انعقاد مجلس عمداء جامعة المنصورة بحضور رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    رئيس منطقة الإسماعيلية الأزهرية يستقبل الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية (صور)    الاحتفال بعروسة وحصان.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 فلكيًا وحكم الاحتفال به    قطع المياه عن عدد من المناطق في الجيزة الجمعة المقبل    البورصة المصرية تخسر 28 مليار جنيه بتراجع جماعي للمؤشرات    تمهيدا لاحتلال غزة.. إسرائيل تستدعي 60 ألف جندي احتياط    السلطة الفلسطينية: إسرائيل تخطط لتحويل الضفة الغربية لسجن كبير    فخري لاكاي يقود تشكيل سيراميكا أمام إنبي في الدوري    الداخلية: ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 10 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    ضبط عنصر إجرامي بأسوان بحوزته أسلحة نارية وكميات من المواد البترولية    ساموزين يطرح أغنيته الجديدة "سما صافية"    محافظ الإسماعيلية يوجه التضامن بإعداد تقرير عن احتياجات دار الرحمة والحضانة الإيوائية (صور)    بعد وفاة طفل بسبب تناول الإندومي.. "البوابة نيوز" ترصد الأضرار الصحية للأطعمة السريعة.. و"طبيبة" تؤكد عدم صلاحيته كوجبة أساسية    الداخلية: حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن الوادي الجديد    أغلب الألمان يؤيدون الحظر الجزئي على تصدير الأسلحة لإسرائيل    مدبولي لقادة الدول: حان الوقت لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لردع العدوان الإسرائيلي والاعتراف بالدولة الفلسطينية    بدون شكاوى.. انتظام امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة بشمال سيناء    حماة الوطن: التعنت الإسرائيلي يعرقل جهود التهدئة والمقترح المصري القطري نافذة أمل جديدة للفلسطينيين    كنوز| 101 شمعة لفيلسوف الأدب الأشهر فى شارع صاحبة الجلالة    «البحوث الزراعية» ينظم برنامج تدريبي على إدارة الأزمات البيئية بالجيزة ودمياط    استراحة السوبر السعودي - القادسية (1)-(4) أهلي جدة.. نهاية الشوط الأول    كرة نسائية – سحب قرعة الدوري.. تعرف على مباريات الجولة الأولى    حملة موسعة على منشآت الرعاية الأولية في المنوفية    إزالة 19 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في المنيا    الأوقاف:681 ندوة علمية للتأكيد على ضرورة صون الجوارح عما يغضب الله    «دوري مو».. محمد صلاح يدفع جماهير ليفربول لطلب عاجل بشأن البريميرليج    علي جمعة يكشف عن 3 محاور لمسؤولية الفرد الشرعية في المجتمع    ما حكم إخبار بما في الخاطب من عيوب؟    رئيس جامعة القاهرة: تطوير وصيانة المدن الجامعية أولوية قصوى للطلاب    كاتب فلسطينى: مقترح مصر ضرورى لوقف الحرب على غزة وإنقاذ شعبنا    الليلة.. إيهاب توفيق يلتقي جمهوره في حفل غنائي بمهرجان القلعة    انطلاق مهرجان يعقوب الشاروني لمسرح الطفل    عمر طاهر على شاشة التليفزيون المصري قريبا    "كلنا بندعيلك من قلوبنا".. ريهام عبدالحكيم توجه رسالة دعم لأنغام    بعد نجاح «قرار شخصي».. حمزة نمرة يستعد لطرح ألبوم ثاني في 2025    «سي إن إن» تبرز جهود مصر الإغاثية التى تبذلها لدعم الأشقاء في غزة    تغيير اسم مطار برج العرب إلى مطار الإسكندرية الدولي    تحرك عاجل من "سلامة الغذاء" بشأن شكوى مواطن من مطعم بالبحيرة    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    حالة الطقس في الإمارات.. تقلبات جوية وسحب ركامية وأمطار رعدية    القبض على طرفي مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بالسلام    