي هناك, فإن المأزق الذي تمر به تلك القوات, ماضٍ في الازدياد والخطورة. فحتى هذه اللحظة لم يتوفر بعد من الجنود ما يكفي لبسط الأمن والاستقرار, بينما تتصاعد موجة العنف والمواجهات الطائفية يوماً إثر الآخر. وهل ينقص أحدنا الخيال الكافي لتصور ما ينتهي إليه شد الحبل أكثر مما يجب؟! \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n