رسالة جوبا هالة شيحةغادر القاهرة اليوم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية متوجهاً إلى العاصمة السودانية الخرطوم على رأس وفد عربي رفيع المستوى يضم عدداً كبيراً من المستثمرين ورجال الأعمال العرب والدبلوماسيين والاعلاميين ،وذلك للمشاركة في أعمال المؤتمر العربي للاستثمار والتنمية في جنوب السودان والتي ستنطلق يوم غد الثلاثاء بفندق صحارى جوباجنوب السودان ،وتسبقه اجتماعات تحضيرية مساء اليوم.ووفق مصادر بالجامعة العربية يتضمن برنامج زيارة وفد الجامعة العربية يوم غد الثلاثاء المغادرة من الخرطوم الى جوبا حيث سيكون في استقبال السيد عمرو موسى د. رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان يعقبه عقد لقاء بين السيد عمرو موسى والنائب الأول لرئيس جمهورية السودان ورئيس حكومة جنوب السودان معالي السيد سلفاكير ميارديت.ثم يتم افتتاح المؤتمر في العاشرة صباحاً بكلمة السيد ايمانويل بول رئيس هيئة الاستثمار في جنوب السودان عن أهداف المؤتمر ومناخ وشروط الاستثمار في جنوب السودان ،تعقبها كلمة السيد عمروموسى الأمين العام للجامعة العربية ،ثم كلمة النائب الأول لرئيس جمهورية السودان ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت.وبعد الاستراحة تبدأ وقائع الجلسة الرسمية بكلمة يلقيها الدكتور برنابا ماريل بنيامين وزير الصناعة والتجارة في حكومة جنوب السودان عن مشاريع التنمية والاستثمار.يعقبها كلمة عن دور المنظمات العربية المتخصصة ومؤسسات التمويل ورجال الاعمال العرب وخبراتهم في التنمية في جنوب السودان يلقيها السيد نظيم فادي مالك فندق صحارى، ثم كلمة لممثل اتحاد الصناعات بجنوب السودان ،وكلمة ممثل رجال الاعمال ، ثم عقد ثلاث مجموعات عمل للتركيز على المشاريع المطروحة خلال المؤتمر .ثمصياغة البيان الختامي ثم زيارة للمواقع في جوبا ثم عودة الوفد مساءاً إلى الخرطوم .وأكد السفير محمد منصف رئيس مكتب جامعة الدول العربية بجنوب السودان لالنهار أهمية المؤتمر معرباً عن أمله في زيادة التواجد العربي من خلال المشروعات الاستثمارية الواعدة في جنوب السودان و أن تتفوق المساعدات والاستثمارات العربية في الجنوب السوداني على نظيرتها الأجنبية من خلال هذا المؤتمر الذي يأتي في توقيت بالغ الأهمية في ظل حراك سياسي وتنموي تشهده الساحة السودانية.ولفت الى أن الهدف من عقد المؤتمر فى جوبابجنوب السودان أن يلمس المستثمر العربي مظاهر الاستقرار فى جنوب السودان، ويتأكد من عدم صحة الشائعات عن عدم توافر الأمن والاسقرار، وتفاقم المشكلات القبلية.من جانبه أشار زيد الصبان مستشار الأمين العام للجامعة العربية للشئون الافريقية إلى أن عقد هذا المؤتمر بعد أيام قليلة من افتتاح مشاريع تنموية وخدمية في إقليم دارفور يأتي ضمن مساعي الجامعة العربية لتعزيز الأمن والاستقرار في السودان ولتأكيد وحدة العرب تجاه قضاياهم السياسية والاقتصادية والتنموية ،معربا عن أمله في أن يعزز المؤتمر من فرص الاستثمار العربي بالجنوب السوداني .وقال المستشار الصبان: من المتوقع بأن يشارك في مؤتمر الاستثمار عدد من كبار المستثمرين العرب، وهو يأتي إدراكا لأهمية دور القطاع الخاص العربي والمستثمرين ورجال الأعمال العرب في دفع عجلة الاستثمار والتنمية في جنوب السودان، خاصة في ظل أجواء المصالحة والاستقرار التي انشأها التوقيع على اتفاق السلام الشامل في يناير 2005.وشدد المستشار الصبان على أن جامعة الدول العربية تسعى ومن خلال هذه الفعاليات الى جعل خيار الوحدة خيارا جاذبا من خلال دعم عجلة التنمية والازدهار في ربوع السودان ، بشكل ينعكس على الخدمات العامة والاجتماعية في هذه المنطقة.