في ظاهرة خطيرة هي الأولى من نوعها في قطاع غزة المحاصر، توقفت اليوم الأحد (17/2) غالبية سيارات الإسعاف عن العمل بفعل القرار الصهيوني بتقليص كمية الوقود الواردة إلى القطاع، الأمر الذي يهدد حياة الجرحى الذين يسقطون جراء الغارات الصهيونية حيث ينقلون متن الدراجات النارية، والعربات التي تجرها البغال والحمير. يأتي هذا في إطار استمرا الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني على قطاع غزة، بعدما أعلن رئيس الوزراء الصهيوني في جلسة الحكومة الأسبوعية، إن تقليص الكهرباء والوقود على قطاع سيتواصل. وبينما يواصل جيش الاحتلال الصهيوني هجماته على مناطق شرق مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، لم تتمكن كافة سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية من التحرك من موقف مستشفى أبو يوسف النجار في المدينة لانتشال عشرات المصابين والجرحى من مكان الاجتياح. وفي السياق ذاته أكد مدير المستشفى الدكتور أحمد أبو نقيرة أن نقص الوقود تسبب في شل حركة سيارات الإسعاف، ونقل المصابين جراء عملية التوغل الصهيونية للأطراف الشرقية من المدينة. وأضاف أن توقف خمس سيارات إسعاف من أصل سبع، حال دون تمكن طواقم الإسعاف من الوصول إلى كافة المصابين والشهداء، الأمر الذي دفع المواطنين لنقل الجرحى على متن الدراجات النارية والعربات التي تجرها الحمير والبغال وسيارات المواطنين. تحذير وحذر مدير المستشفى من خطورة نقل المواطنين للمصابين وانعكاس ذلك على حالاتهم الصحية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن معاناة نقل المرضى من مكان الحدث إلى المستشفى لا تقل صعوبة عن نقل ذوي الإصابات والحالات الحرجة مستشفيات القطاع الكبرى، بفعل توقف عمل سيارات الإسعاف المعدة لمثل هذه الحالات نتيجة عدم توفر الوقود. وأوضح أبو نقيرة أن المستشفى تواجه منذ نحو شهر نقصا تدريجيا في كميات الوقود المخصصة لسيارات الإسعاف، مشددا على أن سيارتي الإسعاف الوحيدتين في المستشفى سوف تتوقفان عن العمل في الساعات المقبلة ما لم يوفر الوقود. واستصرخ الطبيب الفلسطيني كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية ومنظمة الصحة العالمية من أجل التحرك العاجل للحيلولة دون وقوع مزيد من الكوارث والضحايا جراء عجز المستشفيات عن إحضار المرضى والمصابين إليها. ولا تختلف معاناة مستشفى أبو يوسف النجار جراء نقص الوقود، عن باقي مستشفيات وعيادات قطاع غزة، التي يتوقع في الأيام المقبلة أن تشهد شللا في تقديم الخدمات الطارئة للمواطنين بفعل قرارات الاحتلال التي تمنع وصول أنواع معينة من الوقود وتقلص كميات أنواع أخرى. مضاعفات خطيرة من جانبه أفاد المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، الدكتور معاوية حسنين أن مديرية الإسعاف والطوارئ تعاني من نقص حاد في الوقود الخاص بسيارات الإسعاف، وخاصة تلك السيارات التي تعمل بالبنزين. وأضاف أن العجز في كميات الوقود، سينجم عنه مضاعفات خطيرة على حياة السكان، مشيرا إلى أن مديرية الإسعاف امتنعت عن تلبية خدمات الجمهور من مرضى الحالات البيتية، كمرضى القلب، وحالات الولادة، واقتصر عملها على الحالات الصعبة وحالات نقل المصابين، لتوفير أكبر قدر ممكن من الوقود تحسبا لأي تصعيد عسكري صهيوني على مناطق القطاع. وأكد حسنين في حديث أن سيارات الإسعاف التي تقل المصابين من المناطق البعيدة عن مستشفيات القطاع الكبرى أصبحت تعمل وفق أدنى طاقتها، وتتحرك في الحالات الطارئة جدا خشية نفاد الوقود وتوقفها عن العمل تماما. وأوضح أن سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية تعمل فقط بنحو 15% من طاقتها الفعلية، بعد النقص الحاد في كميات الوقود المخصصة لتشغيلها. وناشد المسئول الفلسطيني كافة الجهات الإنسانية والهيئات الإنسانية بالضغط على الاحتلال لتوفير الوقود وخاصة البنزين لتسهيل عمل سيارات الإسعاف