شيخ الأزهر يبحث مع رئيس التنظيم والإدارة مراحل تعيين 40 ألف معلم    برواتب تصل ل50 ألف جنيه.. فرص عمل في البوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    رئيس تجارية الإسماعيلية يكشف تفاصيل جديدة حول مهرجان المانجو    بتكلفة تتجاوز 90 مليون جنيه.. تطوير وصيانة مدارس المنيا    بث مباشر.. المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء    زلزال بقوة 6.03 درجة على مقياس ريختر يضرب شرق روسيا    الزمالك يهنئ ياسر إدريس بحصوله على منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للسباحة    القبض على سائق ميكروباص بعد اصطدامه بحاجز الأتوبيس الترددي أعلى الطريق الدائري (صور)    تعاون مصري إيطالي لإنشاء وتطوير5 مدارس للتكنولوجيا التطبيقية بمجالات الكهرباء    إخلاء سبيل 38 متهما بنشر أخبار كاذبة    طب بنها تطلق مؤتمر "جسور نحو تنمية صحية شاملة" ضمن فعالياتها العلمية    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    توقعات الأبراج في شهر أغسطس 2025.. على برج الثور الاهتمام بالعائلة وللسرطان التعبير عن المشاعر    محافظ المنوفية تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 ب 469 لجنه انتخابية    المصري يواصل تدريباته في سوسة.. والكوكي يقترب من تحديد الودية الرابعة    "لدينا رمضان وإيفرتون".. حقيقة تفاوض بيراميدز لضم عبدالقادر    سباحة - الجوادي يحقق ذهبية سباق 800 متر حرة ببطولة العالم    نوير يدرس التراجع عن الاعتزال من أجل كأس العالم    هوجو إيكيتيكي يشارك في فوز ليفربول بثلاثية على يوكوهاما وديًا.. فيديو    الداخلية السورية: مزاعم حصار محافظة السويداء كذب وتضليل    التحقيق مع صانعة محتوى شهرت بفنانة واتهمتها بالإتجار بالبشر    الداخلية تكشف ملابسات فيديو اعتداء سائق ميكروباص على أسرة أعلى الدائري    إصابة 7 أشخاص في انقلاب سيارة بالفيوم    العثور على دقيقة مفقودة في تسجيلات المجرم الجنسي إبستين تثير الجدل.. ما القصة؟    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بمجلس الشيوخ    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    زياد الرحباني... الابن السري لسيد درويش    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    تغطية الطرح العام ل "الوطنية للطباعة" 8.92 مرة في ثالث أيام الاكتتاب    رئيس الوزراء: استراتيجية وطنية لإحياء الحرف اليدوية وتعميق التصنيع المحلي    المشدد 7 سنوات لعاطلين في استعراض القوة والبلطجة بالسلام    مصر تواجه تونس في ختام الاستعداد لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عام    مصنعو الشوكولاتة الأمريكيون في "ورطة" بسبب رسوم ترامب الجمركية    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    تكثيف أمني لكشف جريمة الزراعات بنجع حمادي    رئيس جامعة بنها يترأس اجتماع لجنة المنشآت    "التضامن" تستجيب لاستغاثات إنسانية وتؤمّن الرعاية لعدد من السيدات والأطفال بلا مأوى    مي طاهر تتحدى الإعاقة واليُتم وتتفوق في الثانوية العامة.. ومحافظ الفيوم يكرمها    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    لترشيد الكهرباء.. تحرير 145 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    مبيعات فيلم أحمد وأحمد تصل ل402 ألف تذكرة في 4 أسابيع    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    ملك المغرب يؤكد استعداد بلاده لحوار صريح وأخوي مع الجزائر حول القضايا العالقة بين البلدين    33 لاعبا فى معسكر منتخب 20 سنة استعدادا لكأس العالم    ترامب يكشف عن تأثير صور مجاعة قطاع غزة على ميلانيا    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 30 يوليو 2025    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ظل صمت عربي وإسلامي وعالمي وقصف صهيوني متواصل
نشر في الشعب يوم 21 - 01 - 2008

في ظل صمت دولي وتخازل عربي وإسلامي مشين ،يعيش سكان غزة المحاصرون الآن أوضاعاً مأساوية، فبعد أقل من ساعة سينقطع التيار الكهربي تماماً عن القطاع وسينتج عن هذ موت فوري لعشرات المرضى ثم المئات والألاف
هذا فضلاً عن 72 مريضاً ماتو بالفعل نتيجة لنقص الدواء،ومنعهم من السفر للعلاج بالخارج، هذا في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بسبب استمرار الغارات الصهيونية التي خلفت قبل ساعات شهيدين, واعتقال أربعة من حركة حماس بينما ارتفع عدد الشهداء في الأسبوع الحالي إلى 37 .
