اشتهر عام 2012 بحوادث التحرش، وكان أشهرها الحادث الذي تعرضت له الفتاة إيمان بأسيوط إثر قيامها بالدفاع عن نفسها ضد أحد المتحرشين فقام بقتلها ببندقية آلية. كانت ظاهرة التحرش الجنسي قد انتشرت في السنوات القليلة الماضية خاصة في المواسم والأعياد، وبناء عليه وجدنا مجموعة من الفتيات قامت خلال عام 2012 بفتح حوار على مواقع التواصل الاجتماعي لشرح مدى المعاناة اللاتي يتعرضن لها في الشوارع والأماكن العامة وظهرت عدد من المبادرات مثل "أنا متحرش إذن أنا حيوان" و "احميها بدل ماتتحرش بيها" و"شفت متحرش" و"خريطة التحرش" و"أنا مش هاسكت على التحرش"، و"الحملة الشعبية ضد التحرش"، كما قامت مبادرةwatch بتأسيس جبهة موحدة لمناهضة ظاهرة التحرش الجنسي وغيرها الكثير، كما تقدمت مجموعة من الحركات النسوية ومنظمات المجتمع المدني مقترحاً بمشروع قانون يجرم ظاهرة التحرش الجنسي، لتقديمه للجنة التأسيسية لإدماجه في الدستور الجديد. وقام المجلس القومي للمرأة بتقديم المساعدة القانونية من خلال مكتب الشكاوى بالمجلس لأي فتاة تعرضت للتحرش الجنسي على الرقم المجاني (08008883888) وكذلك تقديمه لكافة أنواع المساعدات للفتيات اللاتي تعرضن لهذا العمل المشين بالإضافة إلى أنه قام عدة مؤتمرات وندوات منها جلسة استماع بعنوان "معاً ضد التحرش". وأشارت دراسة أعدها المركز المصري لحقوق المرأة عن التحرش الجنسي تحت عنوان "غيوم في سماء مصر"، إلى زيادة تعرض المحجبات للتحرش، وكشفت عن أن 64.1% من المصريات، يتعرضن للتحرش بصفة يومية. في حين أشارت 33.9% من أفراد العينة إلى أنهن تعرضن للتحرش أكثر من مرة وليس بصفة دائما، بينما أكدت 10.9% على أنهن يتعرضن للتحرش بصفة أسبوعية، وفي المقابل تتعرض 3.9% للتحرش بصفة شهرية. وأصدر المركز المصري لحقوق المرأة دليلاً تدريباً بعنوان "التحرش الجنسي وكيفية مواجهته" ذلك في إطار العمل المستمر للمركز المصري لحقوق المرأة للتصدي لمشكلة التحرش الجنسي في مصر منذ عام 2005. ويهدف الدليل التدريبي إلى توفير مصادر معلومات ومواد تدريبية قابلة للتطبيق وذلك للتعرف على مفاهيم التحرش الجنسي ولتفعيل الحوار والتعرف على آليات مواجهة التحرش الجنسي بالأطفال والنساء. ويهدف الدليل للتعرف على المهارات والإجراءات الواجب إتباعها في حالات التعرض للتحرش الجنسي مع الوضع في الاعتبار الفئات التي نتعامل معها مثل النساء والشابات والأطفال. ويأتي هذا الدليل في إطار حملة قومية للتصدي للتحرش الجنسي وهي حملة شارع آمن للجميع والتي تبناها المركز المصري لحقوق المرأة، ليستكمل هذا الدليل الرزمة الإرشادية ذات الصلة بالموضوع والتي تشمل ثلاث دراسات ميدانية، الأولى مسحية بعنوان "التحرش سرطان اجتماعي" والثانية مسحية تحليلية بعنوان "غيوم في سماء مصر"، ودراسة قانونية حول تشريعات التحرش في خمسة عشر دولة عربية فضلا على عدد كبير من الأدبيات تتضمن كتب وأدوات نشر الوعي وفيلم كرتون للأطفال. وقامت جمعية نهوض وتنمية المرأة خلال عام 2012 بتصميم استمارة استبيان حول ظاهرة "التحرش الجنسي" وتم تطبيقها على عينة مكونة من 500 سيدة وفتاة من عمر "12 إلى 40 سنة" وتم إجراء الدراسة في العديد من المناطق العشوائية. وأكدت الدراسة أن جميع عناصر العينة يعلمن ما هو التحرش وإن اختلفت مصادر معرفتهن به حيث ذكرت 45% من العينة أنهن عرفن التحرش من التلفزيون