فلسطين.. آليات عسكرية إسرائيلية تقتحم المنطقة الشرقية في نابلس    الزراعة: منافذ الوزارة تطرح السلع بأسعار أقل من السوق 30%    مع ارتفاع حراراة الجو.. كيف تحمي نفسك داخل سيارتك    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    علقة موت، تعرض محامية للضرب المبرح من زوج موكلتها وآخرين أمام محكمة بيروت (فيديو)    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعديل مباراة الأهلي ضد مازيمبى رسميا في نصف نهائى دورى الأبطال    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    رمضان صبحي يصدم بيراميدز ويستبعده من المنافسة على الدوري    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    مفاجأه نارية.. الزمالك يكشف تطورات قضية خالد بوطيب    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    هاني حتحوت يكشف كواليس أزمة خالد بوطيب وإيقاف قيد الزمالك    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    «عودة قوية للشتاء» .. بيان مهم بشأن الطقس اليوم الجمعة وخريطة سقوط الأمطار    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    فيلم «النداء الأخير- Last C all» يختتم حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية القصير الدورة 10    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    بقيمة 6 مليارات .. حزمة أسلحة أمريكية جديدة لأوكرانيا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على جدول مواعيد عمل محاكم مجلس الدولة    هل المقاطعة هي الحل؟ رئيس شعبة الأسماك في بورسعيد يرد    كل سنة وكل مصري بخير.. حمدي رزق يهنئ المصريين بمناسبة عيد تحرير سيناء    أحمد أبو مسلم: كولر تفكيره غريب وهذا تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    حلقات ذكر وإطعام، المئات من أتباع الطرق الصوفية يحتفلون برجبية السيد البدوي بطنطا (فيديو)    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    مجلس جامعة الوادي الجديد يعتمد تعديل بعض اللوائح ويدرس الاستعداد لامتحانات الكليات    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحرش و الاغتصاب مرض مزمن .. وحلول غائبة!!
نشر في المساء يوم 23 - 04 - 2017

الفتيات بين نارين الدفاع عن الشرف أو الصمت خوفاً من الفضيحة!!
ريهام السعيد
التحرش ظاهرة خرجت عن السيطرة وفاقت كل الحدود ولم تسلم منها الفتيات كبيرة كانت أم صغيرة بجميع الطبقات والأعمار حتي الرضع مثل "طفلة البامبرز" وغيرها من الأطفال دون سن العاشرة فهل كل شاب تعثر في الزواج أو وقع فريسة للإدمان أو تعاطي المخدرات يعلق اغتصابه أو تحرشه بفتاة علي شماعة ظروفه المادية والاجتماعية!!
حوادث كثيرة كانت الضحية فيها فتيات تعرضن للتحرش ومحاولات اغتصاب فمنهن من قاوم ودافع عن شرفه ولجأ إلي القانون لكن هناك من التزم الصمت خوفاً من الفضيحة!!
ومن بين أشهر قضايا التحرش والاغتصاب التي أثارت الرأي العام طفلة البامبرز التي تبلغ من العمر سنة و8 أشهر انتهكت براءتها علي يد عامل يسكن بجوار منزلها في الدقهلية والطفلة إشراق 9 سنوات التي كانت تلهو أمام منزلها في الشرقية وتعدي عليها ابن عمتها والطفلة زينة ذات الخمس سنوات التي استدرجها أحد جيرانها واغتصبها وتم الإلقاء بها من الطابق الحادي عشر و3 من العاطلين استدرجوا طفلة عمرها 14 عاماً واغتصبوها في القناطر الخيرية واغتصاب طالبة بالدقهلية علي يد مدرسها وتحرش واغتصاب بمنطقة القومية بمحافظة الشرقية لفتاة ارتدت "جيبة قصيرة" فكان التحرش جماعياً واغتصاب ربة منزل بالغربية وتحرش جماعي بفتاة في الزقازيق وتعرض مسنة لمحاولة اغتصاب من سائق توك توك في حي البساتين ومدرسة "فيوتشر" الرحاب التي وقع بها 5 حالات اغتصاب وتحرش.
