مذبحة نيوزيلنده راح ضحيتها مائة مسلم مصلي نصفهم قتلى ونصفهم مصابون، كثير منهم إصابتهم خطيرة ويوجد ما لا يقل عن 17 منهم في غرف الانعاش. بدت هذه المذبحة كصاعقة في سماء صافية فنيوزيلنده نكاد لا نسمع عنها شيئاً في وسائل لاعلام ، بلد هادئ في حاله، ويعيش 50 ألف مسلم أيضا لا نكاد نسمع عنهم شيئاً فهم يعيشون في هدوء في هذا البلد الهادئ ويمثلون 1% من السكان لا يشكلون خطراً على أحد ولا على المجتمع ولا على النظام السياسي، ومن حسن حظهم ان داعش لم تسمع عن هذا البلد! ولكن مع الأسف فإن "تارانت" يسمع عن هذا البلد جيداً ويسكن بجواره في استراليا بل ينتمي إلى ذات الحضارة الغربية الأنجلوسكسونية، والأنجلوسكسون هو الجنس الانجليزي الذي ينحدر من عدة أصول أهمها الفايكنج الهمج "غزاة الشمال" أي شمال أوروبا الاسكندنافية والذين يسمون أحيانا النورماند الذين حاربوا الاسلام بالأصالة عن انفسهم وأحيانا بالوكالة كمرتزقة في بلاد الأندلس وجنوبايطاليا لصالح فئات غربية أخرى. هذا الجنس الأنجلوساكسوني يحكم الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وانجلترا واستراليا ونيوزيلنده وكان يحكم معظم أنحاء العالم في عهد ازدهار الاستعمار الانجليزي وأقاموا حكماً استيطانياً في جنوب أفريقيا لا تزال آثاره ولا يزال نفوذه قائماً حتى الآن من خلال السيطرة على الاقتصاد. الطابع العنصري يغلب على هذا الجنس ويتضح أكثر في قياداته الحاكمة والأمر لا يخلو من وجود أقلية لا تزال تتمسك بأهداب الانسانية ولكن أمثال هؤلاء لا يصلون إلى السلطة. العنصريون وعلى رأسهم الحكام في أمريكا وانجلترا واستراليا يرفعون شعار سيادة الرجل الأبيض. ما كتبه هذا المجرم الاسترالي برينتون تارانت في الصفحات التي أرسلها لمختلف الجهات على الفيس بوك من 73 صفحة ويقال 94 صفحة! ما كتبه ليس من بنات افكاره. فمن يجيد الانجليزية يمكنه أن يقرأ مئات وآلاف الكتب التي تروج لسيادة ونقاوة ورسالة الجنس الأبيض الذي يعلو فوق كل الأجناس الأخرى الصفراء والسوداء والسمراء والبين بين. وهو قد أشار في المانفستو الذي وزعه إلى المفكر الفرنسي رونو كابي الذي يروج لهذه الأفكار المقيتة واللا إنسانية. فما علاقة لون البشرة بالحضارة أو الأخلاق أو التفوق. ونصلي ونسلم على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال في خطبة الوداع (أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد. كلكم لآدم وآدم من تراب. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. ليس لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أبيض ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى)- متفق عليه. إن هذا العنصري القاتل (تارانت) متبع وليس بمبتدع. هذا هو الفكر السائد في العالم الغربي ويظهر واضحاً في إعلامهم الفكري والثقافي وفي إعلامهم غير المترجم لنا، خاصة عبر الكابل الذي لا يمكن التقاطه بالأطباق الفضائية، نقول الفكر السائد ولا نستبعد قلة من المنصفين والعقلاء الأقرب إلى الآدمية وإلى فطرة الله التي فطر الناس عليها. لا تبديل لخلق الله. إننا نطالب نشطاء الفيس بوك أن يبحثوا عن مانفستو (تارانت) الذي قيل انه