«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحرش ... جريمة هتكت عرض مصر
نشر في الشروق الجديد يوم 07 - 02 - 2013

مئات الحكايات عن التحرش يضج بها دفتر يوميات المرأة المصرية، تواجهها دائما بتساؤلات بائسة سلبية، وتفاعلات داخلية، من نوعية، ما هو الأجدى: هل أصمت؟ أم أكشف الحقيقة وليكن ما يكون؟ والنتيجة أن حالات كثيرة تؤثر السلامة و«تكفى على الخبر ماجور»، مقابل حالات معدودة، تخرج فيها المرأة عن صمتها وتتحدث علانية أمام الرأى العام: «أنا حصلى تحرش». كشفت دراسة ميدانية أجريت على مجموعة من المحافظات، أن 95% من المصريات بجميع الأعمار، يتعرضن للتحرش، فى الشارع والمواصلات والمحال التجارية والمقاهى والمطاعم والنوادى، وحتى فى محيط الأسرة والأصدقاء، بغض النظر عن ملابسهن ومظهرهن الخارجى.

الدارسة التى حصلت بها الدكتورة، منى محمود عبدالله، على رسالة الدكتوراه، من قسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عين شمس، كشفت النقاب عن فاجعة، تؤكد أن نسبة التحرش الجنسى بالمحارم وصلت 5% من إجمالى أشكال التحرش فى مصر.

هذه النسبة «المروعة»، عن التحرش، نظرت إليها، منسقة برنامج، المدافعات عن حقوق الإنسان، بمركز نظرة للدراسات النسوية، ريم بشيرى، برؤية دقت من خلالها ناقوس الخطر، وقالت: إن الانتهاكات الجنسية ضد النساء بهدف «الرغبة»، تحولت إلى ما يمكن وصفه ب«العنف الجسدى»، من خلال استخدام أداة حادة، أو أن يقوم الجانى ب«خربشة الضحية بأظافره»، ليترك لها علامة جسدية ونفسية، بهدف إرهابها وكسرها مدى الحياة، متخذًا أبعادًا سياسية، تلخص الأمر فى إجبار النساء على عدم ترك المنزل، أو الانخراط فى الأحداث الجارية.

«الشروق» فتحت هذا الملف بعد انتشار حالات التحرش الجماعى فى عدد من الميادين، أثناء فاعليات سياسية، خاصة تلك التى حدثت فى قلب ميدان التحرير، والتى أغضبت الرأى العام.

- نهى رشدى.. أول مصرية تقود «التحرش» إلى القضاء وتحصل على حكم لصالحها.

استعرضت الدراسة مجموعة من أبرز حوادث التحرش الجنسى، خلال السنوات القليلة الماضى، والتى أحدثت ضجة إعلامية، وتحولت لقضايا رأى عام. كما استعرضت مجموعة المبادرات التى أطلقت لمواجهة هذه الظاهرة.

استفتاء2005

نظم مجموعة صغيرة من النشطاء تظاهرة على سلالم نقابة الصحفيين، يوم الأربعاء، 25 مايو 2005، للتنديد بالتعديلات الدستورية، الخاصة بالمادة 76، التى طرحها الرئيس السابق فى استفتاء شعبى. وأثناء التظاهرة فوجئوا بتصدى بعض البلطجية المأجورين لهم، والتعدى عليهم بالضرب، وتعمد التحرش بالفتيات والنساء وهتك عرضهن وتمزيق ملابسهن أمام الجميع.

وعندما ذهبت السيدات إلى قسم شرطة قصر النيل، رفض الضباط تحرير محضر بالتعدى عليهن.. فلجأن إلى النائب العام، وتضامنت معهن نقابة الصحفيين ومنظمات حقوقية، لكن «ملف القضية أغلق ولم تعد تتحدث عنها وسائل الإعلام« .

وسط البلد فى 2006

فى أول أيام عيد الفطر فى العام 2006، تعرضت مجموعات من السيدات، أمام إحدى دور السينما فى شوارع وسط القاهرة، إلى واقعة تحرش جماعى. ورغم أن الحادثة أثارت ضجة إعلامية كبيرة إلا أن وزارة الداخلية أصدرت بيانا نفت فيه تعرض أحد للتحرش، واعتبرت الأمر شائعة، لأن أقسام الشرطة لم تتلق أى بلاغ من أى فتاة.

نهى رشدى 2008
كانت نهى رشدى وصديقتها تسيران فى أحد شوارع مصر الجديدة، عندما تعرض لها سائق سيارة نصف نقل، وتحرش بها جنسيا، ثم حاول الهرب، لكن سيارة قادمة فى المقابل أجبرته على التوقف، وتمكنت نهى بمساعدة بعض الشباب من اقتياد الجانى إلى قسم الشرطة، وحررت له محضرا.. وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيق، ثم قدم للمحاكمة.

وبإصدار المحكمة حكمها بمعاقبة المتهم بالسجن المشدد 3 سنوات والغرامة 5 آلاف جنيه، فى أكتوبر 2008، أصبحت نهى أول مصرية، تحصل على حكم قضائى لصالحها فى قضية تحرش.