مقتل شاب في مشاجرة بدار السلام بسبب خلافات الجيرة    رئيس مياه البحر الأحمر يتفقد مشروعات رأس غارب ويبحث تحسين الخدمات    جامعة الإسكندرية شريك استراتيجي في إنجاح منظومة التأمين الصحي الشامل    توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين اقتصادية قناة السويس وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    ضبط 111 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الدفاع يلتقي مقاتلي المنطقة الشمالية.. ويطالب بالاستعداد القتالي الدائم والتدريب الجاد    محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوي العام    20 أغسطس 2025.. أسعار الذهب تتراجع بقيمة 20 جنيها وعيار 21 يسجل 4520 جنيها    الزمالك: منفحتون على التفاوض وحل أزمة أرض النادي في 6 أكتوبر    صباحك أوروبي.. صلاح يتوج بجائزة لاعب العام.. استبعاد فينيسيوس.. ورغبة إيزاك    الاحتلال الإسرائيلي يقتل نجم كرة السلة الفلسطينى محمد شعلان أثناء محاولته الحصول على المساعدات    رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للدراسة في مصر    الموعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والقادسية في كأس السوبر السعودي    رعاية القلوب    حبس سائق أتوبيس بتهمة تعاطي المخدرات والقيادة تحت تأثيرها بالمطرية    وسام أبو علي يكشف رقم قميصه مع كولومبوس كرو الأمريكي    مصطفى قمر يهنئ عمرو دياب بألبومه الجديد: هعملك أغنية مخصوص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أخبار الحوادث" تفتح الملفات السرية للمتحرشين
نشر في أخبار الحوادث يوم 21 - 06 - 2014

التحرش آفة في المجتمع المصري، لكنه أطل بوجهه القبيح في الأيام الماضية، موجود منذ سنوات لكنه أصبح وحش كاسر .. العنف أحد أدواته .. فلم يعد مجرد تحرش لفظى فقط بل تجاوز هذه المرحلة إلى التحرش المادي باستخدام وسائل وأدوات حادة .. كما أنه تحول من التحرش الفردي إلى التحرش الجماعي .. " أخبار الحوادث " تفتح هذا الملف الشائك .. تعرضه بعد تجاوز مصر ثورتين عظيمتين .. فلابد أن يغير الإنسان المصري من نفسه قبل أن يطالب المسئولين بحقوقه .. كما أننا نفتح ملفات سرية من داخل الطب الشرعي .. واهم المعوقات التي تواجه الطب الشرعي وكيف يمكن حلها .. وماهى أغرب جريمة تحرش وابشع جريمة اغتصاب واجهت الأطباء الشرعيين .. ليس هذا فحسب بل أننا نفتح ملف التحرش من وجهة نظر أمنية وكيف يمكن القضاء عليها.
مشهد السيدة التي تحرش بها مجموعة من الذئاب بميدان التحرير لا أحد يستطيع أن ينساه ، فهو بشع بكل ما تحمله الكلمة من معاني .. مثير للمشاعر .. خارج نطاق الإنسانية .. يضع أمامه العديد من التساؤلات تعجز الألسنة الإجابة عليها !.. تجعل المصريين يبكون على حالهم في كل لحظة .. الجريمة تمثل سبه لكل رجل مصري لدية ذرة من الشهامة والنخوة وليس لهذه السيدة الضحية .. المجني عليها .. مشهد صادم للغاية .. هل هؤلاء بشر؟ .. هل يفكرون؟ .. يدركون!.. يمتلكون ضمير حي.. بأي منطق فعلتم هذا الجرم .. الجريمة فعلا لابد أن يقف أمامها المجتمع المصري بأكمله .. علماء دين ، نفس ، اجتماع ، مسئولين، إعلام ، يدرسون .. يقفون على أسباب انتشار مثل هذه الجرائم ، التحرش والاغتصاب.
لا أحد يريد ان يتغير .. الجريمة تزداد .. التحرش هو الآخر ينهش فى جسد وبنيان الشعب المصري .. كان موجودا قبل ثورة يناير لكن معدلات التحرش زادت أيضا .. كما زادت جرائم الاغتصاب والقتل .. واخذ منحنى خطير أصبح التحرش عنيفا وباستخدام أدوات حادة .. وهنا ما الحل ؟.
