يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي الرئيس السوداني عمر البشير الذي يزور القاهرة بعد غد لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسودان والعديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلي رأسها أزمة حلايب وشلاتين التي أثيرت مؤخرا في أعقاب التصريحات التي أدلي بها الرئيس السوداني بأن حلايب سودانية. بالإضافة إلي بحث قضية سد النهضة وموقف السودان تجاه ذلك وكذلك تطورات الأوضاع في ليبيا وسبل مكافحة الإرهاب الذي تشهده المنطقة. "المساء" التقت السفير عبدالمحمود عبدالحليم سفير دولة السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدي جماعة الدول العربية الذي أكد أهمية زيارة الرئيس السوداني إلي مصر باعتبارها الزيارة الأولي للقاهرة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. لافتا إلي أن الزيارة تعكس في المقام الأول توفر الرغبة السياسية الكاملة لتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات. وخاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. وحول أزمة حلايب وشلاتين وتصريحات الرئيس عمر البشير بأنها سودانية وتأثير ذلك علي العلاقات بين البلدين قال السفير السوداني. أن الرئيس عمر البشير أكد أنها لن تؤثر علي العلاقات بين البلدين وأن السودان لا يمكن الدخول مع مصر في حالة حرب. مشيرا إلي أن حلايب ليست عنوان العلاقات المصرية - السودانية. فهناك دول كثيرة بينها مشاكل حدود لكن العلاقات بينها ممتازة ومستمرة. لذلك فنحن نركز علي الإيجابيات وندعم المشتركات ونبني الثقة بين البلدين وهو ما يساعدنا علي حل واحتواء أي نزاعات. وحول حساسية موقف السودان تجاه جماعة الإخوان المسلمين في أعقاب ثورة 30 يونيو. قال السفير السوداني إنه ليس هناك موقف حساس بالنسبة للسودان تجاه جماعة الإخوان المسلمين. ونحن نتعامل مع الدولة المصرية واعتبرنا أن ما حدث في مصر شأنا داخليا. لذلك نحن لا نتدخل في خيارات الشعب المصري. ونحن يسعدنا أن يحدث في مصر تنمية وتقدم واستقرار. فاستقرار مصر من استقرار السودان. * ماذا عن الزيارة المرتقبة للرئيس السوداني عمر البشير إلي القاهرة.. ورؤيتك لأهميتها في الوقت الحالي؟ ** بالطبع هي زيارة مهمة وتاريخية وهامة لأنها الزيارة الأولي للرئيس السوداني للقاهرة في عهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وأهمية الزيارة تنبع من أهمية الملفات التي تتناولها الزيارة وهي ملفات خاصة بتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسودان. فهناك إجماع علي أن ما من شعبين يربطهم مثل ما يربط بين مصر والسودان وأن العلاقات أزلية وتاريخية لكن هناك إدراكاً أيضا بأن العلاقات دون مستوي الطموحات لذلك هناك إرادة سياسية مشتركة بين البلدين عبرت عنها زيارة الرئيس السيسي إلي السودان السابقة وزيارة الرئيس السوداني الحالية لمصر. فهي زيارة تعكس في المقام الأول توفر الرغبة السياسية الكاملة لتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات. وخاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. كما تأتي الزيارة علي خلفية تطورات وحراك إيجابي هام في العلاقات بين مصر والسودان تمثل في فتح المعابر البرية لأول مرة بين البلدين. وبدء التشغيل التجريبي لهذا الطريق البري أو المنفذ البري بين