جامعة الدول 2008

فى عيد الفطر عام 2008 زادت حوادث التحرش الجماعى، وفى رابع أيام العيد تجمع 150 شابا، تراوحت أعمارهم بين 15 إلى 22 عاما، على رصيفى الشارع، وهاجموا الفتيات والنساء المارات. ووصل الأمر إلى حد تمزيق ملابس بعضهن.

وألقت قوات الأمن القبض على 38 من هؤلاء الشباب، فيما فر الباقون. كما تحفظت على 3 من الفتيات اللاتى تعرضن للتحرش. وبناء على التحقيقات أحيلت القضية إلىقاضى المعارضات بشمال الجيزة، الذى قرر حبس 3 متهمين، وأخلى سبيل 29 آخرين، على ذمة اتهامهم بارتكاب فعل علنى فاضح والتحرش جنسيا بإناث.

هبة المعادى 2010

فى يناير 2010 تعرضت هبة، التلميذة بالصف الثانى الإعدادى للتحرش الجنسى، على يد شاب قام بالتضييق عليها فى أحد شوارع حى المعادى، وتحرش بها أمام بعض أصدقائه، ثم احتجزها فى شارع نائى، وظل يتحرش بها، حتى هددته بآلة حادة «كاتر»، وأصابته بجرح سطحى فى يده وفرت هاربة.

بعد مضى ثلاثة أسابيع على الواقعة تمكن الشاب من استدراج هبة مرة أخرى، أثناء عودتها من المدرسة، بمساعدة إحدى الفتيات، واحتجزها فى محل يملكه أحد أصدقائه، لمدة 3 أيام مقيدة الأيدى والأرجل. ومارس معها جميع أنواع التحرش والضرب المبرح، حتى تمكنت من فك قطعة القماش، التى تكمم فمها، وصرخت فسمعها المارة، الذين كسروا باب المحل وأخرجوها.

ألقت قوات الأمن القبض على المتحرش، وأصدقائه، وحبسهم. وتم عرض هبة على الطب الشرعى.

محاولات للتصدى

مع تكرار حوادث التحرش فى الشوارع والمواصلات وأماكن العمل بالقاهرة، سادت مصر حالة من الغضب، ما دفع بعض النشطاء والمدونين إلى تبنى وإطلاق مبادرات وحملات للتصدى للظاهرة، وقد أسهمت هذه المبادرات فى إخراج المرأة من مربع الضحية السلبية الساكتة، إلى الضحية التى لا تتنازل عن حقها فى الحفاظ على كرامتها.

من هذه المبادرات حملة «شارع آمن للجميع»، التى تبناها المركز المصرى لحقوق المرأة عام 2005، و«خريطة التحرش الجنسى»، التى أطلقتها 4 نساء عانين من التحرش، وهن إنجى غزلان، وريبيكيا تشياو، وأمل فهمى، وسوسن جاد.

وأيضا حملة «لجان شعبية ضد التحرش الجنسى»، التى قادها فريق من عدد من شباب الأحزاب والجمعيات الأهلية.. ومجموعة من الحملات الأخرى مثل «مش هسكت ولا هخاف»، و«إيد واحدة»، و«المصرى إللى حق يقول للمتحرش لأ»، و«اللى يتحرش مش مننا»، و«ولاد البلد»، و«لما عاكست استفدت إيه»، فضلا عن سلسلة من الوقفات الاحتجاجية ضد التحرش.


1 % فقط من النساء يشعرن بالأمان فى الشارع والمواصلات
20 أثرًا نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا يسببها التحرش للضحية

فى القسم الثانى من الدراسة، ألقت الباحثة الضوء على تأثير التحرش الجنسى على الضحية، من خلال الكشف عن الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية، الناجمة عن ظاهرة تتفاقم بشكل مرعب كل يوم. حيث تؤكد بيانات الدراسة أن 31% ممن تعرضن للتحرش الجنسى شعرن بالإحراج والخجل، و30% منهن شعرن بالغضب، و18% شعرن بالخوف والألم، و7% منهن شعرن بكونهن أنثى مرغوبة، و5% لمن أنفسهن على التعرض للتحرش، و4% منهن لم تهتم.

واعتبرت الدراسة أن ظاهرة التحرش تظهر بصورة عدوانية تنعكس على الرغبة فى الانتقام والتشفى من الآخر، وفقدان الثقة والشعور بالدونية، وأنها تخلف آثارا نفسية سيئة، رتبتها الباحثة كالآتى: الإحساس بالسخط على الرجال، ثم الإحساس بالخزى والخجل والإذلال والمهانة، ثم التوتر وعدم الاستقرار، ثم الشعور بالانتهاك البدنى والضعف والإرهاق، ثم الآلام والأوجاع والصداع، ثم الرغبة فى الانعزال عن الآخرين، وأخيرا فقدان الشهية، وعدم الاستقرار فى العمل والحياة الخاصة.