بالتأكيد الإجابة على السؤال صعبة للغاية .. لأن الحل لم يكمن فى سبب واحد إذا ما شخصنا ه ووضعنا يدنا عليه ومداوته سوف يزول العرض ولكن هناك أسباب كثيرة مجتمعة اشترك فيها أكثر من عامل منها الأسرة والإعلام والمجتمع وانتشار ثقافة العشوائيات والفن الهابط .. لذلك فالموضوع كبير .. ليس سهلا .. ولا يمكن حله عن طريق أجهزة الأمن وتشديد القبضة الأمنية فقط ولكن يحتاج لتكاتف الجميع .. ولكن فى البداية لابد أن يبدأ كل واحد بنفسه .. يكون رقيبا عليها .. كما يرصد هذه الجرائم ولا يأخذ منها موقفا سلبيا .. لذلك فى هذا التحقيق نرصد التحرش قبل ثورة يناير وبعدها وبعد ثورة 30 يونيو وماهى التغيرات التى طرأت على العنصر البشري وكيف طور فى ارتكاب جريمته.. ثم نطرق إلى منطقة أخري بعد ارتكاب الجريمة وبالأرقام .. التحرش داخل الطب الشرعي وكيف يتم التعامل مع الضحية .. وكم فتاة تعرضت خلال السنة الأخيرة لجرائم التحرش .
سفاح المعادي
-------------
لو رجعنا بذاكرتنا إلى الخلف بضع سنوات وتحديدا عام 2006 وظهور مايسمى بسفاح المعادى .. وتلقى مديرية أمن القاهرة بلاغات عديدة من الفتيات والنساء اللاتي يقطن بمنطقة المعادى بالاعتداء على فتيات عدة من قبل شخص مجهول حيث يصيبهن فى مؤخراتهن ويمزق ملابسهن ومحاولة إظهار عوارتهن .. وظلت أجهزة الأمن تبحث وتكثف جهودها للقبض على هذا الشخص المجهول الذي أثار رعب النساء والفتيات فى جنوب القاهرة.. إلا أن تم القبض عليه بطريقة يصحبها مصادفة بحتة أسفل عقار بمنطقة شبرا وتبين أنه يدعى محمد مصطفى مواليد حي الشرابية من أسرة بسيطة .. فشل فى التعليم وعمل حلاق .. وكان منطويا .. يجد نفسه فى حالة هياج جنسي إذا ما رأى فتيات أو نساء كما انه فى نفس الوقت يعجز على تكوين صداقات معهن لأنه خجول جدا من النساء.
وتمت محاكمتة وأسدل الستار عن قضيته.. لكنه من أشهر جرائم التحرش والاعتداء على النساء عام 2006 .
تحرش ثوري
--------------------
وكانت هناك جرائم اخرى تثبت ان التحرش كان موجودا لكنه كان باللفظ والعين لكن لم يكن يزداد اكثر من ذلك إلا فى حالات فردية .. وهذا ما وضح ان التحرش موجود قبل ثورة يناير.. وأكدت عليه رئيس المجلس القومي لحقوق المرأة السفيرة ميرفت التلاوي فى تصريح لها قائلة ان التحرش موجود فى مصر قبل 25 يناير ولكن بصورة فردية .. وما حدث بعد الثورة أظهر ان عملية التجمع حول الضحية والانقضاض عليها عملية منظمة.
قصص كثيرة وعديدة تشهد على المتحرشين .. لكن مع كل جريمة ترتكب كان يعلو صوت الإعلام ثم سرعان مايعود الصمت مرة أخرى أدراجه.. ورغم انتشار اماكن التحرش إلا أنه بعد الثورة شهد ميدان التحرير أكثر من واقعة .. ولعل أبرزها .. واقعة التحرش بمراسلة قناة cbs لارا لوجان تلك الفتاة التى ولدت فى جنوب أفريقيا عام 1971 ونجحت فى تغطية حرب حرب أفغانستان ومن ثم حرب العراق لتصبح أحد مراسلي الحروب الأكثر شهرة فى الولايات المتحدة الأمريكية وهى كبيرة المراسلين بقناة cbs يوم تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك نزلت لوغان ميدان التحرير لتغطية الأحداث ورصد فرحة الثوار بالميدان، وفى نهاية هذا اليوم أعلنت قناتها تعرض لارا لوغان إلى التحرش داخل ميدان التحرير فى عملية وحشية حيث كان معها صديقها فى العمل، حيث تجمع حولها أكثر من 200 شخص فى حالة هيستيرية وفصلوها عن زميلها وفريق العمل وحاولوا الاعتداء عليها لكن أنقذها مجموعة من الجنود.