في 73 أو 94 صفحة وأن يقوموا بترجمته. هذه مادة تثقيفية في منتهى الأهمية، وستكون فرصة لمعرفة عصارة هذه العنصرية ومصادرها الفكرية. إن كل أفكار ومواقف دونالد ترامب تقود إلى هذا الاتجاه، (بالمناسبة أصل تارانت وترامب واحد من سكوتلنده) وكان وصول ترامب للحكم تأكيداً لعودة الفكر العنصري الأبيض إلى صدارة المشهد الأمريكي بعد أن اختفى قليلاً إلى الظل وإن ظل هو المتحكم في السياسات العليا لأمريكا. ترامب نجح بأصوات المسيحية الصهيونية المساندة مطلقاً لاسرائيل والتي ترى انتصار اسرائيل واجب إلهي لتهيئة الظروف لعودة المسيح. ترامب نجح بأصوات الأنجلو سكسون البيض المتعصبين لسيادتهم والتي رأوا انها مهدرة بكثرة المهاجرين الملونين مسلمين وغير مسلمين، ثقافة ترامب هي ثقافة منظمة الكوكلس كلان المتعصبة للجنس الأبيض والتي تبيح قتل الأمريكيين السود، ترامب ينتمي إلى تيار المليشيات اليمينية المسلحة في أمريكا ولذلك هو من الأنصار المعلنين لصناعة السلاح وحرية بيع كل أنواع السلاح بدون ترخيص لأي مواطن أمريكي. ترامب هو الذي صرح- بشكل موثق- بأن الأفارقة حثالة. وهو يصف المهاجرين اللاتين بأنهم مجرمون وقتلة وعصابات مخدرات. والقرار الأول لترامب كان منع دخول المسلمين لأمريكا!! ومع ذلك حكام العرب يحبون ترامب!! ترامب عنصري ولكنه غير متدين، هو رجل أعمال صايع، زير نساء، جامع للأموال بأي وسيلة، سمعته "زي الزفت"، لذلك هو لا يكفي لتحريض التيار اليميني المتعصب الصاعد في أمريكا وأوروبا. لذلك فإن بابا الفاتيكان رغم انه كاثوليكي والبروتستانت الآن هم من يحكم العالم (حتى إشعار قريب بإذن الله) إلا أن البابا لم يتخلى عن دوره الصليبي . بابا الفاتيكان الذي استقبلته الامارات بالأحضان..هذا البابا ماذا قال وكأنه يعطي الألفاظ والحجج ل "تارانت". تارانت قال انه يدافع عن مستقبل أطفال أوروبا من المسلمين البرابرة.. وهذا بالضبط ما فاله البابا الفاتيكاني مؤخراً في مؤتمر (كان).. قال بالنص: (أوروبا على وشك السقوط في الهاوية. وفرنسا كذلك {مؤتمر "كان" اجتمع في فرنسا وكان يتحدث فيه للأطفال الكاثوليك في فرنسا}. هل نستسلم لهذه الكارثة وتلك المصيبة أم سنقول لا؟ في الحرب العالمية الثانية 1944 لو لم تكن هناك مقاومة من قبل ديجول وتشرشل والآخرين أين كنا اليوم؟ وأين من الممكن أن تكونوا أنتم أيضا؟ نحن الآن في أزمة ومعضلة كما كنا في 1944 ليست النازية هذه المرة. ولكن أسوأ بكثير (لاحظ.. أسوأمن النازية). إنها فاشية أخرى قررت أن تغزو أوروبا..أقصد الفاشية الاسلامية. إنها فاشية حقيقية. وأنا أعرف جيداً ما هو الاسلام. ولقد عشته يومياً. فرنسا ستصبح دولة مسلمة غداً. وهؤلاء الأطفال سيكونون مسلمين قريبا. سيكبرون وسيكون الاسلام منتشراً في كل مكان ، فالاسم الأكثر تداولاً للمواليد في بروكسيل هو محمد، وكذلك في أغلب المدن البريطانية وغيرها من الدول الأوروبية، والكنيسة هنا تراقب هذه الكوارث بكل برود وسذاجة. تراقب هذه الكارثة ولا تفعل شيئاً.. لكنني سأضع خطة نبدأها من غد ومن ملعبكم من مدينة تولون الفرنسية. وأضاف: أن محمداً لم يأت بشئ يفيد العالم، بل في كتاباته وتعليماته طلب نشر الاسلام