ورصدت الدراسة آثارا اقتصادية تترتب على التحرش، و تتمثل فى انخفاض الأداء والإنتاجية، وكراهية العمل والخوف من الذهاب إليه، وسوء العلاقة بزملاء العمل.

ولخصت الدراسة الآثار الاجتماعية المترتبة على ظاهرة التحرش وفقا للترتيب الآتى: فقدان الثقة فى الآخرين، واهتزاز الثقة بالنفس، والشعور بالاضطراب فى الحياة الزوجية، واضطراب العلاقة بالمجتمع المحيط بالضحية، والشعور بالقلق وعدم الاستقرار فى الحياة الأسرية، والشعور بالخجل وعدم التوافق الأسرى، وإحساس الضحية بأنها موضع شك فى نظر زوجها.

وفى الدراسة أعربت 96% من نساء العينة، عن أنهن تشعرن بالأمان فى محيط الأسرة والأصدقاء، و57% منهن تشعرن بالأمان فى محيط الأصدقاء، و27% منهن تشعرن بالأمان فى الأماكن التعليمية، و1% منهن فقط يشعرن بالأمان فى المواصلات ومثلهن فى الشارع.


91% من الذكور يتحرشون بالسيدات.. فى كل زمان ومكان فى جزء آخر من الدراسة، أوضحت الباحثة أن 91% من الذكور عينة البحث، مارسوا التحرش بأى من أشكاله، فيما نفى 9% فقط من ذكور العينة قيامهم بهذا الفعل.

أشكال التحرش

أكثر أشكال التحرش الجنسى التى قام بها ذكور العينة، هى المعاكسات الكلامية والتليفونية بنسبة 85%، ثم المعاكسات الجنسية بنسبة 45%، وفى المرتبة الثالثة جاء كل من إرسال صور جنسية عبر الإيميل، وإلقاء النكات والقصص الجنسية التى تحمل أكثر من معنى بنسبة 39% لكل منهما، ثم النظرة السيئة الفاحصة لجسد المرأة بنسبة 38%، وجاء الاحتكاك الجسدى أو لمس جسد الأنثى فى المرتبة الخامسة بنسبة 29%، وأشكال أخرى من التحرش بنسبة 21%، ثم الملاحقة والتتبع بنسبة 9%، وأخيرا كشف الرجل لبعض أعضائه الجسدية فى المرتبة الأخيرة بنسبة 6%.

أماكن التحرش

من وجهة نظر ذكور العينة فإن ترتيب الأماكن التى يتم التحرش فيها بالنساء، جاءت على النحو التالى: الشارع بنسبة 81%، والمواصلات بنسبة 79%، وفى العمل والمؤسسات التعليمية بنسبة 43% لكل منهما، والأسواق والمولات بنسبة 37%، الأماكن السياحية بنسبة 30%، الشواطئ بنسبة 26%، وأخيرا النوادى والمقاهى والمطاعم بنسبة 21%، 6% فقط داخل محيط الأسرة.

التكرار

أوضح استطلاع رأى ذكور العينة أنهم يقومون بالتحرش الجنسى بشكل نادر، ولكن متكرر بنسبة 38%، وبشكل لا يمكن حصره بنسبة 29%، وبمعدل أسبوعى بنسبة 13%، ومعدل يومى بنسبة 8%، فيما قام 3% فقط من ذكور العينة بممارسة التحرش مرة واحدة فقط.

أوقات التحرش

تساوى المساء مع الظهيرة فى استطلاع أوقات تحرش الرجال بالنساء، حيث وصلت نسبة كل منها إلى 27%، ومارس ذكور العينية التحرش بنسبة 24% فى كل الأوقات، و7% منهم مارسوه بعد منتصف الليل، و6% تحرشوا بالنساء صباحا.

استفدت إيه؟

توصلت الدراسة إلى أن 44% من المتحرشين يرون أن قيامهم بهذا السلوك يعمل على إشباعهم لرغبة جنسية، فى حين يرى 21% منهم أن فى ذلك اعترافا برجولتهم وثقتهم بأنفسهم، كما أكد 20% منهم تضارب مشاعرهم بين إشباع الرغبة وإحساس الرجولة، وأنهم لا يشعرون بشيء بل هو مجرد تعود على هذا السلوك، مقابل 6% منهم فقط أكدوا أنهم يشعرون أن فى ذلك إهانة وإذلال للمرأة.

لماذا يتحرشون؟

حول الأسباب التى برر بها المتحرش ممارسته لهذه السلوكيات، قال 50% من ذكور عينة البحث «البنت كانت ترتدى ملابس مثيرة وغير لائقة وكأنها تدعونى للتحرش بها»، فيما قال 16% منهم «لإشباع رغبة جنسية»، وقال 14% منهم أن «المرأة أظهرت لهم إعجابها بهم»، و7% منهم برروا ذلك ب«البنات بتفرح لما بتتعاكس»، و4% منهم أرجعوا ذلك لجمال البنت قائلين «البنت كانت جميلة قوى».