ويعقد المؤتمر تحت رعاية عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية و بالتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان .ويأتى انعقاد المؤتمر العربى للاستثمار والتنمية فى جنوب السودان تجاوبا مع المبادرات المختلفة للقيادات الوطنية السودانية الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان والنائب الاول الفريق اول سلفاكير دى مارديت رئيس حكومة جنوب السودان والتفاهمات التى جرت فى هذا الاطار مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لتأكيد واستمرار الدور العربى فى تشجيع مناخ الاستثمار والتنمية والسلام فى جنوب السودان والذى ظهر بقوة عقب التوقيع على بروتوكول مشاكوس من خلال عقد ثلاث مؤتمرات تنموية لصالح جنوب السودان بمقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية خلال الفترة من ديسمبر 2002 الى يونيو 2003 .كما يأتى المؤتمر فى اطار تنفيذ القرار الذى اتخذته القمة العربية فى دمشق في 30 مارس 2008 والذى دعا الدول والصناديق ومؤسسات التمويل والاستثمار العربية الى مواصلة الجهود والمشاركة الفعالة لعقد المؤتمر التنسيقى الرابع للتنمية والاستثمار فى جنوب السودان وذك بالتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان بما يساعد على تنسيق الاستثمار والخدمات العامة والاجتماعية والمساهمة فى تنمية الجنوب وجعل الوحدة خيارا جاذبا .ووفق تقرير للجامعة العربية سيشارك فى المؤتمر كبار القيادات السودانية والامين العام للجامعة العربية الى جانب عدد كبير من رجال الاعمال ومؤسسات القطاع الخاص العربى واتحادات وغرف التجارة والصناعة والزراعة فى البلاد العربية والمنظمات والاتحادات والشركات العاملة فى مختلف قطاعات العمل الاقتصادى العربى المشترك والمؤسسات الاستثمارية والمالية والمصرفية والمؤسسات العربية المشتركة بما فيها الصناديق وشركات الاستثمار العامة والخاصة كما يشارك فى المؤتمر مجموعة من المؤسسات الدولية العامة والخاصة .وعلمت النهار أن حكومة جنوب السودان قد أعدت جملة من المشروعات الاستثمارية التى ترى اولوية اقامتها فى مواقع عديدة من جنوب السودان الذى يزخر بالامكانيات الهائلة من الاراضى الخصبة والمياه والنفط وفرص الاستثمار فى الزراعة والتصنيع الزراعى والنقل والمواصلات .حيث يشغل جنوب السودان حوالى 700 الف كيلو متر مربع من مساحة السودان البالغة 2,5 مليون كيلو متر مربع تقريبا اى ما يعادل 28%من المساحة الكلية للبلاد وتشكل المراعى 40% من الجنوب السودانى والاراضى الزراعية 30% بينما تشغل الغابات الطبيعية 23% والسطوح المائية 7% من جملة المساحة .وتوضح البيانات حول التواجد الدولى والاقليمى انه منذ انتهاء الحرب الاهلية وتوقيع اتفاق السلام الشامل توافد الى الجنوب معظم المنظمات الدولية والاقليمية ومنظمات المجتمع المدنى للمساهمة فى انشطة الاعمار والتنمية والتطوير .وفيما يتعلق بالطرق البرية والمطارات والموانىء فانه توجد جهود دولية واقليمية ومحلية وبمشاركة القطاع الخاص والمستثمرين العرب لفتح الطرق الرئيسية والبينية لربط شمال السودان بولايات جنوب السودان وكذلك ربطها بدول الجوار بالاضافة الى تنفيذ خطة لتطوير النقل النهرى من كوستى حتى جوبا بالاضافة الى تطوير خط سكك حديدية يربط بين شمال السودان وولايات جنوب السودان والتى تسهل انتقال البضائع والافراد .