كانت الثورة حلم للمصريين لا ينتظرون تحقيقة، وعندما تحقق أرسي بهم علي شاطئ التحدي والعزيمة ، وفي ظل الظروف والأزمات والكوارث والمشكلات الإجتماعية التي مر بها المجتمع المصري منذ أكثر من 30 عامآ ، أصبح للثورة ملامح ونتاج خاصة ، وضعت المجتمع المصري في بوطقة تنصهر بشكل مختلف من فكر ، ثقافة ، سلوكيات ونظرة للمستقبل ، لذلك تم أستطلاع أراء المواطنين حول " ما هي تأثير الثورة علي المجتمع المصري ؟ وما هي نظرتهم للمستقبل ؟" سلاح ذو حدين في البداية تقول " دينا طارق- محررة ميديا إجتماعية ببوابة الشروق " هناك جانبين للثورة ،فيه ناس الثورة أثرت فيهم بشكل إيجابى وأصبحت تصرفاتهم وسلوكياتهم للأحسن لأنهم بقوا شايفين إننا المفروض نكون كويسين عشان نبنى البلد صح ،وأول التغيير إننا نغير سلوكياتنا الخاظئة،لكن ناس تانية شافت إن هذة الثورة هتعطيهم حريات أكبر أنهم يعملوا كل اللى عايزينه ،وبقت سلوكياتهم أكثر فوضوية ،خاصة إن الثورة أظهرت دور الشباب وقدراتهم ، ففى شباب أستفادوا من النقطة دى للأحسن لكن فى ناس شافت بقى أنهم يقدروا يعملوا أى حاجة فى أى وقت ومبقاش فى إحترام للكبير ولا لأستاذ . الثورة مغيرتش حاجة فى فكرة النظرة للمستقبل إلا للناس الطموحة واللى كان عندها أهداف أساسآ ومش عارفة تحققة فى ظل جو من الفساد أما الناس اللى عايشة يومها وخلاص ولا ليهم طموح ولا حاجة فالثورة مغيرتهومش ، وأوضحت "دينا" أن الثأثير الإيجابي للثورة أكبر من الثأثير السلبي علي سلوك المجتمع . وأكدت "سمر العشري – طالبة بكلية الطب " أن هناك جزء إيجابي و جزء سلبي ، الجزء الإيجابي هو محاولة الناس من تصليح أنفسهم والحفاظ على وطنهم ومجتمعهم و بعضهم البعض ، أما الجزء السلبي إن الناس تعدت الخط الأحمر للحرية "فالشيء اللي بيزيد عن حده بيتقلب ضده" و أنتشرت ظاهرة البلطجة ، فمثلاً عندنا في القصر العيني أهالي المريض يعتدوا على الأطباء للحصول على حق معالجة مريضهم وممكن الطالب يكلم الدكتور بطريقة وقحة ، ويقولك أصل قبل 25 يناير غير بعد 25 يناير . و على النقيض تلاقي طلبة بتجمع تبرعات للقصر و زادت عندهم الحماسة بعد الثورة في محاولة جعل القصر العيني أكبر صرح تعليمي طبي مجاني وطلبة تعمل شنط أكل لتوزيعها على مصابي الثورة و مرضى القصر العيني و محاولة رفع روحهم المعنوية ، و فيه أسر تعمل نشاطات و ربحها يذهب تبرعات لسوريا و للقصر العيني و غيرها من الأعمال الخيرية من مستشفى سرطان الأطفال،وتلوين عنابر الأطفال بمستشفى أبو الريش للتخفيف عن الأطفال الصغار المرضي ، وأضافت أنة من الجميل والذي يعد قدوة إن العميد عندنا دكتور "حسين خيري "بيشيل القمامة من الأرض و هو ماشي . وأوضحت أن هناك نظرة تشاؤم و نظرة تفاؤل فيه بيقول مصر ضاعت "عليه العوض و منه العوض" خاصة إن الفوضى و البطالة و الفقر و المرض بيزيدوا ، وناس بتقول مصر مذكورة في القرآن و مههما حصل فيها ربنا حاميها . أما "كريم أسعد – 20سنة – طالب بجامعة الأزهر " يقول أن " لهذا الوقت تأثير الثورة سلبي لمعظم قطاعات الشعب ، بسبب السياسات الخطأ وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية وأيضآ تولي المجلس العسكري لمقاليد الحكم مع أنه كان من الثورة المضادة ، أما إيجابيات الثورة إلى الأن مساحة الحرية المتاحة وكسر حاجزي الخوغ والصمت ولم يتحقق غير ذلك " وقال " أن معالم المستقبل لم تتضح لدي إلي ألان ، ولكن اعتقد أن المستقبل الأن لا يمكن الجزم به بسبب التغيرات الشديدة والمستمرة ،ولكن نظرتي العامة الى المستقبل نظرةتفاؤليه حذره " ويقول ايضآ "حفص الزهار – 22 سنة –طالب بكلية الإعلام " "الثوره أدت إلي وجود مساحة كبيرة من الحرية في المجتمع لكن للأسف أستغلها البعض أستغلال سيئ بسبب ما كان يعانونه من كبت في ظل النظام السابق" وأوضح أن "هناك الإيجابيات وجود مساحه من الحرية وكسر حاجز الخوف في المجتمع، وعدم كبت الحريات، بالإضافة إلى تغيير النظام الفاسد ،أما السلبيات عدم قدرة الثورة على تحقيق أهدافها الرئيسية المتمثله في شعار الثور"عيش، حريه، عدالة اجتماعيه "وقال "حفص" أيضآ "بعد قيام الثورة مباشرة أختلفت نظرة المجتمع للمستقبل وكان هناك أمل في مستقبل أفضل ، لكنها مرة أخرى بعد تعود تدريجيًا للتشاؤم " مصر ترجع للخلف ومن جانب أخر أوضح "محمد أحمد –51 سنة - موظف بالإنتاج الحربي" السلوكيات أوحش والناس أصبحت لا يهمها حكومة ولا شرطة ، واللي عايز يعمل حاجة بيعملها ، والسبب غياب دور الشرطة إلي الأن ، أنا مش شايف أي إيجابيات للثورة من ناحية السلوك بالعكس أصبحت الدنيا أكثر فوضوية . ويوافقة " محمد عيد العزيز -33 سنة -_ صاحب محل ملابس بأن " الثورة أثرت بالسلب ،والناس زادت فوضي وقلة أدب ، ولا يوجد أي إيجابيات تقريبآ كلها سلبيات !! أما "إسراء محمود –22 سنة "قالت المجتمع أصبح جرئ ولا يخاف الكبير سنآ ، وزادت البلطجة وأنعدم الإحساس بالأمان وأصبح هناك عدم رهبة من الشرطة وعدم إحترام للمرور ، وإلقاء القمامة بكثرة وبهمجية ، ولا يوجد رقابة من البلدية مما جعل البائعين يأخذوا أماكن من الشوارع خارج محلاتهم لفرش البضائع ، وأوضحت " إسراء" أن هناك يقظة سياسية وليس وعي سياسي كامل خاصة لكبار السن يعني "الجيل اللي عاشوا عصر مبارك " ويؤكد " سيف البحيري " أن الثورة أثرت بشكل سطحي جدآ ،والمؤسسات بأكملها فيها فساد ،أما بالنسبة للمستقبل فيقول " أنا لم أتوقع خير فمصر ترجع إلي الخلف "واوضحت " وديان تاج الدين –متطوعة مع منظمة بلان "أن " تأثير أى ثورة إيجابى ، بس الظاهر عندنا أن السلبيات أكتر ، لكن العيب مننا !! يعنى مثلآ الوضع الحالى اللى إحنا فيه و إن محدش عاجبه الرئيس ، و الدستور أتأخر ووجود رئيس بلا صلاحيات محددة ، ده كله إحنا السبب فيه مش الثورة إحنا اللى قلنا نعم و إحنا اللى قررنا نعمل رئاسة قبل الدستور" وأضافت زديان أن "الفكر تغير بشكل ضئيل جدآ يعني بنستخدم الديمقراطية غلط ، ممكن يكون أفضل حاجة أتغيرت فينا من التجربة دي ،إننا هنبطل كلمة نديلهم فرصة تانى الناس عرفت مييين فى صف البلد و مين عايز مصلحته "وتقول أيضآ "شايفة في المستقبل هتحصل مشاكل و صراعات مع الإخوان لحد الفترة الرئاسية الجديدة أو لحد ما الدستور يتشكل و نشوف شكله إيه ، و المشاكل على الرئاسة و مجلس الشعب هيزيدوا الصراع عليهم ، و خصوصآ أن الناس لن تنتخب الإخوان مرة أخري ، وحاجة زى ديه أكييد الإخوان مش هتتقبلها " ويقول" إسلام إبراهيم –إرشاد سياحي - ومن شباب 6 إبريل " أن المفروض الثورة تأثر بالإيجاب علي سلوك الناس لكن للأسف التأثير السلبي أكبر ، الثورة أيضآ زودت الفجوة بين القديم والجديد وأصبحنا لا نسمع بعض ، خاصة إن الأجيال الأكبر سنآ الأن رافضة تدعم الثورة وللأسف هذا كان موقفهم أيضآ قبل تنحي المخلوع خوفآ من التغيير وتأثيرة علي أستقرار حياتهم ، لكن الشباب ما زالوا علي موقفهم ولا يتغير ، نظرة الناس للمستقبل كانت متفائلة إلي حد ما ، وهذا رأيي الشخصي وليس تعبيرآ عن أراء شباب 6 إبريل . وأضاف أحمد عواد – " طالب بكلية العلوم " أصبح هناك حرية زيادة عن اللزوم يعني الكويس بقي كويس قوي والسئ أزداد سوء ، أصلي الناس للأسف عايزة " كتالوج للحرية " ، بعد الثورة أصبح هناك عدم ثقة يعني كلة بيخون كلة ، وكل واحد بقي يأخد حقة بذراعة يعني ممكن نقول إننا " عايشين في مظاهرات فئوية نفسية "، وأكد " أحمد " علي أن معظم الشباب متفائل بالمستقبل وعلي النقيض الكبار في السن مخنوقين من عيشتهم ومن الأحداث الحالية والتوتر ، والذين يرددوا بإن الشباب السبب فيه ، وأوضح أن كل هذا لا يمنع وجود إيجابيات بالعكس هناك إقبال علي العلم بشكل أكثر لأن المسألة أصبحت فارقة عن الأول ، وفكرة إحساسنا إن مصر بقت بلدنا أختلفت ، ويكفي إننا دلوقتي بنصلي في الجامع وإحنا مش خايفين من ذقننا . ومن ناحية أخري أوضحت "هبة الله محمد- 27 سنة – ماجيستير إعلام "أن الثورة لم تؤثر علي سلوك المجتمع ، لكن المجتمع أصبح بة وضوح في الرؤية أكثر يعني الحرامي بقي حرامي والناس كلها بقت عارفة أنة حرامي ، والبلطجي هكذا يعني بقي بلطجي عيني عينك ، المؤمن بالثورة من البداية لم يري أن هناك تغيير بل يبقي الحال كما هو علية وفي إنتظار النهاية ، أما الرافض للثورة من البداية يري أن ليس هناك أفضل من عصر مبارك ، وعدم وجود الأمن والشرطة سبب في تفشي الجرائم والسرقات والقتل ، أنا من رأيي أنا الصورة ثابتة ولم تتحرك لكن الفرق في الجرأة يعني السب وعرض الفضائح المخفية بقي علني . ويقول "أحمد مصطفي –25 سنة " أنا شايف أن الوضع لم ولن يتغير، بالعكس الوضع بيزداد سوءآ والدليل ردود أفعال الناس، وقياس ردود الأفعال بينقسم إلى جزئين الأول المقارنه بين الحاضر والماضى زى المقارنه بين عصر مبارك ومرسى أوحتى مرسى والفتره الانتقاليه ، أما الجزء الثاني تأثير اللحظه الأنيه مرتبط بأداء الحكومه الحاليه وده بالطبع بيصب فى مخرج كبير أونفق إحنا لم نراة اسمة المستقبل " وقال أيضآ " بإختصار نحضر المدخلات اللى عملتها الثوره وخرجيها على هيئه مخرجات هتلاقى التاثير سلبى جدا من جانبنا احنا ومن جانب الحكومه بأعتبارنا مجتمع واحد ، وأوضح أن " نظرة الناس إلى المستقبل سيئة للغايه إن لمتكن اسوأ ، وأوضح أحمد أن " الإيجابيات أنها انتفاضه على نظام حكم غبى لم يتعامل مع مصر بأعبتارها مصر الدوله الأقوى فى المنطقه وشعبآ مالهوش وحده قياس . أما السلبيات كتيرة أسوأها أنها خلفت لنا نظام جديد بيرسم الصوره السوده على أنها رماديه ، متجاهل حقائق كتيرة هم الشعب ، اللى مالهوش وحده قياس ونسبه الوعى عنده ضعيفة جدا بقيمه بلده على الاقل السم فى العسل لسه في أمل قال "مصطفي رأفت -17سنة –طالب بالثانوية العامة " أن " الثورة قامت بتغيرات