تتعرض النساء خلال الدراسة إلى أشكال متعددة من التحرش الجنسى، تبدأ من «الصفير» إلى هتك العرض، واحتلت المعاكسات الكلامية والتليفونية نصيب الأسد من أشكال التحرش، حيث بلغ 95% من إجمالى أشكال التحرش الذى تعرضت له النساء من جمهور البحث، ثم جاء التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسى فى المرتبة الثانية بنسبة 53%، تبعه الاحتكاك الجسدى أو لمس جسد الأنثى فى المرتبة الثالثة بنسبة 49%. وفى المرتبة الرابعة جاء كل من النظرات السيئة الفاحصة لجسد المرأة، وإرسال صور جنسية عبر الإيميل معا بنسبة 43%، وفى المرتبة الخامسة جاءت الملاحقة أو التتبع بنسبة 35%، ثم كشف الرجل لبعض أعضائه الجسدية فى المرتبة السادسة بنسبة 18%، والنكات والقصص الجنسية فى المرتبة ما قبل الأخيرة بنسبة 6%، وقبل أشكال التحرش الأخرى التى وصلت لنسبة 11%.

وعن تكرار تعرض النساء للتحرش الجنسى فى المجتمع المصرى، أوضحت الدراسة أن غالبية عينة الدراسة بنسبة 55% تعرضن للتحرش أكثر من مرة ولكن ليس بصفة دائمة، و31% من النساء عينة الدراسة لم يستطعن حصر عدد مرات التحرش بهن، و6% منهن تعرضن للتحرش مرة واحدة فقط، مقابل تعرض 4% منهن للتحرش يوميا أو أسبوعيا.

وعن أماكن تعرض النساء للتحرش الجنسى، أشارت الدراسة إلى أن 92% من النساء عينة الدراسة تعرضن للتحرش الجنسى فى المواصلات، و91% منهن تعرضن للتحرش فى الشارع، و37% منهن تعرضن للتحرش فى العمل، تتبعها الأسواق بنسبة 30%، ثم المؤسسات التعليمية والمناطق السياحية بنسبة 25%، مقابل تعرض 24% من العينة للتحرش فى المطاعم والمقاهى والنوادى، وأخيرا 4% فقط من عينة الدراسة تعرضن للتحرش داخل محيط الأصدقاء والأسرة «المحارم».

وأشارت الدراسة فيما يتعلق بتعرض النساء للتحرش الجنسى داخل محيط الأسرة والأصدقاء، أن سلوك التسامح مع التحرش الجنسى من المحارم يساعد على قيام الشخص بهذا الاعتداء مرات ومرات لاطمئنانه أنه لن يعاقب. ولا يتقيد المتحرشون بوقت محدد لممارسة فعلتهم، حيث أكدت الدراسة أن 80% من النساء عينة البحث تعرضن للتحرش الجنسى فى كل الأوقات، وأن نسبة التحرش الجنسى لهن فى المساء جاءت بنسبة 8% فقط مقارنة بباقى الأوقات، و3% بعد منتصف الليل، و2% صباحا ونفس النسبة وقت الظهيرة.

وأثبتت الدراسة خطأ قول البعض «أن التحرش الجنسى مرتبط بما ترتديه المرأة من ملابس غير محتشمة»، حيث كشفت الدراسة أن 60% ممن تعرضن للتحرش الجنسى محجبات، و27% لا ترتدين الحجاب، و8% ترتدين النقاب.

المرأة فى مواجهة الأمن:
كنتِ مع مين.. كان رد فعلك إيه.. ماذا فعل المحيطون؟

«كنتى مع مين عندما تعرضتى للتحرش؟».. سؤال من بين أسئلة عديدة طرحتها الباحثة عينة البحث، وجاء الرد كالتالى: 55% من النساء عينة البحث كن وحدهن، 21% منهن كن مع مجموعة من الصديقات، و9% منهن كن مع أحد الأقرباء، و5% كن مع مجموعة من الأصدقاء «رجالا ونساء»، ونفس النسبة كن مع أولادهن.

«كان رد فعلك إيه لما اتعرضتى للتحرش؟».. السؤال الثانى الذى طرحته الباحثة لقياس رد فعل الضحية عند تعرضها للتحرش، فجاءت الإجابات لتشير إلى أن النسبة الأكبر من ضحايا لتحرش كانت ردود أفعالهم سلبية وتراوحت ما بين الهروب بنسبة 20% من نساء العينة، و17% لم يفعلن شىئا، وأجابت 14% منهن ب«التزمن الصمت»، و12% منهن تظاهرن بالشجاعة كى يتركهن، و«شتمته» كانت إجابة 10% من نساء عينة البحث، و9% ارتبكن ولم يتمكن من التصرف، و5% طلبن المساعدة من المحيطين، و3% قمن بدفع المتحرش عن طريق دبوس أو سلسلة مفاتيح، و2% من نساء عينة البحث صار التحرش بنهن وبين المتحرش إيجابية، فجاءت إجاباتهن «ابتسمت له وصارت بيننا علاقة فيما بعد». وعن تفسير أسباب ردود أفعال النساء السلبية.. فقد أكدن 24% من نساء العينة أنهن خفن من تأثير الأمر على سمعتهن، و20% منهن خفن من ردود أفعال الناس، و18% منهن رأين أن الأمر ليس مهم، و1% منهن اعتقدن أن أحدا لن يصدقهن.