الشهداء السابقون والقادمون هم ضحايانا ،ضحايا خيانة حكامنا وعمالتهم للصهاينة وضحايا صمتنا وتخاذلنا عن نصرتهم..
في الوقت الذي توقفت فيه محطة الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة عن العمل بسبب نقص الوقود نتيجة إغلاق الكيان الصهيوني لكافة معابر قطاع غزة تطبيقاً لسياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني ضد مواطني القطاع.
نفّذت قوات الاحتلال الصهيوني ليل الأحد (20/1) سلسلة غارات أسفرت عن استشهاد اثنين من الفلسطينيين وجرح عدد آخر.
فقد استشهد أحد مجاهدي "كتائب المجاهدين" في فلسطين وأصيب اثنان آخران، في قصف جوي صهيوني استهدفهم في منطقة الشيخ رضوان بمدينة غزة.
وأكدت مصادر طبية وأمنية متطابقة أن القصف كان يستهدف القائد العام "لكتائب المجاهدين" أسعد أبو شريعة الذي أصيب بجراح بالغة الخطورة، فيما استشهد مرافقه المجاهد إبراهيم الغوطي، وهو من رفح، بينما المصاب الثالث هو أحد المارة.
وقالت المصادر إن طائرة استطلاع صهيونية استهدفتهم عندما كانوا يسيرون قرب الجسر في حي الشيخ رضوان بغزة وأطلقت صاروخا باتجاههم وأصابتهم بصورة مباشرة، وأضافت أن حالة أبو شريعة وصفت بأنها بالغة الخطورة وتم نقل المصابين إلى مستشفى الشفاء بغزة.
وكان فلسطيني قد استشهد وجرح اثنان آخران، في قصف مدفعي صهيوني لمنتزه الزهراء في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، مساء الأحد (20/1)، وذلك بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة بسبب نفاد الوقود جراء الحصار الخانق المفروض على القطاع منذ سبعة أشهر.
وقالت مصادر محلية إن المدفعية الصهيونية أطلقت صاروخاً على مجموعة من الفلسطينيين، مما أدى إلى استشهاد الفلسطيني محمود الغندور وجرح آخرين، حيث تم نقلهم إلى مستشفى كمال عدوان في مدينة بيت حانون.
من جانبها قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مجموعة من عناصرها نجت من استهداف صهيوني جوي بتلك المنطقة.
وتشيركافة التهديدات والتصريحات المستمرة من قبل القيادات العسكرية والسياسية في الحكومة الصهيونية إلى أن الأوضاع الإنسانية سوف تزداد سوءا.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس الأحد عن مسئولين في جهاز الأمن الصهيوني قولهمإنه إذا لم يفهموا معني التحذيرات، بتشديد الحصار والقصف في غزة، فسوف نرتقي درجةونصفي قادة حماس .
واعترف ضابط كبير في مكتب التنسيق والارتباط لقوات الاحتلالفي القطاع أن الهدف من وراء تشديد الحصار المفروض علي قطاع غزة وإغلاق المعابرمؤخراً هو ضعضعة سلطة حركة حماس، من خلال الضغط علي السكان، واعترف، كما افادت صحيفة (معاريف) الصهيونية في عددها الصادر أمس الأحد، بأن قطاع غزة علي شفا أزمة إنسانية إذا بقيت المعابر مغلقة لمدة اسبوع اخر، في حين رأي ضابط آخر أن ما يقلقه ليس تجويع سكان القطاع ولا حدوث أزمة إنسانية فيها بل النتائج الدولية لذلك، وتقويضما سماه الدعم الدولي للعمليات العسكرية في قطاع غزة.
يأتي هذا فيما هددت لجان المقاومة الشعبية في غزة باقتحام معبر رفح الواقع علي الحدود المصرية، إذا لم يتم رفع الحصار.
وكانت السلطات المسئولة عن الطاقة في قطاع غزة قد قررت أمس وقف محركها الرئيسي بسبب قطع الكيان الصهيوني إمدادات الوقود عن القطاع.