.. والفتيات:
الاحتشام لا يمنع التحرش.. والظاهرة لا تعرف فئة عمرية
إعداد قسم التحقيقات الصحفية
تصوير أحمد سعداوي
أكدت الفتيات أن التحرش لم يعرف فئة عمرية فهناك كبار السن يقومون بهذا الفعل ولم تسلم فتيات محتشمات أو متبرجات من الإيذاء اللفظي أو التحرش الفعلي وعندما تقوم المرأة برد فعل تجاه المتحرش يصفها المارة من المواطنين بعديمة الأخلاق!!
دنيا زكي طالبة بالثانوية العامة أري المتحرش ما هو إلا مريض نفسي دائماً ما يشعر بالنقص الأخلاقي والديني خاصة أن التحرش اللفظي لم يقتصر فقط علي البنات غير الملتزمات بل أصبح يؤذي المنتقبات والسيدات والأطفال. وعندما أتعرض لذلك أتجاهله خوفاً من أن يزيد في إطالة يده ولأن لا أحد سيمنعه عني بل بالعكس سيلقون الذنب علي ملابسي مع العلم أنني أتعرض للمضايقة وأنا أرتدي الزي الرسمي للمدرسة.
ولاء محمد طالبة بالثانوية العامة أصبح التحرش اللفظي أكثر الأنواع انتشاراً ولم يقتصر علي فئة عمرية بل أصبح كبار السن هم أكثر من يؤذوننا خاصة بالألفاظ البذيئة والأطفال أصبحوا متحرشين جسديين وكأنهم يتعلمون ذلك وهم ببطون أمهاتهم. وعند تعرضي للإيذاء أفضل التجاهل خاصة أن المتحرش يفسر ردي عليه بالرضاء ويكثر من فعله.
هبة أحمد طالبة جامعية رد فعلي لأي متحرش جنسي هو صفعه علي وجهه وواجهت ذلك من قبل ولكن فوجئت برد فعل من حولي فلقد ألقوا باللوم علي ملابسي مع العلم أنني كنت أرتدي فستاناً واسعاً ويرجع ذلك إلي أننا مجتمع ذكوري وأري أن الفترة القادمة ستنجح كل فتاة في الرد علي المتحرش وأنصحها بألا تخاف منه خاصة أنه غالباً ما يكون جباناً ولا يستحق الرحمة.
شيماء منسي موظفة أرجع يومياً من عملي بعد منتصف الليل وأمشي بجانب الطريق خوفاً من تعرضي لأي حادث تحرش وعندما يحدث أسرع في خطواتي ولا أرد خوفاً من إطالته ولا أحد سينقذني فالجميع يكتفي بالنظر فقط وهذا يرجع إلي جهل الفكر الذي أصبح سائداً بين الشباب وانتشار فئة البنات التي ساعدت علي ذلك من المبالغة في الملابس أو النظرات الجريئة وأحياناً السب في الشارع علناً.
آيات محمود محامية إذا وجدت بنتاً تتعرض للتحرش أحاول الدفاع عنها وأبدأ في الشجار معه لأني أعلم أن لا أحد سينقذها منه وأعتقد أن هذا يرجع إلي زيادة الضغط والمسئولية التي زادت علي المواطنين خلال الفترة الحالية وانتشار المخدرات خاصة أن مفهوم برامج التواصل الاجتماعي عند الشباب هو اسطياد البنات من خلاله فقط والتحدث في الموضوعات الإباحية وأصبح تفكيرهم عن الجنس الآخر ما هو إلا ربطه بجسدها واستغلاله لا غير.
هبة الله حمزة محامية قديماً كانت "الموضة" الشائعة للسيدات الملابس القصيرة ولم يتعرض أحد منهن للإيذاء أما الآن ملتزمات أو متبرجات فتتعرضن للتحرش ولم يقتصر علي اللفظي فقط بل أصبح جسدياً بعدما أصبح المجتمع ينظر للفتاة التي اغتصبت أو تعرضت للتحرش أنها مذنبة ولم يشعر بأنها مجني عليها لذلك نلتزم الصمت دائماً حتي لا نصبح بنظر الناس عاهرات لتعرضنا لذلك.
ندي الشيمي طالبة جامعية كثيراً ما أتشاجر مع المتحرش الجنسي خاصة إذا تطاول وتزايد في فعله ولكني أندهش بعدم تدخل أحد لإنقاذي ونظرتهم لي بأن ما أفعله يفسر بعدم تربيتي التربية السليمة ولكني لم أتوقف علي معاقبة من يؤذيني أبداً.