«عند طلب المساعدة من الآخرين.. ماذا فعلوا؟».. كانت إجابة النساء عينة البحث عن هذا السؤال، 15% أجبن: لم يفعل أحد شيئا، و13% أجبن: تظاهر الناس أنهم لم يلاحظوا شيئا، و3% أجبن أن الناس صرخوا فى المتحرش وطلبوا منه التوقف، و1% منهن أجبن: اعتقد الناس أننى أكذب.

تعامل رجال الأمن مع مشكلة التحرش الجنسى:

أشارت الدراسة إلى أن 3% فقط من النساء عينة البحث استعن بالشرطة، وأن 60% منهن لم يطلبن مساعدة الشرطة، وعن رد فعل رجال الشرطة، فأوضحت الدراسة أن 2% فقط من رجال الشرطة ساعدوا الضحية فى إمساك المتحرش وتحرير محضر، و1% منهم سخروا من الضحية.

وعن أسباب عدم تبليغ النساء الشرطة فى حوادث التحرش، فجاءت 29% من إجابات النساء عينة البحث «خوفا على سمعتى»، و20% منهن لم تبلغن نظرا لأن الموروث الثقافى يشير إلى أن البنت دائما هى المسئولة عن التحرش، و10% منهن قلن «أهلى علمونى إن البنت عيب تعمل حاجة زى دى»، و1% فقط من النساء العينة أجبن «لعدم وجود قانون يجرم ذلك».


دليلك الشخصى للتصدى للتحرش: التفادى والمواجهة والبحث عن الحماية ثم العنفوضعت الدراسة مجموعة من الأسس والقواعد للتعامل مع المتحرش، سواء فى العمل أو الدراسة أو الشارع أو المواصلات، وانتهت إلى، التعامل مع المتحرش فى مجال الدراسة أو العمل، ويجب مواجهته، وتوضيح أنك لست سعيدة بهذه التلميحات، وغير راغبة فى إقامة علاقة معه، فضلا على التحدث مع آخرين موثوق بهم، داخل مكان العمل أو خارجه، وإيجاد منفذ قانونى للشكوى، والسعى لإيجاد أخريات تعرضن للتحرش من نفس الشخص، وبناء تحالف صغير فى مواجهته.

التعامل مع المتحرش فى الشارع:

يوجد 4 طرق لذلك، تختلف حسب تقدير الضحية للموقف ودرجة خطورته، وهى، التفادى، وتعنى تجنب المواقف والأماكن التى يتوقع فيها تحرش، مثل الأماكن المعزولة أو المغلقة، التى يسهل الانفراد فيها بالضحية، أو الأماكن المزدحمة، والالتزام بالضوابط الأخلاقية سواء فى المظهر أو التعامل، وتجنب المواصلات المزدحمة والاستفادة من العربات المخصصة للنساء، وعدم الجلوس بجانب السائق فى المواصلات الخاصة، كالتاكسى، وأن تعرف الأسرة ظروف وأماكن الدروس الخصوصية لبناتها وأبنائها.

المواجهة الخفية، بحيث تقوم الفتاة برد فعل بسيط يردع المتحرش ويوقفه عند حده، حيث تلجأ لاستخدام النظرة الحادة والمقتضبة، ولا تدخل معه فى نقاش، وألا ترفع صوتها أو تستخدم ألفاظ جارحة، وفى أغلب الأحوال يكون المتحرش «جبانا»، ويتراجع عند أول بادرة رفض أو تهديد.

وهناك طرق أخرى تستخدمها بعض الفتيات فى وسائل المواصلات، مثل الدبوس أو أى شىء مدبب، ضد من يحاول التحرش بهن.

والبحث عن الحماية، وهى طلب المساعدة ممن حولها، إذا عجزت عن الدفاع عن نفسها، وذلك يكون بالتلميح أو التصريح أو الصراخ أو اللجوء لقسم الشرطة. وأخيرا، المواجهة العنيفة، وتتضمن شيئا من العنف الجسدى فى مواجهة المتحرش، كالتهديد أو التحذير بشكل مباشر، أو استخدام بعض مهارات الدفاع عن النفس، لحماية نفسها دون مساعدة، وذلك حين تتغيب السلطات الأمنية أو تقل النخوة والمروءة فى المجتمع.