وقال مسئولون من الأمم المتحدة إن المحرك الثاني سيتوقف عن العمل في ساعات، لتصبح غزة بعدها بلا كهرباء.
ولليوم الرابع على التوالي يعيش القطاع الذي تديره حركة حماس منذ منتصف العام الماضي معزولاً بعد قرار وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك إغلاق المعابر في إطار قيام جيش الاحتلال بتصعيد العدوان على الفلسطينيين المحاصرين في غزة في محاولة للضغط على حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقال رفيق مليحة مدير المحطة "صباح اليوم أوقفنا أحد التوربينيين اللذين كانا يعملان في المحطة، وإذا لم نتلق وقوداً فسنغلق التوربين الأخير مساء اليوم مما سيؤدي إلى إغلاق المحطة تماما".
وأضاف إن مثل هذا الإغلاق "ستكون له عواقب وخيمة على المستشفيات ومحطات تحلية المياه ".
وفي السياق حذرت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن إغلاق المحطة، التي تزود معظم مدينة غزة بالكهرباء ستكون له انعكاسات خطيرة على النساء والأطفال والمدنيين بوجه عام".
توقف العمليات الجراحية
هذا وقد اضطرت مستشفى غزة الأوروبي كنتيجة لنقص المواد وقطع الغيار وتعطيل الأجهزة وبناء على الساعات الطويلة لقطع الكهرباء وعدم وجود لمخزون الكافي من المحروقات ولأسباب فنية مختلفة؛ إلى وقف العمل في قسم العمليات الكبرى والعناية النهارية الجراحية والمناظير
وقبل حوالي شهرين أوقفت إدارة المحطة العمل في محركين من محركاتها الأربعة عقب تخفيض الشركات الصهيونية المزودة كميات الوقودفي محاولة للضغط على المقاومة وحصارها في القطاع.
وقد توقفت منذ مساء الخميس إمدادات القطاع من المحروقات والمواد الغذائية والمساعدة الإنسانية بسبب قرارالكيان الصهيوني، الذي قالت إنه يرمي لتشديد الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق الصواريخ.
وحصد الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، منذ أكثر من سبعة أشهر، أرواح اثنين وسبعين مريضاً فلسطينياً حتى مساء أمس السبت (19/1)، وذلك بوفاة فتى مريض منعه الاحتلال الصهيوني من السفر لتلقي العلاج في الخارج.
ويتهدد خطر الموت قائمة كبيرة من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة، جراء عدم تلقّيهم العلاج بسبب عدم توفر الأدوية، ومنعهم من مغادرة القطاع نتيجة الحصار المشدد وإغلاق كافة معابر القطاع، وذلك في ظل صمت عربي وإسلامي وعالمي مطبق.
مظاهرات شعبية
وقد تظاهر الآلاف في عدة دول عربية للتنديد بالحصار الصهيوني ومواصلة الغارات على قطاع غزة، في حين بدأت تحركات رسمية عربية في ظل انقطاع الكهرباء عنه جراء نفاد الوقود.
وانطلقت التظاهرات أمس في الأراضي الفلسطينية في رام الله وبيت لحم للتنديد بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وفي المغرب، خرج الآلاف في مدينة طنجة شمالي البلاد بدعوة من حركات إسلامية لمطالبة الأنظمة العربية بالتدخل من أجل وقف الاعتداءات الصهيونية.
وقد كسرت هذه التظاهرة حالة الصمت التي سادت الشارع المغربي بشأن الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة.
وفي العاصمة الأردنية عمان احتشد العشرات أمام مبنى الأمم المتحدة للتنديد بالعدوان الصهيوني والحصار الاقتصادي على القطاع وطالبوا الحكومات العربية بالتدخل الفوري لوقف معاناة سكان غزة.
ومن المقرر أن تنظم جبهة العمل الإسلامي والأحزاب المعارضة في الأردن مؤتمرا ومسيرات تضامنية اليوم في عمان للتضامن مع الفلسطينيين والمطالبة بإغلاق السفارة الإسرائيلية في ظل الحصار واستمرار العدوان والغارات على القطاع.