وتعرضت المراسلة مريان عبده مراسلة قناة ctv المصرية لواقعة تحرش وأثناء إعداد التقرير لتغطية تظاهرات يوم 3 يونيو 2011 تجمهر حولها عدد كبير من المواطنين، وهجموا على الفريق، وبدأوا فى الاعتداء عليها، وإبعاد أى شخص كان يريد إنقاذها، ونشر المعتدون أنها صحفية إسرائيلية من أصل ألمانى وبدأوا فى ضربها. أنقذ »ماريان« ضابط وأحد الجنود الذى رفعها لأعلى لحمايتها حتى أخرجها من الميدان ، وقد تعرض لهجوم هو الآخر.
ميدان المتحرشين
-----------------------
وحالات أخري تم رصدها.، بعيدان عن ميدان التحرير حيث كان المتحرشين يظهرون من وقت لأخر ويطلون على المجتمع المصري من حين لأخر .. وكانت هناك وقائع عدة .. منها على سبيل المثال لا الحصر.
تحكى " هند" قصتها بألم وحسرة قائلة : استيقظ فى الصباح الباكر لأذهب لعملى أستقل أتوبيس حيث أصبح عادة يومية إلا أنني في معظم الأوقات أرى مجموعة من الشباب يقفون إلى جواري ويهمسون فى أذني بكلمات خادشة للحياء وحينما يراني صامتة يلمح فى عيني الخوف والضعف .. يتجاوز حدوده إلى حد لمس أماكن فى جسدي .. المثير أن البشر أو الركاب وكأنهم أصيبوا بمرض عدم الشهامة أو باعوا نخوتهم وضميرهم فى سوق سوداء ؟.
وأضافت هند قائلة: تكرر صمتى خوفا من الفضيحة والمجتمع ولكن لاحظت أن صمتي يزيد هؤلاء المجرمين اصرارا على أفعالهم المشينة ، وفى إحدى المرات جاء شاب وقام بالتحرش بي بألفاظ بذيئة ولمس جسدى بعنف أمسكت به وصرخت داخل الأتوبيس وأبلغت الشرطة وقام مجموعة من الرجال والسيدات بمساعدتى حتى جاء الضابط وحررت ضده محضر بالتحرش بي .
وتقول هند: الصمت على المتحرش هو مايشجعه على الاستمرار فى جريمته .. لذلك أنصح كل فتاة على ان تتجاوز مرحلة الصمت والإبلاغ عن المتحرش فور تعرضها لأي جريمة تخدش حيائها أو جسدها .. فهم جبناء وضعفاء .. ولا يعرفون عن الرجولة شيء.
إفساد البهجة
جريمة التحرش تطور بصورة تدريجية .. فقبل 25 يناير اختلف التحرش عن بعد الثورتين حيث أصبح التحرش بصورة جماعية وتحت تأثير المخدرات وهذا يعد مؤشرا خطيرا يجب عدم الصمت عليه .. كما ان جرائم الاغتصاب أصبحت فى زيادة ملحوظة .. وخير مثال على ذلك واقعة التحرش الأخيرة بسيدة فى ميدان التحرير أثناء حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي وبصحبتها طفلتها .. حيث قام مجموعة من الهمج والذئاب بالأنقضاض على السيدة وجردوها من ملابسها مما جعلها تسقط على اناء مغلى لأحد بائعى الشاي بالميدان وتعرض جسدها للكسور والانتهاك من قبل مجموعة من معدومي الضمير.
لم يكن التحرش فى تلك الليلة بهذه السيدة ولكن كان هناك أكثر من واقعة لتعرض فتيات للتحرش ولكن امكن بعض الضباط من انقاذهم لكن واقعة السيدة التى انقذها النقيب مصطفى ثابت ولأنها كانت هى الأشد ومثلت اعتداءا صارخا على جسد الضحية فكان لها النصيب الأقوى فى الظهور إعلاميا .