وعن كيفية حفاظ المرأة أو البنت على أمنها الشخصى، شرحت الدراسة بأنه أثناء الخروج، إلى الشارع، يجب أن تخبر الفتاة الأسرة بالمكان الذى تذهب إليه، وموعد عودتها منه، مع الحرص على ألا تكون بمفردها، والابتعاد عن المواقف التى تشعر فيها بعدم الارتياح، وتجنب الأماكن المحفوفة بالمخاطر، بجانب الدراية التامة بما يقدم من مشروبات، وعدم مشاركة الآخرين فيها. وفى حالة استخدام التاكسى يجب الابتعاد عن السيارات غير المرخص لها بتاكسى، والاشتراك مع الأصدقاء فى ركوبه، والجلوس دائما فى المقعد الخلفى.


المتحرشون من كل الأعمار.. و54% منهم مجهولون و4% من المحارم.. والضحية ما بين 19 و25 سنة
فى الدراسة.. رأى 60% من إناث العينة أن المرحلة العمرية ما بين 19 و25 سنة هى الأكثر عرضة للتحرش الجنسى فى مصر، وتتبعها الشريحة العمرية من 26 ل40 سنة وفقا ل15% من إناث العينة، وهى نفس النسبة التى اعتبرت أن ضحايا التحرش الجنسى من «كل الأعمار»، فيما اتفقن 10% من إناث العينة على أن ضحايا التحرش الجنسى فى الفئة العمرية أقل من 18 سنة. أما من وجهة نظر الذكور فى العينة، فاتفقوا مع الإناث على أن الشريحة العمرية من 19 ل25 سنة هى الأكثر عرضة لفعل التحرش، وفقا ل74% من ذكور العينة، واتفق 17% منهم أن «كل الأعمار» قد يتعرضن لهذا الفعل، ثم اتفق 7% من ذكور العينة أن الضحايا هن من الفئة العمرية من 26 ل40 سنة، وقال 2% منهم إن الضحايا هن من دون ال18 سنة.

المظهر العام للضحية:
أما بالنسبة للمظهر العام للضحية، فقد اتفق الذكور والإناث أن الفتاة التى ترتدى بنطلون وبلوزة مفتوحة بالرغم من أنها بكم ولكن لا ترتدى حجاب هى أكثر الفئات تعرضا للتحرش الجنسى وذلك بنسبة 48% ذكور مقابل 34% إناث، وأن الفتاة التى ترتدى «بنطلونا وبادى طويلا» ثانى أكثر الأشكال عرضة للتحرش الجنسى بنسبة 46% ذكور مقابل 35% إناث، فى حين أكدن 55% من النساء و38% من الذكور أن المتحرش لا يميز بين ضحاياه من حيث الملبس سواء كانت ترتدى حجابا أو لا أو نقابا، كذلك أشار 3% من الذكور و2% من الإناث إلى أن المتحرش أيضا يركز على الضحية التى ترتدى حجابا وعباية طويلة، فيما أشار 5% من الذكور و3% من الإناث أن الضحية ترتدى بدلة وغير محجبة، أما الفتاة التى ترتدى النقاب، فقد رأى 1% من الذكور و2% من الإناث أنها أيضا تتعرض للتحرش الجنسى.

سمات المتحرش من حيث الفئة العمرية:
رأت 78% من إناث العينة البحثية أن كل الأعمار يقومون بالتحرش الجنسى، ورأت 9% منهن أن المتحرشين فى الفئة العمرية من 26 ل40 سنة، واعتبرت 5% من الإناث فى العينة البحثية أن المتحرشين فى الشريحة العمرية من 19 ل25 سنة، و2% منهن رأين أن المتحرشين أعمارهم أكثر من 41 سنة، فيما رأى 1% منهن أن المتحرشين هم من دون 18 سنة.

الحالة المهنية للمتحرش:
من خلال تحليل بيانات الدراسة، وجدت الباحثة أن 54% من المتحرشين مجهولون بالنسبة للضحية، وأن 20% من الإناث أكدن أن سائقى الميكروباص والسيارات الخاصة هم أكثر الفئات المتحرشة بالنساء، يتبعهم زميل العمل أو الدراسة بنسبة 7%، ثم أصحاب المحال أو أحد الأقارب مما يدل على وجود ظاهرة التحرش بالمحارم فى عينة الدراسة بنسبة 4%، يليها الفئات الأخرى مثل الشرطة بنسبة 2%، والمدرسين بنسبة 2% أيضا، وأخيرا الأطباء بنسبة 1% فقط.

45 % من الإناث و31% من الذكور للضحية: اسكتى وامشى
96 % من المتحرشين: اللبس والكلام والخروج بالليل تدعونا للتحرش