وقال مراسل الجزيرة في عمان أحمد جرار إن الاعتصام سيجرى في مقر حزب العمل الإسلامي -أكبر أحزاب المعارضة- بعد صلاة الظهر بمشاركة ممثلين عن النقابات المهنية وأحزاب المعارضة والمجتمع المدني، ولا يعرف ما إذا كان سيتحول لمسيرة أم لا، إذ إنه بحاجة لترخيص حكومي.
وأشار إلى أن مسيرة ستنطلق في مخيم الوحدات، ومسيرة شموع في مخيم البقعة، فضلا عن اعتصامات للتنديد بحصار غزة.
وفي لبنان، انطلقت تظاهرة ضد العدوان والحصار الصهيوني على غزة في مخيم برج البراجنة.
وفي مصر، يعقد ممثلون عن الأحزاب والقوى السياسية وجماعة الإخوان المسلمين مؤتمرا صحفيا حول الحصار والمعاناة والمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وأثر ذلك على الأمن القومي المصري.
ونددت مؤسسات وهيئات حقوقية إنسانية فلسطينية وصهيونية مختلفة بموجة التصعيد العسكري والإنساني على قطاع غزة والتي تعزز سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني ضد مواطني القطاع.
فقد اعتبر مركز المعلومات الصهيوني لحقوق الإنسان أن الكيان الصهيوني مسئول مسئولية كاملة عن حياة سكان قطاع غزة جراء سياساتها التصعيدية التي نجم عنها وفاة مئات المدنيين الأبرياء بفعل استخدام جيشها القوة العسكرية المفرطة وقراراتها السياسية التدميرية التي تتبعها ضد السكان المحاصرين.
وأكد المتحدث باسم المركز نجيب أبو رقية للجزيرة نت تدهور الوضع الإنساني في القطاع، موضحا أن هذا الوضع ليس فقط نتيجة القرار الذي اتخذه الكيان الصهيوني نهاية الأسبوع الماضي بتشديد الحصار على قطاع غزة وإنما هو ثمرة سياسة الحصار والعقوبات الجماعية التي مارستها سلطات الاحتلال بكافة هيئاتها على مدار شهور طويلة.
وطالب عبر كافة المؤسسات الدولية والدول الأوروبية وجميع حكومات العالم بالقيام بواجباتها إزاء المأساة التي تحدق بسكان القطاع جراء الحصار والإجراءات الإسرائيلية القاتلة.
بدوره قال نائب مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بغزة جبر وشاح إن القطاع يمر في الوقت الحالي بمتغيرات دراماتيكية تنذر بوقوع كارثة إنسانية وصحية حقيقية ستحل بالسكان المحاصرين في القطاع.
وأضاف أن تكثيف الاحتلال عملياته العسكرية بالتزامن مع إغلاق كافة المعابر الحدودية ومنع وكالة الغوث واللاجئين (الأونروا) من إدخال المواد الإنسانية للقطاع التي تعتبر المصدر الوحيد المتبقي لإمداد أهالي القطاع بالغذاء ومنع وتقليص كميات الوقود ستحوّل حياة السكان إلى جحيم لا يطاق.
كما يرى المدير التنفيذي لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بغزة خليل أبو شمالة أن الاحتلال أعلن بإجراءاته وخطواته العسكرية والسياسية التي اتخذها مؤخرا عن حرب مفتوحة على السكان المدنيين على كافة الأصعدة.
ولفت إلى أن تصاعد وتيرة التصعيد العسكري واستخدام الجيش الصهيوني الطائرات الحربية والاستطلاعية لضرب المواقع المدنية والسكان الفلسطينيين دليل على نية الاحتلال ضرب الحياة المدنية للضغط على المقاومة لمنعها من الرد على الجرائم والانتهاكات الصهيونية.
وحذر في حديث من وقوع كارثة إنسانية من الطراز الأول جراء تردي الوضع الإنساني الحالي في القطاع وقراراتالكيان الصهيوني التي ستجعل مصير أكثر من مليون ونصف مواطن يقطنون القطاع الموت المحتوم.
من ناحيته اعتبر مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان بغزة عصام يونس أن خطورة الأوضاع في غزة وترديها يغذيها الصمت الدولي الرهيب مما شجع الاحتلال على استمرار عملياته العسكرية والإمعان بالفتك بالشعب الفلسطيني وسقوط أعداد كبيرة من المدنيين والمقاومين الفلسطينيين في مدة قصيرة.