بالسيف. وإذا لم يكن هذا هو خطاب الكراهية، فماذا عساه يكون؟) وهذا هو الرابط للحديث على اليوتيوب. ************** ويتحدث الاعلام الغربي عن الحادث وكأنه حادث فريد ونادر لأن الارهابي ليس مسلماً والضحايا مسلمون. فيما عدا B.B.C التي ذكرت بذكاء وحرفية إعلامية قائمة طويلة من الجرائم من هذا النوع حدثت في السنوات الأخيرة. كان ذلك طبعا لمرة واحدة وانتهى الأمر. إن هذا الحادث هو الأول في نيوزيلنده. نعم ولكن لماذا نلقي ستائر النسيان والتعتيم الاعلامي الغربي على سلسلة مذابح ضد المسلمين في النرويج وبريطانيا على سبيل المثال وما تقوم به الجيوش الأمريكية- الأوروبية من قتل ملايين المسلمين المدنيين في سوريا والعراق واليمن والصومال ومالي وأفغانستان وباكستان وفلسطين بتقديم كل الدعم المالي والتسليحي والسياسي لاسرائيل، والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد وليبيا. منذ أيام صدر بيان وقح من الجيش الأمريكي يقول فيه انه قتل 45 صوماليا في عملية قصف جوي. ونحن لا نؤيد فكرة وأساليب حركة الشباب الصومالي ولكننا لا نسمح للأجنبي الصليبي أن يقتلهم، هذه قضايانا الداخلية ونحلها بين بعضنا البعض، حتى وان اقتتلنا أحيانا ولكننا لا نضع الجزار الأمريكي حكما بيننا كمسلمين. ولا يفوتنا في النهاية أن نشير إلى جرائم داعش والقاعدة ضد المدنيين الأوروبيين ونقول لهم إن كانوا يسمعون أو يقرأون.. أنتم أيضا مسئولون عن مذبحة نيوزيلنده، لأنكم تعطون المبرر للعنصريين كي يقتلوا أبرياء المسلمين في المساجد، طالما أنكم تقتلون أبرياء المدنيين في مقاهي ومسارح وملاعب الكرة في باريس (في رسالة تارانت اشارة لهذه العمليات) أو في الكنائس حتى في مصر، وبعمليات الدهس العشوائي بالسيارات والشاحنات في أوروبا. وإن كانت جرائم داعش ليس مبرراً لجرائم عنصري الغرب، فهم يقتلون أبرياء المسلمين في كل الأحوال بأسلوب القطاع العام (الجيوش) وأحيانا بأسلوب القطاع الخاص (جرائم المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين). ولكننا لا نرد عليهم بنفس أساليبهم.. نحن نضرب المعتدين المسلحين الذين يحتلون أرضنا فحسب. نحن أصحاب رسالة نسعى لنشرها.. ونحن نخاف الله حتى ونحن نتعامل مع الأعداء أو مع المخالفين في العقيدة ونلتزم بما أمرنا به الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم.. بعدم التعرض للأطفال والنساء والشيوخ وغير المحاربين والرهبان في الصوامع وعدم التعرض للأشجار والبهائم، وهكذا انتشر الاسلام.
إقرأ ايضا
معدلات الجريمة: مصر رقم 3 عربياً و24 عالمياً! وزير المالية: زيادة الديون من علامات الانتعاش الاقتصادي الفاتيكان يتجه للأخذ بموقف الإسلام بإلغاء الرهبنة عيب ياحكام العرب التحالف مع اسرائيل وأوروبا ضد الارهاب المزيد من القطارات المتفجرة ميت يحكم الجزائر.. وسفهاء الخليج في أحضان نتنياهو الغرب يتداعى .. وحكام العرب يبحثون عن ورك فرخة! في السودان: القنابل المسيلة للدموع متوفرة والخبز اختفى! الامارات تتحدى رسول الله! مقتل 18 على يد الارهاب الأسري خلال أسبوع شرف مصر تحت التراب.. تعاون أمني وبترولي إغلاق سفارات أمريكا رداً على اعترافها بيهودية القدس