فى جزء آخر من الدراسة حاولت الباحثة التعرف على رد الفعل الأمثل لمواجهة التحرش الجنسى من وجهة نظر عينة البحث من «الإناث والذكور».
واتفق طرفى عينة البحث من الذكور والإناث على أن يكون رد الفعل الأمثل والذى حصل على المرتبة الأولى وفقا لترتيب الطرفين هو «تسكت وتمشى»، وهو الرأى الذى استقر عليه 45% من إناث العينة، و31% من ذكورها، كما اعتبر 31% من ذكور العينة أن رد الفعل الأمثل يكون أيضا من خلال «إظهار علامات الرفض والاشمئزاز دون التحدث مع المتحرش»، اتفق معهم على رد الفعل هذا 2% فقط من إناث العينة البحثية. وفى وجهة نظر الذكور والإناث، فإن الأسلوب الثالث من بين أساليب الرد المناسبة، هو أن تطلب الضحية المساعدة من الآخرين لإبعاد المتحرش عنها، وهو ما أيده 21% من الذكور، مقابل 20% من الإناث، ورأى 10% من ذكور العينة أنه يجب على الضحية أن تحرر محضر فى قسم الشرطة، واتفق معهم 14% من الإناث، بينما رأى 4% من ذكور العينة أن «تصرخ الضحية وتمسك بالمتحرش»، واتفق معهم على هذا الرأى 7% من إناث العينة. وجاء رد الفعل المتمثل فى «تبليغ الأهل»، فى المرتبة الخامسة وفقا لأولويات الذكور بنسبة 2% فقط من العينة، مقابل 1% من إناث العينة، حيث جاء رد الفعل هذا فى المرتبة الأخيرة وفقا لأوليات الإناث، أما «تشتمه» فجاءت فى المرتبة السادسة من وجهة نظر الذكور بنسبة 1%، وفى المرتبة الرابعة من وجهة نظر الإناث بنسبة 11%.

العقوبة
75 % من إناث العينة طالبن بسجن المتحرش، مقابل 41% من الذكور، و14% من الإناث طالبن بتغريمه ماديا، مقابل 43% من الذكور، و9% من الإناث طالبن بفصل المتحرش من العمل أو الجامعة أو المدرسة، فيما طالب بذلك 6% فقط من الذكور، أما التشهير الاجتماعى فقط فطالبت به 2% فقط من إناث العينة، مقابل 10% من ذكورها.

الأسباب:
رأى 96% من ذكور عينة البحث أن السبب الأول وراء ظاهرة التحرش هو «سلوك البنت وطريقة مشيتها»، ونفس النسبة رأت أن السبب فى «لبس البنت»، وفى المرتبة الثانية اتفق 94% من ذكور العينة على أن السبب هو «الفضائيات وما تبثه من صور مثيرة للغرائز الجنسية»، وفى المرتبة الثالثة قال 54% من ذكور العينة «السبب فى ضعف الوازع الدينى»، والنسبة ذاتها أحالتها ل«تعاطى المخدرات».
وجاءت «سوء الحالة الاقتصادية والبطالة»، فى المرتبة الرابعة بإجماع 47% من ذكور العينة، فيما رأى 25% منهم أن السبب فى «غياب مفهوم الرجولة والشهامة»، وفى المرتبة السادسة قال 22% من ذكور البحث إن السبب فى «عدم وجود عقوبة رادعة لمرتكبى التحرش الجنسى»، وجاء سبب «صعوبة إثبات فعل التحرش» فى المرتبة السابعة باتفاق 20% من ذكور البحث، فيما قال 15% منهم إن سبب توجه الذكور لممارسة التحرش هو «التربية البيئية للمتحرش».

لماذا هى السبب؟!
هذا الترتيب هو الذى وضعه ذكور العينة مبررين به موقفهم من لوم ضحية وقائع التحرش الجنسى..

أولا: للفتاة دور فيما تتعرض له من تحرش «طريقة الكلام، اللبس، المشى».. ثانيا: البنت اللى لابسة ضيق تستحق أنها تتعرض للتحرش.. ثالثا: الشاب إلى بيعاكس معذور من كتر اللى بيشوفه من البنات.

رابعا: الحالة اتقلبت والبنت هى اللى بتتحرش بالولد.. خامسا: البنت دايما هى السبب فى كل اللى بيحصل لها، سادسا: لازم البنت ما تخرجش من البيت بعد الساعة 8 مساء. سابعا: البنت ما تخرجش من البيت لوحدها.. ثامنا: عيب البنت تقول إنها اتعرضت أصلا للتحرش.. تاسعا: عيب البنت تروح تشتكى المتحرش فى قسم الشرطة.. عاشرا: خروج المرأة من بيتها مكشوفة الشعر يعد دعوة للتحرش.. حادى عشر: يعتقد البعض أن المتحرش لا يكترث بمنظر الضحية سواء كانت محجبة أو لا.. ثانى عشر: الشاب من حقه يتحرش بالبنات علشان هو مش عارف يتجوز.. أخيرا: البنت لازم تقعد فى البيت.

87 % من شهود التحرش .. شياطين خرسكشفت الدراسة أن 95% من ذكور العينة لم يشهدوا وقائع تحرش، مشيرة إلى أن 78% ممن رأوا تلك الوقائع قالوا إنها أخذت شكل التلفظ بألفاظ جنسية، وأن 45% شاهدوا الملاحقة والتتبع، و36% شاهدوا لمس جسد الأنثى، ونفس النسبة شاهدوا النظرات السيئة لجسد المرأة، و27% شاهدوا إلقاء المتحرشين قصصا جنسية تحمل أكثر من معنى، و5% كانوا شهودا على وقائع كشف المتحرشين لبعض أعضائهم الجسدية.