وأشار في تصريحات إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة ينذر بكارثة حقيقية لا يمكن السكوت عنها، معتبرا قرار تشديد إغلاق المعابر الحدودية على القطاع عقابا جماعيا يستهدف كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وكسر إرادته وإضعافه وإيصاله إلى حالة مزرية غير مسبوقة.
تنديد دولي
وفي السياق ربطت لجنتان دوليتان بين التصعيد الصهيوني الأخير في قطاع غزة وتشديد الحصار، وزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للمنطقة، مشيرين إلى أنه أعطى الضوء الأخضر لدولة الاحتلال لاستكمال مسلسل القتل الغاشم تجاه الفلسطينيين.
وقالت "لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني- جوهانسبرج"، ومجموعة "الدولة الديمقراطية الواحدة" في بيان مشترك، اليوم الأحد (20/1): "قامت دولة الاحتلال مؤخراً بإغلاق كافة المعابر المُؤدية إلى القطاع، ورفضت السماح لخمسة عشر شاحنة محملة بالمواد الغذائية بالدخول للقطاع".
واعتبرت اللجنتان هذا التصرف "بمثابة شهادة وفاة ل 80 في المائة من سكان القطاع الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذه المساعدات الغذائية، وناشدتا المجتمع المدني والحكومات للعمل كوحدة واحدة والتدخل لوضع نهاية للأزمة المحتدمة في غزة، "فالضغط يجب أن يُمارس على دولة الاحتلال للالتزام بالقوانين الدولية الإنسانية وحقوق الإنسان".
وفي وقت سابق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء الوضع في القطاع، وطالب بوقف تصعيد العنف وانتقد قرار الكيان الصهيوني تشديد إغلاق المعابر وقال إنه "يثير القلق الشديد".
من ناحية أخرى ندد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بإغلاق غزة، ودعا اللجنة الرباعية والأمم المتحدة لعدم الاكتفاء بتوجيه النداءات والتحرك الفوري والجدي "لوقف مسلسل العدوان والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة وإنهاء المأساة الإنسانية وتفادي انهيار مفاوضات التسوية".
كما أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الكيان الصهيوني "لارتكابها المجازر المتتالية في قطاع غزة" ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن للتدخل لفك "الحصار الظالم" عن قطاع غزة.
تحركات رسمية
على الصعيد السياسي، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل مصر إلى اتخاذ "قرار جريء وشجاع" بفتح معبر رفح لكسر الحصار المفروض على غزة، وتسهيل إدخال البضائع وإسعاف المرضى والجرحى.
وقال خالد مشعل إن هذه اللحظة تاريخية ويتعين على الرئيس المصري حسني مبارك وملك السعودية والقادة العرب التحرك للتصدي لها، مؤكدا أن هؤلاء القادة مسؤولون أمام الله وأمام شعوبهم للتحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني من هذا الوضع الخطير.
كما دعا الرجل السلطة وحركة فتح لتناسي الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية واتخاذ الخطوات الضرورية لمواجهة ممارسات الاحتلال.
وفي تحركها في ظل هذه الأزمة، تعد الجامعة العربية اجتماعا طارئا اليوم على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات الموقف في غزة.
وقد وجه مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) آلان جون غينغ من غزة نداء عاجلا إلى العالم للتدخل الفوري لحل الأزمة الإنسانية بالقطاع.
حماس :لا استسلام للشروط الصهيونية
من جهتها حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من كارثة إنسانية في قطاع غزة بعد إغلاق كل المعابر من وإلى القطاع، وانقطاع التيار الكهربائي، ودعت العالم إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية أمام ما تتعرض له غزة بفعل الحصار.
ووصف المتحدث باسم الحركة الدكتور سامي أبو زهري في تصريحات صحفية له الوضع في غزة بأنه "حُكم دولي بإعدام سكان غزة بالكامل"، وقال: "الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سواء من خلال مسلسل القتل أو إغلاق المعابر الذي يعني حكماً بالإعدام وقتلاً بطيئاً للشعب الفلسطيني، وهي جريمة ترتكب أمام مرأى من المجتمع الدولي الصامت حينا والمتواطئ حينا آخر".
