أخطر مافي فاجعة نيوزيلندا أنها تكشف عن حجم الكراهية الذي يسود عالمنا والذي يقود جيوشا من المتعصبين الي جحيم الارهاب، ويهدد كل ما هو طيب وجميل وانساني في حضارتنا. ما كتبه الارهابي »تارانت» المتهم الرئيسي في الفاجعة يشير الي أنه وثني والي أنه ينتمي لهذه القيادات التي تغزو أمريكا وأوروبا مؤكدة علي خطر »الغزو الاجنبي» والي ضرورة الدفاع عن تفوق العنصر الابيض ورفض هجرة »الآخرين» إلي الغرب الذي يجب ان يظل عند هؤلاء نقيا للجنس الابيض وحده!! نحن هنا أمام موجة جديدة من العنصرية البغيضة، وطبقات جديدة من النازية والفاشية تجتاح اوروبا وامريكا وتحقق تقدما يصل بها للحكم أو يجعلها قريبة من ذلك »!!».. تستثمر هذه الجماعات أوضاعا اقتصادية تجعل الثروة في يد قلة قليلة، وأوضاعا اجتماعية تتزايد فيها معدلات البطالة والفقر وتتهرب من مواجهة حقيقة الازمة التي يعيش فيها النظام العالمي الحالي، الي اعلان الحرب علي كل ماهو »غير أبيض» وتجد في ذلك الحل لكل مشاكلها!! كان مثيرا أن يبدي المتهم الرئيسي في فاجعة نيوزيلندا اعجابه الشديد بالرئيس الأمريكي ترامب، وأن يعتبره »رمزا» للهوية البيضاء والمتجددة مشيرا إلي أنه يشاركه الهدف في القضاء علي المهاجرين!! وكان مثيرا أيضا أن يقول الارهابي منفذ جريمة نيوزيلندا إنه اختار ابعد بقاع الارض ليقول لمن سماهم ب »الغزاة» انهم ليسوا في مأمن.. لكن الأساس هو أوروبا التي يريدها للبيض فقط!! هل لنا أن نضيف هنا أن ذلك يحدث وأوروبا علي أبواب انتخابات حاسمة للبرلمان الأوروبي قد تكون الفرصة لانتصار جوهري لليمين المتطرف العنصري ضد كل التوجهات المعتدلة التي يمكن ان تقود اوروبا الي بر الأمان!! وهل لنا ان نضيف انه في الوقت الذي كانت مذبحة نيوزيلندا تتم كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني »نتنياهو» يعلن أن اسرائيل ليست دولة لكل مواطنيها بل لليهود فقط؟! لايكفي ان نقول ان الارهاب لا دين له المهم أن نستأصل الارهاب، ونحفظ للدين قدسيته، وأن ننتصر لانسانية تجمع البشر أجمعين.