البلدين. فهو في التشغيل التجريبي الآن ولكن. هذا التشغيل أفرز إيجابيات لا حصر لها. حيث أصبح السودان هو بوابة مصر لأفريقيا وصادرات وواردات مصر وأيضا صادرات وواردات السودان تذهب إلي مصر وتذهب منها إلي أوروبا. كما خلقت هذه المعابر أيضا حراكا إيجابيا وتواصلا اجتماعيا وإنسانيا حيث أصبح التواصل بين الشعبين سهلا بالسيارات والدخول أصبح يسيرا بالإضافة إلي أن البضائع أصبحت أسعارها منخفضة. فما كان يرحل ب 1200 دولار أصبح الآن في المعبر البري يكلف 200 دولار فقط. هناك إيجابيات وحراك إيجابي يعكس الرغبة السياسية بين القيادتين والتزام البلدين والحكومتين لجعل علاقات مصر والسودان علاقات إيجابية. * كيف تنظر إلي الأوضاع في مصر بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم ونجاح ثورة 30 يونيو. خاصة أن السودان كان لها موقف حساس تجاه جماعة الإخوان؟ ** لا. ليس هناك موقف حساس بالنسبة للسودان تجاه جماعة الإخوان المسلمين. ونحن نتعامل مع الدولة المصرية واعتبرنا أن ما حدث في مصر شأنا داخليا. لذلك نحن لا نتدخل في خيارات الشعب المصري. ونحن يسعدنا أن يحدث في مصر تنمية وتقديم واستقرار. فاستقرار مصر من استقرار السودان واستقرار السودان من استقرار مصر. والبلدان يرتبطان بعمق أمني واستراتيجي. لا فكاك منه أبدا ويوجد مصير مشترك لشعبي البلدين. لذلك خياراتنا كانت واضحة وأعلنا منذ اللحظة الأولي بأن ما يجري هو شأن داخلي. لا يمكننا التدخل فيه بأي حال من الأحوال. ونحن تعاملنا مع مصر تعامل دولة مع دولة. لذلك نحن ندعم إيجابيات ما يجري في مصر. ومصر أيضا تعلم شواغل السودان ولا تتدخل في الشئون الداخلية للسودان. * ولكن المنطقة تواجه موجة شديدة من الإرهاب سواء إرهاب داعش أو جماعة الإخوان. فإلي أي مدي يتم التنسيق بين مصر والسودان لمحاربة الإرهاب وتأمين الحدود؟ ** يوجد تنسيق مشترك للحفاظ علي الأمن المشترك وتأمين النقاط الحدودية بين البلدين. ما يضر مصر يضر السودان والعكس. * ولكن ألا تري أن تصريحات الرئيس عمر البشير بشأن حلايب وشلاتين واعتبارها أرضا سودانية. قد تؤثر علي العلاقات بين مصر والسودان؟ ** نري أن قضية حلايب لا تحل إلا بالحوار. ولدي قيادتي البلدين حكمة كبيرة في التعامل مع هذه القضية عن طريق الحوار والتراضي بين البلدين وهذا هو موقفنا. فمشكلة حلايب لا تعالج عبر الإعلام بأي حال من الأحوال وإنما تعالج بحكمة قيادة البلدين. كما أن الرئيس السوداني عمر البشير أكد أنها لن تؤثر علي العلاقات بين البلدين وأن السودان لا يمكن الدخول مع مصر في حالة حرب. حلايب ليست هي عنوان العلاقات المصرية - السودانية. فهناك دول كثيرة بينها مشاكل حدود لكن العلاقات بينها ممتازة ومستمرة. لذلك نحن نركز علي الإيجابيات وندعم المشتركات ونبني الثقة بين البلدين وهو ما يساعدنا علي حل واحتواء أي نزاعات حادثة أو ممكن تحدث في المستقبل.. وموضوع حلايب ليس موضوعاً للتراشق عبر وسائل الإعلام وإنما موضوع يحل بحكمة القيادتين والحوار. * وماذا عن تطورات ملف سد النهضة وموقف السودان من المفاوضات بشأن هذه القضية؟ ** موقفنا من سد النهضة واضح جدا. وقد التقي وزير الخارجية سامح شكري ونظيره السوداني علي كرتي منذ أيام حددا فيه موعد زيارة الرئيس وناقشا التطورات الإيجابية بشأن ملف سد النهضة وأعربوا عن رضاهم لتلك التطورات.