يبدأ اليوم الرئيس السوداني عمر البشير زيارة رسمية إلي مصر هي الأولي له منذ ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان وكلنا يعلم والبشير يعلم أيضًا مدي الروابط الوثيقة التي كانت تجمع بينه وبين الجماعة التي كانت قبل 25 يناير تكره كلمة "محظورة" حتي وصل بها الحال لتصبح بعد ثورة 30 يونيو "إرهابية" بحكم الشعب وبحكم أفعالها وأعمالها من قتل وتخريب. وكلنا يعلم والبشير يعلم أيضا أن الرئيس الأسبق محمد مرسي موظف الجماعة لدي القصر الرئاسي الذي عزله الشعب في ثورة أبهرت وأذهلت العالم كله كان قد وعد البشير حسب ما أعلن الرئيس السوداني بحل مشكلة حلايب وشلاتين وضمها إلي السودان الشقيق علي طبق من ذهب.. وحين سئل مرسي عن هذا الأمر تهرب من الإجابة الشافية وأخذ يردد كلاما مائعا كعادته! الرئيس البشير استبق زيارته إلي مصر ليعلن دون مناسبة أن حلايب وشلاتين "سودانية" لكنها حسب قوله لن تكون سببا لأي حرب بين مصر والسودان وأن هذه المشكلة يمكن حلها بالحوار وإذا فشل ستلجأ الخرطوم إلي التحكيم الدولي.. وبدوره كرر السفير السوداني لدي القاهرة نفس الكلام ولكن بشيء من الدبلوماسية بحكم منصبه حيث قال في حوار خاص مع "المساء" نشر الخميس الماضي أن لدي قيادتي البلدين حكمة كبيرة في التعامل مع مشكلة حلايب وشلاتين عن طريق الحوار والتراضي بين البلدين!! والغريب أن السفير السوداني عاتب علي الإعلام بقوله إن مشكلة حلايب لا تعالج عبر الإعلام بأي حال من الأحوال وهي ليست موضوعا للتراشق عبر الإعلام ونسي سعادة سفير الخرطوم أن تصريحات عمر البشير التي استبق بها زيارته للقاهرة هي التي أثارت الإعلام وليس العكس وبالتالي عليه أن يعاتب رئيسه أولاً!! إن المتابع للعلاقات المصرية السودانية يدرك جيدًا أنها ليست علي ما يرام أو بمعني أدق ليست في أحسن حال.. فالخرطوم تقف إلي حد كبير بجانب أديس أبابا في قضية سد النهضة الإثيوبي حيث تميل لوجهة النظر الإثيوبية التي تزعم بأن السد لا يشكل أي خطورة علي حصة المياه في كل من مصر والسودان.. وفي نفس الوقت تسعي الخرطوم بين الحين والآخر إلي تأجيج "فتنة" حلايب سواء من خلال تصريحات البشير الأخيرة أو إدراج حلايب وشلاتين ضمن الدوائر الانتخابية السودانية مثما حدث مؤخرًا. ما يقلق المصريين أن السودان الشقيق بدلا من أن يقف بجوار أشقائه المصريين الذين يواجهون إرهابا من الداخل ومن الخارج بحكم الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين يسعي باستمرار إلي توتير العلاقات بين البلدين.. ويبدو أن الخرطوم لا يكفيها الخطر الذي يهدد مصر من حدودها الشرقية والغربية وتعمل علي جعل حدود مصر الجنوبية ملتهبة!!