أدانت مصر بأشد العبارات الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا مسجدين في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا. مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من الأبرياء. أعرب بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس عن خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا. متمنياً سرعة الشفاء للمصابين. وداعياً المولي عز وجل أن يتغمد الضحايا برحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما أكد البيان علي وقوف مصر بجانب نيوزيلندا وكافة أسر الضحايا. مشيراً إلي أن هذا العمل الإرهابي الخسيس يتنافي مع كل مباديء الإنسانية ويمثل تذكيراً جديداً بضرورة تواصل وتكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب البغيض الذي لا دين له. ومواجهة كل أشكال العنف والتطرف. ونوه البيان إلي متابعة وزارة الخارجية عبر السفارة المصرية في نيوزيلندا لتطورات هذا الحادث الأليم. فضلاً عن استمرار التواصل مع السلطات النيوزيلندية المعنية في هذا الشأن. كان عشرات القتلي والمصابين قد سقطوا أمس إثر هجومين مسلحين استهدفا مسجدين في شارعي دينيز ولينوود في مدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا أثناء صلاة الجمعة. نفذ الهجوم الأول الاسترالي برنتون تارانت 28 عاما باستخدام سلاح رشاش في مسجد النور بشارع دينيز. حيث أطلق النار من البوابة الخارجية حتي دخل المسجد. وبعد 3 دقائق متواصلة من إطلاق النار علي المصلين. خرج المسلح لإعادة تغذية رشاشه بالذخيرة التي كانت في سيارته خارج المسجد. قبل أن يعود للمسجد ثانية ويواصل إطلاق النار. سجل المسلح هجومه علي المسجد من خلال كاميرا كانت مثبتة في منتصف خوذة كان يرتديها فيما أكدت الشرطة أن هجوما آخر استهدف مسجداً ثانياً. لكن لم تظهر أي صور لذلك الهجوم علي الفور. كما لم يتضح بعد إذا ما كان عدد الضحايا يعود للمسجدين أو لمسجد النور فحسب. ويعتقد أن تارانت. من المعادين للمهاجرين. حيث عبر في حسابه علي تويتر. عن غضبه مما أسماه "الغزاة المسلمين" الذين يحتلون الأراضي الأوروبية. ويبدو أنه يؤمن أيضاً بتفوق العرق الأبيض. حيث يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "رمزا للهوية البيضاء المتجددة". علي الرغم من أنه لا يعتبره صانع سياسة أو زعيماً. نشر تارانت عشية الهجوم بياناً علي وسائل التواصل الاجتماعي. دعا من خلاله إلي قتل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأكد أنه يسعي لخلق خلاف بين أعضاء حلف الناتو الأوروبيين وتركيا. بهدف إعادتها إلي مكانتها الطبيعية كقوة غريبة ومعادية. من جانبها أغلقت الشرطة كل المساجد في المدينة وشددت التدابير الأمنية علي المدارس. فيما توالي المواطنون النيوزيلنديون علي المساجد في أنحاء المدينة وتركوا باقات من الزهور وعبارات التعاطف. بدورها أكدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية. جاسيندا أرديرن. أن الشرطة ألقت القبض علي أربعة 3 رجال وامرأة لهم آراء متطرفة. لكنهم لم يكونوا علي أي قائمة من قوائم المراقبة. مضيفة أنه تقرر رفع درجة التهديد الأمني لأعلي مستوي. واعتبرت أرديرن الحادث أحد أسود أيام بلادها في التاريخ مشيرة إلي أنه عمل علي درجة غير مسبوقة من العنف. من جانبه أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلي رئيسة وزراء نيوزيلندا إثر وقوع الحادث. وأدانت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي الحادث مؤكدة أن الهجوم دليل علي تصاعد العنصرية والإسلاموفوبيا. أعربت رابطة العالم الإسلامي أيضاً عن بالغ ألمها وإدانتها للعملية الإرهابية التي وصفتها بأنها عكست صورة من أبشع صور توغل الكراهية والحقد في عالم أحوج ما يكون إلي الالتفاف حول قيم المحبة والوئام.