الشباب:
الملابس المثيرة وأفلام السينما الخليعة.. السبب
إعداد قسم التحقيقات الصحفية
أكد الشباب ان ظاهرة التحرش تزايدت في الفترة الماضية بفضل الأفلام الخليعة وملابس الفتيات المثيرة التي تفتقد للاحتشام. مشيراً إلي أن الأسرة عليها عامل كبير في التنشئة الأسرية السليمة وفقاً للقيم والعادات والأسس الدينية مطالبين بتغليظ العقوبات علي المتحرش والرقابة علي المواد الإعلانية والأفلام التي تعرض علي الشاشات التليفزيونية.
* أحمد صلاح "محاسب": أعتقد ان السبب وراء انتشار ظاهرة التحرش هو غياب الوعي الديني ودور الأسرة وتغير العادات والتقاليد وتعرض الشباب للأفلام المثيرة للغرائز وانتشار الإباحية علي وسائل التواصل الاجتماعي وعدم وجود قوانين فعالة ضد التحرش وليست رادعة وعادة ما أجد حوادث تحرش في طريقي وأحاول التدخل حتي إذا كانت البنت ترتدي ملابس كاشفة لملامح جسدها ولكن هذه ما هي إلا حرية شخصية.
* أحمد عبدالعزيز "محام": لابد من تنفيذ جميع الأحكام بقوة الخاصة بقضايا تحرش وتغليظ العقوبة خاصة انه أصبح منتشرا ولكن يرجع هذا إلي عدة أسباب مثل العوامل المادية التي جعلت الشباب غير قادرين علي مصاريف الزواج الباهظة. وأيضاً العوامل الأخلاقية التي أدت انتشار النزعة الأوروبية في ملابس البنات ونحن في مجتمع شرقي ولدينا محظورات منها الإباحية المنتشرة في الغرب وأيضاً ظهور البؤر الإجرامية والانفلات الأمني بعد الثورات وغياب الدور الرقابي علي الأفلام المعروضة التي عملت علي هدم جميع القيم والمبادئ الراسخة في تراثنا لذلك لابد من تفعيل الرقابة علي الملابس "الخليعة" وتشديد دور الأسرة علي التنشئة الدينية السليمة.
* مصطفي رجب "طالب بالمرحلة الإعدادية": لبس الفتاة الملفت للنظر وظهور ملامح جسدها هو من يتسبب في التحرش اللفظي وإذا تطاولت وردت فيدل هذا علي موافقتها وممكن "تيجي سكة" ونصبح أصدقاء فيما بعد والتحرش أصبح منتشرا بين مستويات المجتمع سواء ماديا أو اجتماعيا. أما المنتقبات والأطفال لا أضايقهم. الأفلام الجديدة تتميز بالطرق المستحدثة للتحرش وأري ان اسلوب عرضها لا يعني ان هذا سييء أو ممنوع.
* محمد أحمد "طالب": هناك فئة من الفتيات تلفت النظر إليها لحبها في "المعاكسات" وملابسهم تدل علي ذلك وعندما أجد حادثة تحرش انتظر رد فعل الفتاة إذا تشاجرت أتدخل وأدافع عنها غير ذلك فيدل علي رضاها وكأني لم أر شيئاً.
* طارق علام "طالب": الحل في الحد من ظاهرة التحرش الجنسي هو اعتدال مظهر الفتيات وملابسهن واتباع الدين وعدم الرد علي المتحرش بالسب والألفاظ البذيئة لأن ذلك يجعله يزيد من أفعاله ويدل علي انها غير محترمة.
خبراء علم النفس والاجتماع:
الحل يبدأ بمواجهة الإدمان والإسفاف والبرامج الخادشة
أميرة السلاموني
يتوقع خبراء علم النفس والاجتماع أن مرتكب جريمة اغتصاب طفلة البامبرز مريض نفسيا أو مختل عقليا. خاصة وأن طفلة عمرها 18 شهرا من المؤكد أنها لا تملك أي أنوثة أو جاذبية. واصفين هذه الجريمة بأنها شاذة ونادرة وليس من المتوقع تكرارها. مؤكدين ضرورة مواجهة جرائم اغتصاب الأطفال دون سن البلوغ. من خلال محاربة الإسفاف والمواد الجنسية التي تقدم من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وتشديد الرقابة علي الأطفال أثناء تعاملهم مع الإنترنت حتي لا يقعوا فريسة للأفلام الإباحية. بالإضافة إلي ضرورة نشر ثقافة زيارة الطبيب النفسي لعلاج أي مشكلات تؤثر علي سلوكيات الفرد مثل العنف أو الانطوائية والانحراف. بالإضافة إلي ضرورة محاربة المخدرات وتوعية الأبناء بقدسية أجسادهم. وتوعية الآباء بضرورة سرعة الإبلاغ عن أي جرائم اغتصاب أو تحرش يتعرض لها أبناؤهم. حتي يتم ردع الجناة. كما شدد الخبراء علي ضرورة مواجهة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعوق الأشخاص علي الزواج وتتسبب في انتشار هذا النوع من الجرائم.