وحول افاق الاستثمار والتنمية يشير تقرير الجامعة إلى أنه منذ توقيع اتفاق السلام الشامل فى عام 2005 يوجد اهتمام دولى واقليمى متزايد لتطوير وتنمية جنوب السودان وتنفيذا لقرار وزراء الخارجية العرب بافتتاح مكتب للجامعة العربية فى جنوب السودان لتنسيق العون العربى للمساهمة وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل والعمل فى انشطة اعادة الاعمار والنهوض بشعب جنوب السودان حيث يوجد ارتباط وثيق بين الانشطة التنموية وفرص جذب الاستثمارات ونتيجة لتزايد وتيرة الانشطة التنموية فى مجالات متنوعة فقد اصبح الاستثمار فى جنوب السودان يمثل فرصة حقيقية لجنى الارباح من خلال تقديم الخدمات اسلااسية والاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة بما يعزز فرص الربح لجميع الاطراف .وحول اهم المشروعات المقدمة من حكومة جنوب السودان فان المؤتمر سيتناول طرح العديد من المشروعات الخدمية والانتاجية والاستثمارية بالتعاون مع الوزارات المعنية وهى وزارات الزراعة والغابات ووزارة الثروة الحيوانية والانتاج السمكى ووزارة التجارة والصناعة ووزارة الطاقة والتعدين ووزارة الاسكان والتخطيط والبيئة .وتتمثل اهم المشروعات الزراعية المطروحة فى زراعة محاصيل الارز وقصب السكر والقمح والشعير والفواكه والاشجار المثمرة وشراء معدات واليات زراعية لجميع ولايات السودان واحياء زراعة القهوة فى الولايات الاستوائية الثلاث واعادة زراعة الشاى فى طلنجا 870 فدان وايواتوكا 500 فدان وزراعة الصوب الزراعية فى جميع ولايات الجنوب العشرة .كما تتمثل مشروعات الثروة الحيوانية والانتاج السمكى فى انشاء مجزر نموذجى وصناعة الجلود فى ولاية اعالى النيل وانشاء مصنع البان ومركز تجميع وتبريد فى مدينةواو بولاية بحر الغزال وانشاء مزرعة دواجن واقامة مزارع للطيور الداجنة واستثمار الثروة السمكية واقامة مزارع ومصائد سمكية فى جنوب السودان واكثار قطعان المواشى لانتاج اللحوم والحليب والجلود للاستهلاك المحلى والتصدير .وحول مشروعات وزارة التجارة والصناعة السودانية فتتمثل فى صناعة مواد البناء لمعظم ولايات الجنوب وكذلك صناعة الاسمنت والحديد والصلب والطوب الاحمر والاخشاب الى جانب انشاء مصنع سكر ملوط ومجمع انزارا للصناعات الزراعية .وحول مشروعات وزارة الطاقة والتعدين فتتمثل فى صناعة المعادن وانشاء معمل جيو- كيميائى وانشاء مصفاة اكون وجميزا وانشاء خزانات وقود فى الولايات العشرة وانشاء محطات وطلمبات يزويد وقود واقامة محطات مائية صغيرة لتوليد الكهرباء واقامة محطات طاقة شمسية ومحطات مائية لتوليد الطاقة .وفيما يتعلق بمشروعات وزارة الاسكان والتخطيط والبيئة فتتمثل فى بناء وحدات سكنية ومبانى حكومية لحكومة ووزارات جنوب السودان طبقا للمعايير البيئية فى الولايات العشرة واسكان للموظفين 20000 وحدة سكنية وادارية .وحول مشروعات اعادة تأهيل المطارات الرئيسية بجنوب السودان وهى مطارجوبا ومطار واو ومطار ملكال الى جانب تأهيل المطارات بباقى ولايات الجنوب واقامة محطة سكك حديد لربط ولايات ومدن الجنوب وانشاء اسواق حرة بالمطارات .أما مشروعات وزارة الشئون الاجتماعية فتتمثل فى مشروع منح صغيرة لارامل الحرب والايتام وذوى العاهات وتدريب المرأة على ادارة المشروعات الصغيرة واعداد برامج تكافل اجتماعى واقامة دور ايتام ومراكز توعية اجتماعية.وفيما يتعلق بمشروعات وزارة الرى والموارد المائية فتتمثل فى بناء السدود والقناطر وحفر الابار بجميع ولايات الجنوب وانشاء قنوات مائية واعادة تأهيل محطات المياه وعمل شبكات مياه بجميع ولايات الجنوب الى جانب انشاء محطات صرف صحى وعمل استراتيجية للصرف الصحى .وحول مشروعات وزارة السياحة فتتمثل فى اعداد مخطط لاقامة محميات طبيعية فى جنوب السودان وتجهيز وتدريب كوادر لادارة المحميات الطبيعية وانشاء نقاط مراقبة وانشاء مركز للاكثار والحفاظ على النوعيات المستوطنة .