فى مجالات كتير ونجحت في التصدي لناس من صالحها تعطيل مسيرة الثورة لانها مستفادة من النظام القديم" وأكد أن "فية ناس من صالحها تخرب البلد علشان تقول للناس أن حسنى اللى كان معيشكو فى أمان ،أما نظرة الناس للمستقبل كل واحد ولية دماغة يعنى أنا مثلآ شايف ناس تقعد تقول مصر زى ما هي ومش هتتغير بس أنا شايف أن مصر بدأت تتغير فى حاجات كتير" وأوضح "عماد السروجي – رئيس تحرير برامج توك شو أن " الثورة نتاج لسقوط سياسة نظام فى التعامل مع أزمات الشعب المستمرة ،وكانت ثورة ثم تأزمت ليختطفها فصيل يقضى كل من يخالفه ، وهذا جيد لأن هذا الفصيل الذى طالما سعى للتغير بأدوات ومنهج أعلنه فى العديد من مشاركاته السياسيه ليتهم الانظمه المخالفه له بالفشل والفساد وقع هذا الفصيل فيما هو اسوأ من غيرة ، وستسفر الأيام عن نتائج مذهله لقوى ستعلوا فى الأيام القادمه متحدية التيار الحالى لتطيح به ويكون نتاجه ازدهار لمصر بعد الكبوات التى ستمر بها والتاريخ يشهد وسيشهد على ذلك . وبالحديث مع الأستاذ " رشاد عبد اللطيف " أستاذ تنظيم مجتمع بكلية خدمة إجتماعية بجامعة حلوان . أكد أن الثورة لها تأثير مزدوج علي المجتمع ، حيث هناك نواحي إيجابية وهي أنتشار حالة الرفض لأنتشار الفساد في المجتمع ،والسعي لتحقيق عدالة الإجتماعية ، وأيضآ الحرية لكل المواطنين فكل فرد أصبح حر في مجتمعة ،بالإضافة أن الرئيس ليس عسكريآ بل مدنيآ . وأوضح أن السلبيات تتضمن في عدم أحترام الرأي الأخر ، حيث يركز شباب الثورة علي رأيهم فقط ، والأنفلات الأمني بسبب غياب الشرطة ، وأيضآ وجود أكثر من 77 حزب وأئتلاف وبالتالي كلها أوراق حزبية فقط ، مجرد أسماء دون تفعيل ووجود دور إيجابي لها ، وأصبحت البلطجة منتشرة بشكل يثير القلق والخوف ، وعدم وجود حاجة ملموسة حتي الأن مثل توفر المساكن أو توفر فرص عمل . وأشار أيضآ أن عدم تطبيق القانون علي وجة السرعة من أخطر السلبيات ، مما أدت إلي أهتزاز الأحترام للقانون والدستور . وأكد " عبد اللطيف " أن هناك نظرة أمل كبيرة جدآ للمستقبل ، ولكن إذا طبق ثلاث أشياء : - الأستفادة من الكفاءات ، وعدم تصفية حسابات .- عمل حزمة خدمات للشباب والأطفال والصحة والتعليم....إلخ . - يتركوا المشاكل الجانبية كسن الزواج للفتاة وغيرة ، ويلتفتوا لمشاكل الناس الحقيقية ، ففي حالة تطبيق النقاط الثلاث سوف تتحول مصر وتتخطي العقبات بشكل سريع وملحوظ للأفضل . في النهاية أتضح أن هناك العديد من الأراء المتضاربة حول "تأثير الثورة علي المجتمع ، فالبعض يري سيفها الحاد قطع نسيج المجتمع وأفقدة الكثير من القيم والمبادئ ، وأظهرة في صور البلطجة والفوضي وعدم أحترام الأخرين ، والبعض الأخر يلمع بريق الأمل في عينية ، بنظرتة لملمس السيف الناعم ، ويري أن الثورة بلورت الفكر بشكل أكثر إيجابية ، ودعمت الإحساس بالمسئولية ، ومن جانب أخر يري البعض أن الثورة لم تضيف شئ سوي أنها أوضحت الرؤية أكثر ، ومن بين هذا وذاك يجمعهم حب الوطن والرغبة في غد مشرق ، رغم أختلاف رؤية الكثير منهم للأمور ، ولكن السؤال الجوهري هنا " ماذا جني المجتمع المصري من ثورتة ؟؟ متي تتوفر أليات التقدم للمجتمع؟؟ ومن هم القادة الذين يتولوا هذا الأمر دون مصالح شخصية ؟؟ "