د. نادية رضوان - أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة قناة السويس: جريمة اغتصاب طفلة البامبرز تعد من أبشع الجرائم وأكثرها وحشية. ومن المرجح أن يكون المجرم مريضا نفسيا أو مدمنا. وبشكل عام فإن جرائم اغتصاب الأطفال دون سن العاشرة تنم عن تعرض مرتكبوها لأنواع من العنف والضغوط النفسية في الصغر. بالإضافة إلي الدور الذي تلعبه مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الجنسية التي انتشرت علي الإنترنت في الفترة الأخيرة. والتي تزيد من خطورة ارتكاب هؤلاء الأفراد للجرائم الجنسية. حيث يتأثر الأشخاص غير الأسوياء بهذه الأفلام. وينعكس ذلك علي الاعتداءات والتحرش الذي يمارسونه علي الآخرين. متأثرين بامتزاج مشاعر العنف والدونية والجنس.
د. أحمد نوار - أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس: من المؤكد أن مرتكب جريمة اغتصاب طفلة البامبرز مختل نفسيا. لأن طفلة عمرها 18 شهرا من المؤكد أنها لا تملك أي أنوثة أو جاذبية تدعو للاغتصاب. ويمكن القول إن هذه الجريمة شاذة ونادرة وليس من المتوقع تكرارها. ومع ذلك فهناك جرائم اغتصاب تحدث للأطفال دون سن البلوغ سواء كانوا ذكورا أو إناثا ويرجع ذلك لعدة أسباب من بينها إصابة المجرم بالكبت الجنسي نتيجة عدم القدرة علي الزواج في ظل اشتعال الأسعار. وأيضا انتشار الأفلام والصور الجنسية عبر الإنترنت الذي أصبح متاحا لدي الكبير والصغير. ناهيك عن تداول المخدرات التي تتسبب في فقدان الوعي وفقدان القدرة علي السيطرة علي النفس. بالإضافة إلي إصابة بعض المجرمين بالقهر النفسي والشعور بالدونية وتعرضهم لأنواع من العنف والتعذيب والاغتصاب أثناء فترة طفولتهم مما يؤدي إلي تكون مشاعر ودوافع سلبية تدفعهم للانتقام من الآخرين والمجتمع. ويقع الأبرياء فريسة لهؤلاء المجرمين غير الأسوياء. ناهيك عن خوف البعض من الإبلاغ عن تعرض أطفالهم للاغتصاب خوفا من الفضيحة.
لابد من محاربة هذه الجرائم من خلال عدة محاور أهمها عمل حملات إعلامية للتحذير من تناول المخدرات. وافتتاح المزيد من المصحات اللازمة لعلاج المدمنين بأسعار رمزية للقضاء علي الإدمان لأن المدمنين يمثلون قنابل موقوتة. وكذلك لابد أن يعمل الإعلام علي توعية الأهالي بمسئوليتهم عن حماية أبنائهم من التعرض للاغتصاب. وضرورة سرعة الإبلاغ في حالة وقوع مثل هذه الجرائم.
د. إبراهيم شوقي - أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة: يدل حادث اغتصاب طفلة البامبرز علي أن مرتكبه مريض نفسيا أو مختل عقليا. وذلك يستدعي أن يتم عمل حملات توعية بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية والاجتماعية للشباب. ونشر ثقافة زيارة الأطباء النفسيين. والقضاء علي فكرة أن الطبيب النفسي لا يزوره إلا "المجانين" أو المختلين. حيث لابد من اللجوء للعيادة النفسية للقضاء علي أي مشكلة يعاني منها الفرد فيما يتعلق بشخصيته. سواء تمثلت هذه المشاكل في العدوانية أو الانطوائية وغيرها من المشاكل التي تحدث خللا في علاقة الفرد بالآخرين. فعلي سبيل المثال قد تؤدي الانطوائية إلي رفض الشخص لفكرة الزواج لخوفه من وجود شريك لحياته. فيصاب المريض بالكبت الجنسي وقد يدفعه ذلك إلي ارتكاب الجرائم الجنسية مع القصر أو الأطفال.