في حين أن 26.6% عرفنه من خلال تعرضهن الشخصي للتحرش، بينما تساوت نسبة الفتيات والسيدات التي عرفن التحرش من الأهل والأصدقاء حيث بلغت نسبة كل منهما 11.6%، بينما ذكرت 5% من عينة الدراسة أنهن عرفن عن التحرش من جيرانهن. وأثبتت الدراسة أن 92% من الفتيات والنساء المصريات تعرضن للتحرش باختلاف أعمارهن في حين أكدت 8% من عينة الدراسة أنهن لم يتعرضن للتحرش من قبل. وأكدت الدراسة أن جميع الفتيات والنساء يتعرضن للتحرش بغض النظر عن المظهر فالعينة شملت نساء وفتيات بدون حجاب وأخريات بالحجاب وأيضاً اللواتي يرتدين الخمار وأيضاً منتقبات وأكدت الدراسة أن الجميع يتعرض للتحرش حتى المنتقبة حيث جاء في المرتبة الأولى التحرش اللفظي حيث تعرضت 61.2% من عينة الدراسة إلى التحرش اللفظي بدون استخدام الألفاظ الجنسية، وجاء في المرتبة الثانية التحرش اللفظي باستخدام الألفاظ الجنسية حيث بلغت نسبته 18.5%، ثم جاء اللمس والنظرات الفاحصة في المرتبة الثالثة والرابعة حيث بلغت نسبتهما 10% و 7.14% بالترتيب، وأكدت 2.8% من عينة الدراسة أنهن يتعرضن للتحرش بجميع أشكاله. وأكدت عينة الدراسة أنه لا يوجد وقت محدد للتحرش حيث ذكرت 40% من عينة الدراسة أن التحرش يتم في جميع الأوقات، وجاء على قمة الأوقات التي يتم فيه التحرش الفترة من العصر للعشاء حيث بلغت نسبته 38%، تلاه الأوقات المتأخرة بنسبة 24%. وأقام مركز نظرة للدراسات النسوية "تويت ندوة" لمناقشة ظاهرة التحرش الجنسي في مصر والحراك الذي حدث مؤخراً لمواجهة هذه المشكلة. الندوة التي حملت اسم "التحرش الجنسي بين خطاب الحماية وحقوق النساء" أدارتها إنجي غزلان مؤسسة موقع خريطة التحرش الذي يتيح للبنات اللاتي يتعرضن للتحرش بإرسال أكثر الشوارع والمناطق خطراً بالنسبة للسيدات. بالإضافة أنه قامت الخبيرة بالمركز الديموجرافي بمعهد التخطيط القومي د.بثينة محمود الديب دراسة عن طرق وأساليب القضاء على التحرش الجنسي في مصر وجاءت توصيات الدراسة بإصدار قانون جديد يجرم التحرش الجنسي للإناث ويضع عقوبات رادعة على المتحرش وفي نفس الوقت ييسر من إجراءات القبض على المتحرش وعودة الأمن في مصر ونشر رجال الشرطة والمباحث في كل الأماكن المزدحمة وخاصة أمام الجامعات والمدارس وفي الميادين العامة والشوارع الرئيسية في كل محافظة وعلى محطات الأتوبيس والميكروباص على أن تصل إلى الذروة في الأعياد والمواسم والإجازات، والتحلي بالأخلاق الحميدة والتمسك بمبادئ الدين سواء الإسلامي أو المسيحي والتي تحض على احترام حرية الآخرين وعدم التعدي عليهم والحد من الأفلام والمسلسلات والفيديو كليب المثير للغرائز وكذلك حجب المواقع الإباحية على الانترنت. وأرجعت مديرة المركز المصري لحقوق المرأة نهاد أبو القمصان أن ظاهرة التحرش الجنسي في مصر إلى سوء الحالة الاقتصادية وانتشار معدلات البطالة بين الشباب وقلة الوعي الديني فضلاً عما تبثه وسائل الإعلام من بعض المواد الإباحية وسوء التنشئة الأسرية للمتحرش وعدم وجود قانون واضح وفعال يجرم التحرش في المجتمع المصري . وبررت عضو بمؤسسة المرأة الناشطة النسائية منى عزت، عدم الإبلاغ عن المتحرش أن المرأة تخاف عندما تذهب إلى قسم الشرطة توصف ببعض الاتهامات جراء ذلك، وقالت إن الظاهرة تتصاعد يوما بعد يوم وأن هناك غياب تام لدور الدولة، وطالبت بوجود شرطة مدربة على مجابهة هذا النوع .