وهذا ما اتضح فى تصريحات المجنى عليها بعد ذلك حينما أكدت أنها توجهت للاحتفال وابنتها بيوم تصيب الرئيس السيسي وأثناء سيرها بصحبة ابنتها التف حولها عدد من الشباب وحاولوا اختطاف ابنتيها بالقوة وفشلت فى حماية نفسها نظرا لكثرة المتحرشين وطلبت منهم ترك الطفلتين وأخذها هى حرصا على حياتهما .. وقالت السيدة ان الشباب جذبوها إلى احد الشوارع الجانبية بالميدان ومزقوا ملابسها وخلعوا نقابها وجردوها من كافة ملابسها .. حتى تم إنقاذها.
واقعة اخرى تم تداولها على فيديو أخر بالانترنت وهى لفتاة كانت تسير فى ميدان التحرير فى أحدى المرات التى ذهبت فيها للاحتفال بعزل الرئيس السابق وتجمع حولها مجموعة من الشباب الذين تعدى عددهم ال60 شخص وقاموا باخذها إلى داخل محطة المترو حيث أن بوابة المحطة مغلقة .. وكانت تصرخ الفتاة وتستغيث ولا أحد ينظر إليها من المارة.
تحرش بالمطاوي
فتاة متحرش بها تحكى قصتها مع التحرش قائلة: ذهبت إلى الميدان للاحتفال بتنصيب السيسي رئيسا وكنت بجوار المنصة الرئيسية وفوجئت بمجموعة من الشباب يلتفون حولي وأجبروها على السير معهم تحت تهديد المطاوي وتحرشوا بها فى أماكن حساسة من جسدها واطلقت صرخاتي حتى أنقذني مجموعة من الضباط.
بعد كل هذه الجرائم التى ترتكب فى حق المرأة المصرية والتى تمثل إهانة فى الأساس لكل رجل مصري وليس للمرأة فأين الشهامة والنخوة .. لذلك يجب عدم الصمت بعد كل هذه الجرائم .. الحكاية ليست حكاية واقعة فردية ولكنه أصبح مرض ينهش في جسد المجتمع المصري حيث أشار التقرير السنوي للمجلس القومي لحقوق الانسان ان 64 % من النساء فى مصر يتعرضن للتحرش جسديا ولغويا.. كما وثق التقرير السنوى الثانى الصادر عن مبادرة «امسك متحرش» فى مصر 269 حالة تم الإبلاغ عنها أكتوبر 2012 إلى مارس 2013، ويقول التقرير إن 46% من المتحرشين دون سن الثامنة عشرة، وأن 63% من حالات التحرش وقعت فى الشوارع العامة والميادين والمواصلات العامة، وأن 52% من حالات التحرش تشمل اللمس باليد. عدد حالات التحرش أكبر بكثير لأن عدد اللواتى يفضلن عدم الإبلاغ، خوفا من الفضيحة أكبر بكثير من اللواتى يتحدين العادات ويقررن الإبلاغ.
فى الطب الشرعي
قال الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث الرسمي باسم مصلحة الطب الشرعي ان ضحايا التحرش بميدان التحرير يومي ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية واحتفالية تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي تم عرضهم على الطب الشرعي وخرج تقرير الكشف وأكد على أن ماتعرضوا له هى سحجات فى معظم أنحاء الجسد وإصابات وكدمات تتفق مع جريمة هتك العرض ولاترقى إلى مستوى الاغتصاب .
وأضاف أن عدد الضحايا كان 9 فتيات حالتين تم الاعتداء عليهما يوم 4/6 يوم ظهور النتيجة و 7 حالات يوم التنصيب الموافق 8/ 6 .
واستطرد قائلا: أن متوسط الحالات التي تعرض على الطب الشرعي نتيجة اعتداءات جنسية سواء كان ذكور او إناث 800 حالة سنويا .. حيث أن 20 % هم من يقوموا بتبليغ الشرطة ولكن هناك مايسمى بالرقم الأسود وهو عبارة عن متوسط الحالات التى لم تبلغ وهى فى هذه الحالة وفقا لما اصدرته بعض الهيئات والمصالح 12 الف يتعرضن للتحرش فهنا يكون 20 % من هذا الرقم يعادل 4000 حالة..لكن مايصل الى الطب الشرعي هو 800 حالة سنويا.. وهذا الرقم مقارنة بالولايات المتحدة الامريكية يعد لاشيء حيث أن متوسط حالات الاعتداءات الجنسية هناك 600 الف حالة سنويا.