مسئولون بالمجلس القومي للطفولة والأمومة:
المخدرات سبب كل البلاوي.. والمطلوب محاكمات سريعة
أماني إبراهيم
أكد مسئولون بالمجلس القومي للطفولة والأمومة أن إجراء محاكمات سريعة ورادعة لمرتكبي الجرائم البشعة في حق الأطفال هو الحل للقضاء عليها أو الحد منها علي الأقل.
قالوا إن انتشار حالات التحرش وهتك العرض والاغتصاب يرجع إلي عوامل كثيرة علي رأسها انتشار تعاطي المخدرات والظروف الاقتصادية الصعبة التي رفعت سن الزواج خاصة للذكور.
أوضحوا أن دور المجلس يعتمد علي تلقي البلاغات من خلال خط نجدة الطفل "16000" وإبلاغ النائب العام والأجهزة الأمنية لسرعة التحرك مؤكدين أنهم نجحوا من خلال هذا الخط في الكشف عن جرائم كثيرة.
قالت الدكتورة مايسة شوقي - نائب وزير الصحة والسكان المشرف علي المجلس القومي للطفولة والأمومة: بعد حدوث هذه الجريمة البشعة "فتاة البامبرز" تحركت علي الفور لجان الحماية التابعة للمجلس إلي موقع الجريمة حيث التقت بأم الطفلة الرضيعة "جني" وأفراد أسرتها وتم التعرف علي وقائع الجريمة حيث إن هذا المجرم هرب من قريته وجاء هو ووالدته إلي قرية ديملاج التابعة لمركز بلقاس بالدقهلية واستغل وجود الطفلة علي باب المنزل في ظل انشغال الأهل بأداء صلاة الجمعة وارتكب هذه الفعلة الدنيئة.
* الدكتورة مايسة تقول إن تعاطي المخدرات هو السبب حيث يفقد مرتكبو هذه الجرائم عقولهم ويغيبون عن الوعي فيفعل أي شيء مشيرة إلي ضرورة تكثيف الجهود للضرب بأيد من حديد علي تجار المخدرات.
وتناشد الدكتورة مايسة الأسر وخاصة في الأرياف عدم ترك الأطفال بمفردهم عند شراء احتياجات المنزل خاصة أن المنازل في الريف تكون مفتوحة الأبواب نظراً لأنهم تعودوا علي ذلك منذ زمن بعيد.
* المحامي صبري عثمان - مدير الشئون القانونية بالمجلس القومي للطفولة والأمومة: إجراء تعديلات تشريعية عاجلة لتغليظ عقوبة هتك العرض لتكون الإعدام بدلاً من السجن المشدد مشيراً إلي أن القانون الحالي يعاقب بالإعدام في حالة الاغتصاب فقط بينما في حالة هتك العرض فإن العقوبة السجن المشدد إذا كانت الجريمة موجهة ضد طفل أقل من 18 عاماً إذا كانت ضد فتاة أكثر من 18 عاماً فإن العقوبة هي السجن 7 سنوات طبقاً للمواد 267 و268 و269 و280 الصادرة بالقانون رقم 58 لسنة .1937
قال إنه تمت مخاطبة مجلس النواب عقب هذا الحادث المؤسف لتغليظ العقوبة في حالات هتك العرض لتصل جميعاً إلي الإعدام.
وحول الإجراءات التي يتخذها المجلس القومي للطفولة والأمومة لمواجهة مثل هذه الجرائم أكد أن دور المجلس هو توعية المواطنين والتواصل مع الأسر والتنبيه عليها بالإبلاغ عن أي حالة تعد أو محاولة لاغتصاب أو هتك عرض من خلال نجدة الطفل "16000" حيث تقوم علي الفور بإبلاغ النائب العام بهذا البلاغ الذي يقوم بدوره بفتح تحقيق عاجل في البلاغ.