رد فعل الذكور حول وقائع التحرش:

87 % تجاهلوا الأمر تماما، و8% تعاطفوا مع الضحية، و6% ضربوا المتحرش، و2% ذهبوا مع الضحية لتحرير محضر.

أسباب اتخاذ الذكور مواقف سلبية:

31 % رأوا أن البنت «تفترى على الرجل»، و25% أوضحوا أن «البنت تحب ذلك»، و17% قالوا إنهم يفعلون مثل ما يقوم به المتحرش، و7% أكدوا أن الأمر لا يهمهم، ونفس النسبة خافوا من إيذاء المتحرش، و6% خافوا من تطور المشكلة والذهاب لقسم الشرطة.

رد فعل الذكور عند تعرض
أحد أفراد أسرته للتحرش:

«ألومها لأنها هى المسئولة»، كانت الإجابة التى وضعها 32% من الذكور، فيما أجاب 22% ب«أطلب منها أن تكون أكثر حرصا فى التعامل مع الجنس الآخر»، ونفس النسبة أجابوا ب«أتحدث معها برفق وأحاول تقديم النصائح الضرورية لها»، فيما أجاب 11% ب«أبادر بتأديب المتحرش»، و3% فقط أجابوا ب«أمنعها من الخروج من البيت إلا للضرورة».

رد فعل الذكور إذا كانوا
فى منصب قيادى:

أوضح 37% أنهم يطالبون الضحية بالدليل على صدق ادعائها بالتحرش، و22% قالوا: «أكتفى بتهدئتها»، و17% أشاروا إلى أنهم سيفتحون تحقيقا فوريا، فيما أكد 14% أنهم يتخذون الأمر بجدية، و10% اعتبروا الأمر «شكوى كيدية أو خلافات شخصية».

المرأة ليست «بضاعة جنسية».. أولى خطوات التصدىكشفت الدراسة عن تعدد أشكال التحرش الجنسى وتدرجها فى الشدة وتعدد الأماكن التى تحدث فيها مثل تلك الأفعال، وأكدت المعطيات الميدانية للدراسة تعرض 5% من عينة البحث للتحرش الجنسى من المحارم والأقارب، وتنامى الرغبة الجنسية للشباب ومحاولة إشباعها بأى شكل دون اعتبار للقيم والمعايير، وأوصت ب:

ضرورة نشر الوعى بمفهوم التحرش الجنسى، حيث يعتبره البعض متمثلا فى الاغتصاب أو هتك العرض، لكنهم لا يدرون أن هذا المفهوم واسع يشمل العديد من السلوكيات تبدأ من مجرد «التصفير» والمعاكسات الكلامية مرورا بالمضايقات الجنسية وصولا لهتك العرض.

تكثيف الدراسات والأبحاث الاجتماعية والنفسية والقانونية والاقتصادية للتعمق فى المشكلة بكل جوانبها.

تبنى إطار عام يؤكد أن المرأة هى الضحية بالأساس وأن فعل التحرش ضدها هو فعل جنائى يمارس ضدها ولا ذنب لها فيه لأن ثقافة المجتمع تحمل المرأة الجانب الأكبر من هذه الجريمة.

ضرورة تضامن مؤسسات المجتمع المدنى لوضع استراتيجية للحد من هذه الظاهرة، كما يجب على رب الأسرة توجيه رعاية وعناية كاملة للأبناء والبنات، ومعاملتهم معاملة واحدة بغرس نفس القيم والمبادئ فيهم.

ضرورة أن يتعامل الجهاز الإعلامى مع مختلف قضايا الاعتداء على العرض بشكل مختلف عما يحدث الآن.

أوصت الدراسة رجال الدين داخل المساجد والكنائس بضرورة تنظيم حملات توعية للشباب والبنات لإرساء المبادئ والقيم الأخلاقية داخل نفوسهم، والتركيز على ضرورة احترام المرأة وحفظ كرامتها وعدم التعرض لها بأى شكل.

وبالنسبة للتحرش الذى يتم فى الشوارع والمواصلات، لابد من تكثيف الوجود الأمنى وسرعة تحرير محاضر ومساندة الضحية، فضلا على ضرورة إعداد دورات تدريبية لرجال الشرطة فى كيفية التعامل مع قضايا التحرش الجنسى، وإنشاء نمط من مكاتب تلقى شكاوى التحرش الجنسى وتكون وظيفته تلقى البلاغات والشكاوى من النساء اللاتى يتعرضن لهذه الأفعال.

يجب على مجلس الشعب القيام بدوره التشريعى وتعديل القوانين الخاصة بجرائم الاعتداء على العرض لتكون رادعة، واستحداث قانون يعطى صلاحية للضبط القضائى لضابط الأمن فى الشارع لتحرير محضر تحرش بدلا من القسم أسوة بمخالفات المرور.

ضرورة القضاء على مشكلة البطالة، وتعميم تجربة مترو الأنفاق بتخصيص عربة للنساء فقط فى حافلات النقل العام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.