وردا على سؤال كيف يمكن معرفة ان الضحية تعرضت لاغتصاب او هتك عرض وخاصة إن كانت متزوجة قال عبد الحميد الاغتصاب هو ايلاج الذكر فى الفرج لكن فى حالة الاعتداء السابقة الطبيب الشرعي يكتشف الفرق عن طريق الكشف حيث ان الضحية تكون فى هذه الحالة غير موافقة على العملية الجنسية وتكون اعضائها رافضة وفى حالة انقباض مما يترك أثار و تهتكات لديها مايؤدي على التهابات موضوعية أيضا سواء كانت متزوجة او غير متزوجة.
وقال ان هناك حالات غريبة أثناء بلاغات التحرش او الاغتصاب وهتك العرض حيث يوجد بلاغات مفبركة كثيرا فهناك امثلة كثيرة منها اختلاف فتاة مع شخص على السعر أثناء قضاء ليلة متعة فتذهب على القسم وتدعى عليه باغتصابها وعند الكشف عليها يتضح انها كانت تمارس معه الرذيلة بكامل ارادتها دون اغتصاب لها.. وأيضا حالة أخرى ، أم مختلفة مع الأب فتحضر ابنتها وتدعى عليه انه اغتصبها .. وهذه الحالات تمثل 14 % من حالات الاعتداءات الجنسية وتسمى بالغدعاءات الكاذبة.. اما عن أبشع جريمة يمكن ان نطلق عليها قابلها الطب الشرعي فى عام 2014 فهى حالة الطفلة زينة ببورسعيد.
وانهى كلامة قائلا: هناك فكرة يمكن أن تريح الضحية المغتصبة أو المتحرش بها وهى المراكز المتخصصة وهى أن تخصص مراكز للمعتدى عليهن جنسيا بدلا أن تقضى يوما فى ابلاغ الشرطة ويوما أخر فى النيابة وثالث للعرض أمام الطب الشرعي وهو مايعيق اثبات الواقعة حيث ان ثلاث أيام تضيع معظم الآثار .
وفى المراكز المتخصصة يتم إثبات واقعة الاغتصاب كما يتم علاجها نفسيا ومنع حدوث أي اثار تناسلية ومنع حدوث حمل.. حيث انها تجد علاجا نفسيا وتقف مرة واحدة فى يوم واحد امام الشرطة والنيابة والطب الشرعي مما يمثل دعم مادي ومعنوي للضحية وهذا لايكلف الدولة شيء لأن كل شيء موجود لكن نحتاج على آلية لتنفيذ ذلك والعمل كفريق واحد.
الرأي الأمني
أكد اللواء حمدي سرحان الخبير الأمنى على أن التحرش مسألة أخلاقية في المقام الأول ولابد من الاهتمام بالخلاق والوازع الدينى لضبط الإيقاع فى هذه المسألة.
وقال سرحان ان القانون فى مواجهة هذه الجريمة وكفيل للردع حيث ان هناك هتك عرض مبسط وهتك عرض مقترن باستخدام القوة وكل واحدة منها له عقوبته فى القانون والاغتصاب وصل لدرجة الإعدام .
واستطرد قائلا أن الإشكالية فى كيفية ضبط هذه الوقائع وتحول دون حدوثها وهذا يمكن أن يحدث بزرع كاميرات في أماكن التجمعات لرصد ما يحدث من مخالفات وبالتالى تسهل على رجل الشرطة التوجه مباشرة على مكان حدوث الجريمة او المخالفة.. بالإضافة إلى نشر قوات من الشرطة السرية وسط هذه التجمعات كى تحول دون وقوع مثل هذه الأفعال.
وأنهى قائلا: هذا الموضوع لابد أن يتم التعامل معه بحساسية مفرطة فالمجتمعات التى يوجد بها حرية جنسية وتقنين للدعارة تحدث بها مثل هذه الحالات .. لذلك لابد من معالجة هذه المشكلة بدقة بالغة فى ظل مانعاني منه من انفلات اخلاقى وامني فى السنوات الثلاث الأخيرة.
كما أن مثل هذه الأفعال تكون بفعل فاعل ومعد لها مسبقا حتى تمنع دور المرأة التى لعبته فى الفترة الأخيرة فى الحشد والتظاهر .. ومن يفعلون ذلك يحاولون تشويه وجه الدولة وإظهار عجزها عن حماية المرأة المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.