أوضح أن الأبحاث والدراسات التي أجراها المجلس حول هذه الجرائم أثبتت أن مرتكبيها مرضي نفسيون وأنهم تعرضوا لمثل هذه الحوادث عندما كانوا أطفالاً صغار وعندما يكبرون يحاولون الانتقام بارتكاب نفس الجريمة.
1⁄4 د. سامح مصطفي - مسئول وحدة مكافحة ومنع الاتجار بالأطفال بالمجلس القومي للطفولة والأمومة: الثقافة المجتمعية الآن اختلفت تماماً عما كانت عليه في الماضي وأصبحنا نشهد وقوع جرائم لم تحدث من قبل نتيجة التغير الذي حدث علي المجتمع وخاصة بعد دخول الإنترنت.
أضاف أن هناك عدة عوامل وراء الحوادث الأخيرة وآخرها حادث اغتصاب الطفلة الرضيعة "جني" علي رأسها انتشار المخدرات بين قطاعات ليست بقليلة من المجتمع مما ترتب عليه وقوع مثل هذه الجرائم التي لا يصدقها عقل حيث ارتكبت في حالة من غياب الوعي.
طالب المواطنون بالإبلاغ عن وجود أي شخص شاذ أو صدرت منهم تصرفات غريبة حتي يتم التحرك علي الفور والتعامل مع هؤلاء الأشخاص المرضي النفسيين وتوفير فرص العلاج لهم حماية للمجتمع.
أوضح أنه تبين أن مرتكب الجريمة البشعة ضد الطفلة "جني" تم اتهامه في عدة قضايا منها التحرش بفتاة عمرها 17 عاماً كما أنه هرب من قضايا أخري.
أكد أن صدور أحكام سريعة ورادعة سيساهم في الحد من مثل هذه الحوادث.
د. لمياء محسن - الأمين العام السابق للطفولة والأمومة: تطبيق العدالة الناجزة فوراً ورصد سلوكيات الحالات الشاذة في المجتمع وفي مواقع العمل والتعامل مع هذه الحالات علي أنها مصابة بمرض نفسي وتوفير العلاج لهم.
تخصيص دوائر للفصل في قضايا التحرش والاغتصاب.. يحقق عدالة ناجزة
نورهان عاطف
1⁄4 طالب أساتذة القانون بسرعة الفصل في قضايا التحرش والاغتصاب وذلك بتخصيص دوائر خاصة بمحاكم الجنايات والجنح لهذه الجرائم النوعية. وهذا الإجراء من شأنه سرعة تنفيذ الأحكام فالقانون المصري به تشريعات مشددة لمثل هذه الجرائم التي تقع علي الاحداث الأقل من 18 عاماً ويتم مضاعفة الحد الأدني للعقوبة لجرائم الاغتصاب والتحرش وأكدوا ضرورة عودة الانضباط الأمني للشارع والميادين العامة حتي يفكر أي مجرم ألف مرة قبل الاقدام علي مثل هذه الافعال ووضعوا بين أيدينا أمثلة لعدد من الدول الأوروبية وكيف يتم التعامل مثل هذه القضايا وتسليط الضوء عليها إعلامياً بصورة شديدة حتي يتم الحكم علي الجاني ويكون عبرة لغيره وتشعر الفتيات والسيدات بالأمان التام والتحرك بحرية.
1⁄4 يقول المستشار مصطفي جاويش "رئيس محكمة جنايات أمن الدولة العليا بالجيزة": شدد القانون العقوبة المفروضة علي الجرائم التي تقع علي الأحداث الأقل من 18 سنة ويتم مضاعفة الحد الأدني للعقوبة لجرائم الاغتصاب والتحرش وتصل من 3 إلي 6 سنوات للتحرش.. والعقوبة رادعة لكل من تسول له نفسه أن يقدم علي مثل هذه الأعمال المنافية للآداب.
1⁄4 د.محمد عبدالظاهر "أستاذ القانون المدني جامعة بني سويف": النصوص القانونية بقانون العقوبات لمثل هذه الجرائم كافية لمعاقبة أي مجرم ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الإجراءات القانونية وسرعة تنفيذ الاحكام وضبط مرتكبي الجرائم. مثل هذه القضايا سببها الاساسي والأول السلوكيات الخاطئة لبعض الأشخاص والتي ينتج عنها مثل هذه الأفعال. لذلك فنحن نحتاج لعملية تقويم لكثير من السلوكيات داخل المجتمع بشكل عام والقضاء علي الفوضي وعودة الانضباط الأمني للشارع. لأنه يعتبر جزءا كبيرا من عدم اهتمام مرتكبي مثل هذه الجرائم والتسرع في التعدي باللفظ والتحرش والاغتصاب لعدم وجود انضباط أمني. لذلك لابد من تشديد الرقابة علي الشوارع والميادين العامة.