وانتقد أبو زهري الموقف العربي الرسمي والشعبي مما تتعرض له غزة، وقال: "الأخطر أن هذه الجريمة تجري في ظل صمت عربي تام، ولا نعفي من ذلك أحداً من العرب، فغزة تعيش الآن كما لو أنها في العصور الوسطى في ظلام دامس وتفتقر إلى أدنى مستويات الحياة من الدواء والطعام وحتى المياه بدأت تفتقد بسبب تعطل آبار المياه بعد توقف توليد الطاقة الكهربائية، فالأوضاع كارثية كيفما تم تقليبها".
وأضاف على الأمة العربية أن تجيب على السؤال أمام ربها وأمام التاريخ جراء صمتها على هذه الجريمة.
أما نحن في "حماس" وفي غزة عموما فإننا أكثر صلابة من أي لحظة مضت، ونرفض الخنوع لأي إملاءات سواء من الاحتلال أو من أي أدوات فلسطينية تخضع له"
وتساءلت "حماس": "أين الأحزاب والحركات الإسلامية والوطنية والقومية واليسارية، أين الأحرار والشرفاء على طول العالم، ماذا تفعلون وكيف تقنعون أنصاركم أنكم مع فلسطين، مع الحق والعدالة ونصرة المظلوم، أين مسيراتكم واعتصاماتكم، أين نشاطكم وفعالياتكم من أجل شعب يذبح وأطفال تقتل وشبان وشيوخ ونساء تموت؟!".
وخاطبت الحركة منظمات الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان وكل أحرار العالم، قائلة: "شعب يموت بفعل الحصار والإرهاب الصهيوني، أمام ناظريكم، لا ذنب له إلا أنه يدافع عن نفسه ويصد العدوان، وهذا حق أقررتموه في مواثيقكم، فإلى متى صمتكم؟، هل بتم شركاء للإرهاب الصهيوني؟، لستم بحاجة للشرح أو التفصيل، فكل شيء بين أيديكم، تحركوا قبل فوات الأوان ولا تنتظروا أن تنكسر إرادتنا أو نرفع الراية مستسلمين، الثقة بكم باتت مهزوزة وستصبح معدومة، فاخرجوا عن صمتكم وافضحوا جرائم الاحتلال الصهيوني ومدوا اليد للشعب الفلسطيني المحاصر".
دعوة لمصر
و دعت الحكومة الفلسطينية المقالة على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو مصر إلى اتخاذ "قرار جريء وشجاع" بفتح معبر رفح لكسر الحصار المفروض على غزة وتسهيل إدخال البضائع وإسعاف المرضى والجرحى.
وقالت حماس في بيانصادر عنها "يا أمتنا العربية والإسلامية لا عذر لكم، اكسروا هذا الحصار الظالم، وساندوا شعبكم في فلسطين، الذي يحمل عنكم مشروع الدفاع عن كرامتكم ويقدم كل ما يملك من أجل ذلك".
وحثّت الحركة مصر لأخذ دورها الحقيقي في نصرة شعب فلسطين، وقالت "لا نريد منكم سلاحاً، وإن كنا بحاجة إليه، ولسنا بحاجة إلى رجالكم في هذه المرحلة، وسيأتي يوم قدومهم، ولا نريد منكم مالا، وإن كنا بحاجة إلى كل فلس ومليم ودرهم، ولكنكم اليوم وأنتم قادرون على ذلك مطالبون بالعمل على كسر الحصار من خلال فتح معبر رفح؛ فلم تعد الأحوال والأوضاع تحتمل، فالمعبر يا "مصر" بيدكم، وفتحه بأمركم ، نناشدكم اليوم أن تعملوا على فتح المعبر، وإلا فالكارثة ستحل بنا ولن تقف عندنا، بل ستعم المنطقة بأكملها فلا عذر لكم".
من جهتهم يستعد فلسطينيو 48 لتنظيم مظاهرة الثلاثاء قبالة حاجز بيت حانون, سيحاولون أثناءها إدخال شاحنة محملة بالأدوية إلى القطاع.
تواصل العدوان
يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه التوتر بسبب استمرار الغارات الالصهيونية التي خلفت قبل ساعات شهيدين, واعتقال أربعة من حركة حماس. وذكرت متحدثة باسم جيش الاحتلال أن المعتقلين نقلوا إلى الكيان الصهيوني لاستجوابهم.
وبينما ارتفع عدد الشهداء في الأسبوع الحالي إلى 37, قال جيش الاحتلال إن أكثر من 230 قذيفة هاون وصاروخا أطلقت على جنوب الكيان الصهيوني في الأيام الخمسة الماضية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.