1⁄4 د.مصطفي فؤاد "أستاذ القانون الدولي جامعة طنطا": إذا نظرنا لمثل هذه الجرائم علي الصعيد الدولي ففي المجتمعات الأوروبية نجد هذه الظاهرة غير منتشرة بالرغم من انتشار الالحاد وعدم وجود أي وازع ديني ومع ذلك فإن الجريمة إذا وقعت كما هو الحال في فرنسا وبلجيكا فإن المتحرش أو المغتصب يقع تحت "سندال الإعلام" الذي يظل وراء الجريمة حتي يتم الحكم علي المتهم سريعاً في فترة لا تتجاوز 3 أشهر فقط ومن ثم تستطيع الفتيات أن تتحرك في الشوارع وتمارس حياتها الطبيعية بدون قلق آمنات ولا يستطيع مخلوق أن يتجرأ وينظر إلي ملابسهن أو تصرفاتهن. لأن الاساس هو الحرية في التحرك والتنقل فهو حق من حقوق الإنسان المنصوص عليها في المواثيق الدولية لعام 1966م فمثل هذا التعقب الإعلامي بلا هوادة جعل الجريمة تكان تكون مختفية بالدول الأوروبية.
خبراء الأمن:
ليست ظاهرة.. حوادث فردية تقع علي فترات متباعدة
عاطف مكرم
ما بين سلوك بشري منحرف وانعدام الإنسانية والضمير تتعرض براءة أطفالنا للانتهاك دون القدرة علي المقاومة.. وبالرغم من وجود العديد من القوانين الرادعة فإننا نستيقظ علي واقعة جديدة في مسلسل "هتك العرض" وآخرها حادثة الطفلة جنا في الدقهلية والمعروفة إعلامياً بطفلة "البامبرز" التي هزت المجتمع بأكمله.. الأمر الذي جعلنا نتعرف علي أسباب ودوافع المغتصب للقيام بهذه الجريمة.
خبراء الأمن قالوا إن اغتصاب الأطفال حوادث فردية لا يمكن أن تتحول إلي ظاهرة خاصة أنه لا يمكن حصر أكثر من حالة واحدة خلال الشهر وهي نتيجة عن انحراف في سلوك المغتصب "شاذ جنسياً" أو تعاطي المخدرات.. وطالبوا بتفعيل وتغليظ العقوبات لتصل إلي الإعدام حتي يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه بارتكاب هذه الأفعال البشعة.
اللواء محمد نور الدين "الخبير الأمني" يقول: إن حوادث اغتصاب الأطفال حالات وحوادث ولا يمكن أن تتحول إلي ظاهرة وأن ما حدث للطفلة "جنا" في الدقهلية هي حالة فردية.. مشيراً إلي أن المغتصب تجرد من الإنسانية وانعدام الضمير نهائياً وتحول إلي صورة "حيوانية" لا تفكر إلا في إشباع الغريزة فقط.
شدد علي ضرورة تكاتف المؤسسات الاجتماعية لمواجهة هذه الجرائم وكشف الدوافع النفسية لهؤلاء المجرمين والتي تدفعهم إلي ارتكاب هذه الأفعال المنافية لكل القيم والأعراف الإنسانية.
استنكر اللواء فؤاد علام "الخبير الأمني" واقعة التعدي جنسياً علي طفلة الدقهلية مشيراً إلي أنها جريمة بشعة هزت المجتمع لأن مرتكبها انتزعت من قلبه الرحمة والإنسانية.
أكد أن سبب حدوث هذه الحالات هو انحراف سلوك الفرد وانعدام التربية منذ الصغر.. وطالب الإعلام الوطني بتجاهل هذه الحوادث الفردية التي تسئ لسمعة مصر.. كما طالب بتفعيل وتطبيق القانون علي مرتكبي هذه الجرائم بكل حسم حتي يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه بارتكاب هذه الجرائم البشعة التي تهز المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.